من الحادي عشر من حزيران حتى الخامس والعشرون :
- طيران العدو يقصف بلدة كفر شوبا جنوب شرق لبنان ويهدم عددا من البيوت .
- عرفات يلتقي بوفد الرهبانية المارونية ويجتمع برئيس الجمهورية بحضور سفيري مصر والسعودية
ويوجه رسالة الى اللبنانيين عبر إذاعة وتليفزيون لبنان يقول فيه :
إننا نحترم السيادة ولا رأي لنا في النظام .
- خدام والشهابي فجأة في قصر بعبدا يواصلان الوساطة العربية .
- كمال جنبلاط يعود من دمشق بعد زيارته للرئيس الأسد ويقول :
ان سوريا غير مرتاحة لموقف الكتائب .
- استمرار التراشق المدفعي في معظم المناطق .
) كما تلاحظون ، فإن القراءة السريعة هنا لمثل هذه الأخبار أعلاه سوف لن تساعدنا على إدراك ما يدور
من أحداث ، إذ لا بدّ لنا من التوقف عندها لنعرف كيفية تطور الخلاف الذي سوف يظهر إلى العلن ما بين
سوريا من جهة ومنظمة التحرير وأحزاب اليسار اللبناني .. فمصر أنور السادات كانت قد قطعت علاقتها
بمنظمة التحرير وطردت جميع موظفيها من مصر ثم أقفلت إذاعة " الثورة الفلسطينية " التي كانت تبث
من القاهرة ، والمملكة السعودية كانت تتهم المنظمة " بالجحود ونكران الجميل " عندما غمزت بيانات
المنظمة من قناة " الرجعية العربية " والمنظمة كانت تدعم حلفائها من اللبنانيين ضد حكم الرئيس
سليمان فرنجية فما الذي حدث حتى يخرج هؤلاء فجأة ويقدمون تلك " التمثيلية " المضللة فيجتمعون
بفرنجية ثم يلتقي " عرفات " بوفد " الرهبانية المارونية " ثم يخرج علينا من الإذاعة والتلفزيون ليلقي
بعظة كعظات القديسين عن الأخوة واحترام السيادة ! بل ولماذا سارعت الجهة الأكثر تطرفا في الجانب
" الانعزالي " إلى الموافقة على الاجتماع والاتفاق معهم على إصدار ذلك البيان ..؟!
باختصار شديد : لقد كان الجميع يعملون على إفشال " المبادرة السورية " المطروحة وهذا
ما بدأت تشعر به دمشق التي على الفور اتصلت بقادة " المنظمة " وأرسلت مبعوثيها كما لاحظتم في متن الخبر )