عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 03 / 2008, 47 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
تيسير محي الدين الكوجك
ضيف
 


ثلاث طلقات بالليزر غيبت ضحكة "الأميرة" عن مملكة والديها


ثلاث طلقات بالليزر غيبت ضحكة "الأميرة" عن مملكة والديها


غزة- وحدة الإعلام
وصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة التفنن في قتل الأطفال والرضع دون أي حائل أو مانع أخلاقي أو إنساني، وإعدام الرضيعة "أميرة أبو عصر" التي لم تتجاوز الـ20 يوما من عمرها، أمام عيني والدتها أكبر دليل.
لم يكن والدا الرضيعة "أميرة" يعلمان أن مشوارهما لزيارة أحد أقارب الزوجة، سيكلفهما حياة طفلتهما، فما أن دخلا منزل المواطن "يوسف أبو سميري" حتى حاصرت قوات إسرائيلية المنطقة بأكملها، وأطلقت النار بشكل جنوني تجاه المنزل، دون تنبيه لأحد، ودون شعور.
المكان امتلأ بالمصابين والدماء تناثرت على موائد العشاء التي أعدها المواطن لضيوفه وأقاربه، لكن الجريمة الأكبر هي أن جنود الاحتلال قتلوا الرضيعة أميرة بشكل متعمد وعن قرب وأمام عيني والديها.
واستشهد خلال الأيام الخمسة الماضية (126) فلسطينياً في "محرقة الاحتلال في غزة"، بينهم 40 طفلا ورضيعاً، أصغرهم حتى الآن الطفلة "أميرة"، في حين ما يزال الرضيع أنس عطاالله (20 يوماً) والذي قصف منزله فوق رأسه يرقد في العناية المركزة.

ماذا حدث

يقول خالد أبو عصر (35 عاما) والد الطفلة أميرة للشبكة الإعلامية الفلسطينية: "لم نشعر بشيء مما حدث، لقد كنت متوجها أنا وزوجتي إلى إحدى أقاربها، وهى والدة الشهيد يوسف للاطمئنان عليها لأنها تعانى من مرض الفشل الكلوي، وما هي إلا دقائق حتى سمعت صوت الدبابات وظننت أنها شاحنة تمر من أمام البيت، وفجأة جاء أحد الصبية، وصرخ بوجود اقتحام اسرائيلى للمنطقة".
ويضيف أبو عصر "خرجنا.. فإذا بعشرات الجنود يحاصرون المنزل الذي نحن فيه، ولم ندرى كيف حدث ذلك، وما أن رأونا أطلقوا النار بشكل كثيف جدا ولم يرحموا أحدا، وأصيب كل من في المنزل، وأخذنا نصرخ بوجود نساء وأطفال، لكنهم بطحونا أرضا يريدون إعدامنا جميعا".


قتلوها عمدا

خرجت والدة الشهيدة "أميرة" برضيعتها ظنا منها أن ابنتها بطفولتها ستشفع لها أمام الجنود، لكن الرد من الجنود كان على غير ما توقعته بل على غير ما يتصوره بشر.
يقول والدها مصدوما بالحدث " خرجت زوجتي أمام الجنود ورفعت أميرة، وأخذت تصرخ وترجوهم أن لا يقتلوها وأطفالي الستة، وما أن رأوا أميرة حتى أطلق أحدهم النار عليها من سلاح مزود بالليزر، وأصابها بثلاث رصاصات متفجرة في رأسها، وأصاب والدتها بعدة رصاصات أدت إلى تفتت عظام أحد يديها".
واستشهدت الطفلة "أميرة"، عندما اقتحمت قوات إسرائيلية منطقة القرارة بخانيونس، وحاصرت منزل المواطن يوسف أبو سميرى، مما أدى إلى استشهاده والطفلة وإصابة والدتها، والعشرات من المواطنين إصابات بين الخطرة والمتوسطة.


اختلطت الدماء..

بقيت الأم المصابة حاضنة لطفلتها أميرة رغم إصابتها وهى تبكى ويكاد يغمى عليها ودماء أميرة تغرق ملابسها، ويمتزج مع دمها والمشهد لم يبعث رحمة في قلوب الجنود الذين واصلوا جريمتهم بكل برود.
الجيش الذي عجزت الكلمات والمعاني الدنيئة أن تكون وصفا له استمر بجريمته، وضرب والد الطفلة الشهيدة الذي أخذ يتحدث إليهم بلغتهم، ويسألهم لماذا قتلوا طفلته أمام عينيه؟.. ويرجوهم أن يتركوا باقي أبنائه..
يقول والدها والمصاب في إحدى عينيه نتيجة ضربه بمؤخرة أحد البنادق "أخذت أتوسل الجنود أن يتركوا أطفالي وأصرخ لهم لأعرف لماذا قتلوا أميرة فانهالوا علي بالضرب والشتائم والكلمات البذيئة وأخذوني وقاموا بخلع ملابس وضربي بقطع من الحديد وأنا دون ملابس".

بقيت الطفلة ووالدتها ملقيتا على الأرض، وبعض جنود الاحتلال يقفون حراسا عليهما، ليضمنوا عدم إسعاف أحدا لهما، والوالد نقل إلى عربات الجيش للتحقيق معه، يقول "تركوا امرأتي تنزف وأطفالي الستة يصرخون من صوت الرصاص ومشهد أمهم وأختهم وأخذوني للتحقيق".

ودار حوار بين الوالد وجنود الاحتلال، يحاول ذلك المواطن المسكين أن يستعطف الجنود كما يقول " سألوني عن المقاومين وبطحوني أرضا ووضعوا البنادق على رأسي، فقلت لهم أنى لا أعرف أحدا وأنا مواطن عادى فشتموني وضربوني بشدة، وقالوا لي سنقتلكم جميع إن لم توقفوا الصورايخ "

وأضاف الوالد المكلوم "سألتهم لماذا قتلتم طفلتي مرة أخرى..
سألتهم هل أميرة أطلقت الصورايخ.. فانهالوا علي ضرباً
وحذروني بقتل باقي أبنائي، ثم بعد ذلك ألقوني على الحدود لأعود وأنا مصابا مشيا على الأقدام".

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس