عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 11 / 2010, 09 : 10 PM   رقم المشاركة : [2]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ((( ... شاطئ .. الجرار ... )))

أخى الحبيب عادل سلطانى
لا أعرف من أى بحر تغرف هذا الجمال الشعرى , ولا من أى نبع ترفد جملتك الشعرية وموسياقك ؟ فهذه القصيدة تدهشنى حد الدهشة وتملكنى حد الإلتصاق, ورأيتنى أدخل النص من عالم الإشارات أو الرموز أوالسيمولوجية ,والتى تعنى -كما تعرف صديقى الأحب- علم الرموز والإشارات، وترى بأن الأحداث والظواهر والأشياء ليس لها وظيفة ثقافية بقدر ما لها من معنى والأشياء التي لا معنى لها، إنما هي بطبيعتها ظواهر اجتماعية أفضل أسلوب لفهم أسلوب البنى المشتركة التي عن طريقها يؤلف المعنى ذاته.
و"دي سوسير" فيعرف السيمولوجية: "بأنها العلم الذي يدرس حياة العلامات في كنف الحياة الاجتماعية، من خلال عدم الفصل بين مادة التعبير ومعنى التعبير، وهي تقترب من المحتويات، وتحاول الابتعاد شيء فشيئاً عن الدلالات"
ويرى "رولان بارت" أن السيمولوجية "هي ذلك العمل الذي يصفي اللسان، ويطهر اللسانيات، وينقي الخطأ- مما يعلق به أي- الرغبات والمخاوف والإغراءات والعواطف والإحتجاجات والإعتذارات والإعتداءات والنغمات، وكل ما تنطوي عليه اللغة الحية"
في علم السيمولوجيا ابتعاد عن السلطة وقيودها ولهذا نراه يقول : " كلما كان هذا التدريس حرّاً، فإن الخطاب عليه أن يتحرر من كل رغبة في السيطرة. إنها تقوم ضد السلطة في أشكالها المتعددة "
وهذا النص استطاع ان يحول علم الإشارات إلى سلطة نصية تحكم المبنى والنعنى فى ظزاجة شعرية أحكم الشاعر بيتها من خلال الخطاب الشعرى للنص فهو يقول:
حزين أجل يارياح انثريني
على شرفات الحزينة مثلي
انثريني ..
لعل بصيصا من الحب يبزغ
من ليل قلبي ..
لعل الرماد المثار
يفك الحصار العنيد
ويبزغ جمر احتراقي
توهج هنا أيها العمر ..
ها شرفات الحزينة
أنى استعدت فتحت
مواويل نزفي وأرهقت
ناي الهوى لم أزل في ارتعاش
الأنامل بوحا يشف
على همهمات الأثير
في هذا النص الشعري، يستحضر الشاعر الريح، ليجعل منها الذات المحاورة والمشخصة لواقعه ومستقبله، كعادة شعراء العرب القدماء في ايقاف الأصحاب، ليبثوا لهم آمالهم وآلامهم.
إن المفردات الشعرية لهذه المحبوبة هي:الحبيبة والرماد والحصار والجمر والشرفات الحزينة
فأي امرأة جميلة هذه التى تحاصر بهذا الحصار الرهيب ؟ وأى خطر هذا الذى يداهم من يحاول أن يخترق ساحتها؟ واى رهبة تلك التى تصيب الشاعر وترعش انامله إذا باح باسمها؟
هذه الأسئلة تجعلنا لان قف عند حدود الدراسة السطحية فتصبح عندنا مجرد امرأة جميلة، وصورة للحب والعشق، لكن الدراسة المتعمقة تجعل من هذه المرأة صورة للسياسة والقهر.
إنها رسم للحرية ولهذا يستخدم الشاعر مفردات سياسية واضحة: الحصار العنيد/ همست إليك بسري/فرغم حصار الجليد/كسرت زنازين طيني
وتصبح صورة للصراع بين الإنسان الثائر، وبين السلطان الجائر، بين الإنسان المقهور والمطالب لحريته ووجوده، وبين المتسلطين على الرقاب المانعين للنهوض والكرامة، إنهّ صراع بين عالمين: عالم الأحرار وعالم العبيد، والخير والشر.
ومع كل هذا الحب المستحيل بين الشاعر والمرأة دراسة سطحية، وبين الشاعر والسياسة والحرية دراسة معمقة، يُصرّ الشاعر على السير والابحار والسفر والترحال والحروب والقتال، حتى الوصول إلى المبتغى، مع علمه بشدة المعاناة والمصير
أحبك أيتها الضلع
هل أنت ظلي
انتظرتك يافتنة الروح
ملء احتضاري
أحبك يا همسة وقعتها الرياح
هكذا يبدو النص ليس خطابا غزليا بقدر ما خطاب سياسى, ظهرت فيه مهارة الشاعر ووعورته فى مراوغة النص عنده.
نص جميل أيها الشاعر العبقرى

عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس