ستخبرهم
الريح عني
الفصل الاول
عاد فايز بعد يوم عصيب ، بلغ التعب منه مداه ومبلغه ، ألقى بجسده على الأرض قبل أن يلقي فاسه من على كتفه ، نادى بصوت فيه حدة زوجته ...سعدية .. نعم يا أبو محمد ، فايز :أدركيني بالماء الساخن بسرعة حتى أزيل ما علق بجسدي ، سعدية :حالا يا حبيب قلبي ..راحت سعدية تتحايل على النار حتى لا تنطفئ وهي تدفع القش والحطب تحت إناء الماء فوق الكانون ، وهي تقاوم
الريح حتى لا تطفيء النار تحت الماء ، استطاعت سعدية أ ن تحصل على الماء الساخن لفايز وتضعه في الطشت مثل الطفل الصغير لتنزيل ما علق بجسده من عرق و تراب ... انتهى فايز من غسل جسده وبدل جلبابه،، ووضعت سعدية الطعام أمامه ليأكل ، فتناول طعامه على عجلة كعادته ،ثم خرج إلى مقهاه الذي تعود عليه ، جلس في مكانه المعتاد ولحق به صديق عمره عطيه ، كانت الشيشة هي الوسيط بينهما في كل جلساتهما وهما يتبادلان الحديث عن همومها كل يوم ، أما في هذا اليوم فقد شاركهما فكان ثالث ، هو عبد الحكيم ابن بلدتهم فقد وجد في عطية وفايز الرغبة والقبول فيما يقدمه لهم من خدمات ولنفسه عملا سيدر عليه أموالا طائلة بعيدا عن عمله بإلفأس مثل غيره من أهل قريته في حقول الغير ، لقد عمل سمسارا ووسيطا للراغبين في السفر نظير حصوله على عمولته وحصولهم على الفيزا أو إقامة في أحد البلاد العربية ،
كانت ليبيا في ذلك الوقت هي المسرح المفضل للعمالة المصرية وهي الدولة الوحيدة التي أحبها المصريين في ذلك الوقت ويرغبون في السفر إليها نظرا لسهولة السفر إليها وقلة المبلغ المدفوع والتكاليف نظير السفر والحصول على عمل هناك ،
جلس عبد الحكيم بجوار فايز وعطية وراح يعرض عليهما خدماته ، لم تدم الجلسة طويلا مع فايز وعطية ، فقد كان لديهم الميول والرغبة في السفر ينتظران من ييسر لهما الأمر .. لم تمضي أيام قليلة حتى استطاع كل واحد منهما أن يوفر تكاليف سفره ، فقد رهن فايز خمسة قراريط كانت لديه لابن عمه حتى يعود ، أما عطية فقد باع مصاغ وحلي زوجته واستدان الباقي من حماه ، وحان الميعاد وسافرا الاثنين ودخلا ليبيا ا عن طريق السلوم وطبرق ثم بني غازي وسرت ، واستقرا بهما الحال بسرت ومضت الأيام وهما في عملهما دون إعاقة , كانا يرسلان من حين لآخر بعض الرسائل عن طريق البريد للاطمئنان على أولادهما أو بعض النقود والأكسية كلما لاحت لهما الفرصة أو وجدوا من يحمل معه ما يودان إرساله إلى ذويهم وأهلهم ...
sjofvil hgvdp ukd