رد: حمار الحكيم يتنبَّأُ بواقعنا الراهن..!
أستاذي العزيز .محمد توفيق الصواف ..إن ما قرأته من خلال قرأتك للحكيم .. يعد استقراءا لوقائع ، تنبيء بنتائج.. منطقيا أن تعد إمتدادا ، لبادرة مجريات عصره .. كشاهد ومعاين ، لأحداث واقعية ، مكنته من الحكم ، أو التنبؤ بفطنة المؤمن ..وحدة بصيرته ..بما سوف تؤل إليه تلك المجريات .. وأتعجب من تلك الفقرة التي ذكر فيها الحل المقترح من قبله ( وبأنَّ جذرَ هذا الإصلاح وجوهره الرئيس هو العودة إلى الأخلاق الحميدة والطيبة والحب ودفء العلاقات الإنسانية الحميمة وما شابه) في مرحلة سابقة من الزمن تعود إلى نصف قرن من الزمان ، ومما يثير دهشتي ، أكثر ..وأكثر من ذلك ، هو أن الحكيم قد مكث عمرا فيما نطلق عليه نحن( بالزمن الجميل ) الذي رسمنا في مخيلتنا طويلا له ،ملامحا مثالية ..حيث كان أحدنا يتوهم ،أنه حين كان يجري مهرولا ، ليلحق بمكان له في ذلك الزمن الجميل ،إعترضه سوء حظ بقدمه ، فسقط أرضا ، مكسور القدم.. ينتظر موعد مجيئه إلى هذا الزمن الغير جميل !! وأننا حقا نعاني ، من إنقراض ، بات يحل دميم الصفات والأخلاق محل جميلها.. فكيف ذلك !! يبدو أن كل عصر يمر ، يحلو.. لساكني العصر الذي يليه ..ومن هنا أتوهم ..أن إلتواء رقابنا إلى الوراء..وتوهمنا بأنه العصر الأجمل ..وبكاؤنا على أطلاله ..جعلنا ننسى أن نجمل حاضرنا ..ونجمل أنفسنا فبلونا من الداخل ..ومن الخارج كما يبلو الثوب الجديد ..حين يعلق في خزينة الماضي القديمة .. إلى جانب الثوب القديم ..فتصيبه الحشرة آكلة الثياب المهترئة.. فما ظهر بروعة حداثته ..ورشاقة ألوانه إلى الحاضر ليجمله ويحيه..وما احتمى من التآكل ..والإهتراء جاء كما أتى ..يزيد عصور الإنسان المادي خيبة على خيباته ..وليس معنى ذلك أنني أنكر تماما ، وجود شيء جميل فيما مضى ..لعله حقا كان شيئا جميلا يسري في النفوس .. حين كانت الفطرة تشترط قلة العلم ..أو بمعنى أصح ..حين كان العلم الروحي (الدين) يسير إلى جانب العلم المادي ..ولما أقال الإنسان العلم الروحي ..واغتر بالعلم المادي مكتفيا به.. أخذت الفطرة ذيلها بين أسنانها ، وهربت بعيدا.. وحتى لا أطيل عليكم.. في التعليق ، أكثر من ذلك لأنني أحمل الكثير في جعبتي بشأن ذلك الموضوع تحديدا ..تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...)) أما ما بعد ..فعد الخير تنازليا ..رغم بقاؤه إلى يوم يبعثون .. نسأل الله السلامة ..شكرا لك أستاذنا القدير .. على إثارة إعمال الفكر التأملي .. من خلال أطروحاتك القيمة..تحياتي.
|