الله المستعان على ما يسرقون
			 
			 
			
		
		
		أستاذي الغالي : طلعت سقيرق  
أستبيحكم العذر في أن أسرق هذا العنوان الجميل من صديقي الغالي , الدكتور ناصر شافعي ,  
وأضم صوتي إلى كوكبة المتدخلين الأفاضل بضرورة التصدي لظاهرة السرقات الأدبية من خلال فضحها و عدم السكوت عن مرتكبيها . 
شخصيا حدث معي أن تعرضت لسرقة مكشوفة من نوع المافيات الكتابية التي أود لو نتطرق إليها بتفصيل بالطريقة التي ترونها مناسبة , والحكاية هي أن وزارة التربية و التعليم في بلدنا المغرب قررت أن تجدد روزنامة المراجع والمقررات الدراسية وتضع مقررات جديدة تستجيب لخطط الإصلاح البيداغوجي القائم في بلادنا على قدم و ساق .فكان أن دعت الوزارة جميع الأكاديميات التعليمية إلى تشكيل لجن للتأليف تتكون من أساتذة و مفتشين و مفتشين ممتازين تناط بهم مهام تأليف الكتاب المدرسي الجديد . وقد تشرفت بأن كنت واحدا من أعضاء لجنة التأليف بالجهة التي أدرس بها , ومن شدة امتناني وعرفاني للمسؤولين التربويين على هذا التشريف , إنخرطت في العمل دون أن أولي اهتماما لما يسمى بحقوق التأليف أو وضع إسمي على مغلف الكتاب . 
وكم كانت دهشتي كبيرة حين وجدت باكورة عملي ممهورة بخاتم و توقيع مفتش ممتاز أستحي حتى أن أذكر اسمه تعففا . ثم اكتشفت فيما بعد أن معظم الأعمال التي حازت قبول الجهات الوصية بالوزارة هي في الحقيقة أعمال كتبها أساتذة و أستاذات لكن قراصنة الكتاب المدرسي استولوا عليها و نسبوها لأنفسهم , واستولوا معها على عائدات وحقوق التأليف . 
فالله المستعان على ما يسرقون . و المجد كل المجد للشموع التربوية التي تحترق في صمت من أجل أن تنير طريق العلم للناشئة . 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |