لاحَتْ
بـِرَمادِ العـُمْرِ سَحابَة ُصَيفٍ
تـَتـَغْـنـَّجُ بَعـدَ الظـُّهـرِ!
وتـُظـَلـّلُ شَرقي الهَاجـِرَ مِـنْ شَمْسٍ
لِلـقـَوسِ الغـَربيِّةِ تـَجـريْ
والـثـَّلجُ بـِمَـفْـرِقِ تـَقـويمٍ
يـَتـَثـاءَبُ حَـرَّانـًا
يَخـْلـَعََُ شُـطْـآنَ الـفـَجـْرِ
ويُعَاتِبُ صَمْتَ المَوجِ الجَّارفِ ظـُهْرًا
بـِلَهـيـبِ المِلح ِالباقيَ في نـَفـَسيْ مَـــــدٌّ
يَـتـَنامَى مِنْ وَهـْجِ العَـصْرِ
رَفـَأتـْهُ لـَيْلاً في يُـسْـرٍ
نـَسَماتٌ تـَسْخـَرُ بالجـَزْرِ
وانْسـَلـَّتْ مِنْ شُبـّاكي الخائِـرِ..
مِـدْماكَ رَصيفيْ العائِمِ في
عَصَفـَتْ غـُنْجـًا بالشّطآنِ
أوْشـَتْ هَمْسًا لِلربَّانِ:
طابَـتْ أنواءُ الإِبْحارِ
أمْسكـْتُ بـِرُزْمَةِ أقـْفـالي
وبـِخـَيْطِ سِتارَةِ نافِــذَتي
خَـوفـًا مِنْ زَحْفِ الإعـْصا رِ
لِخـَريـفٍ عـَرْبَــدَ سكـْرانـًا
وبـِلا خـَمْرٍ أو خَمَّارِ
فـَعـَروسُ البَحْـرِ بـِسكـْرَتِها
تـَسْتـَلهـِم ُرَقـصًا وحـشـيًا
بـِتــَلـَوٍ تـَكـْسرُ مِرآتي
وتـَلـَمُّ بَـريقَ شَظاياها
لِتـُعَـزِّمََ طـَقـسًا سادِّيًا
بـِوَميضٍ أغْـشا مَناراتي
فـَـتـَبـَدَّدَ في عَـيْنيَ مِيناء ٌ
يُـغـْـزى بـِغِـناءِ نـَوارسِها
كي تـَرْفـَعَ قـَسْرًا مَرْساتي
وشُموعًا سُـكِـبَـتْ في أُذُني
وتـَفـُـكَّ وِثاقيَ عَـن صارٍ
مُـزَقٌ لِشراعيَ تـَعْـلوهُ
والغـُرْبَة ُلَحْنٌ يَحْـدوهُ
يَعْـزفهُ فـَخ ًٌمن زَبـَدٍ
بـِمَسامِعِ (أوديسَ) الآتي
من خـَلفِ بحارٍ أدْهَـشَها
بـِكـُهوفِ الحورِ وقـَدْ أسَرَتْ
أنـْغامًا تـَروي حِكاياتي
ثـَمِـلَ القِرصانُ بأعْطافي
يَـتحدَّى مَوْجاتِ القـَـدَرِ
وصَحَـتْ إنشودَة ُ أصْدافي
مَوالاً يَـسْرَحُ بالوَتـَرِ
(هِـيلا..... هِـيلا.....) يا مِجْـذافي
وَرُوَيْدَكَ مَـهْلاً في حَـــذَر ِ
جُـزُرٌ مِنْ حُـورٍ تـُغـْريني
وتـُراقـِصُ قـَلبَ المَلا ّحِ
فصَهـيـل ُ النـَّايِِ المَغـْبونِ
يَسْتـَفـْرِسُ سا كِنََ مِصباحي
عِـفـريتاً يَهـْزأ ُبِالسِّحـرِ
وطـَغى مَوْجٌ عَـبَـثـِّيٌ
ضَفَرَ المَنـْسوجَ بـِدَهـْرِيَ أسْواطـًا
نَسَجتْ خِـيطانَ الرُّؤيا
مِغـْزَلـُها نـَول ٌ حَجَـريْ
غَـزَلـَتْ في عُـمْقيَّ أنـْثى
زادتْ عُـرْيًا وجَمالاً !
بـِيَـدِ النسَّاجِ المُمْعِـنِ غـَــزْ لاً
لـِيـُطـَرِّزَ كَـوْمَة َ أحْـلامي
ويـُوَشِّــيَ فـَضْـلـَة َ أيــَّامي
لـِتـُراقـِصَني رَقـْصَ المِلـْحِ
حسن ابراهيم سمعون /تسمانيا / 1992/