ونشعر بالحنين للمقاعد المدرسية، تعلو الجباه بإصرار العودة، تهتف الحناجر "العودة، العودة"وتستمر مسيرة الصمود والتصدي وتعلو رايات العز خفاقة فوق المباني الشامخة "الحطة عاكتافك شالت عا جبينك شمس النهار""وراياتك عالية"مسرى النبي ما يدنس ثورة شعب لاتقهر ..مضى ما مضى من العمر..واختلفت التكنولوجيا..رحل رجال..وتوالت أجيال..وبيوت العز مشرعة تنتظر عودة أحبابها..
في الأعياد وقهوة بنكهة الهيل..مضافات الفرات الشرقية تستضيف خطوات الود..وصهيل الخيل لايهدأ..لأعالي السماء يعانق قمم جبال الوطن الخالد في أذهاننا..اعتنقنا الأناشيد الوطنية، وعشقنا بحة الناي..التي ترسل الحنين بين أنسام الدوح المسافر..روائح الياسمين .. أشواق جدي وجدتي التي تحيك حكاية الأيادي الغضة التي تزرع قمح الذهب..وتغزل أصواف الخراف المسالمة.. وروايات رشاقة الأنامل التي تجني قطن الفرات الناعم..
لم نكُل من انتظارهم، عيوننا شاخصة للأعالي..لابد من عودتهم..مدارات السماء تدعوهم للعودة، وقلوب أحبابهم تستدني حضورهم لم تنته أوجاع الأمس..شتاء الانتظار طال..وضفاف الفرات عطشى لكؤوس قدومهم..سيعودون ما دامت شمس النهار ترسل أشعتها في الأكوان.
ونشعر بالحنين لأبجدياتنا المدرسة، وقصص الطفولة المجموعة بين دفات الرسوم الملونة..بلاد الشام..وحكايات التهجير والتشرد وانتظارات مراسيم العفو..وفتح معابر المعونات الإنسانية..نسترجع ذكريات الحصول على الشهادة التي هي طريقنا لتحقيق أحلامنا في الثراء والتألق..نجح معلمينا في رسم أحلامنا ضمن إطارات الشهادة العليا ..لدى تحقيق هذا الحلم اكتشفنا كم هو صغير هذا العالم مازلنا نحن لصندويش الزيت والزعتر..وطرق الضيعة الوعرة..
مازلنا نصارع صوت السجان فوق أصواتنا المقهورة..وما زلنا نصارع تمرد الطفولة على المشيب الذي اعتلى رؤوسنا..وما زلنا نصارع صفع مواطن حائر في ضبط تصرفاته ..يحتاج للباقة في التعامل معنا..نسي حمل شهادة بحسن السلوك لدى مغادرته المرحلة الابتدائية..مازلنا نشعر باغتصاب أصوات تافهة اعتنقت التسكع في الطرقات الفسيحة.تشعل سيجارا سرقته من عربة طال وقوفها أمام شارة المرور..تسترسل في الشرفات الثرية المرصعة بجوري الشام..تحلم بدخول منزل أنيق نسيت سيدته إسدال ستائر نوافذه..
مازلنا نشعر بنقمة حيال أراء لم تحترم "جود عطاءاتنا" ها هي الساعة تدنو من الأمس..لاشيء جديد..سوى انتظار عيد نلتقي فيه بأحبة ربما يزرعون الابتسام فوق الشفاه البائسة..وأبدا لن نيأس من عودتهم، الحلم الذي يراودنا على الدوام..
دامت أعيادكم عامرة تستقبل أحبابكم على الدوام..
pjn kgjrd td hgud] hgrh]l>> fd,j hgu.>>hgud]