التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,384,122

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > النقد
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11 / 04 / 2009, 08 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

جبرا حنونة وجبين الشمس

[align=justify]
عند قراءة قصائد الشاعر الفلسطيني جبرا حنونة، نقف على الكثير من مفاصل الشعر الفلسطيني المقاوم، إلى جانب التعرف على الخصوصية التي تبرز بصمات هذا الشاعر في تعامله مع القصيدة لنكون بحق أمام خارطة شعرية تضعنا أمام الخاص والعام. وطبيعي في كل الأحوال، أن يكون الشعر هوية وصورة وعلامة على الطريق. فماذا تقول قصيدة جبرا حنونة في هذا المجال..؟؟...
لا بد من القول بنهوض أقانيم الثبات والمقاومة والتحدي لتكون الأقرب إلى التعبير عن الشعر الفلسطيني المقاوم. وحين نقرأ ملامح وأبعاد هذه الأقانيم عند أي شاعر، فإننا نتعرف على الكثير من أغراض وتطلعات ومسار شعره، لأن الصورة الشعرية المقاومة لا يمكن أن تأخذ معناها الصحيح بعيداً عن هذه الأقانيم.. فماذا يقول جبرا حنونة..؟؟
في قصيدته "سأبقى شامخاً" التي توجه الخطاب مباشرة إلى الاحتلال لتقول باستمرارية الوجود العربي الفلسطيني رغم كل أساليب القتل والضغط والإرهاب، حيث: "راحتي تحترق الآن بوهج الشمس / والأخرى تعانق / سنبلات القمح / وغداً لا بدَّ أن يزرع طفل / من عظامي غصن زيتون / ومن ثوبي بيارقْ..".. وهذا يدفع لهجة التحدّي إلى وتيرة أعلى حين يصرّ الشاعر على أنّ جميع الممارسات الصهيونية ستنقلب غداً لتكون بداية النهاية للاحتلال "افرحوا ما شئتم الآن وغنُّوا / واقتلوني وانكروني / إن تجاهلتم وجودي اليومَ / لكنّي سأبقى شامخاً.. رغم المنيّه / كلُّ جرح في دمي كلُّ شظيه / كلُّ لونٍ من فنون القهر والتعذيب / صاغته العقول البشريه / كلُّ قيد في يدي / كل وشم فوق أضلاعي مرسومٌ بكعب البندقية / كل سوطٍ / ظل في أطرافه مني بقيهْ / سوفَ يغدو / حية تسعى إلى أعناقكم في إثر حيَّهْ / يا ظلام السجن / إن طالت لياليك الطويلات الشقيه / فغداً لا بد أن يمحو جبين الشمس / كل الحشرجات الهمجيه".. وشعب فلسطين "سوف تهتزُّ على وقع خطاهُ / الأرضُ هولاً / وستشتدُّ براكيناً / وناراً / وزلازل.."..
في امتداد الصورة نرى الكثير من الوضوح في صياغة الخطاب، وفي التوجه إلى الذات المقاومة، وفي تحديد مسار الأيام القادمة. وطبيعي أن يكون الشاعر مسكوناً بالأمل والتفاؤل رغم قساوة ما يلاقيه من عذاب، لأنه يعرف حق المعرفة أن النصر حليف صاحب الحق مهما طال الزمن. ومن هذه الزاوية كان التركيز الشديد على ملامح "الجرح" النازف لأنه الدليل على إفلاس الاحتلال الذي لا يجد غير التعذيب والقهر سبيلاً لتزوير الحقائق وكبت صوتها وهو ما نجد نقيضه باستمرار حيث تبقى الحقيقة ساطعة شامخة لا تعرف الانكفاء.
في صياغة ملامح "الجرح" وفي طرح صورته على الملأ، محاولة لإبراز صورة الصراع على حقيقتها دون أي رتوش. فالشاعر يضع الطرف المعتدي والطرف المعتدى عليه ويقول بتفوق الاحتلال في سلاحه وأدوات الدمار والموت على الطرف الآخر الذي لا يملك أي نوع من أنواع السلاح الفتاك المدمر..
ولكنه في المقابل يطرح صورة المعتدي وهو يسعى بخطوات حثيثة إلى نهايته ما دام لا يملك أي ارتباط مع الأرض التي يحتلها. بينما تقف صورة المعتدى عليه لتكون قوية بما تملك من حق وتداخل مع أرضها. وفي مثل هذه الحالة كان طبيعياً أن تأتي الشمس لتكون في يد الإنسان العربي الفلسطيني دلالة على أنه المنتصر في قادم الأيام.
في مسار آخر تقترب قصيدة جبرا حنونة من عالم القصّ لتقول بصورة مليئة بالنبض والوقع المؤثر. حيث تطرح قصيدة " بئر الموت" الحكاية الممتدة في مساحة البحث عن الحياة، ومنذ البداية نسمع:
" فجأة أسلم للريح ثيابهْ / فجأة أسلم للموت شبابهْ / سحقَ الدمعةَ في زاوية البيت الصفيح / وبأعلى الصوت نادى.. يا رفاق / موسم القحط على الأبواب.. والكون فسيحْ / فهلموا.. أشرعَ الحاقد للموت حرابهْ / كان صوت آخر.. أصوات أخرى / في سماء الطرف الثاني تصيح: لملموا أوراقكم لملموا أقلامكم واحرقوها / لن يكون اليوم في الفصل تلاميذ ودرس وكتابه / فهلموا نسحق الظلمة.. نلوي عنق الغولِ / نداري سنبلات القمحِ من هبةِ ريحٍ / ننسج الأفراح من خيط الكآبهْ.."..
الانفتاح في هذه الحال لا يكون إلا على مساحة من الضغط النفسي، والعذاب والجراح. وطبيعي أن نشعر بمرارة واقع مشحون بالقهر والفقر والبحث الدائم عن ملامح مفقودة. من خلال ذلك وفي مسافته. يضعنا جبرا حنونة أمام صورة إسماعيل المشحون بكل انفعالات الغربة. وكل آلام مرارة العيش. وكان ذنبه الأكبر في هذه المساحة المشتعلة بالقهر، أنه أراد أن يؤمِّن بعض الماء لأطفال ينتظرون في الخيمة. فكان الموت في الانتظار ولا تنتهي القصة هنا..
في العودة إلى الصورة نرى ملامح إسماعيل المتداخلة مع ملامح الظرف والمحيط حيث " كان إسماعيل جندياً عظيماً / خلف كيس الرمل مصفرّ الشفاه / ترك الأطفال في الخيمة يبكون من الجوع.. الصدى / وتوارى خلف جنح الليل يبحث عن مياه..".. وتستمر القصة في ملاحقة الحدث لترسم عملية البحث عن الماء حيث :"حملته الريح للجبّ فأدلى دلوه الغرقان فيه / وتهاوى الولد في الظلمة.. لم يبلغ قرار الجبّ فالحبل قصير.. / خلع الطفل قميص الخوف وامتدّت يداه / توصل الحبل.. وكان الجسد الذاوي يلوح / في ظلام الليل.. كالشمعة في الهزع الأخير / رفع الدلو ولم يشرب / فقد خاف على الأطفال في الخيمة أن يبقى صغير / ظامئاً والموت لا يرحم / والساحة بركان يفور / فجأة دوى رصاص / سقط الدلو تهاوى الجسد المنهوك / قام الميتون من القبور / فجأة زلزلت الأرض وماجت / والدم القاني يسيل / في الثرى نحو الجذور / ترضع الأرض مياه الشرب / والأطفال ظمأى / يرضع الأطفال أثداء القنابل / ظلت الطلقات تدوي / ظل قلب الأم يهوي / ظلت الأرض تدوي بالزلازل / ظل إسماعيل منكفئاً على الوجه / ومن جثته / يخرج الليلةَ مليون مقاتلْ.."..
في قراءة أبعاد هذه القصيدة / القصة لا يمكن إسقاط أي ملمح من ملامحها المتعدد في المسار العام والخاص. فالشاعر لا يرسم صورة إسماعيل الباحث عن قطرات الماء. إلا ليقولَ بعذابات هذا الإنسان المصورة بطبيعة الحال لعذابات شعب. وقد تأتي الصورة في ملمحها الواقعي لتنقل جزءاً حياً من واقع معاش يقول بانتفاء وسقوط أبسط الحاجات التي يريدها الإنسان لاستمرار حياته كاللقمة والماء والهواء. ولكن في حالة "إسماعيل" وحين يصبح الإنسان مطارداً مقتولاً إن استغنى عن الماء، وإن ذهب للبحث عنه، فإن الحياة تدخل عتمة القهر الذي لا يرحم، وهو ما يجعل الصورة قاتمة إلى أبعد حد.
إسماعيل هذا شهيد وشاهد وعنوان زمن، لذلك كان موته قيامة، وكان ذهابه في فصول البحث عن ماء للأطفال المسكونين بكلّ هذا الظمأ، قيامة أخرى. وفي الحالتين سجل الوالد حضور المقاومة التي تصرّ على الحياة رغم كل شيء. وهو ما جعل دمه يسيل نحو الجذور من جهة، وما جعل خروج المقاتلين من هذا الدم حتمية لا بديل عنها من جهة ثانية.
قد نرى إلى ملامح الولد البسيط الذي ترك أمه وإخوته في الخيمة وذهب ليحضر الماء لهم بعد أن تحولت الدنيا إلى قحط، وبعد أن سيطر الظمأ على كل شيء. وفي الحالة المرسومة لا يمكن أن يأتي كأس الماء ببساطة كما يخيل للسامع للوهلة الأولى، الماء هنا يحتاج إلى ثمن مرتفع هو الحياة. وقد تكون الحياة ثمناً لماء يذهب هدراً بعد أن تحولت الساحة الكبرى كما أرادوها "مماتاً أو حياة" وهو ما جرى لإسماعيل حيث ذهب الماء الذي أحضره، وذهبت حياته وسجل غيابه وغياب الماء.. ولكن هل هي ملامح إسماعيل حقاً..؟؟..
إسماعيل في القصيدة / القصة يقول الحياة والمستقبل والأمل رغم كل مساحة الظلمة المسيطرة الضاغطة، وهذا ما جعل الإشارة واضحة جلية إلى "مليون مقاتل" يخرجون من جثته التي انطرحت على الأرض وسقتها دماً وماء للشرب. وكان على الأطفال الذين يرضعون الآن أثداء القنابل وينامون ويستيقظون على صوت وسخونة القصف والدمار. كان عليهم أن يفتحوا العين على مساحة مضيئة من المستقبل، وإِن كانت المساحة بعيدة عن متناول اليد في حاضرهم المحاصر بكل هذا العذاب.. فهل ننتقل إلى قصيدة أخرى؟؟..
في "ثلاثية العذاب والفرح والخلاص" يسجل جبرا حنونة ثلاثة أصوات متتابعة يقول أولها تحت عنوان "الوجه الأول": قادمة مثل هدير الرعد / مجلجلة حمراء.. / تحدّق في الأشياء بنظرات غاضبة / تنتفض من الأعماق / وتزحف كالإعصار الجارف كالطوفان" وفيها " يدب الرعب بأسراب الغربان / فتملأ رحم الأرض صراخاً ونعيقاً..".. وكأننا نقع على وصف للانتفاضة القادمة نشرت القصيدة في العام 1980 من خلال هذا الانتظار للثورة العارمة التي يبشر الشاعر بها ويرسم الكثير من أطرها وملامحها..
بينما يقول ثانيها تحت عنوان "الوجه الآخر".. : تلمع كالبرق / كحدّ السيف القاطع كالسكين / تتجلى عارية في وجه الشمس وفي إشعاع الصبح / النافذ من كوة كوخ / في ضحكة فلاح مسكين / تزهو في الأفق مهللة / تتمايل بين حقول القمح".. ويقول ثالثها تحت عنوان "اللقيا": ظامئة يا ولدي للقائك منذ سنين".."والأغراب على الساحات / وحول جدار الغرفة منتشرين" وأشجار الزيتون احترقت لكن "يا ولدي جذر الزيتون المتعمق في جوف الأرض سيبقى / والأشجار ستبقى واقفة حتى لو ماتت" وتأتي في الختام "ملاحظة بسيطة جداً" تقول: نستنتج من مجرى الأحداث / بأنّا في عصر السرعة نحيا / في عصر الخطوات المتلاحقة.." وتقول الجدة "إن دوام الحال من المحال / وتلمِّحُ بعض تقارير الأخبار بأن حريقاً شب / ولن تقوى الإطفائيات على حصر النيران".. فهل هي ملامح وألوان التفاؤل عند الشاعر جبرا حنونة؟؟..
طبيعي أن تكون صورة التطلع إلى المستقبل مليئة بالأمل والتفاؤل عند الشاعر المصرّ على المقاومة والتحدي والثبات في وجه الاحتلال. ومثل هذه الصورة تنبع بشكل مستمر من هذه العلاقة القوية والرائعة مع الأرض وبما يشير بشكل دائم إلى أصالة مثل هذا التطلع. ولا نستطيع في كل الأحوال أن ننكر هذا النبض المستمر من الألوان الزاهية التي تنتشر في صورة الشاعر رغم قتامة وظلمة المحيط في كثير من الأحيان عند التطلع إلى ما يقوم به العدو الصهيوني من ممارسات تفوق بوحشيتها لأي وصف أو تعبير.
يبقى القول إن الشاعر جبرا حنونة واحد من شعراء الوطن المحتل شاركهم في رسم ملامح القصيدة المقاومة، وفي رفدها بالكثير من الألوان والخطوط وانفرد في وضع بصمات خاصة جعلته صاحب نبرة متميزة إلى هذا الحد أو ذاك.
فالقصيدة عند جبرا حنونة تقول المقاومة في كل محاورها وأبعادها وصورها، كما تقول خصوصية الشاعر وأسلوبه المميز وحين نقرأ شعر جبرا حنونة رغم قلة النماذج التي بين أيدينا نقف على صورة من صور الثبات والمواجهة تأتي بشكل يمكن أن نراه في الكثير من القصائد الأخرى عند شعراء آخرين حيث تنتقل القصيدة لتكون قصيدة شعب، ونقف على صورة من صور الشاعر التي تدل عليه بشكل مباشر لنرى إلى بصمته وأسلوبه.
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار التناظر مع الأديب الكبير جبرا إبراهيم جبرا د.مازن حمدونه كـان.يـاما.كـان... 1 24 / 02 / 2012 34 : 08 PM
الشمس حاتم الأيوبي القصة القصيرة جداً 4 07 / 04 / 2010 11 : 07 PM
مسرحية (هاملت) ترجمة جبرا ابراهيم جبرا مراجعة نقدية ـــ أ.د.الياس خلف هدى نورالدين الخطيب المسرح والسينما والتلفاز 0 15 / 07 / 2009 24 : 04 AM
الشمس طلعت سقيرق الشعر 2 03 / 05 / 2009 58 : 08 PM
دراسةادبية تاريخية عن نهضة ونشؤ الادب الفلسطيني للدكتور سليمان جبرا ن : نبيل عودة نقد أدبي 0 08 / 08 / 2008 36 : 07 AM


الساعة الآن 33 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|