الرابع والعشرون من أيار \ مايو
- وزير خارجية سوريا عبد الحليم خدام ووزير الدفاع السوري ناجي جميل يصلان الى قصر بعبدا
في سيارة لوسيان الدحداح لمقابلة الرئيس فرنجية .
(( نلاحظ هنا بداية خط "الوساطة " السورية عندما حضر وزير الخارجية السورية خدام ورئيس اركان الجيش
السوري حينذاك .. أما " الدحداح " هذا فكان مديرا للأمن العام اللبناني وهو شقيق صهر الرئيس
سليمان فرنجية (رودريك الدحداح) الذي كلفه رئيس الجمهورية التفاوض مع الرئيس حافظ الأسد الذي
كان زميله في الدراسة في فرير اللاذقية حول مشروع «الوثيقة الدستورية»، ( سوف نأتي على ذكرها )
ان أكثر ما كان يقلق الرئيس السوري هو تعامل فريق من المسيحيين الموارنة مع إسرائيل وعدم اعتبارهم إياها عدوة.
وتناول في نهاية احدى الجلسات ورقة بيضاء وقال للدحداح: «ماذا يريد الموارنة من سوريا؟ خذ هذه الورقة إلى البطريرك
(كان آنذاك مار انطونيوس بطرس خريش) واطلب منه ان يدوّن عليها كل ما تريده بكركي من دمشق، على ان يترك في
أسفلها مكاناً لسطر واحد يتعهد فيه البطريرك بقطع علاقات المسيحيين، وخصوصاً الموارنة، بإسرائيل. ويكون ذلك
وعد شرف للمستقبل، على ان توفّر سوريا للمسيحيين في المقابل كل الضمانات التي تطمئنهم " ))
- مؤتمر دار الفتوى يطالب الرفاعي بالاستقالة فورا ثم ترسل وفدا إلى بكركي للتجاوب معها .
( كان المفتي حينها المرحوم حسن خالد وتلاحظون أن دار الفتوى كان لها الكلمة الفصل في موضوع
رئيس وزراء لبنان " السّني " وكان لدار الفتوى استقلالية مع أن مجلس الوزراء من يصدر مرسوم
تعيينه ثم انظروا الآن إلى نفس الدار وأين أصبحت اليوم مع مفتي الجمهورية ؟! )
- سلام وكرامي وجنبلاط وإدة يتعاهدون على العمل معا شعبيا وبرلمانيا .
تسع وعشرون قتيلا ومئات الجرحى والمخطوفين والمتاريس تمتد إلى إحياء بيروت وشوارعها الرئيسية .
26 - 27 - 28 - 30 - 31 ايار :
- فرنجية يقبل استقالة حكومة الرفاعي وتكليف كرامي بتشكيل الحكومة .
- جنبلاط يصر على عزل الكتائب من الحكومة ويتحدث عن مخطط أمريكي إسرائيلي لإثارة حرب أهلية .
-إصرار الكتائب والأحرار على المشاركة في الحكومة وشمعون يعتبر إقصاء
الكتائب يعني إقصاء الأحرار .
......................
من اول حزيران حتى العاشر :
- مقتل مرافق الرئيس السابق للبنان كميل شمعون قرب جسر الدامور . (بلدة الدامور ساحلية تقطع منطقتيّ الشوف والجنوب عن بيروت )
واحتجاجا على الحادث :
الرصاص يسد مداخل بيروت وبعض ضواحيها والأسواق التجارية نصفها مغلق .
- جنبلاط يصعد حملته على الكتائب ويعزو قرار العزل إلى اقتراح الإمام موسى الصدر الذي يحذر من توريط رؤساء الطوائف .
- الرئيس صائب سلام ينفي نفيا باتا ما ورد على لسان جنبلاط حول موضوع العزل .
- بيروت مغلقة بسبب تزايد اعمال الخطف والقتل بين الحازمية والشياح والحدث .
- الكتائب تقاضي جنبلاط بتهمة الخيانة .
- الرئيس السادات في تدشين قناة السويس يوجه نداء خاصا إلى بيار الجميّل " العربي قبل كل شيء والذي يستشعر المسئولية العربية " .
- الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة جنبلاط يبلغ كرامي بأنه لن يشترك في الحكومة . والكتائب تعتبر اشتراكها مطلبا شعبيا .
- بابا روما يبعث برسالة الى فرنجية تعتبر ان لبنان هو امل الشرق الأوسط .
(( وسوف تلاحظون ايضا أن أعمال القتل والخطف على " الهوية " قد ازدادت عنفا ويذهب ضحيتها المئات في كل يوم
وأن رجال السياسة في لبنان حالهم كما حال اليوم يبحثون عن مغانمهم ولا يكترثون لأرواح الناس ..
هذا في الظاهر ولكن سوف نكتشف بأن معظمهم متورط في عمالته للسفارات والعواصم .. !
الأمر الذي كان يستدعي تدخلا سوريا مطلوبا من الجميع ) للوساطة إلى جانب وسطاء عرب آخرين ... ))