[محمود طلعت سقيرق]

تروى بعض القصص عن اناس يرون في حياتهم بعض الأشياء التي تصدق و التي لا تصدق في نفس الوقت , فمنهم من يشدك للضحك و منهم من يشدك للسخرية و منهم من يبكيك و منهم من يجعلك كالحجر , و لكن الأكثر ذهولا القصص التي تروى عن الجن اي عن العالم الثاني , فتشدني هذه القصص كثيرا كما تشد الكثير من الناس الى الاستغراب و في نفس الوقت الى الضحك و لربما الى الخوف في اكثر الأحيان , فالبعض من يخترع قصصا كثرة اما عن طريق التلفزة او عن طريق القصص القديمة التي رويت عن الأجداد , فالأول يقول : رأيت ليلة البارحة شيئا يلبس عباءة بيضاء قد مر من جانبي و سلم علي و قال احذر انت في خطر , و الثاني يقول : عندما كنت في منزلي القديم كان هناك معي اقزام تفعل ما تريد و لكنها خيرة اي لا تؤذيك حتى تؤذيها و الثالث يقول : امرتني احداهن من الجن بأن اتزوجها و تحضر لي ما اشاء بشرط ان لا انظر لغيرها و اذا نظرت تأخذ اغلى شيء املكه , و لكن هل تصدق هذه القصص فالشيوخ يؤكدون على هذا الشيء و على عدم التلاعب بهذه المواضيع , فمنذ فترة قد شدني هذا الموضوع كثيرا و سألت احدهم بأن هناك كتاب اسمه كذا و كذا فقال لي بغضب : ابتعد عن هذا الكتاب فان قرأته ينالون منك , و عندما الححت كثرا ازداد غضبا و قال: ان ظهروا كيف تستطيع ان ترجعهم .
و لكنني ادرك جيدا ان الجن موجود و لكن ليس كما يقولون , اي ان الجن موجود كوجود الأنس , و لا نستطيع ان ننكر هذا و لكن ما يروى عنهم , اي القصص كثيرة عن الجن و عن قدراتهم و عن ما يفعلوه فكل هذا لا يدخل ابدا في مخيلتي , و في مخيلة الكثيرون , اي ان ظهور الجن للأنس فلربما يكون حقيقيا و لكن ليس كما يروى , نصف حيوان و نصف انسان , جسم حصان و رأس انسان , فعلينا ان ندرك جيدا اننا مع العلم اصبحنا اكثر تقدم لا تراجع فكل ما مذكور عن الجن هو في الآية الكريمة (( و ما خلقنا الجن و الانس الا ليعبدون )) .