| 
	
		
		
			
			 
				
				بين الماضي والحاضر .....  '' حلم ''
			 
			 
			
		
		
		بين الماضي والحاضر .....  " حلم " 
  بقلم : فاطمه البشر 
 
 
  قال لي : صغيرتي عمري الآن اثنان وثلاثون عاما ؛ فسألته : لو طلبت منك أن تصف لي الثلاثين عاما الماضية من عمرك ، فماذا ستقول ؟ ، فقال : " حلم " ؛ " ثلاثون عاما كانت حلما " . 
 
 
  شرد فكري بعيدا ، وبدأ عقلي يتخبط بين عقارب الزمن ، بين الماضي والحاضر " حياة " وليس " حلم " ؛ لكنه قال " حلم " ، وبدأ صدى الكلمة يلعب بالأجواء ، حلم .... حلم .... حلم .... حلم ....... . 
 
 
  ماذا أقول أنا عن سنواتي العشرين ؟ هل أقول أنها حلم لم يكتمل ، أم أنه حلم لم ينته بعد ؟ ، وماذا سأقول وأنا لم أفكر بعد بتلك السنين التي مضت ؟؟!!! 
 
 
  لماذا اختار كلمة " حلم " ليصف بها ماضيه ؟!! أما كان هناك من كلمة أكثر دفئا ليصف بها حياته السابقة ؟!! 
 
 
  ولماذا " حلم " ؟!! هل لأنه لم يفعل شيئا يستحق الذكر ، أم لأن الوقت مضى دون أن يشعر متنقلا بين مناصب عدة ؟!! هل لأنه أصبح أبا ورأى طفله أمامه ، أم لأنه مازال ينتظر ذلك الطفل ؟!! هل لأنه عاش حبا بريئا ألهب حياته ، أم لأنه مازال يحاول أن يعيش حبا بجنون ؟!! 
 
 
  أيام تمحي الأيام ، تمحي بهجة ، تضفي ذكرى ، ثم تتسارع في متتالية الزمن ليمر اليوم في غضون دقائق ، ويمر العمر في " حلم " يقتله الاستيقاظ منه ...... 
 
 
  تمنيت لو كان باستطاعتي أن أدير عجلة الزمن للوراء قليلا ؛ أن أسرق له بعضا من سنينه ، ليحياها مرة أخرى ، ليفعل بها ما أراد ولم يفعل ، ليعيد ترتيب لقطات " الحلم " ، ليجيبني -عندما يحين وقت سؤالي – بإجابة مغايرة ، بإجابة دافئة رقيقة ، تعلن مجدا وعظمة ، أتمنى لحظتها لو كنت أكبُرُ نفسي بعشر سنوات !!! 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |