صلى الله عليك يا فجر القلوب :
       ذلك الاسم الذي هطل على الدنيا طل محبة من ديمة فيها كل ضياء الألق ، و أوج العطاء .
   ذلك الاسم الذي به ولد للإنسانية إشراق البعث الجديد من مراقد الخراب و سيول الدمار ، و به ألقى رب العباد نور السماء ليسري في البسيطة الجرداء .
     الحمد كله ، و الخير كله ، و الصدق كله ، و الثبات كله .
     الاسم الذي تنطق به الشفاه فيسري دفء الحنان و نشر المسك في القلوب السامعة و الذاكرة .
     كل حرف من حروف اسمه يحمل معنى من المعاني الباعثة  ظل الملأ السماوي في كهوف شرور الأرض .
     يا أنت يا فجر القلوب ، كم حزينٍ واسيت بذكرك ، و كم مكلوم جبرت خاطره بنورك ، و كم أليم فرجت عنه بحبك ..   
   يا أنت يا فجر القلوب ، يا مهوى النفوس الشاعرة ، و يا مظهر الجمال لآلاف العيون العمياء .
   صلى الله عليك قدر ما أحببناك ، و أحبك الأولون ، و أحبك الآخرون .
   صلى الله عليك قدر ما أخلصت لربك ، يا أكبر معلمي الإخلاص منذ الأزل حتى الأبد .
     تمر أيام و سنون ، و تنير شموس و تخبو شموس ، و تبقى وحدك كوكباً متلألئاً لا يحيط بنوره أحد ، لأنه وحده يبقى نور الكمال الإنساني المطلق ، الذي لا يمكن يوماً أن تبدده السنون ، أو تذهب بضيائه و روائه رياح الأيام .
       و يا قمر الحق الملهم لآلاف الطالبين ....\
   صلى الله عليك عدد رمل و حصى و تراب هذه الأرض التي لن تزال تغمرها بضيائك حتى يوم الدين .
   و لم تزل صلوات الله كاملة
  على الرسول لا تحصى بتعداد
 
المعتمد بن عباد