كل امرئ راجع يوماً لشيمته 
   و إن تمتع أخلاقاً إلى حين
       قذف الله بالحق عليك أيها الرجيم ... يا قاذف الدماء
   كنا نحسبك إلى وقت قريب خيراً من كثيرين لا عروبة فيهم و لا إسلام ، و نحسب أن لديك إيماناً ببعض ما سلخوا أنفسهم منه .
   كنا نحسبك تحمل في صدرك عروقاً تنبض بالإنسانية و لو قليلة ، و ترتل حماسات العروبة ولو متلعثمة أو متعثرة .
   كنا نحسب رأسك لا يزال به شيء من نسائم عمر المختار تمر به فتوقظك من غفلتك بين حين و حين .
   لكنَّ الله أبى إلا أن يتم كلمته ، و يظهر ما أنت عليه على الملأ دون مساحيق و لا زعفران .
   أبى رب العزة إلا أن يكشف وجه قاذف الشر المبيد المبير أمام العالم من أقصاه إلى أقصاه .
   شاء ربك ألا تبقى رمزاً و لو عند حفنة من المخدوعين .
   و شاء ربك ألا تغرّر بنا من جديد بكلماتك و صرخاتك و تشدقاتك ، فنقول إن زلت : كان به بقية من خير .
   شاء ربك أن يكشف صفيحة وجهك لكل حاضر و كل غائب ، و كل رائح و كل غاد ، و كل مقيم و كل راحل ، وجهاً لا أقبح منه إلا وجوه الذئاب .
   شاء ربك أن تنكشف للتاريخ الذي حاولت أن تزوِّره إلى ما بعد قرون ، فتلعنك أجيال و أجيال لا أفراد و أفراد .
   لم يبق لك اليوم نصير و لا رفيق ...
   لم يبق لك مؤيد و قد جاوزت كل حد و كل قدر ...
   لم يبق لك إلا شيطانك الذي ألقى بك في مهاوي الردى ، و هو لا بد الآن يقول لك : ما كان لي عليك من سلطان .
   اذهب غير مأسوف عليك يا عدو نفسه ....
   اذهب ... فلم يعد في الدنيا كلها من يأبه لك أو يريدك ..
   اذهب ... فقد فضحك عملك قبل أن تموت ، لترحل عن الدنيا جيفة مستقذرة تعافها الضباع .
   اذهب .... و أقم هنالك مع رفاقك الذين لا يؤذن لهم و لا يستعتبون .
   و ليشهد عليك كتاب الله الذي حُفِّظتَه فلم تحفظه ، و أممت به في الناس فكان حجة عليك إلى يوم الدين .
     [ و اتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من  الغاوين . و لو شئنا لرفعناه بها و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه .  فمثله مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين  كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ]