| شاعر -  رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين) 
 | 
				
				رد: قصيدة النثر والتواجد الثرّ
			 
 الأستاذ طلعت , موضوع جيد ويستحق الدراسة . والتفنيد وبكل المستويات , والأوساط الأدبية والثقافية .أليت على نفسي أن لا أخوض غمار مناقشات , قد نفتحها , ولا نستطيع الوصول إلى الخواتيم المطلوبة , ولا نعرف أن نديرها
 ( كلامي بالعام ) فمازالت , الشخصنة , والعواطف , والإيديولوجيات تحكمنا ذاتيًا , وبالتالي نبتعد عن الموضوعية حتى أن الشعر كله قد يصبح مجال للمناقشة , والخصومة أحيانًا .
 وأغلب الظن أن المشكلة بالأشخاص , وليس باللون الأدبي أيا كان
 فالثابت الحقيقي في عالم الأدب والأنسانيات , هو التغيير,والتغير والتغاير ,من تطوير وتوليد وتحديث ووووو
 أخي الفاضل صات الإنسان , ثم قعّد , ورسم ثم نقـَّط وشكــَّـل ,
 وغنـَّى ثم نوَّط, وقال الشعر ثم حدد آليات الوزن والضوابط
 فهل للسادة شعراء النثر أن يقولوا ما أرادوا, قبل أن يقعدوا , وينظروا , لمولود بحالة المخاض , فأين هي قصيدة النثر ( ولن أدخل بالتسمية ) – انوه الكلام عام وثمة شعراء ينثرون ولا أحد يتمكن من إلغائهم –
 فبعض السادة يطالب بالاعتراف بهذا اللون الأدبي ( أو الجنس )
 قبل أن يقدمه , وبعض آخر يجزم بأن قصيدة النثر هي البديل الحتمي للألوان الشعرية السابقة( كما يسميها ) مدعيًا , عجزهذه السابقة عن استيعاب الحداثة والتطور السريع , وكأن الأمر مقارنة بين( طبخة محشي وسندويشة همبرغر من حيث الزمن ) وتناسى , بأن الوطن والجمال , والحب , والخير, والروح , والعشق , والشمس,والهواء , والنار , والخبز, والموت والحياة ,ووووو هي الأرحام للإبداع الإنساني عمومًا  بكل الأرض , وهي الحقائق الكبري لأي كائن بشري بكل زمان , ومكان .
 والاختلاف بين ماقبل البيرينيه , ومابعدها اختلاف طرائق ودرجات , وهذا هو التغيير الحيوي اللازم للحياة , لمنع الاستنساخ والتكرار.
 فما قاله سافو وفيرجيل , وهوميرس أطرب الأغريق من آلاف السنين ومازال يطربنا إلى عصر كازانتزاكس , وآراغون
 ولوركا , ونيرودا !
 ونحن نقرأه مترجمًا منثورًا, وننتشي بسماعه!
 فمن يستطيع أن يلغي هذا الأدب.؟
 وأسأل لماذا نضع المعيار النقدي , وكأنه مأمور الطابو ؟
 أو النفوس ؟
 وكلامه مقدس , فليكتب النقاد ماشاؤوا , وليبادر السادة شعراء النثر
 بتقديم النموذج الجميل , والخالد , ولن يتمكن أحد من إلغائهم , أو نفيهم كما ذكرت أخي ببداية المقال .
 فالتمرد بدأ من زمن امرىء القيس حتى عشرينات القرن الماضي ومازال وسيبقى , ويجب أن يبقى ونسعى جاهدين لاستمراره .
 بعض السادة يكتب نثرًا وهو يكاد أن يكون موزونـًا .
 ويقفي , ويصر على تسميته بالنثر , وهو بجوهره قائم على بعض التطريب الناتج عن الوزن, ويقول موسيقا داخلية ,,,, فأنا سأسأل ماهي الموسيقى الداخلية ؟
 أهي غير تلك الموازنة , بين الصوائت , والحركة والسكون , وسلاسة مخارج الحروف ,أوليست هذه الهارمونية , هي الوزن بعينه ؟
 فعندما يزن الشاعر , ويقفي , ويشطر ويصرع ماهو الجديد ؟
 مع اعترافي بوجود قامات أتت بشيء جديد , ومحل إعجاب , واحترام ولا يستطيع أحد إلغاءه ,
 وأكاد أجزم بأنهم يستطيعون الوزن , ويكتبون الشعر الموزون ببراعة ! فالنثر الذي يقدمونه صناعته أصعب من غيره .لأنه محكم
 ومكثف , وبليغ من دون الحشو الذي قد يتسرب إلى الموزون أحيانًا!
 وأقتبس منك التالي كتوصيف لقصيدة النثر:
 ((أنه قد تخلى عن الوزن واحتفظ بالإيقاع وشكل من خلال حريته جنسا أدبيا تبناه شعراء كثيرون كان بعضهم ، بل الكثير منهم ، يكتبون العمودي أو التفعيلة، ووجدوا في هذا الجنس الأدبيّ ضالتهم فهجروا " قيد " الوزن - كما يرون - إلى آماد تتسع وتكبر وتحلق بالشاعر .. وسؤال " لماذا ؟؟" هنا لا معنى له ، فهم يكتبون عن قناعة مطلقة بأنهم وجدوا أنفسهم في قصيدة النثر، مع قدرتهم على كتابة الوزن ببساطة ويسر .. ))
 
 أخشى تحت اسم الحداثة , أن تسربت العامية , حتى إلى شاشاتنا ,
 (والهشك بشك) تحت مسميات العصرنة , صارت بدائلا ً , عن تراث  موسقيي أصيل عمره التراكمي آلاف السنوات .
 وحبذا لو خلقوا جديدا بهذا الهشك بشك.
 بل أخذوا الدلعونا والبسوها الجينز , وقسروها على رقص الجاز . والمسكينة أبت إلا أن تصدح من قصبة نبتت بضفاف ساقية .
 فدعوها لأهلها, وهاتوا جديدكم , واطربونا فإن لم نصفق ونرقص اتهمونا بالخشبية والإلغائية .( شرط الطرب )
 أما أن تلغوها , وعلى رفاتها تتدعون حداثة !
 فأنتم كمن يهدم قبل أن يبني , أو يقطع شجرة تظله قبل أن يزرع شجرة أخرى , أو تورق شجرته التي زرعها حديثــًا .
 ولكي أتوخى الدقة فهنالك المئات من القصائد الموزونة , صنعها أصحابها لوصف بطيخة , أو نرجيلة , لاترق لمستوى سطر نثري حقق الدهشة , والشعرية , والشاعرية .
 بالمحصلة الشعر , هو الشعر , والخالد هو الخالد مهما كان شكله أو اسمه , وأنا شخصيًا وبرأي المتواضع ( الذي قد لايساوي قيمة الوقت الذي كتب به ) أدعو بشكل دائم إلى الابتكار , والتجديد , والتطوير وأعتقد بحق الجميع بالتعبير والكتابة, وبأي شكل كان ,ويحق للجميع القبول أو الرفض ,ولا يحق لأحد أن يلغي أحدا أو يسفه أحدا .
 لكن ما أدعو إليه توخي الحذر, وضبط البوصلة دائمًا
 فلا يحق لأحد يجهل العروض ويثرثر بكلمتين , ويكتب لافته تشير إلى نصه انتبه هذا شعر .. ويصر على ذلك. ويتهم الآخرين بعدم الاستيعاب .
 واسحب الحكاية مستطردًا بمثال خارج عن الموضوع, عن بعض الحداثويين الجدد  ومع احترامي لكل الناس بقول مايشاؤون وطرح مايريدون .
 ومن حقي بالمقابل أن لا أصدق بأن الأرض المغتصبة , تحرربأكبر صحن حمص بالعالم , والمشكلة عندما لا أصدق أتهم بالتخلف , وبصاحب الخطاب الخشبي .
 ومن حقي أن أسمي أغنية ( بوس الواوا ) التي تغزو السوق, فيلمًا فلولا الحسناء المطربة لا أحد يتفرج على الأغنية , وأركز على يتفرج , فمن كان ليسمعها لو كانت أيام الراديو , أو لوغناها شاب مثلا ً( ومن حقها أن تغني , وتحكم التلفاز بيدي )
 (نحن على اتفاق بنسبة ممتازة , وماقدمته تكاملا ً مع طرحك , وليس ردًا , أو معارضة و لو لم تكن صاحب الموضوع ماداخلت بوجهة نظري  وماهي إلا وجهة نظر وحسب )
 
 حسن ابراهيم سمعون
 
 
 
 
 
 |