الإسلام في السويد يكون أو لا يكون - الحلقة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام في السويد : يكون أو لا يكون!
الحلقة الرابعة
السويد وحرب أفغانستان: عندما يغيب الحكماء ويدمن الساسة مشاهد الكابوي الأميركي
ربما كان مقدرا ان نتناول موضوع هذه الحلقة في المراحل الأخيرة من هذه السلسلة من المقالات لولا أن تتابع الأحداث وفظاعة الأخطاء والتبعات دفعت بإتجاه تقديم هذا الموضوع في وقت أبكر. لقد باتت الحكمة وبعد النظر المعروف عن تاريخ السياسة السويدية محل شك عندما يفتح الباحث ملف هذه المحطة الهامة من محطات العلاقة بين الإسلام والسويد. وتبدأ القصة من قرار مجلس الأمن الدولي تشكل وارسال قوة دولية للمساعدة الامنية في 20 ديسمبر 2001 وقرار السويد المشاركة في هذه القوات والمعروفة اختصارا بـ "ايساف ".
في البداية كانت مهمة القوات تنحصر في مساعدة الجيش والشرطة الأفغانية على توفير الأمن في كابل ومحيطها، لكن في اكتوبر 2003 وسعت الأمم المتحدة تفويض القوات ليشمل كل الأراضي الأفغانية. تطوعت عدة دول لقيادة مهمة إيساف كل ستة أشهر. وكانت بريطانيا أول دولة تتولى القيادة وتلتها تركيا. أما المهمة الثالثة فتولى قيادتها كل من ألمانيا وهولندا بدعم من حلف شمال الأطلنطي.ومن أغسطس 2004 تولى حلف شمال الأطلنطي (الناتو) قيادة إيساف.
منذ مارس 2006 تسلمت السويد من بريطانيا مسؤولية مشاريع المساعدة العسكرية ، وفريق إعادة إعمار المحافظات (فرق الإعمار الإقليمية) في شمال أفغانستان في مساحة تعادل خمس مساحة السويد وفي اربع محافظات بلخ وسامانجان وجوزجان وصاري بول.تمركزت القوات السويدية في معسكر " مارمال " و" نورث لايت "" نور الشمال" جنوب شرق مدينة مزار شريف في منطقة حارة وجافة تصل درجة الحرارة العادية فيها في الصيف إلى اكثر من 40 درجة مئوية في سبتمبر 2005 كان عديد القوات السويدية في افغانستان 94 شخصا وفي خريف العام ذاته تم اقرار زيادتها الى 200 شخص لمدة عامين على ان لا تتجاوز في الحالة القصوى 375 شخصا غالبيتهم موظفون مدنيون .
عندما اتخذ قرار المشاركة السويدية كان كلا جهتي السياسة السويدية اليمن واليسار متوافقا حولها وسرعان ما تغير موقف حزب اليسار بعد فوز اليمين في انتخابات 2006م ورفض حزب البيئة اي رفع للقوات في الاعوام التالية ورأى البعض رفع أعداد العاملين المدنيين فقط ضمن هذه المشاركة.
في 13 نوفمبر 2008 قررت الحكومة السويدية تعزيز وجود الجيش في أفغانستان من خلال النقل والمروحيات الطبية ومزيد من التدريب ومجموعات التنسيق. مع زيادة القوات السويدية في عام 2009 إلى ما يقرب من 500 شخص مقارنة مع 373 في نوفمبر 2008.
ذرائع مشروخة!!
تنوعت الذرائع التي ساقتها الحكومة السويدية لارسال قواتها الى أفغانستان فبعدما كان الهدف الأساسي للمشاركة السويدية في القوة الدولية هو المساعدة على تعزيز الامن الافغاني وتنمية البلاد الاجتماعية والاقتصادية لتأمين ذهاب الفتيات الى المدارس, بدأت السويد في ترديد أن العنف في أفغانستان يؤثر على أمن السويد نفسها بخطري" الإرهاب " و" المخدرات"!
في الاول من اوكتوبر عام 2002م كتبت صحيفة " سفنسكا دوجبلاديت " مقالا بعنوان السويد قاعدة للارهاب قالت فيه ان السويد بحسب تقرير لـ بي بي سي اصبحت المكان المثالي لاختباء الإرهابيين. ووصفت الحكومة السويدية وشرطتها الأمنية بالعاجزة بحسب وصف خبير للارهاب في مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة المخابرات المركزية الاميركية. وجاء في التقرير ان كلا من مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية يشعرون بالقلق نتيجة لنشاط تنظيم القاعدة في السويد على نحو متزايد وبدأ الصحفي بيتر مارشال بالحديث عن المجتمع السويدي. ولكنه اشار الى ان هناك العديد من الثغرات في قدرة السويد على مكافحة الإرهاب. وتحدث عن خلية لتنظيم القاعدة تضم ما بين عشرة وخمسة عشر شخصا من السويد وشاركوا في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان. خبير الإرهاب ماغنوس رانستورب بجامعة سانت اندروز في اسكتلندا يقول ان العدد ربما يصل الى 50 شخصا.ووفقا لماغنوس رانستورب ، هناك شخص يحمل الجنسية السويدية في قيادة تنظيم القاعدة وهو في 35-40 سنة من العمر ومن وسط السويد. وخليته قد تكون واحدة من أهم 30جماعة إرهابية في العالم .
في السابع عشر من نوفمبر 2003م نشر مقال بعنوان " أمن السويد مهدد " بقلم سفانتي كورنيل ونيكلاس سفانستروم ، وهما باحثان في جامعة أوبسالا جاء فيه أن " تجارة المخدرات والجريمة عبر الحدود يزيد التهديد للأمن الاجتماعي في السويد. وأنه يجب على الحكومة أن تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ، وحدد التقرير افغانستان وايران كمصدر للهيروين المهرب الى السويد عن طريق روسيا ويرتبط نظام الاتجار بالمخدرات ارتباطا وثيقا بالدعارة المنظمة والتهريب والاتجار بالأسلحة وتهريب مكونات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية ليحقق مالياً هامش ربح أكبر في تجارة المخدرات (مع مبيعات تصل لأكثر من ثلاثة ترليون كرونر ، أي أكثر من صناعة السيارات أو النفط) ،وأن شبكة من المجرمين يقفون وراء تجارة المخدرات في المجتمع السويدي وبالتالي يجب أن تعطى الجريمة المنظمة والمخدرات دورا أكثر بكثير في السياسة الخارجية السويدية.لقد حان الوقت أن يتم التعامل أيضا تهديدا مباشرا من هذا القبيل إلى المجتمع السويدي على هذا النحو في سياسة الحكومة" أ.ه.
ويناقش الباحث الإسلامي الاستاذ علي باكثير في مقال نشر له في 17 ابريل 2005م بعنوان" حقائق الفشل الأمريكي الذريع في أفغانستان " عدة ذرائع تسوقها ماكينة الإعلام الغربي وترددها من خلفها جوقة الببغاوات الغربية و السويدية لتبرير التواجد الغربي في أفغانستان بقوله عن الاحتفاء بالديمقراطية واجراء الانتخابات الافغانية :" يرى الأمريكيون أنهم حقّقوا إنجازا في أجراء انتخابات رئاسية أفغانية وأن الشعب نجح في أخيار مرشّحه للرئاسة،هذه الإستراتيجية الإعلامية تزيّف الوقائع سواء لناحية الداخل أو الخارج وتوحي بأن كل شيء يسير على ما يرام وأن المجتمع انتقل من الطور القديم البالي إلى الديمقراطية بسرعة هائلة ودون أي عقبات , وإذا شرّحنا الواقع السياسي الحالي في أفغانستان نرى أن القيادات القبلية الفاسدة فيما يعرف بأمراء الحرب الأفغان لا تزال حاكمة وبقوة، وكل ما جرى هو شراء للولاءات لخدمة كرزاي، ونتيجة لعدم قدرة الأمريكيين على الخوض في التعقيد القبلي الأفغاني، فقد كان ذلك أسهل حل وأكثره فاعلية لها، وقالت: "واشنطن بوست" آنذاك: "إنه حدث استثنائي أساساً لأن الانتخابات حدثت أصلاً، ولان أفغانستان أجرت أول انتخابات حرة في تاريخها".
وحتى "نيويورك تايمز"، التي تعتبر نفسها موضوعية وليبرالية، وصفت الانتخابات بأنها "ناجحة" على حد قولها. وسبب النجاح، مرة أخرى، هو تدفق 10 ملايين ناخب على صناديق الاقتراع، أي عملياً معظم الناخبين المسجلين على لوائح الاقتراع!! هذه الصورة التي قدمت اثر الانتخابات عن أفغانستان جعلتنا نعتقد أننا في فرنسا أو السويد، لكن الذي حصل أن القوائم الانتخابية التي وصلت إلى الرقم 15 مليون ناخب من بينهم أكثر من 41 في المائة من النساء، استندت إلى إحصاء 1979 قبل الحرب التي قتلت مليوني "ناخب"، وشردت نحو ثلث "الناخبين" (أي ثلاثة ملايين). وأن 3 في المائة من إجمالي الناخبين، سجلوا أنفسهم مرات عدة، ويعتقد أيضا على نطاق واسع أنه تم تسجيل الأطفال والأجانب أيضا كناخبين، خاصة في المقاطعات الجنوبية الشرقية، وهكذا وصل عدد المسجلين في مقاطعة باكتيا إلى 17 في المائة! و برغم احتجاج منافسي كرزاي الـ 19 على تزوير حبر البصمات، إلا أن طلبهم بوقف الانتخابات لتغيير الحبر رفض. وهكذا استعمل مئات الآلاف من أنصار كرزاي أصابعهم بحيوية ونشاط للتصويت مرة، بعد مرة، بعد مرة.
وينقل الباحث باكثير عن الباحث "روبرت نوفال" في مقال له في الـ"Chicago Sun Times" الأمريكية في عام 2004 عن جندي أمريكي موجود في أفغانستان قوله : "الوضع في أفغانستان لا يشبه إطلاقًا البلد الذي يُزعم أنه يتقدم باتجاه ديمقراطية يعتدّ بها تحت الوصاية الأمريكية. وحامد كرزاي، الرئيس الأفغاني المدعوم من قبل أمريكا، تنظر له القوات الأمريكية على أنه رجل فاسد ميئوس منه، ومستمر في الحكم بقوّة الأسلحة الأمريكية، " فيما يقول "فرهارد خوروسكافار" (مدير معهد الدروس العليا في العلوم الاجتماعية في فرنسا) في مقال له بعنوان "أفغانستان في قبضة أمراء الحرب"، يقول: "من اجل المحافظة على وجوده، يحاول الحكم وضع حد لسلطان أمراء الحرب من خلال دمجهم في البلاط، على غرار ما فعل لويس الرابع عشر بالأرستقراطية. لكن هناك فارقاً كبيراً مع أحوال فرنسا في العهد القديم" "ما إن تخرج إلى ضواحي كابول حتى تختفي الدولة ولا تجد سوى أمراء الحرب المطلقي السلطة يفرضون الضرائب والإتاوات ولا يأبهون لتطبيق توجيهات الحكومة المركزية. حتى في العاصمة ليس معروفاً من هو الحاكم: الرئيس حميد قرضاي وحكومته؟ أم السفير الأميركي من أصل أفغاني زلماي خليل زادة الذي أسقطته واشنطن هناك بالمظلة؟ أم القوات الدولية البالغ عددها 6 آلاف رجل والتي تسيّر دورياتها في طول الأحياء وعرضها؟" !
وفيما يتعلق بالقضاء على المخدرات يقول الباحث" لقد تحوّلت أفغانستان بفضل الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى الدولة الأولى في العالم في زراعة وإنتاج الأفيون والحشيش، والآن يتم التحضير لتتبوّأ أيضا المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الهيروين داخليا، وفي هذا الإطار كتبت صحيفة 'برلينر تسايتونج' الألمانية في عدد لها في شباط 2004 تقول: "أصبحت أفغانستان دولة عظمى من جديد في ما يتعلق بكمية إنتاج الأفيون، وذلك تحت أنظار القوات الدولية المسلحة تسليحًا عاليًا، ومما لا يخفى هو أن الأفيون يعد المادة الأساسية لتصنيع الهيروين، وحسب إحصاءات الأمم المتحدة فإن ثلاثة أرباع كميات الأفيون المستهلك في العالم تأتي من هذا البلد الذي يقع في آسيا الوسطى. وعن العائد المادي للبلد من وراء الأفيون، فإن الدخل من هذه المادة يصل إلى 3.2 مليار دولار سنويًا، ومن المتوقع أن يزداد الدخل هذا العام".
ثمّ نقلت صحيفة "The Independent" البريطانية في شهر تشرين ثاني 2004، أنّه وبعد مرور ثلاث سنوات ونيّف على سقوط الطالبان وبحسب تقرير للأمم المتّحدة لعام 2003 ، فإن محصول الأفيون في أفغانستان في ازدهار لم يسبق له مثيل، والبلاد أمنت الطريق لتصبح دولة مخدرات يعمّها الفساد. ويقول تقرير مكتب الأمم المتحدة حول المخدرات والجريمة (UNODC) الذي صدر مؤخرا أن تجارة المخدرات أكبر بكثير ممّا كان متصورًا. و أن حوالي 1% من السكان متورطون في إنتاج المخدرات".
ووجد تقرير الأمم المتحدة لعام 2003 بأن واحد من بين كل عشرة أفغانيين مشترك في تجارة المخدرات، التي استخدمت العام الماضي 2.3 مليون نسمة، وكانت تمثل 6% من إجمالي الإنتاج القومي.وخلال سنة واحدة فقط ارتفع حجم المنطقة المخصصة لزراعة المخدرات بنسبة 64%. وزاد الانتاج بـزيادة قدرها 17% عن العام الماضي و كتبت "جودي ديمبسي" في صحيفة هيرالد تربيون إنترناشيونال يوم (6 مارس 2005) "حول ازدهار زراعة الحشيش في أفغانستان" أن " الأمم المتحدة حذرت من احتمال أن يتحد عشرة من كبار تجار المخدرات في أفغانستان ليشكلوا شبكة شبيهة بالشبكة الكولمبية تمتلك القدرة على تحويل أفغانستان إلى دولة مخدرات. فيما قال "أنطونيو كوستا" (المدير التنفيذي لمكتب هيئة الأمم لمكافحة المخدرات والجريمة) في فيينا في اجتماع لخبراء مكافحة المخدرات والجريمة, "قبل عشر سنوات كان ينقى 2% من الإنتاج إلى الهيروين داخل الدولة و8% في الخارج والآن 8% ينقى في الداخل... وأمراء المخدرات يسعون الآن إلى السيطرة على الاتجار والبيع بالتجزئة وهما المرحلتان الأخيرتان؛ رغبة في تحقيق مكاسب مالية أكبر"، وقد بلغت قيمة الصادرات من الأفيون في العام الماضي 2.8 مليار دولار أو ما نسبته 6% من الناتج المحلي الأفغاني، وهذا يفسر حالة الخوف من انزلاق أفغانستان إلى دولة مخدرات خاصّة انّه جاء في تقرير هيئة الأمم أن معدل الدخل السنوي للأسرة من زراعة المخدرات بلغ 46 دولار في العام الماضي أي أكثر اثنتي عشرة مرة مما يحصله المزارع من زراعة هكتار من القمح والذي يبلغ 39 دولاراً. وشرح "كوستا" كيف أنّ أمراء تجارة المخدرات في أفغانستان عازمون على تشكيل حلقة متكاملة للمراحل الأربع لإنتاج الأفيون وهم الآن يسيطرون على اثنتين منها وهي الزراعة والتنقية. كل هذا يجري ويحصل أمام أعين القوات والإدارة الأمريكية، ويبدو أنّ الأمريكيين لا يأبهون كثيراً للأمر لا سيما أن تصدير الأفيون غير موجه بالأولوية إلى الولايات المتحدة (حيث يغلب استهلاك الكوكايين) بل إلى أوروبا وإيران (حيث الأفيون مرغوب لدى فئة من الشباب) وباكستان وأسواق أوروبا الشرقية الجديدة. ويتقاضى أمراء الحرب من هذه التجارة رسوم مرور تسمح لهم بتجميع أموال يستخدمونها لرعاية أنصارهم وميليشياتهم المسلحة الذين يفوقون عدداً الجيش والشرطة الحديثي العهد. من جهتها فإن الحكومة غير قادرة على تأمين أكثر من 12 في المئة من موازنتها، إذ تعتمد في الباقي على المساعدات الغربية.
وفي مجال التنمية التي تتغنى بها الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية المساهمة يذكر الباحث أنه: "لم ير أحد من الأفغان ولا غيرهم أيَّ مشروعٍ من قبل الأمريكان يخصُّ مجال الزراعة والمياه، رغم أن أفغانستان بلدٌ زراعي ويعمل 85% من سكانه في هذا المجال، بل وتضررت الزراعة بدخول القوات الأمريكية إلى أفغانستان لأنها سمحت لعصابات المخدرات بزراعة الخشخاش في جميع ولايات أفغانستان"!
وعلى الصعيد الاجتماعي وتأمين الأمن والاستقرار ينقل الباحث باكثير عن دليل التطوير الإنساني في تقرير تطوير الأمم المتّحدة الإنساني لعام 2004، أن أفغانستان أصبحت سادس أسوء دولة على وجه الأرض بعد بوروندي، مالي، بوركينافاسو، النيجر وسيراليون، وطبقا لبعض التقارير الدولية الأخرى فإن أفغانستان ثاني أسوء بلد في العالم غير مهيأ للعيش بعد سيراليون. ويقول "وحيد مزدة" مؤلف كتاب "أفغانستان وخمس سنوات من حكم طالبان" في توصيفه لفترة دخول الأمريكيين إلى أفغانستان: "ليس الإشكال في أن الشعب لم يحصل على شيء فحسب، ولكنه أيضا فقد الأمن الذي كان يتمتع به في ظل طالبان".
فيما يقول الصحفي الأمريكي الشهير "جي أليكسندر" في مقال له في صحيفة نيويورك تايمر":2005 "إن الواقع في أفغانستان الآن هو عكس ما وعد به الرئيس الأمريكي بوش عام 2002م، فقد مضى على سقوط نظام طالبان حوالي ثلاث سنوات، ولم تفلح القوات الدولية ضمن منظمة "إيساف" في إحلال الأمن والسلام في البلد الذي أثخنته المجاعات والحروب التي دامت لمدة عقدين أو يزيد... البنية التحتية لا تزال مدمرة تماماً، والشعب الأفغاني يطحنه الفقر والعوز، ولم تتحول وعود إعادة الإعمار إلى حقيقة ملموسة وقائمة على أرض صلبة، كل هذا يوضح مدى فشل إدارة بوش في المستنقع الأفغاني". ويضيف قائلا: "إن البنى الأمنية كانت تتصدع في القرى والمدن، ولما اتجهت قواتنا إلى المدن واجهت أوضاعاً غير طبيعية، ولا أدل على ذلك من أن قواتنا ورجال الإغاثة الذين قتلوا خلال العام الجاري أكثر بكثير من حصيلة العامين الماضيين، حتى إن منظمة "أطباء بلا حدود" التي تعمل في البؤر الملتهبة اضطرت إلى الانسحاب من أفغانستان بعد أن قدمت فيها خدماتها على امتداد 24 عاماً، وهي ترى نفسها الآن في وضع غير آمن في أفغانستان الخاضعة للولايات المتحدة وحلفائها".
وأما في مجال حقوق الإنسان فقد ذكر أحد التقارير الصادرة عن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان بعنوان "استعادة الحرية: الانتهاكات التي قامت بها القوات الأمريكية في أفغانستان"، أنّ الولايات المتّحدة تنتقد ما تعتبره عمليات تعذيب في دول أخرى بينما استخدمت نفس الوسائل عند استجواب الأسرى في أفغانستان" ووجه التقرير ثلاث تهم للولايات المتحدة وهي: الإفراط في استخدام القوة, الاعتقالات العشوائية، وإساءة معاملة المعتقلين. وأن " طائرات الهليكوبتر كانت تقوم بقصف مناطق سكنية في وقت لم تكن فيه القوات الأمريكية تواجه أي مقاومة من المقيمين فيها". وفي 9 آذار 2004م نشر "مراقب حقوق الإنسان" في نيويورك تقريراً بعنوان: "أفغانستان: القوات الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان"، ويوجّه التقرير اللوم إلى القوات الأمريكية بـ"التصرف كرعاة البقر" في حق المدنيين "الذين لا يخالفون القانون بشيء"، ويؤكد بعض الشهود أن الجنود "يدمرون الأبواب بواسطة القنابل بدل أن يقرعوها" ويعنفون النساء والأطفال. ويختم الباحث مقاله بالفشل العسكري الامريكي والغربي الذي بات واضحا للعيان دون حاجة ان نذكر بان عدد قتلى حلف الناتو للعام الحالي 2010 وصل الى 600 قتيل ليكون الأسؤ منذ التدخل الدولي في افغانستان! ناهيك عن التكلفة المالية الخيالية الباهضة للعمليات العسكرية هناك ويكفي في هذا المقام الإشارة الى تقديرات مالية نشرت في اوكتوبر 2010م أظهرت أن العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش البريطاني في أفغانستان ستكلف خزينة المملكة المتحدة أكثر من 15 مليار جنيه إسترليني (حوالي 23,6 مليار دولار أميركي) خلال الأعوام الأربعة القادمة. وكانت صحيفة ذي غارديان اللندنية قد ذكرت في موقعها الإلكتروني أن تلك المبالغ سيتحملها صندوق احتياطي خاص، أُنفق منه بالفعل حوالي 12 مليار جنيه إسترليني (18,8 مليار دولار) في الصراع الدائر هناك، وليس خصما على ميزانية وزارة الدفاع.واستندت الصحيفة في تقريرها إلى توقعات وزارة الخزانة التي كشفت أيضا عن أن أجهزة الأمن والمخابرات لن تنجو من تقليص ميزانياتها. ورغم أن تلك الأجهزة ستحصل على مائة مليون إسترليني إضافية (157 مليون دولار تقريبا) خلال السنوات الأربع القادمة من أجل مكافحة الهجمات الإلكترونية المحتملة"! – قناة الجزيرة
بدأ الهجوم
في 25 نوفمبر 2005
أصيب أربعة جنود في سيارة من نوع تويوتا في الانفجار الذي وقع في مدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان.اثنان من الجنود هو "بجروح خطيرة جدا" ماتوا لاحقا بعد نقلهم للمشفى الميداني الالماني
14 ابريل 2007م
اصابة جندي سويدي في هجوم بقنبلة على سيارة تابعة للقوات السويدية
16 يونيو 2007م
هجوم اخر يستهدف سيارة مرسيدس تستخدمها القوات السويدية دون خسائر في الارواح
13 يناير 2008م
اصيب اثنان سيارة دورية السويدية مع أربعة جنود لاطلاق نار خلال دورية. ويمكن للجنود الاحتماء في منزل وجميع نجا ، ولكن وضعت السيارة للخروج من العمل من أجل. ألقي القبض على شخص واحد في وقت لاحق من قبل الشرطة الافغانية
31 اوكتوبر 2008
دورية سويدية تتعرض لهجوم ولا خسائر في الارواح
6 نوفمبر 2008
تعرض اثنان من القوات السويدية لهجوم من عدة اتجاهات. لم يصب احد من السويديين في الهجوم
7 نوفمبر 2008م
هجوم على دورية سويدية بقذائف صاروخية من نوع آر بي جي
23 ابريل 2009م
تعرضت قافلة من اربع سيارات لاطلاق نيران الاسلحة الخفيفة وقاذفات الصواريخ ولم يصب احد من الجنود السويديين.
30 يونيو 2009م
تعرض الجنود السويديين في دورية مع قوات الأمن الأفغانية لكمين مسلح. واستمرت المعركة عدة ساعات وتدخل الدعم الجوي من ايساف وقوات الامن الافغانية ولم يصب احد من الجنود السويديين
11 يوليو 2009م
تعرضت دورية سويدية لهجوم بنيران الاسلحة الصغيرة وقاذفات الصواريخ. ولم يصب احد من الجنود السويديين
22 يوليو 2009م
تعرضت دورية سويدية فنلندية تتكون من حوالي 12 جنديا الى هجوم ببنادق الأسلحة الصغيرة ولم يصب احد من الجنود.
24 يوليو 2009م
تعرضت مجموعة سويدية لاطلاق النار في بلخ إلى الغرب من مزار الشريف ولم يصب احد من الجنود.
24 يوليو 2009م
هجوم على دورية سويدية فنلندية أفغانية مشتركة في المنطقة الواقعة جنوب شبرغان ولم يصب احد من الجنود
30 يوليو 2009م
هجوم على دورية سويدية فنلندية مشتركة في المنطقة الواقعة جنوب شبرغان ولم يصب احد من الجنود
3 اغسطس 2009م
هجوم على دورية سويدية فنلندية مشتركة في المنطقة الواقعة جنوب شبرغان ولم يصب احد من الجنود
20 اغسطس 2009م
هجوم على دورية سويدية في المنطقة الواقعة غرب مزار شريف ب 20 ميل ولم يصب احد من الجنود
11 نوفمبر 2009م
اصيب خمسة جنود سويديين وقتل مترجم افغاني عندما انفجرت قنبلة محلية الصنع.
2 فبراير 2010
هجوم على دورية سويدية أفغانية مشتركة ولم يصب احد من الجنود
7 فبراير 2010
قتل اثنان من ضباط القوات السويدية ومترجم محلي بعد إطلاق النار عليهم الغرب من مزار الشريف كما اصيب جندي سويدي بجروح
15 مارس 2010
تعرضت مجموعة من الجنود السويديين والفنلنديين في منطقة تقع الى الغرب من ساري بول لاطلاق النار من بنادق هجومية ومدافع رشاشة وقاذفات صواريخ دون اصابات .
27 ابريل 2010م
هجوم على دورية سويدية 40 كيلومترا الى الغرب من مزار الشريف ولا اصابات
15 مايو 2010م
تبادل لاطلاق النار بين القوات السويدية والمقاتلين الافغان ولا اصابات
15 يونيو 2010م
تعرضت دورية سويدية لاطلاق نار ولا اصابات
16 اوكتوبر 2010م
قتل الجندي السويدي كينث فالين 22 عاما بعد انفجار قنبلة محلية الصنع في مزار شريف
وضعية الجنود السويديين في افغانستان
كان الاستياء مرتفعا بين الجنود السويديين في أفغانستان. كان أحد الأسباب التأخر في بناء مخيم القوات السويدية، كما ان خدمات الصحة والاستحمام ودورات المياه والمطابخ لم تكن كافية.مصدر آخر من السخط كان نقص العربات المدرعة. وفي خريف عام 2008 لم يكن لدى القوات السويدية اكثر من اثني عشر عربة مدرعة 203 أ مرسيدس ، وكان الموظفون والجنود يستخدمون حوالي سبعين مركبة غير مدرعة من نوع تويوتا لاند كروزر.
بعد مقتل جنديين في هجوم بالقنابل على سياراتهم غير المدرعة تم تزويد الجنود السويديين بنوع من واقيات الرصاص لكنها لم تكن كافية لحماية حياة الجنود من تهديدات القنابل أو العبوات الناسفة وما شابهها من التهديدات.
انتقد رئيس فريق الجيش التكتيكية الوضع فقرر المفتش العام للجيش السويدي بيرندت كارل جروندفيك ارسال سيارتين طبيتين مدرعتين من نوع 203 مع سيارات الدفع الرباعي وعدد من التجهيزات العسكرية الحديثة.
الحرب والرأي العام السويدي
في استطلاع للراي اجراه التلفزيون السويدي وتضمن اجراء محادثة تلفونية مع الف مواطن سويدية في الفترة ما بين 10-13 اغسطس 2009 اظهر 42 بالمئة رضاهم عن وجود القوات السويدية في افغانستان وعبر 39 بالمئة عن رفضهم لذلك في حين لم يحدد 19 بالمئة موقفا من القضية
في نهاية عام 2009 أجرت مجلة البرلمان والإدارة دراسة استقصائية أخرى أظهرت أن 32 في المئة يؤيدون و 59 في المئة ضد القوات في أفغانستان.في يوم 8 فبراير 2010 وبعد يوم من قتل اثنين من الجنود السويديين في افغانستان اجرت صحيفة افتونبلاديت استطلعا للراي شمل محادثات هاتفية مع 1000 مواطن سويدي وكانت النتيجة ان 46 % من أفراد العينة يرون ان من الصواب أن تساهم السويد بقواتها في أفغانستان ، بينما يعتقد 35 ٪ انه خطأ و 19 %لم يحدودا موقفا
في مقال نشر في 12 فبراير 2010 كتب الكاتب والمفكر السويدي جان ميردال قائلا انه لن يحزن لمقتل الجنود السويديين في افغانستان لانهم يعملون كجنود مرتزقة وان للشعب الافغاني الحق القانوني والاخلاقي في مقاتلتهم ومحاربة اي قوات أجنبية على ارضهم وان على القوات السويدية مغادرة الاراضي الافغانية.
-http://www.newsmill.se/artikel/2010/02/12/jan-myrdal-om-afgnaistan
كما اعلن وزير الدفاع السويدي السابق ثاج بيترسون انتقاده لاقحام السويد نفسها في حرب افغانستان
في عددها الصادر في 8 فبراير 2010 اظهرت جريدة افتوبلاديت وتحت عنوان " انها حرب ولا حضور لنا فيها " سخطها تجاه وجود القوات السويدية في افغانستان وطالبت بسحبها " لقد أدخلت السويد نفسها في الحرب ولكن لا احد من المسؤولين يجرؤ على الاعتراف , من المهم ان نتدارس اهداف هذه الحرب واغراضها وامكانية تحقيق هذه الاهداف".
في الحلقة القادمة يتابع الكاتب عرض قضية المشاركة السويدية العسكرية في أفغانستان على العلاقة بين السويد والإسلام
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|