[هدى نورالدين الخطيب]

تحية طيبة لمن يهتم بحب ولمن يقرأ ..
منذ فترة طويلة ، وربما منذ إنشاء هذا القسم تحديداً فكرت بكتابة بعض مذكراتي مع نور الأدب وسواه .. بعض ما أدخلني في هذا الجمود الذي زاد من انعكاسه على هذا الصرح كلما زدت استغراقاً في صمتي وجمودي وهجري - إن لم أقل شللي - هو شلل بلا شك ، إنه اختناق إلى حد عدم القدرة على اختراق الجدار الذي أعزل خلفه نفسي ..
عزل نفسي لم يكن لأسباب مرضية أو شخصية محضة ، رغم كثرتها ووعورة طرقاتها ..!
الصفعات والصدمات والآلام النفسية يمكن وبكل جدارة أن تصل بالإنسان ، خصوصاً لو كانت تركيبته مثل تركيبتي إلى الشلل الحقيقي حد إيذاء النفس بسحق كل منجزاة الحياة التي تعبت فيها.. حين ييأس الإنسان تقريباً وتنهال عليه الصدمات من حيث يأمن ويحب..!
نفسي تحارب نفسي وذاتي تحارب ذاتي وصدماتي تزداد ويزداد الجدار العازل ارتفاعاً ..!
أنا لم أبتعد عن نور الأدب فقط ، أنا ابتعدت عن كل شيء وأوقفت كل شيء ..!
رأيت الجدار يرتفع فوجدت نفسي أجسد معنى لوحة القرود الثلاثة:
" لا أرى .. لا أسمع.. لا أتكلم .."
لغز بغاية القسوة .. انقطعت عن كل شيء .. حتى عن الأقارب والمعارف والأصدقاء ..
منذ أكثر من ستة أشهر لم أهنئ ولم أعز حتى بأقارب على درجة كبيرة من القرب والقرابة انتقلوا إلى دار الخلود ..
لماذا؟!
لا أعرف .. موجوعة ومتعبة ومصدومة من كل شيء وهاربة حتى من نفسي ..
رحم الله طلعت حين كتب لي هنا في الموقع - وهو القريب والصديق الذي كان يجيد قراءتي أكثر مني - عن ذلك الجدار الغريب الذي أعزل خلفه نفسي - يمتد ويتسع بقدر وحجم الألم الذي أعانيه..!
تلك هي أنا .. وأنا لم أر من قدر المحبة والعطاء مما وهبتهما وكنت أستحقهما إلا نادراً ومن نادرين ، حتى بات الجدار الموجع يتشكل ويكبر ويتعاظم وبات مجرد الدخول إلى هذا الصرح يسبب لي آلام وأوجاع ترنحت أمامها وأضناني احتمالها..!
من أنا؟!
أنا مثل فلسطين طعنت مراراً وتكراراً
أما نور الأدب فهو مثل الربيع العربي الذي انعكست عليه كل أوجاعه والنصال التي غرست في قلبه.. لكنه فينيق قادم حتماً..
كان ولم يزل معظم الناس ديكتاتوراً إما أن تستجيب لرؤياه وتلوي عنق الحق كما تراه .. وتطوع لهذا موقعك الحر الذي تعبت فيه ، وإلا فستجد واحداً تلو الآخر يهجرك أو ينهشك أو كلاهما ..
قال لي أحد كبار الأدباء ذات يوم : ((استمري في الأدب كأدب وأبعدي نور الأدب عن السياسة ))
ابتعدت قدر ما أستطيع ، ولكن ما فائدة الأدب إن لم يكن نبض الناس وأوجاعهم؟!
أنا كإنسانة أختنق وأتعذب إن لم أمارس عروبتي وانتمائي لهذه الأمّة وأعبّر بقوة عن أوجاعي / أوجاعها.. القيود تشلني وتلجم قلمي والسكوت عن الظلم يحيلني إلى جثة تتنفس أو كتلة وجع..!
ماذا وماذا؟؟
مررت منذ فترة بأمراض كان لبعضها أن ينقلني إلى العالم الآخر.. لم أر اللهفة والمحبة التي ظننت أنها موجودة في كثير من القلوب كما هي في قلبي .. وهذا يؤلم فعلاً..
بنينا نور الأدب بأسلوب الأسرة والأهل.. كلّ من انتمى لأسرته الضيقة الإشرافية عبر السنوات أخي وأختي فعلاً ومن أعمق أعماق قلبي وصادق مشاعري ، ولكن يبقى السؤال المؤلم : " كم عدد من يحملون لي ما أحمله لهم؟ "
إذا كان هناك بعض من يتابع ويتمنى أن يروا هذا الصرح يهدم، أعلم علم اليقين أن هناك مجموعة صغيرة تحب نور الأدب وتنتمي له فعلياً، وحتى لو غابت عنه فغيابها آني مؤقت لأسباب شتّى كالتي يمر بها كل إنسان وما أكثرها في ما نحياه اليوم ..
لماذا أكتب هذا الآن؟!
منذ فترة طويلة لا أتواصل مع أحد سوى مع صديقتي دكتورة رجاء
وحين انهالت عليها دفعة واحدة كل هذه الآلام من مرض والدها إلى مرضها ومن ثم ودفعة واحدة وفاة خالها والمرض الشديد لوالدتها ، شفاها الله .. شعرت بشيء يشبه الماس الكهربائي.. وبأني استسلمت لآلامي أكثر مما يجب حين أراها وسط هذه الزوبعة تدور وكيف تنهال الصواعق على الإنسان المقرب بشكل مفاجئ - استيقظت ربما بهزة شديدة - وأفقت وإن قليلاً من استغراقي في وجعي وعزلتي ..!
اليوم..
نعم اليوم.. بل بالأمس.. أعلن سعد الحريري الرئيس السابق لوزراء لبنان اعتزاله الحياة السياسية وحل حزبه بالمعنى السياسي وابتعاده وأهله وأقاربه ونوابه وسياسييه - نهاية الحريرية السياسية وتيار المستقبل في بلد يتدمر بسرعة هائلة بعد أن كان ذات يوم العاصمة الثقافية للعرب وسويسرا الشرق ..!
نهاية الحريرية السياسية في بلد الطوائف والمذاهب تاركاً سنّة لبنان لرياح الشرق والغرب تلعب بهم .. ربما.. لنا .. لكم الله يا سنّة لبنان ..
عدت للسياسة دون أن أشعر .. لا بأس .. تيار المستقبل انهار وانهياره أصابتي بخضّة..
لكن .. المؤلم والذي يخض إصابة أعداد كبيرة تجاوزت المئة من المعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجون العدو الصهيوني بكوفيد19 .. وكيف لا أُخَضّ وأرى هذا متعمداً ؟!
حسناً.. لا أدخل فيس بوك منذ فترة طويلة جداً .. لكن تصلني بعض الأخبار عن الأخبار ، وعلمت أن كل منشور فلسطيني يفضح الاحتلال تتم إزالته ..!
هل هذا أخطر أم الفيلم الأردني المشبوه حول النطف الفلسطينية للمعتقلين وتشويه صورة أعظم أبناء لأعظم مناضلين وأوفى أمهات مناضلات .. !
صبا مبارك بطلة الفيلم المشبوه والدتها مقدسية ، كيف وقعت يا صبا في هذه الحفرة من الخيانة ؟!
هل أكرهك أم أشفق عليك غلطتك التي لا تغتفر؟؟

يا سادتي يا كرام
كما ترون كل الطرق تؤدي للسياسة ، فكيف نتجاهلها؟
هل لديكم وصفة؟
كوفيد 19 والحرب البيولوجية سأحدثكم عنها إن سمحتم لي وأثرثر معكم حول المليار الذهبي الذي سيسمح له أن يبقى على وجه الأرض..
يبدو أني ثرثرت كثيراً
وإلى ثرثرة قادمة أترككم
لكن خبر أخير.. كتاب القصص للفائزين جاهز منذ فترة ، وفيه قصص حتى من لم يجدوا وقتا ليدخلوا ويشكرونا على الشهادات الممنوحة لهم .. نبقى أهل الكرم ..
فقط ماري الخوري عذرها معها..
صديقتي ماري وزوجها أصيبا بكورونا ، وزوجها شفاه الله في المستشفى منذ أكثر من شهرين ولم تزل حالته سيئة ..
أنتظر لنشر الكتاب وصول برنامج التصفح دون تحميل .. لتدشين المكتبة بشكل حقيقي في مجلة نور الأدب
يقال أن الإصابة بأوميكرون تعط مناعة بلا خطر ، لأن النسخة التالية أخطر؟!
كونوا بألف خير
هدى ..!
ربما هدى