رد: همسات أيلولية
على شواطئك عكا
حملني الشوق إلى شواطئك يا عكا ..
حملتني رياح الشوق إليك ..
هناك حيث تركت مركباً لي يتهادى على موج البحر .. تلفحه نسائم عكا في الصباح والمساء ..
وأنا هنا أتعثر بخطاي على رمال الغربة ..
وتذوب أقدامي من فرط الإنتظار على شواطىء المنافي .
" يا عروس البحر قتلني الحنين "
يا نسر عكا .. يا مركباً ما زال يتهادى على شطآن القلب .. أنا أيضاً يقتلني الحنين ..
يفتتني الحنين ..
تجلدني سياط الشوق كل فجر وتتلذذ في تعذيبي قوافي الليل العنيد ..
في كل صباح يرسل إليَّ ندى عكا رذاذه ..
يعانق بحرقة مُرّة ملامح انتظاري ويسألني الحضور إلى صباحات عكا التي غابت خلف المدى ..
كيف تعود تلك الصباحات وأيلول أخذ بذيله جميع مساحات اللقاء ؟
خبأها في قلب الخريف قبل أن يرحل .. وأعلن على الفصول أنه لن تظهر شمس عكا عليها بعد اليوم ..
وأنت ما زلت تقف منتظراً على شواطىء عكا .. تنظر إلى النوارس بحسرة المشتاق ..
تسألها أن تلقي إليك برسالة ..
النوارس يا نسر عكا لم تعد تحمل الرسائل .. عكا أصبحت بعيدة جداً .. لن تصلها نوارس قلبي ..
ورمال الغربة أثخنت وقع أقدامي وشتت خطاي ..
وبعثرت كل أمالي في اللقاء .
يا نسر عكا .. أيلول رحل وأنت هناك ..
مركبك بات وحيداًً على شواطىء عكا وليل الانتظار طويل قد لا تشرق عليه شمس اللقاء
وهذا الرذاذ الجميل الذي يداعب قسمات وجهي كل صباح
سيأتي يوم وتبدده المسافات .
شواطىء عكا ليست للانتظار ..
شواطىء عكا ما عادت للانتظار ..
عُد يا نسر ..
مساحات اللقاء طواها أيلول بقلب الخريف وأعلن أنه لن تظهر عليها شمس اللقاء .
|