[رأفت العزي]

سيدي الفاضل وأخي الحبيب الأستاذ عادل
ما تفضلت به هو أرقى فنون البحث عن الحقائق الفاعلة / والغير مرئية كمادة ملموسة / يصعب على المرء
تحليلها والتعاطي معها مُستخدما تقنيات المعرفة الحديثة فاستعضت عنها بقدح زناد فكرك الوثاب فوضعتنا
أمام قول هو أقرب إلى الفلسفة من شيء آخر بوركت يا رجل .. ولكن اسمح لي بالتعليق على جزئية
أو بإثارة فكرة جدلية حول ما تفضلت به :
" فلفهم حقيقةِ الظاهرةِ الإبداعيةِ لابد من الشعورِ بها أولا والإحساس بها كواقعٍ مجسّدٍ حتّى تتسنى معرفتها
انطلاقا من الإحاطة بها وإحصاءِ عناصرهَا ككُلٍّ لا يمكنُ تجزيئهُ ثمّ الشروعُ في تفكيكِ عناصر الظاهرةِ الإبداعيّة
حتى تفهمَ فهمًا علميا دقيقا ومن ثمةَ نستطيعُ التحكمَ فيها وتوجيههَا وفقَ القوانين الإجتماعيّةِ التي تحكمُ هذه الظواهرَ
على وجهِ العموم ، والتنبؤَ لما ستؤولُ إليهِ هذهِ الظاهرةُ في المستقبلِ "
ألا توافقني الرأي بأن الظاهرة الإبداعية لا تكون " ظاهرة " إن نحن أخضعناها ( لكذا وكذا )
لأنها باتقادي المتواضع وقعت على سبيل الندرة ؟
فلو أخضعناها لتقنيات التوجيه ربما خرجت من باب " الظاهرة" كإبداع /
فلا ينبغي لنا إلا النظر في الطريق الذي رسمته تلك الظاهرة الإبداعية لتُلقي
بظلالها في الزمان والمكان وإلا فقدت معناها ، لأن ما يُنظر إليه هنا " كظاهرة إبداعية "
لا يُنظر إليه كذا ربما في مكان وزمان آخر .
شكرا لك أستاذنا الكريم فمعك يتوقد الفكر أو هكذا أظن :)
تحيتي واحترامي ومحبتي