| 
	
		
		
			
			 
				
				حكاية للتأمل
			 
			 
			
		
		
		يُحكى أنَّ عجوزاً جلس مع ابنه الشاب - وكان عمر الشاب خمساً وعشرين عاماً - في قطار. وبدا على وجه الشاب - وكان يجلس بجانب النافذة - الكثيرُ من البهجة والفضول. 
  ولمَّا تحرَّك القطار، أخرج الشاب يديه من النافذة متلذذاً بمرور الهواء على يديه، وصاح بابتهاج:- أبي ! انظر ! جميع الأشجار تركض خلفنا ! 
فابتسم العجوز وهزَّ رأسه، كأنما لا يريد أن يُعكر سذاجة فرحة ابنه، وقال باطمئنان:          - سبحان الله ! سبحان الله ! منظر ساحر حقاًّ ! 
وصادف أن جلس بجانبهما زوجان، وأنصتا باستغراب إلى حديث الأب وابنه - من سذاجة الشاب ومن إلحاحه المستمر بالأسئلة كطفل صغير ! 
  ولمَّا صاح الشاب مرة أخرى: - أبي، انظر إلى جمال البركة وما فيها من حيوانات .. انظر.. انظر معي ! إنَّ الغيوم تسير مع القطار !  
  فازداد تعجب الزوجان الشابان أكثر وأكثر.  
ولمَّا هطل المطر فجأة، وتساقطت قطرات الماءعلى يد الشاب، فغمرته السعادة صاح بفرح  :- أبي إنها تمطر أيضاً، الماء لامس يدي ! انظر يا أبي.. انظر، إني في منتهى السرور..أنا فرح يا أبي ! 
فلم يستطع الزوجان،لحظتها، السكوت وقالا للرجل العجوز: - لماذا لا تقوم بزيارةالطبيب وتحصل على علاج لإبنك ؟! 
فقال العجوز:- بالفعل، أنا وابني قادمان من المستشفى.. ابني صار بصيراً لأول مرة         في حياته. 
** ** ** 
فلنتذكر دائماً: 
ألاَّ نستخلص النتائج حتى نعرف كامل جوانب حاقِّ الحقيقة. 
  
  
		
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
		
     |