[رأفت العزي]

إنتقل إلى رحمة الله العلامة المجاهد الشيخ محمد نمر الخطيبب

بالأمس إلى رحمة الله في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن عمر يناهز مائة عام

وقد صلينا عليه بعد صلاة الفجر من هذا اليوم في المسجد النبوي الشريف ( كاتب المقال )

والجدير بالذكر أن الشيخ هو أحد رجالات فلسطين

وواحد من أبطال المقاومة فيها

ضد إنشاء وطن قومي في فلسطين

وللشيخ تاريخ عريق في العمل في مجال الدعوة الإسلامية

ونتوجه من هذا المنبر الدعوي لأهله وذويه ومحبيه بأحر التعازي القلبية فنقول:

أعظم الله أجركم وغفر لميتكم

تغمد الله الشيخ برحمته وأسكنه فسيح جنته

-----------------------------------------------------

كما وإني وجدت بعض المعلومات المتواضعة عن سيرة هذا الشيخ الجليل فأنقلها كما وردت
محمد نمر الخطيب (حامل للقب شيخ) كان قائد الإخوان المسلمين ومناصرا للحسيني رئيس اللجنة العربية في حيفا أثناء الصراع العربي اليهودي في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني والحرب العربية الإسرائيلية الأولى، أسس الخطيب جمعية إسلامية اسمها جمعية الإعتصام عام 1941. وكان عائلة الخطيب تمسك بزمام الإفتاء في حيفا زمن الحكم العثماني.
إستهدف الخطيب للإغتيال على يد الهاجاناه ضمن عملية زرزير في 19 فبراير من العام 1948. حيث قام اثنان من عملاء شاحار بإطلاق 32 رصاصة على سيارة أجرة كان يستقلها الخطيب شمال حيفا في طريق عودته من دمشق. أصيب بإحدى الرصاصات في رئته وثلاثة في كتفه الأيسر وبقي خارج فلسطين لبقية فترة الحرب. كما قتل راكب وأصيب آخر في ذلك الهجوم. كان الخطيب مؤلف كتاب "من أثر النكبة" الذي يتحدث عن أحداث حرب 1948 في فلسطين.

جهاده

في عام 1938م قامت ثورة الشعب العربي في فلسطين بعد استشهاد الشيخ عز الدين القسام، فقام الشيخ محمد نمر الخطيب بقيادة الثورة ضد الاحتلال الإنجليزي والغزو الصهيوني، فاعتقل في حيفا، ثم أطلق سراحه. ولمّا عُين مدرساً في معهد البرج في عكا اعتقل مرة أخرى ثم أطلق سراحه. وفي عام 1939م خاض معارك أخرى وجُرح فيها عام 1948م ثم بعد ذلك ترك حيفا وأقام بالشام والعراق ولبنان.
]ما بين العراق ولبنان

بعد وصوله للعراق اختير خطيباً للحضرة القادرية، ثم سافر إلى لبنان، وأصدر عدة مؤلفات، منها (من أثر النكبة – من هدي القرآن) وغيرها، وكان في لبنان يدرس ويؤلف ويقدم خدمات جليلة للإسلام، أدى فريضة الحج عدة مرات، ثم عاد إلى العراق حيث عُين أستاذاً في كلية الشريعة، ثم خطيباً في مساجد عدة، منها جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني، وجامع دراغ، وجامع البنية. وهو من علماء الإسلام البارزين، فهو مدرس ومؤلف وخطيب بارع مع تقى وصلاح.
التنقل والاستقرار

طافَ البلاَدَ الإسْلاَميَّة وَزَارَ الأقطار المقدَّسَة كَاشِفاً أخطَار الصهيوينَّة وَالمؤَامَرات الاسْتِعمَاريَّة. قام بتدريس العلوم الإسلامية بكلية الشريعة والآداب ببغداد، ومعهدِ الدراسات والبحوث العالية بتونس، والجامعة الإسلامية بليبيا . وفي أثناء مجاورته بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 1400 درَّس في الجامعة الإسلامية بقسم الدراسات العليا ثم في كلية التربية بالمدينة المنورة، وبعد تركه الوظائف الرسمية فتح داره ومكتبته العامرة لطلاب العلم ومُحبِّي المعارف على أنواعها . وكانت داره في المدينة المنورة منتدى لأهل العلم والفضل ، وتربطه بعلماء العالم الإسلامي ورجال الدعوة الإسلامية روابط وثيقة وأواصر وشيجة.
مؤلفاته

1- من هدي القرآن. 2- من أثر النكبة. 3- المدخل لدارسة النطق. 4- فلسفة الحج. 5- الإسلام دين هداية. 6- من نور الإسلام. 7- أحداث النكبة. 8-الإيمان طريقنا إلى النصر. 9- حقيقة اليهود والمطامع الصهيونية. مكتبة دار الحياة 1969 10- مرشد الدعاة. 11- أبحاث تمهيدية في العقيدة الإسلامية. 12- موقف الدين من العلم.
وتحت الطبع 1- فلسفة العبادة في الإسلام. 2- قبس من نور الإسلام. 3- من علوم القرآن. 4- دراسات في الفلسفة الإسلامية. 5- الفلسفة الإسلامية من مصادرها الأصلية. 6- تاريخ الفقه الإسلامي. 7 - مقدمات في الفلسفة. 8- أيام في الباكستان. 9- عام في تونس وليبيا. 10- شهور في المغرب الأقصى. 11- محاضرات إسلامية. 12- أحسن الحديث. 13- شخصيات عرفتها. 14- فتاوي إسلامية. 15- أسئلة وأجوبتها. 16- النصرانية في القرآن وكما فهمها المفسرون. 17- ابن عرفه عالم المغرب.
وفاته

انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والجهاد عن عمر يناهز المائة عام في المدينة المنورة عشية عيد الأضحى المبارك ليلة الثلاثاء العاشرمن ذي الحجة عام 1431 الموافق السادس عشر من تشرين الثاني لعام2010.