الموضوع: قط ...فلسطيني
عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 11 / 2010, 41 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
الخمالي بدرالدين
كاتب نور أدبي
 





الخمالي بدرالدين is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

قط ...فلسطيني

[align=justify] سمعت هسيسا في المطبخ ، وصوت قرع صحون خفيف ، دخلت ...كان الباب الخلفي للمطبخ المطل على ردهة مشتركة مع جارتي الرأس أخضرية موارباً...ظننت أن الريح فعلت فعلتها مرة أخرى وتسللت إلى مطبخي لتعبث بأشياءه ...أغلقت الباب بإحكام ثم عدت إلى مكتبي ، أتفقد بعض الأوراق ، ما إن أمسكت بأوراقي حتى سمعت مواءاً ...ماذا ! قط ...قمت مندهشا لأبحث عنه .....كلما تقدمت خطوة أرخيت أذني حتى أعلم مصدر المواء ...كان الصوت قادما من المطبخ المظلم ، حيث لا نافذة له ولامنفذ لضوء الشمس ، سوى ذلك الباب المشترك مع جارتي السمراء...أشعلت ضوء المصباح لأجد القط عند رجلي ...بدأ يتمسح بقدمي ويعلي ذيله ويقوس ظهره كمن وجد صاحبه...قلت في نفسي لربما كان جائعا، أخذت قدحا وصببت به بعض الحليب ...ثم دفعته إليه ...إشتمه لبرهة ثم تركه وعاد إلى مواءه كالطفل التائه من أبويه .
أغلقت عليه باب المطبخ ، وخرجت أتقصى خبره من حارسة المبنى ...أخبرتها بأمره فتعجبت لذلك ...قلت لها هل تريدين أخذه ، فأنا لا أستطيع الإحتفاظ به عندي ، لم تمانع .....وصعدت معي إلى المنزل ...دخلت المطبخ ، وبمجرد ماوقع نظرها عليه بدأت تهدهده على طريقتها الفرنسية...مينو...مينو....تعال ياصغيري ...تعال ، أمسكت به وطوقته بكلتا ذراعيها وبدأت تقبله ...أشفقت عليه ...المسكين كيف سيكون حاله مع هذه السمينة ، ثم مضت تحمله وهي تتمايل كخيمة متحركة .
مضت ساعتان بعد ذلك ، فإذا بي أسمع مواءاً عند الباب ، فتحته فإذا بالقط نفسه قابعا عند عقبه على فرش نفترشه لمسح الأحذية قبل الدخول ، فعلمت ما في نفسه ، لم يطق سلوك الحارسة السمينة ، وضاق ذرعا بقبلاتها المقرفة ...تعال ياصديقي تعال ، أدخلته إلى المطبخ ، وضعت له بعض الخبز في قدح الحليب ودفعته إليه ....قلت هذا ماعندي ...فاليوم يوم الأحد وكل المحلات مقفلة
أغلقت الباب وعدت إلى شؤوني ......لم تمض ساعة كنت نسيت خلالها حكاية القط ، حتى سمعت طرقا على الباب ...فتحت فإذا بجارتي الرأس أخضرية السمراء بلغتها الفرنسية الهادئة ولكنتها البرتغالية الحلوة ...تطلب مني أن أستعيد قطي ....ماذا..قط ؟.....أي قط ياسيدتي أنا ليس لدي قط ، نادت إبنتها ذات العيون القاتلة ...والقوام الممشوق والسمرة الفاتنة ....روزلين ........إحمليه إلى هنا .....خرجت روزلين تحمله بين ذراعيها الجمليتين....وقعت عيني على عينيها ، بدأ قلبي يخفق في سرعة ، غضضت بصري ، نظرت إلى القط في حسد وغيرة وتعجب ...كيف تسللت من المطبخ إلى بيتهم ؟ ...، أطلق مواءه هذه المرة كالرافض للعودة بدون شروط ...أرادت تسليمه لي فقاوم ، ثم تفلت من بين ذراعيها وقفز إلى الأرض ....كان باب البيت مفتوحا فولجه مباشرة إلى المطبخ ، بعدما شرحت لهم أنني كذلك لا أعرف القط ولست صاحبه ودَّعتُ جارتي الجميلة وأمها وشكرتهما على لطفهما تجاه القط .
دخلت أعظ أصابع الخيبة أن لم تتح لي فرصة الحديث معها بمفردها ....لولا أمها لكنت دعوتها لشرب فنجان قهوة بالمقهى المجاور للعمارة .
روزلين ...أه ياصديقي القط لو كنت مكانك في أحضانها وذراعيها....أه.......من الخيبة المتكررة ، ولغتها الفرنسية الغير مفهومة وأمها الجارة المثالية ...
فجأة سمعت طرقا على الباب ...تخيلت للحظة أنها روزلين قد عادت بمفردها تسأل عن القط ....حملته بين ذراعي وتقدمت نحو الباب لأفتحه ، لأبرهن لها عن مدى طيبتي ورأفتي بالحيونات الأليفة ، وعن حناني مع الكائنات اللطيفة ...فتحت الباب فإذا برجل بوهيمي الشكل كثيف الشعر ...الشيب يعلو ذقنه ورأسه ، ماإن رأى القط بين يدي حتى صاح ...حنظلة...! ...حنظلة...!؟ أي حنظلة ياهذا؟ ...هلعت خاصة وأنه نطقها بالعربية ، أشار إلى القط قائلا إنه قطي حنظلة ، لقد بحثت عنه منذ الصباح فلم أجده ، حتى أرشدتني الحارسة إليك ....آه نعم نعم إنه هو تفضل ، أخذ القط بين ذراعه ومد يده لي مصافحا ...أنا فلسطيني ...فعلمت عندئذ سر القط العجيب .

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
الخمالي بدرالدين غير متصل   رد مع اقتباس