قصيدة في تأبين الفقيدة زوجة
الأستاذ محمد نحال ومواساة العائلة الكريمة
هي الآن أسمى
غيومُ الأسى والحزنِ تمطرُ لوعةً ** وساعاتُنا في سيرها تتثاقل
وأفْقٌ رماديُّ السكونِ يَلُفُّهُ ** تَمَسُّكنا بالصبر حين نحاول
هنا اللونُ في قوس الطبيعة تائهٌ ** ومحتارةٌ ماذا تغنّي البلابل
وأسطرُنا غَصّت بألفِ تألم ** وأَنَّتْ من الحزن الثقيل الرسائل
فبَعدَك يا ريحانةً في رِياضنا ** ربيعُ الورى من هولِ ما ذاق ذابل
وبَعدَك يا أنْقَى كلامٍ نَبُثُّهُ ** أيدري جَمَالَ الحرفِ واللونِ قائلُ؟
توقفتِ الساعات حين تركْتِنَا ** فأمثالُ أهل المكرمات قلائل
وسيلتُنا في الصبر أنّكِ صبرُنا ** إذا لم تجبنا في المصاب الوسائل
وفي القلب جرحٌ عنكِ يسأل نفسَه ** وعن وصفةٍ تَمْحُوهُ لا يَتَسَاءَلُ
ألستِ كَبُشرى الغيثِ حين تجيئُنا ** تُسَبِّحُ في الحقل العتيق السنابل
بَكَيْنَا وفي الدمعِ المُسَالِ مَوَدَّةٌ ** وَمَنْزِلُكِ الأعلى بِخَيْرِكِ حَافِلُ
إلى جنّة المأوى تَسِيرِينَ وردةً ** وقد ضُمِّخَتْ بالعطر منها الجحافل
وَيَا آلَ نَحَّالٍ رَأَيْنَا غَمَامَةً ** مُحَالٌ بها مُزْنُ السَّمَاءِ يُعَادَلُ
بَكَتْهَا غُيُومُ الأرضِ حينَ فِراقِها ** فَسَحَّ على سهلِ الأحاسيسِ وابِلُ
هِيَ الآنَ أَسْمَى فِي مَقَامٍ مُكَرَّمٍ ** وَكُلُّ تَقِيٍّ لِلْمَفَازَةِ آيِلُ
إبراهيم بشوات
14 نوفمبر 2010