| 
	
		
		
			
			 
				
				عرض كوميدي
			 
			 
			
		
		
		عرض كوميدي – محمد الفاضل 
 
مقدمة  
 
جرت العادة أن يتأنق المرء ويبالغ في اختيار البدلة التي سوف يرتديها في حالة دعوته إلى حفل عشاء فاخر ، أو مقابلة مسؤول مهم ، ثم ينهمك الجرسون في وضع السكاكين والملاعق ، والفوط والشوك في أماكنها الصحيحة حسب الاتيكيت المتبع. ولكني اليوم سوف أخالف القواعد والأعراف الدبلوماسية ، وأضرب عرض الحائط كل تلك المراسيم الكاذبة ، سأرتدي بنطلون الجينز والتيشرت ، وأدخل في صلب الموضوع ، ولن أبدأ بالسلطة أو باقي المقبلات ، بل بالطبق الرئيسي حفاظاً على وقت المواطن الثمين . 
 
 
المشهد الأول 
 
يتم تحضير الأستوديو لعرض برنامج كوميدي ، يبدأ المخرج باعطاء تعليماته الصارمة لطاقم التصوير ، ويبالغ مقدم البرنامج في وضع المساحيق ، ينظر في المرأة فيشعر بالرضا ، يضع اللمسات الأخيرة قبل العرض .يبدأ مقدم البرنامج بالضحك والسخرية وافتعال المواقف المضحكة لإنتزاع الضحك من الجمهور الذي فقد حسه الإنساني ، فينهال بالتصفيق ، وتتعالى الضحكات ، حتى أن بعضهم يقلب على قفاه . موضوع البرنامج يتناول شعب مدينة جاحد لإنجازات الزعيم ، متاَمر ويستحق الموت لأنه يفبرك الأحداث. 
 
 
المشهد الثاني  
 
- مواطن : هل يمكن أن تقدم نفسك إلى الجمهور ، وأنت بالطبع غني عن التعريف . 
 
- الفنان :أنا فنان كوميدي أسلط الضوء في أعمالي على قضايا البسطاء ومشاكلهم . 
 
- مواطن : ممتاز وكلنا يعلم انك فنان مرهف الإحساس وقريب من نبض الشارع. 
 
- مواطن : ماهو تقييمك ورأيك الشخصي بما يحصل في حلب ؟ 
 
- الفنان : مؤامرة ، يا سيدي كل ما يحصل مفبرك ، تمثيل مقهقهاً بصوت عال . 
 
- مواطن : هل لك أن تشرح أكثر فقد التبس علي الموضوع ، من هو الضحية ؟ من يقصف من ؟ 
 
- الفنان : يا سيدي أنا من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان ، ولا يمكن شرائي . هي مجرد خدع سينمائية ، هؤلاء ارهابيون ، يريدون زعزعة أمن البلد واستقراره . 
 
- مواطن : ولكن ، يا حضرة الفنان ، بينهم الأطفال والنساء ، ماذنب هؤلاء ؟ أنا أفهم أن تختلف مع جماعة أو حزب ، أو طائفة ، ولكن ماذا عن حقوق الإنسان ؟ أليسوا بشرً ؟ أنت تناقض نفسك . 
 
- الفنان : أنا قلت ماعندي ، وأشعر براحة الضمير ، أرجوك أنا في عجلة ، ليس عندي وقت ، نحن نستعد لعرض مسلسل سوف يعرض في رمضان قريباً ، بعنوان  " مسألة ضمير " . 
 
 
المشهد الأخير 
 
بعد انتهاء التصوير ، يلملم الفنان أغراضه على عجل ، يستقل سيارته ويستمع إلى أغنيته المفضلة ، وفي المساء يتناول عشاءه على أنغام موسيقى هادئة ، ثم يضع رأسه على الوسادة ويغط في  نوم عميق . 
 
السويد – 12 / 05 / 2016 
 
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |