| 
	
		
		
			
			 
				
				اليمامة المشردة
			 
			 
			
		
		
		في روضةٍ عند الأصيلِ يمامةٌ = وقفت تنوحُ على علٍ مياسِ 
   
 فسألتها يا ذي الجميلة ما جرى = ولِم البكا يا متعة الجُلاس 
   
 فالنوحُ – ما تدرينَ- شؤمٌ خالِصٌ = ودموعك ابتلت بها قرطاسي 
   
 مسحت مدامعها بذيلِ ردائها = والوجه ينبئ  بالأسى والباس 
   
 قالت بصوتٍ خافتٍ ومُحشرَجٍ = لم يُبكني إلا الشديدُ القاسي 
   
 فأثارني حبُ الفضولِ وشجوها = ودموعها مع حرّة الأنفاسِ  
   
 فأخذتُ أسأل عن حقيقةِ أمرِها = فلعلني مما تنوحُ أواسي 
   
 ردتْ - وغصتْ بالدموع- فإنني = ما قد علمتَ رقيقةُ الإحساس 
   
 قد عشتُ أصدحُ بالرياضِ وديدني = بين الغصونِ وفوق طل الآس 
   
 الحبُ ديني والغناء معيشتي = والسلمُ أنشره لكل الناسِ 
   
 لكن بقائي بالسعادةِ لم يدُمْ = إذ جرعتني السودُ مرَّ الكاسِ 
   
 هذي الرياضَ جميعها كانت لنا = واحتلها الغربانُ بالإغلاسِ 
   
 قتلوا الكثيرَ وشردونا عنوةً = ومع التشردِ لوعة الإفلاسِ 
   
 والآن آتيها بكلِ تيقظٍ = حذِراً أراقبُ غفلةَ الحراسِ 
   
 هذا الذي صدع الفؤاد وغمهُ = فجراح قلبي ما لها من آسِ 
   
 كيف المعيشةُ في الشتاتِ تطيبُ لي = والروضُ أصبح موطن الأنجاسِ!! 
   
 باللهِ قل لي يا ابن آدم ناصحاً = كيف الخلاصُ من العدا في الناسِ؟؟ 
   
 فالله كرمكم بعقلٍ نيرٍ = ولكم مِراسُ في الحِجا والباسِ 
   
 لم أدرِ كيف أجيبها وكأنني = من قولها كُبِّلتُ بالأمراسِ 
   
 فسألتها ألكم زعيمٌ ناصِحٌ = قالت : نعم بالذلِ والإبلاسِ 
   
 ما زال يهذي بالسلام مردداً = الحرب والتقتيل شر لباسِ 
   
 وسألتُ عن قاضي الطيورِ فأنبئتْ = كالهرتينِ وقسمةُ النسناسِ 
   
 قلتُ اسمعي فنصيحتي مِن واقعٍ = عايشتهُ وخبرتهُ في الناسِ 
   
 ما عاد حقٌ في الدُنا لِمفرِّطٍ = أو خائنٍ لبلادهِ أو ناسِ 
   
 الحقُ يُرجعهُ غيورٌ مخلصٌ = خبِرَ الحروبَ وصحبةِ المتراسِ 
   
 فالحربُ دربُ الطالبينَ لِحقهمْ = ليس النحيبُ ومنطقُ الأيّاسِ 
   
 فالسلم لن يُجدي لنيلِ حقوقكم = من كف وحشٍ ظالمٍ خلاّسِ 
   
 فرأيتها طارتْ تُرددُ بالفضا = لا حلّ إلا باجتثاث الراسِ 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |