رد: تاريخ من المذابح - رشاد أبوشاور
مقالة رائعة أستاذ رشاد أبو شاور تأتي في وقتها وزمانها وبنفس وطني صادق وأمين
كل الأيادي في هذه الفترة راحت تكمم الأفواه وتهيل التراب على الحقائق التاريخية لتخفي أثرها، تمهيداً للطريق المؤدي للسلام، أو لما اعتقدوه معبراً آمناً للسلام دون أنْ يتوضحوا أي صورة من صور السلام ستكون عليه ما يدفعوا إليه عنوة، بكل وسائل الضغط التي جعلتهم يدخلون ضمن فريق تمثيلي لأداء تمثيلية متعددة الفصول، طويلة الأمد، متعددة الشخوص والأبطال، أحياناً مثيرة للضحك، وأحياناً مستفزة حد الاختناق، وأحيانا ليس بمقدور ستارة شفافة مدارة زيفها، حتى الشعوب العربية دخلت في متاهات مصطلحات العولمة وتباعدت مجبرة عن قضية الاسلام وفلسطين
المدابح افتعلت في فلسطين في توقيت محسوب لهدف التخويف ودفع الناس إلى الرحيل باتجاه شرق النهر (نهر الأردن) لهدفين رئيسيين التخلص من أكبر عدد من العرب الفلسطينيين، وكما ذكر اللنبي القائد العسكري البريطاني في مذكراته أنَّ ترحيل الفلسطينيين قرار اتخذته القيادة البريطانية لترضي الجماعة اليهودية التي آلت على نفسها حمايتهم والتسهيل لاقامة دولتهم وتجاوباً لحاجة ملحة في رفد الدولة الوليدة بشعب متحضر يعينها على النهوض والتطور
ما يؤسف له أخي أن المدابح في حق الفلسطينيين لم تتوقف إن كان من جانب الإخوة أو من جانب اسرائيل حتى أنَّ أرقام تعداد الاصابات في المدابح السابقة بدت متواضعة للغاية أمام ما ارتكب من مجازر وحشية في أزمان قريبة كان تعداد المقتولين والمتضررين بالألاف، وكأن هذا الشعب بوتقة لتجارب المدابح.. وها هي اسرائيل تتقاوى على ضعف العرب وتقود محادثات السلام قيادة السكير الأرعن في محادثات لا تصل أدنى درجات التكافؤ، وتفتعل أحداث وحالات على أرض الواقع لتثير مسائل مستجدة تشكل معيقات جديدة في محادثات السلام لتكسب الوقت الكافي لخلق مزيداً من نقاط الخلاف ، وترتكب المجازر دون أدنى اعتراض أو مجابهة جادة من جانب أي من الأطراف الدولية والعربية، وما زاد الطين بلة أن جماعتنا باتوا إخوة أعداء منقسمين على بعضهم لا ينفخون عضلاتهم إلا في وجوه بعضهم لينعم من يفترض أنه عدوهم بالأمن والاستقرار
الذاكرة أخي أبو شاور تمتلئ بكل محزن وكئيب وما نشاهده اليوم على أرض الواقع يبعث على التشاؤم لولا رحمة الله التي تجعل الانسان الفلسطيني موقن بربه خالق هذه العباد لأن يلعب الزمن على حبل التحولات الطبيعية أو يلعب الحظ بجود ما تفاجأنا به الأحداث
|