عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 11 / 2010, 19 : 01 AM   رقم المشاركة : [4]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: سقطت بغداد وكان في جرحنا ملح صباح أضحى مهين لا ينسى


سيدتي الفاضلة الأديبة هدى نور الدين الخطيب
بكل الألم والدموع والأسى كتبت قبل سقوط بغداد بشهر ( ما زال منشورا ) واحد وكانت الحرب تلوح في أفق
الخيانات التي بدأت في داخل العراق وخارجه ورسمت في مقالتي المشئومة خط سير الدبابات الأمريكية وتوقعت
أن تقطع المسافة ما بين معسكرات الرشيد التي خبرتها وساحة " الحرية " في وسط بغداد في ساعتين / أي والله
في ساعتين . فقالوا لي : أيها العميل الخائن " قلت أتمنى أن أكون كاذبا وليس مخطئا .. ولكني عددت الأسباب
الكثيرة التي سوف تؤدي - وأدت - إلى تلك النتيجة . أقول هذا القول ردا على أسئلتك المحيرة :
" لماذا لم تقاوم بغداد أسوة بأم قصر والفلوجة وباقي المحافظات على الرغم من أن الإعدادات والتجهيزات
كانت تمنحها القدرة على مقاومة تطول لمدة عام على الأقل وأين تكمن الثغرات التي جعلتها تسقط بمثل
هذه السرعة المروعة المرعبة ومن هم ثلة الخونة والمتعاونون معهم قبل السقوط ؟؟؟!! "

إن احتلال بغداد في ذلك التاريخ والقبض على رجال النظام بالطريقة المهينة قد أكد لي على الأقل
بأن دور النظام قد انتهى وأن الحروب التي سبقت والتي خاضها النظام قد أدّت دورها .. وأن الأمة
كما خطط لها الأمريكي ستذهب نحو التمذهب وحرب المائة عام فهل أتى يوم الإعدام بمحض الصدفة
في لحظات التكبير وعلى أيدي المُقنّعين الراقصين الفرحين والذين لم نعرف هويتهم ولا ملّتهم إلا عندما صاروا يصرخون " مقتدى / مقتدى "
ليكتمل فيلم الإثارة وتنتشر الدعوات على ألسن الذين دُربوا وحضروا من اجل تلك اللحظة حين أطلقوا البيانات
المتوعدة بذبح " الشيعة " وحيث بدأ المسلسل وانتشر ؟؟!

مع احترامي وتقديري لجميع المشاعر والدموع فإني لم أنظر إلى تلك اللحظة من منظار مشاعر الأسى على
من أُعدم من دوائر ذلك النظام بل أنني احتقرتهم وكرهتهم في لحظات غضبي لأنهم أشركوني ووضعوني بالصورة
المذلّة بعد أن كان رأسي مرفوعا قبل 3 سنوات في فلسطين وانتفاضة أهلي هناك وفي لبنان كان الفرح يغمُر
كل عربي حرّ حين شاهد ولأول مرة جنود العدو الأخطر العدو الإسرائيلي وهو ينسحب مذلولا خائبا ودون
تحقيقه لأية مكسب سياسي مطلقا .

وتتساءلين يا سيدتي بحسرة لماذا لم تقاوم بغداد ؟!
ذلك أن القائمين على الحكم قد هزموا الناس قبل الاحتلال بسنوات فتفرجوا عليه بل وصفقوا له ورشوا
عليه الأرز كما هزمتنا نفس القيادات الشبيهة في العام 1982 نفسيا وقبل " سيرّ " نفس الدبابات
الإسرائيلي التي حُرقت في العام 2006 ولم تمرّ وعلينا استخلاص العبر ..!

اعذريني أيتها السيدة الجليلة فأنا فرد من هذا الشعب البسيط لم أشعر بالهزيمة وما زلت ..
فمرجعيتي همّ المنتصرون وليس الذين أصبحوا خلف التاريخ .. وما أقوله يا سيدتي أقوله لأذكّر أن في
بلادي أبطالا لا نراهم على شاشات التلفزة ولم تعمل الماكينات الإعلامية على لألأتهم ولم يُصنعوا على هيئة
" نمور من ورق " فنُحبط إن همّ تمزقوا .. ففي بلادك جنود يعملون بصمت لا يسرقون دمّ الشهداء ،
لا يختلقون معارك كاذبة واهية ، أعينهم على جيش العدو وأيديهم على الزناد .. لا يساومون
ولا يُحاربون حروبا بالوكالة عن أحد ، هؤلاء الذين يشوه البعض صورتهم حين يشاهد انعكاس صورته المشوه!

اعذريني ولا تعتقدين أن عاطفتي تقل عن عاطفتك فنحن من نفس الطين ولكني أكظمها، أعض عليها حتى
لا تنفلت مني كلمة قد تكون في غير موضعها وحتى لا أخطئ في قراءة التاريخ كما فعل أخي الحبيب
وأستاذي الغالي عبد الحافظ عندما قال : " منذ ثورة أبى مسلم الخرسانى على اللأسرة الأموية
وسقوط دولة بنى أمية وقيام الدولة العباسية ونقل الحاضرة العربية من الشام إلى بغداد, من هنا بدات تأسس حضارة عربية "


مع احترامي الشديد وحبي لك ايها الغالي فالعبارة أبدا .. وليست من وجهة نظري وحسب .
فالخيول التي أتت من الشرق لم تعد بعدها إليه ايها العزيز وعندما تُنزع العروبة من الشام تتهاوى
حضارة العرب وهذه ليست وجهة نظري أيضا إنها الحقائق التي خبرناها من قراءة التاريخ فهل أنا مخطئ ؟!

أعتذر على هذا الردّ الانفعالي ربما وسامحوني على ذلك
تحيتي محبتي واحترامي
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس