عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 11 / 2010, 42 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
عبيدة الابراهيم
كاتب نور أدبي مشارك
 





عبيدة الابراهيم is on a distinguished road

رد: رؤية وتحليل لقصيدة( ليت الصغار لا يكبرون في بلاد العرب) للشاعرة حياة عبد المولى

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم سمعون
رؤية نقدية وتحليل لقصيدة
الشاعرة الأستاذة حياة عبد المولى

( ليت الصغار لا يكبرون في بلاد العرب )
[frame="15 98"]

يا للعجب

هم هناك يحتفلون بذكرى ميلاد وطنهم
ونحن جيلا بعد جيل
نتوارث نكبة العرب
ستون عاما ونيف عمر دولة لشعب بلا أرض
ستون عاما ونيف والتاريخ يكتب عن فلسطين
ونحن نقرأ
ولا نحتج لا على التاريخ ولا على ما يكتب !
هم سيشعلون شموع تحقيق الحلم
ونحن ماذا سنشعل
ولم يبق فينا سوى رماد الغضب
لما كنا صغارا كنا نحفظ أغاني الحب والزيتون
كنا نحسب مارسيل خليفة هو فلسطين
وأننا أطفال فوق العادة
نحمل قضية أكبر وأحلى من كل اللعب
ولأننا كنا صغارا
لم نكن ندري أننا نرقص على جرح وطن سلب
وأن أطفالا قبلنا
غنوا مثلنا
صامدون عائدون
نحن النار ونحن الحطب
وكبرنا ...
وكبرت معنا الأغاني
واللعبة صارت جبلا من كذب !!
حتى الحدود القديمة
لم تعد تلك التي قرأناها في الكتب !
ولأننا كنا صغارا
لم نكن نعرف معنى أن تصير القدس أبعد من أبعد كوكب
يا للعجب
كم للطفولة من محاسن
ليت الصغار لا يكبرون في بلاد العرب !!
[/frame]
& & &
سأبتعد عن النقد الأكاديمي المنهجي لسببين هامين :
أولهما : أنني لست ناقدا أكاديميا
وثانيهما : أن النص ينضوي تحت جنس قصيدة النثر ودراسة قصيدة النثر تختلف عن باقي الأجناس الأدبية من حيث مقومات أدوات النقد والمدارس النقدية التقليدية .
أبدأ التحليل من حيث معنى النص :
خوف من الفاجعة وتلاشي الأحلام الجميلة أحلام الطفولة الزاخرة بالجمال ... جمال الوطن والأرض والمستقبل .
بهذه الفكرة الرائعة والتي قلما طرقت من قبل عنونت الشاعرة المبدعة حياة عبد المولى قصيدتها ليت الصغار لا يكبرون في بلاد العرب .
فاختزلت حياة عبد المولى ما أرادت قوله بالعنوان فلقد كان موفقا جدا من حيث إشكالية التمني والرفض والتساؤل التي طرحها .
رغم أن العنوان له جانب كبير من الأهمية في قصيدة النثر نجده هنا في هذا النص بالتحديد أخذ نسبة أكبر من الأهمية.
بدأت الشاعرة قصيدتها بالاستغراب ودهشة العارف الذي يستنكر الحدث بشدة
يا للعجب
هم هناك يحتفلون بذكرى ميلاد وطنهم
ونحن جيلا بعد جيل
نتوارث نكبة العرب
حيث تستعرض جدلية قائمة فعلا , مستبعدةً ما هو كائن موحية بما يجب أن يكون وبما ترغب هي أن يكون في كوامن نفسها التواقة المحبة لما هو خير للأمة والوطن .
فأهل الباطل المعتدين الظالمين يعيشون طقوس الفرح بما لا يملكون حقيقة . وأصحاب الحق والأرض والوطن يعيشون حالة من الخزي والنكبة والخذلان .
ستون عاما ونيف عمر دولة لشعب بلا أرض
ستون عاما ونيف والتاريخ يكتب عن فلسطين
ونحن نقرأ
ولا نحتج لا على التاريخ ولا على ما يكتب !
تتابع الشاعرة تساؤلاتها المستنكرة لأفعال المستعمر الغاصب من ناحية, وردود أفعال الشعوب العربية (زعامات) من ناحية أخرى, إذ لم يحركوا ساكنا طيلة هذا الزمن البعيد المديد وتستنكر الذل والخنوع القابع في النفوس محاولة منها لشحذ الهمم .
هم سيشعلون شموع تحقيق الحلم
ونحن ماذا سنشعل
ولم يبق فينا سوى رماد الغضب
تقارن الشاعرة هنا بين واقعين أحلاهما مر وتدين بشدة البرود الحاصل من الجانب العربي مشيرة إلى الحماس الفطري الشرقي الذي كان في السابق موجود ومتأصل في شخصياتنا والذي أخمده الزعماء وأطفئوا الثورة في جبهاتنا و قلوبنا ونفوسنا .
لما كنا صغارا (أعتقد أن الشاعرة هنا استخدمت حرف لما سهوا بشكل خاطئ وتقصد بها عندما)
كنا نحفظ أغاني الحب والزيتون
كنا نحسب مارسيل خليفة هو فلسطين
وأننا أطفال فوق العادة
نحمل قضية أكبر وأحلى من كل اللعب
تعود الشاعرة لعنصر الزمنية وأيام الصغر هنا تحمّل على أكثر من وجه وتحتمل التضمين(البلاغي الأسلوبي) وكيف كانت الأجيال معبأة معنويا ونفسيا للدفاع والثورة والتحرير وكيف كبرنا قبل زمننا بأننا كنا نرى القضية الأساسية أهم من كل شيء من ألعاب الطفولة المحببة والتي تعتبر أهم شيء عند الأطفال وعلى عكس الوقت الحالي فاللعب عند الكبار أهم من القضايا الكبرى وتوافه الممارسات والسلوكيات اليومية لديهم أهم من أهم القضايا على مستوى الأمة والشعب .
ولأننا كنا صغارا
لم نكن ندري أننا نرقص على جرح وطن سلب
وأن أطفالا قبلنا
غنوا مثلنا
صامدون عائدون
نحن النار ونحن الحطب
لم نكن حينذاك ندرك حجم وهول الكارثة من حولنا وليتنا بقينا صغارا ولم نر ما نحن فيه الآن .
تعاقبت أجيال والجميع ينادي بنصرة القضية ولكنهم حين يصبحون بموقع المسؤولية يبدؤون بالسياسة والمساومة والرهان على مصير شعب بريء مشرد ومضطهد
وكبرنا ...
وكبرت معنا الأغاني
واللعبة صارت جبلا من كذب !!
حتى الحدود القديمة
لم تعد تلك التي قرأناها في الكتب !
ولأننا كنا صغارا
لم نكن نعرف معنى أن تصير القدس أبعد من أبعد كوكب
أي فاجعة أصابتنا حين كُشفت اللعبة وأن( الجميع) يساوم على القدس وعروبتها وها قد باتت الآن من الأحلام البعيدة التحقيق والمنال .
يا للعجب
كم للطفولة من محاسن
ليت الصغار لا يكبرون في بلاد العرب !!
رغبة شديدة في العودة إلى الطفولة , ميل للرومانسية الطفولية واعتبار الطفولة الملاذ والملجأ الوحيد للخلاص من إدراكاتنا الحالية للواقع المرير الذي نحياه في ظل الأزمنة المتراخية والمبادئ المطاطة .
(الشاعرة والأخت حياة أعتقد أن ما تودين قوله جميل جدا )
& & &
الأسلوب والشكل والبناء
الألفاظ والتراكيب بسيط وسهلة جاءت مناسبة لموضوع النص إلى حد ما
وجاءت بلغة الدال المباشر والذي يخلو من الشعرية
النص يقترب من القص والسرد ويبتعد عن التكثيف والترميز والإنزياح وهذا لعمري ما يقسم ظهر قصيدة النثر
ولكن محاولة إقحام القافية بالنص جاءت مكروهة ولا داعي لذلك كون النص قصيدة نثر .
أستاذتنا الشاعرة حياة عبد المولى طبعا كل ما ورد هو رأي ولو أنني قسوت بنقدي لمبنى النص إلا أنني أقول رأيي بصدق وأنا أعمل على مبدأ( رحم الله من أهدى إلي عيوبي) فكرة النص رائعة جدا ومحتوى العنوان جميل ولكن أسلوب النص يفتقد للشعرية والتكثيف وهذا ما يميز قصيدة النثر عن النثر والخاطرة والقصة صحيح أنه لا ضوابط ولا نواظم ولا وزن لقصيدة النثر ولكن التخلي عن الوزن يجب أن يكون مقابل شيئا مهما وهو التكثيف والشعرية والموسيقى الداخلية
أنا حاولت بداية شرح النص وتحليله من حيث المعنى ولكن ضميري لم يحملني أن أجاملك بالأشياء التي لم أقتنع بها ولقد كنت قادرا على كتابة كلمات مجاملة وإطراء وكفى الله المسلمين شر القتال .
فأرجو عدم المؤاخذة وهو رأي على كافة الأحوال ’ وأنا أعتقد لو أنك تعيدين قراءة النص ستجدين أنه معي حق .
فائق احترامي وتقديري وودي لك وللأستاذ الكبير القائم على هذا العمل
والذي تعب كثيرا ياسين عرعار لكما التحية والود

شكرا أستاذ عبد الكريم
عبيدة
توقيع عبيدة الابراهيم
 إن صمتي لايعني جهلي بما يدور حولي ..

..ولكن مايدور حولي لايستحق كلامي

عبيدة ونبع الحب في صحراء الحياة
عبيدة الابراهيم غير متصل   رد مع اقتباس