عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 11 / 2010, 56 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

غاية الكمالات والفضائل

سبحان من له المجد والثناء والحمد والبقاء ذو الجلال والاكرام .
وصلوات منك ربي ورحمة الى خير الخلق والمرسلين وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .
اللهم اني أسألك أن تعصمني من الزلل ، وأن تجعل لي من الأمل ما ترضاه لي من عمل ، وارزقني في أموري حسن العواقب وأن تجمع بين قلوب المسلمين بالحق والرحمة والعلم.


الحكمة جنود الله والمتأمل في النشأة العجيبة للانسان يتعجب أيما تعجب ويقول سبحان الذي أمد عبده بمواهب من نور ويدرك أيما ادراك أن العبد دون قلب كالأعمى دون عصاه

التي تدله على طريقه ليستقيم على الحق ، فسبحان من جعل الحكمة في قلوب العارفين ليستروحوا بها في حياتهم ، ولا يدرك النور الا نور مثله ، والقلب أسمى شيء أودعه الله في ملكات العبد ومواهبه ، فالعقل نور والجمال نور واشراق النور الجمالي على العقول الزكية فتكون لهم العلوم والمعارف الربانية وسائر الكمالات والفضائل ، ولا يدرك هذا الجمال الا العقول التي هي في غاية الصفاء ، وجمال الله تعالى عبارة عن أوصافه العلية وأسماءه الحسنى وهو سبحانه الذي ركب في فطرة العبد من كل اسم من أسماءه لطيفة وهيأه بتلك اللطائف للتحقق بكل الأسماء الجلالية والجمالية ومفهوم الرحمة من الجمال ،

-الرحمن على العرش استوى-

الآية .

فاذا استوت الصفة الواحدية الجمالية كمالها في الظهور سميت جلالا لقوة ظهور سلطان الجمال فعمومها وانتهاؤها هو الجلال ، كما أن الجلال هو أعلى تجليات الذات ، ورد في الحديث القدسي

- العظمة ازاري والكبرياء ردائي -



ولله تعالى نيفا وسبعين حجابا من نور ، وهو الجمال ، ولو كشفها سبحانه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره وتلك الحجب أسدلها الحق دونه بينه وبين خلقه ، وجميع أوصاف الجمال ترجع الى وصفين هما العلم واللطف ، وجميع أوصاف الجلال ترجع الى وصفين هما العظمة والاقتدار ونهاية الوصفين أنهما متلازمان بالكمال ، فالجمال الظاهر للخلق انما هو جلال الجمال ، والجلال انما هو جلال الجمال لتلازم كل واحد منهما للآخر فتجلياتهما كالفجر الذي هو أول مبادي طلوع الشمس فنسبة الجمال نسبة الفجر ونسبة الجلال نسبة شروقها وهذا الاشراق من الفجر وذلك الفجر من هذا الاشراق .

فبسطهما في مظاهر الخلق للألفة التي هي من مراتب المحبة بميلان القلب الى المألوف باستغراق ووجل فيحن القلب ويحيا ويتنعم في بحار الود بشوق وحنين بتدفق الرحمات

وبجلالها المهيب وباستغراقها وتذكرها وتفكرها وتنعمها فكثر الشوق فلا يجده العبد الا في الحب فاستقر العلم يقينا وضرورة ولم يبق مجرد اكتسابا غير ذي معنى ، فالعبد تظهر في

فطرته أنه مخلوق وفي فطرته السليمة أنه شديد الافتقار، شديد التعلق بخالقه وفيه من

المواهب ما يحييه لمعرفة ربه ، وهذه المعرفة مرسومة بجلاء لمن يقرأها بمواهبه ، والنور يستدعي النور مثله ومن أهل الله في المعرفة من هم أهل نظر ومنهم أهل تشبيه ومنهم أهل عجز حيث يقرون عجزهم عن دركه ومنهم أهل حلول واتحاد حيث لا يفرقون بين الله وخلقه ومنهم أهل تحقيق الذين يجمعون بين الخبر والنظر وهذه المعرفة تختلف عن كل المعارف .

فتظهر الحكمة الجلية في هذا الخلق البديع المتآلف فكلما غلب الذكر زادت الحجج وزاد بيان المعنى فهذا الخلق البديع موطن أن يترقى في مقامات زكية وما استولى على القلب هو من أنوار الحكمة مستروحة بها قلوب العارفين .

والله تعالى هو غاية الكمالات والفضائل فيلزم بالضرورة

استشعار وجود الله والتعلق به وهذه المعرفة كما ذكرت

ليست مجرد أنها مكتسبة بل ضرورية وهذا أعظم

دليل أنطولوجي وجودي كما يسميه الغرب

دليل في أكملية العبد وترقيه في مراتب الجمال لأسمى الغايات

الكمالية فيدرك معنى حياته فيستقيم على الحق

قال تعالى

-فاعلم أنه لا اله الا الله-

الآية

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس