| 
				
				تَـنَـبَـهـوا وَاستَـفـيـقـوا أَيُّــهــا   الــعَـــرَب.     ابراهيم اليازجي
			 
  تَـنَـبَـهـوا وَاستَـفـيـقـوا أَيُّــهــا الــعَـــرَب *** فَقَد طَمى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ فــيــمَ الـتَـعـلُّـلُ بــالآمــالِ تَـخـدَعَـكُــم *** وَأَنـتُــم بَـيــنَ راحـــاتِ الـفَـنـا ســلُــبُ
 الـلَّـهُ أَكـبــرُ مـــا هَـــذا الـمَـنـام فَـقَــد *** شَـكـاكُـمُ الـمَـهـد وَاِشتـاقَـكُـمُ الــــرَّبُّ
 كَـم تُظلمـون وَلَستُـم تَشتَـكـون وَكَــم *** تُستَغضَـبـونَ فَــلا يَـبـدو لَـكُــم غَـضَــبُ
 ألِفـتُـم الـهــون حَـتّــى صـــارَ عِـنـدَكُـمُ *** طَبعـاً وَبَـعـضُ طِـبـاعِ الـمَـرءِ مُكتَـسَـبُ
 وَفارَقَـتْـكُـم لِــطــول الــــذُلِّ نَـخـوَتـكُـم *** فَلَـيـسَ يُؤلِمُـكُـم خَـســفٌ وَلا عَـطــبُ
 لِــلّـــهِ صَـبــركُــمُ لَــــــو أَن صَــبــرَكُــمُ *** في مُلتَقى الخَيلِ حينَ الخَيلُ تَضطَرِبُ
 كَــم بَـيـنَ صَـبـرٍ غَـــدا لِـلــذُلِّ مُجتَـلِـبـاً *** وَبَــيــنَ صَــبــرٍ غَــــدا لِـلـعــزِّ يَـحـتَـلـبُ
 فَـشَـمِّـروا وَاِنـهَـضـوا لِـلأَمــرِ وَاِبــتَــدِروا *** مِـن دَهرِكـم فُرصَـةً ضَنَّـت بِهـا الحِقَـبُ
 لا تَبـتَـغـوا بِالـمُـنـى فَـــوزاً لِأَنفُـسِـكُـم *** لا يُصـدقُ الفَـوزُ مـا لَـم يَصـدُقِ الطَّلَـبُ
 خلُّـوا التَّعَصُـبَ عَنكُـم وَاِسـتَـووا عُصـبـاً *** عَـلـى الـوِئـام وَدَفــعِ الظُّـلـمِ تَعـتَـصِـبُ
 لِأَنـتــمُ الـفِـئـةَ الـكُـثـرى وَكُــــم فِــئــةٍ *** قَلـيـلـةٍ تـــمّ إِذ ضَـمَــت لَـهــا الـغَـلــبُ
 هَـذا الَّـذي قَـد رَمـى بِالضَّعـفِ قوَّتـكـم *** وَغـادرَ الشَّمـل مِنكُـم وَهُــوَ مَنشَـعـبُ
 وَسَلّـطَ الـجـورَ فــي أَقطـارِكُـم فَـغَـدَت *** وَارضـهــا دونَ أَقــطــار الــمَــلا خِــــربُ
 وَحُـكَّــم الـعِـلـجَ فـيـكُـم مَـــع مَهـانَـتِـهِ *** يَـقـتـادكُـم لِــهَـــواهُ حَــيـــثُ يَـنـقَـلــبُ
 مِــن كُــلِّ وَغــدٍ زَنـيـمٍ مــا لَــهُ نَـسَـبٌ *** يُــــدرى وَلَــيــسَ لَــــهُ ديــــنٌ وَلا أَدبُ
 وَكُلُ ذي خَنثٍ فـي الفَحـشِ مُنغَمِـسٍ *** يَــزدادُ بِالـحَـكِّ فــي وَجَـعـائـهِ الـجَــرَبُ
 سِلاحَهُـم فـي وُجـوهِ الخَصـمِ مَكرَهُـمُ *** وَخَـيــر جُـنـدِهُـم التَّـدلـيـسُ وَالــكَــذبُ
 لا يَستَـقـيـمُ لَـهُــم عَـهــدٌ إِذا عَــقَــدوا *** وَلا يَــصــحُّ لَــهُــم وَعـــــدٌ إِذا ضَــرَبُـــوا
 إِذا طَـلَـبــتَ إِلــــى ودٍّ لَــهُــم سَـبــبــاً *** فَمـا إِلـى ودِّهـم غَـيـر الخَـنـى سَـبـبُ
 وَالحَـقُّ وَالبُطـل فــي ميزانِـهـم شــرعٌ *** فَــلا يَمـيـلُ سِــوى مــا مـيَّـل الـذَّهَـبُ
 أَعـنـاقـكُــم لَــهُـــمُ رقٌّ وَمـــــا لَـــكُـــمُ *** بَـيـنَ الـدُّمـى وَالـطُّـلا وَالـنـردُ مُنتَـهـبُ
 بـاتَـت سِـمــانُ نِـعــاجٍ بَـيــنَ أَذرُعِـكُــم *** وَبـــــاتَ غَــيــركُــم لِـــلـــدُّرِّ يَـحـتَــلِــبُ
 فَصاحِـبُ الأَرضِ مِنكُـم ضِـمـنَ ضَيعـتِـهِ *** مُسـتَـخـدَمٌ وَرَبــيــبُ الــــدَّارِ مُـغـتَــربُ
 وَمـــا دِمـاؤُكُــم أَغــلــى إِذا سُـفِـكــتْ *** مِن ماء وَجهِ لَهُم في الفُحشِ يَنسَكِبُ
 وَلَـيـسَ أَعراضُـكُـم أَغـلـى إِذا اِنتُهِـكَـت *** مِـن عِـرضِ مَملوكِهِـم بِالفلـسِ يَجتَلِـبُ
 بِـالـلَّـهِ يـــا قَـومَـنــا هُــبُّــوا لِـشـأنِـكُـمُ *** فَـكَــم تُنـاديـكُـمُ الأَشـعــارُ وَالـخَـطــبُ
 أَلَستُم مِن سَطوا في الأَرضِ وَاِفتَتَحـوا *** شَـرقـاً وَغَـربــاً وَعَـــزّوا أَيـنَـمـا ذَهَـبُــوا
 ومَـن أَذَلُّــوا المُـلـوكِ الصِّـيـدَ فَاِرتَـعَـدَت *** وَزلـــزلَ الأَرضَ مِـمــا تَحـتَـهـا الـرّهَــبُ
 وَمـــن بَـنَــوا لِـصــروحِ الــعــزِّ أَعــمِــدَةً *** تَهـوي الصَّواعـقُ عَنـهـا وَهــيَ تَنقَـلِـبُ
 فَـمـا لَـكُـم وَيـحَـكُـم أَصبَـحـتُـمُ هـمــلاً *** وَوجــــهُ عــزّكـــم بِـالــهــونِ مُـنـتَـقِــبُ
 لا دَولـــــةٌ لَــكُـــمُ يَــشــتَــدُّ أزرَكُــــــمُ *** بِــهــا وَلا نــاصِــرٌ لِـلـخَـطــبِ يـنــتَــدِبُ
 وَلَـيـسَ مِــن حُـرمــةٍ أَو رَحـمــةٍ لَـكُــمُ *** تَـحـنـو عَلَـيـكُـم إِذا عـضـتـكـمُ الــنُّــوَبُ
 أَقـدارُكُـم فـــي عُـيــونِ الـتُّــركِ نـازلَــة *** وَحَقَـكُـم بَـيـنَ أَيــدي الـتُّـرك مُغتَـصَـبُ
 فَلَيـسَ يُــدرى لَـكُـم شَــأنٌ وَلا شَــرَفٌ *** وَلا وجــــــودٌ وَلا اِســــــمٌ وَلا لَـــقَــــبُ
 فَيالِقَومـي وَمــا قَـومـي سِــوى عَــرَبٌ *** وَلَـــن يُـضَـيَّـعَ فـيـهُـم ذَلِـــكَ الـنَـسَــبُ
 هــب أَنَّــهُ لَـيـسَ فيـكُـم أَهــلُ مَنـزِلَـةٍ *** يُـقَـلَّـدُ الأَمـــرَ أَو تُـعـطـى لَـــهُ الـرُّتَــبُ
 وَلَـيـسَ فـيـكُـم أَخـــو حَـــزمٍ وَمَـخـبـرةٍ *** لِلعَقـدِ وَالـحَـلِّ فــي الأَحـكـامِ يُنتـخَـبُ
 وَلَيـسَ فيكُـم أَخــو عـلـمٍ يُحـكَّـمُ فــي *** فَـصـل القَـضـاءِ وَمِنـكُـم جــاءَتِ الكُـتُـبُ
 أَلَــيــسَ فـيـكُــم دَمٌ يَـهـتـاجُــهُ أنـــــفٌ *** يَـومــاً فَـيَـدفَـعُ هَـــذا الــعــار إِذ يَــثِــبُ
 فَأَسمِـعـونـي صَـلـيـلَ الـبَـيـضِ بـارِقَــةً*** فــي النَّـقـعِ إِنــي إِلــى رَنَّاتِـهـا طَــرِبُ
 وَأَسمَعـونـي صَــدى الـبـارودِ مُنطَـلِـقـاً **** يَـدوي بِــهِ كُــل قــاعٍ حـيـنَ يَصطَـخِـبُ
 لَــم يَـبـقَ عِنـدَكُـمُ شَــيءٌ يَـضـنُّ بِـــهِ *** غَيـرَ النُّـفـوسِ عَلَيـهـا الــذُّلُّ يَنسَـحِـبُ
 فَـبــادِروا الـمَــوتَ وَاِستَـغـنـوا بَـراحَـتِـهِ *** عَـن عَيـشِ مَـن مـاتَ مَوتـاً مُلـؤُهُ تَعـبُ
 صَبـراً هَيـا أُمَّــةِ الـتُّـركِ الَّـتـي ظَلَـمـت *** دَهـــراً فَـعـمَّـا قَـلـيـلٍ تُـرفَــعُ الـحُـجُـبُ
 لـنـطـلـبـنَّ بِــحَـــدِّ الـسَّــيــفِ مـأَرَبــنــا *** فَـلَــن يَـخـيـبَ لَـنــا فـــي جَـنـبِــهِ أَرَبُ
 وَنَـتـرُكَـنَّ عُـلــوجَ الـتُّــركِ تَــنــدُبُ مــــا *** قَـــــد قَـدَّمَــتــهُ أَيـاديــهــا وَتَـنـتَــحــبُ
 وَمِـــن يَـعِــشْ يَــــرَ وَالأَيــــام مُـقـبِـلَـةٌ *** يَـلـوحُ للـمَـرءِ فــي أَحـداثِـهـا الـعَـجـبُ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |