مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
تحية نور أدبية طيبة وبعد..
في ذكرى النكبة الحادية والسبعين وعلى بُعد أيام من إعلان: (( صفعة القرن )) أجدني يا صحبي معكم في نور الأدب نكتب رواية تتخللها خواطر ( حتى يشارك الجميع ) أدباء وكتّاب وبالتوازي مع ملف الشعراء الذي بدأه الشاعر الأستاذ غالب الغول.
أدعو أخي القاص الأستاذ رشيد الميموني
الغريب يا أخي أنك سألت عني وافتقدت غيابي ثم غبتَ فوراً منذ ذلك اليوم.. خيراً إن شاء الله
أنتظر عودتك ومشاركتك راجية من الأديبة العزيزة السيدة لطيفة الميموني السؤال عنك أولاً ، كما أرجو أستاذة لطيفة مساهمتك وأنت المبدعة في كتابة هذه الرواية..
أدعو في كتابة الرواية أخي الروائي الأستاذ رياض محمد سليم حلايقة
أدعو نفسي وأدعوكم جميعاً فرداً فرداً ..
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
1-
طفلة صغيرة كنتُ - كانت - كّنا..!
كانت تحدثني عن بعض فصول النكبة الفلسطينية في عائلتها .. كان دمعها يلهب خديها ؛ مع أنها لم تر أرض فلسطين..
كانت .. كنتُ .. كنا.. ولم نزل...
طفلة صغيرة كانت.. كنتُ.. كنّا.. برعم ورد ذبل ألماً وشاخَ وجعاً قبل أن يتفتح..!
مات والدها لأن قلبه المرهف كان أرقّ من أن يعمّر مع آلام النكبة وحيفاه وملعب طفولته وأحلامه التي اغتصبت منه ظلماً وقهراً .. غرفته هناك وسريره .. مدرسته .. هواه .. الشجرة التي غرسها والده نبتة مع ولادته وكانت تكبر يوماً فيوماً معه..!
كانت الجدّة تروي قصصاً وحكايات حيفا وجنات الوطن ومواجع نكبة فلسطين ..!
كانت الطفلة الصغيرة اليتيمة تضع رأسها على صدر جدتها ، لا لتروي لها مثل كل الأطفال حكايات قبل النوم المسلية..!
كانت الحكاية خنجر غادر ذبح قلب والدها وبكر جدتها - من الوريد إلى الوريد - أموات نحن يا حفيدتي الصغيرة خارج فلسطين.. أموات نتنفس الألم ونزاع الموت مع كل نفس..!
كانت الصغيرة تضع رأسها على صدر جدتها .. كانت الجدة تحكي بصوت مخنوق وتنساب دموعها على صفحات وجه الصغيرة فتلهبها..!
ولدت الصغيرة لاجئة وعاشت يتيمة لأن هناك من أتى من آخر الدنيا ليسرق وطنها وأحلامها.. سرق كل شيء قبل أن تولد بسنوات طويلة,,
مازالت اليتيمة الكبيرة طفلة تبكي وهي تخاطب روح جدتها:
(( دموعك يا جدتي لم تزل تحرق خدي))
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
كانت؛ كنت؛ كنا...
كانت الصغيرة الكبيرة تحلم بالعودة، بعودة حيفا لها بعودتها إلى حيفا بقبلة تتبادلها مع القدس المقدس، بعناق دائم لفلسطين الحرة...
لكن الصغيرة الكبيرة، الجميلة اليتيمة ما تزال تكتب باكية حكاية الأرض التي ضيعها الكبار، ثم تضم إلى شفتيها قصيدة نزار قباني:
.......
هل يذكر الليمون في الرملة
في اللد
وفي الخليل
أختي التي علقها اليهود في الأصيل
من شعرها الطويل
أختي أنا نوار
أختي أنا الهتيكة الإزار
على ربى الرملة والجليل
أختي التي مازال جرحها الطليل
مازال بانتظار
نهار ثأر واحد... نهار ثار...
على يد الصغار...
جيل فدائي من الصغار
...............
ثم فجأة تغمض الصغيرة عينيها فترى كل الجدات ترقب الفتح العظيم، تفتح عينيها، و تسأل ألا يحق لي أن أعود؟ لا تجد جوابا فمن سيجيب أمة عربية بلا وجود؟
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
كنت، كانت، كنا..
كانت صغيرة، سمعت عن النكبة
لم تعرف معناها...
كبرت الصغيرة
وما زالت النكبة تحاصرها
تحيط بها، بمسامعها
وندمت لنضجها حين استوعبت الكلمة، وعجزت عن إيجاد حل لعودة إخوانها الفلسطينين لمهدهم.
عجزت عن مواساتهم، عن مسح دموع آلامهم، عن لملمة مواجعهم.
كنتُ صغيرة وأحببتك يا فلسطين.
كبرتُ يا فلسطين وكبر عشقي لك.
رد: ذكرى النكبة الفلسطينية الحادية والسبعين فهل شاركتموني بعض فصول نكبتي شعراً وسرد
من الذاكرة أكتب
غالب الغول
أكتب باختصار
[gdwl]من النكبة إلى الصفقة إلى العودة[/gdwl]
كان عمري خمس سنوات حين رأيت دموع أمي كحبات البَرَد على خديها وهي تلطم على وجهها وتصرخ بأعلى صوتها : ابني ابني , لقد تركته في الطابون حين شردنا من الدار قبل أن تنهال على رؤوسنا من قنابل اليهود الأشرار .
هو أخي الأصغر وكان عمره لا يتجاوز سنتين . نسيته أمي في الطابون , أثر الهلع الذي أصاب قريتنا الكفرين قضاء حيفا ,في 12/4/1948م . لترى الناس هاربين شاردين باكين سائرين إلى طريق مجهول .وعلى مسامعهم أصوات المدافع والقنابل والرصاص صوب قريتهم .
وبأسرع من البرق , تركني والدي ووالدتي مع إخواني الصغار تحت شجيرة بالقرب من قريتنا , وذهبا مسرعين إلى الطابون , حيث يوجد أخي الصغير , فأتوا به بعد أن نجوا من الموت بإعجوبة , وهم بين آلاف الطلقات النارية , ولكن الله سلمهما من الموت .
أمي لوالدي : إلى أين سنذهب ؟
والدي : دعينا تحت هذه الشجيرة لنسأل أهل قريتنا إلى أين هم ذاهبون ؟
رجل مشرد ينادي : أيها الإخوان , عليكم أن تناموا هنا قريبن من بلدكم , آمنين من رصاص عدوكم , ولمدة اسبوع وستعودون إلى منازلكم آمنين مطمئنين , هكذا سمعت من أناس بهم الثقة .
آخر : أيها الرجل , وكيف نعود إلى منازلنا وهي مهدمة عن بكرة أبيها ؟
آخر : سنعود إلى منازلنا وننام فيها ولو بين الركام .
والدي : انهضوا يا أولادي سنذهب مشياً إلى قرية أم الفحم لحين السماح لنا بالعودة إلى ديارنا وأثاثنا وكل ما نملكه والذي أصبح تحت الركام .
وانتظر والدي أسبوعاً ويتلوه أسابيع , والأنباء تتكرر , ستعودون أيها المشردون , أيها اللاجئون , وهذه وكالة غوث اللاجئين تحتضنكم , وفعلاً أحتضنتنا واحداً وسبعين عاماً ولم تزل مفاتيح منازلنا معنا إلى يومنا هذا ,
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
أستاذي الدكتور غالب الغول
أنا في حيرة عارمة منذ وعى قلبي وأدرك عقلي إحتلال فلسطين وانتزاعها من بين يدي أمة العرب والمسلمين وكيف استطاع حثالة البشرية من التسلط والهيمنة على مقدسة ينعم أهلها بأعلى وأرقى حضارة عرفها التاريخ وبشعب لاريب في ثقافته وشجاعته.. عذرت في نفسي الأمة الإسلامية باحتلال القفقاس وقلت بلاد بعيدة وقل من يعلم عنها وتمكن الغزاة من إبادة شعبها...اما والله لم أستطع أن أعذر الأمة في حق فلسطين واستباحتها وبت أكثر حيرة من التخاذل الواضح للأمة في حل هذه الهزلية العجيبة..
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناز أحمد عزت العبدالله
أستاذي الدكتور غالب الغول
أنا في حيرة عارمة منذ وعى قلبي وأدرك عقلي إحتلال فلسطين وانتزاعها من بين يدي أمة العرب والمسلمين وكيف استطاع حثالة البشرية من التسلط والهيمنة على مقدسة ينعم أهلها بأعلى وأرقى حضارة عرفها التاريخ وبشعب لاريب في ثقافته وشجاعته.. عذرت في نفسي الأمة الإسلامية باحتلال القفقاس وقلت بلاد بعيدة وقل من يعلم عنها وتمكن الغزاة من إبادة شعبها...اما والله لم أستطع أن أعذر الأمة في حق فلسطين واستباحتها وبت أكثر حيرة من التخاذل الواضح للأمة في حل هذه الهزلية العجيبة..
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أهلاً بك أخي الغالي الأستاذ ناز .
لو أردنا الإنصاف في القول , فإن الشعوب العربية لا حول لها ولا قوة , لأن حجم المؤامرة على الشعب العربي بعد الحرب العالمية كانت ضخمة , وعنيفة , لأن المتربصين بشعبنا يعلمون تماماً بأن إتحادنا وإعادة قوتنا ستسبب هزيمتهم وبالتالي تكون الهيمنة للعرب , فلذلك عرفوا كيف يرسمون استراتيجيتهم لقرون من الزمان ,
أشكرك , وإني أتوسم بك خيراً بأن تشاركنا في الديوان المزمع تأليفه على الرابط الآتي وبارك الله بك .
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
اسمحوا لي أن أختصر الحكاية...
أنا هدى ! فتاة تحلم بالعودة ، تشتاق نسيم بحر حيفا ، وهواء كرمل وطنها ...
منذ صغري والحلم يراودني أشاهده حقيقة تارة وتارة أخفيه كجوهرة ثمينة داخل دهاليز نفسي ، كبُر الحلم وتقلص الأمل ، وكثرت الخيبات ، لكني أعود إلى جرعة ذكرياتي الأولى ، إلى تفاصيل حكايات جدتي ، فأتشبيت بالحلم والعودة من أجلي وأجلها ..
كم مرة واجهت ُ الإحباط بالابتسامة ، واليأس بالانتظار ، كان ذلك يعذبني وما يزال يمزّقني...
*******
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ،( من هنا ستبدأ الحكاية )
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالب احمد الغول
أهلاً بك أخي الغالي الأستاذ ناز .
لو أردنا الإنصاف في القول , فإن الشعوب العربية لا حول لها ولا قوة , لأن حجم المؤامرة على الشعب العربي بعد الحرب العالمية كانت ضخمة , وعنيفة , لأن المتربصين بشعبنا يعلمون تماماً بأن إتحادنا وإعادة قوتنا ستسبب هزيمتهم وبالتالي تكون الهيمنة للعرب , فلذلك عرفوا كيف يرسمون استراتيجيتهم لقرون من الزمان ,
أشكرك , وإني أتوسم بك خيراً بأن تشاركنا في الديوان المزمع تأليفه على الرابط الآتي وبارك الله بك .
أستاذي الدكتور غالب الغول
دعني أقدم اعتذاري لسيدة الصرح وراعية الأدب الأستاذة هدى نور الدين الخطيب لأنني ظننت أن هذا الموضوع افتتح بواسطة استاذي غالب الغول كما ظهر لي وبعد ردي.... فتح الملف كاملا وتبين لي انه موضوع الأستاذة هدى نور الدين الخطيب وأنا أكتب وأشارك من خلال الموبايل فأعتذر.
وأشكرك أستاذي على القصيدة الرائعة اللتي زودتني بصفحتها ولقد شاركت ببعض الأبيات هناك فارجوا ان تكون على مستوى مقبول ولكم جزيل الشكر واكرر اعتذاري لسيدة النور الأستاذة هدى نور الدين الخطيب .
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: دموع نكبة جدتي تحرق خدي ( رواية أدباء نور الأدب في ذكرى النكبة)
ولأن دموع الجدة هي أغلى من كنوز الدنيا، نشارك العزاء في يوم النكبة.. وتستمر الحكاية..
ـ تبدأ مساءاتها بعد مغيب الشمس بدقائق معدودات، بطقوس إعداد الشاي لجانب نافذتها المعتقة بروائح الياسمين، على أصوات الدوري وصدح البلابل كانت تبدأ حكاياتها عن حيفا وأسوار عكا جدتي كانت ذاكرة فلسطين. .
ـ كما كل مساءٍ، كنت أنتظر الإنضمام لمجلسها الدافئ، وموقدها الذي ينتظر أناملها الغضة لتشعله وتتحفنا بنكهات الشاي لتبدأ بتقليب الذاكرة في صفحات فلسطين، لكنها تأخرت طرق قلبي خوفاً، توجهت إلى غرفتها كانت ترقد في سريرها، ذابلة المُحيا، وإلى جانبها بضع صورٍ تحكي عن صباها في فلسطين ذلك الوطن الذي عرفتني عليه من خلال الصور، وتلك الذاكرة التي خضبتني إيماناً بعشق هذا الوطن..
ـ قبلت يدها الدافئة لتسقط من عيني دمعةً بحجم ذاك الحنين المشتعل لهباً بين ضلوعي، جدتي غابةً من أشواقٍ ملتهبة، وحقول ذكريات استوطنت روابي فلسطين! كانت تهطل علنيا بكلماتها كل مساءٍ عن الخليل والقدس وبيت لحم.
عن بيارةٍ، ذات أصيل اخترق أساها سهامٍ حارقة، ألهبت السماء ونجومها، وغيرت معالم الكون، لتلفح بريحها وديان الضفة وسهول بيسان، وتغتال ابتسامات الاطفال بين أروقة يافا! خلف برتقالها وليمونها، وتحت قمر ينتحب طالباً الصفح لسيدة المعابد وآلهة المدائن.
ـ لم ادر كيف تسللت البرودة إلى يد جدتي التي بدأت تتسلل البرودة بين أناملها على غفلةٍ من دمعي، وكيف بدأت ستائر غرفتها بالإنسدال رويداً رويداً فوق نوافذ ياسمينها الذي بدأ يفتقد حكاياتها على مر الأيام!
ـ بدأت الاجيال التي تربت على عريشات حكايات جدتي بالتوافد إلى ساحة الدار، لوداع جثمانها الذي افتقد فلسطين عقود وعقود وبدأت أطواق الياسمين بالهطول فوق نعشها الذي حملته أيدي أحفادها بالارتفاع شيئاً فشيئاً، كانت الحياة برفقة جدتي مواسم حكايات فلسطينية، كبرنا معها، وكبرت بنا..
ـ مرت الأيام وتلتها السنوات، وحلم جدتي بالطيران إلى أرض كنعان يتجدد على الدوام، يكبر بين ضلوعي، يمتد لميلاد طفلي يتشبث بذاكرة الأجيال، يستوطن نبض الضفة والقطاع، يقبع في حناجر مآذنها، وأجراس كنائسها!
ـ مرت الأيام وتلتها السنوات، وحكايات جدتي تنسل مع جذور السنديان لتشارك عريشات الياسمين جدران ساحة دارها.يفوح شذاها في الأروقة العتيقة، يسافر في المدى، يشارك الأجيال حلم الطيران إلى هناك، إلى حلم الطفولة إلى أرض كنعان.