• إعداد الأستاذتين: فوزية نبو – لبنى خواخي
الموضوع: التشبيه البليغ
مقدمــــــــــــــــة:
نالت البلاغة اهتماما جليا من قبل الدارسين، نظرا لما تقوم به من دور جليل في تأدية المعنى بعبارة واضحة وفصيحة، لها في النفس أثر خلاب، مع ملاءمة كل كلام للموطن الذي يقال فيه، فهي فن يعتمد على صفاء الاستعداد الفطري، ودقة إدراك الجمال لجمعها بين الإمتاع والإقناع في الآن نفسه.
وقد تتجاوز البلاغة الخطاب الإقناعي والإمتاعي، لتشمل أيضا كل الأنواع والنصوص الأدبية، على نحو ماهي ماثلة في كل النصوص التي تمتلك وظيفة تأثيرية، وبهذا المعنى تصير البلاغة منهجا لفهم النص وتفسيره وتقييمه من منطلق الأثر الذي أحدثه في المتلقي.
وكما هو معلوم فالبلاغة مرتبطة بعلومها الثلاثة المعروفة هي: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع. وموضوعنا يدخل ضمن علم البيان وبالضبط التشبيه البليغ
التشبيه البليغ
هو ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه معا، فهو مؤكد مجمل، وهو أعلى التشابيه بلاغة ومبالغة، وقد سمي بليغا لأن المعروف عند العلماء أن البلاغة تتميز بالإيجاز والاختصارـ وعندما يقتصر التشبيه على ركنين فقط يكون بليغا لأنه مختصر وموجز وواضح في الوقت نفسه.
كقول المرقش الأكبر:
النشر مسك والوجوه دنا نير وأطراف الأكُف عنم
شبه الشاعر في هذا البيت النشر وهو الرائحة الطيبة بالمسك، والوجوه في إشراقتها بالدنانير بجامع الاستنارة والاستدارة، ثم أطراف الأكف بالعنم، والمقصود بالعنم نبات أملس له أزهار قرمزية، يتخذ منها خضاب، وكل هذه التشبيهات على طريقة التشبيه البليغ، لأنها جميع التشبيهات حذف منها الأداة ووجه الشبه..
كما نلاحظ تقابل المشبه مع المشبه به ( النشر / مسك ) ( الوجوه / دنانير ) ( أطراف الأكف / عنم ) وهذا النوع يدخل ضمن التشبيه المفروق / المفروق مأخوذ من الفرق ، فرق بين الشيئين فصل وميز أحدهما من الآخر ، أي الإتيان بالمشبه والمشبه به ، ثم آخر وآخر ..
ومن أمثلة التشبيه البليغ أيضا قول الشاعرأبو الحسن التهامي في رثاء ابنه الصغير :
فاقضوا مآربكم عجالا إنما ... أعماركم سفر من الأسفار
شبه الشاعر الأعمار بالسفر، على طريقة التشبيه البليغ الذي لم يذكر فيه أداة التشبيه ولا وجه الشبه، وتأويله هو الصفة المشتركة بين الأعمار ألا وهي السرعة والزوال.
*** تطبيقات ***
* ميّز التشبيه البليغ عن غيره مع التعليل :
– رأي الحازم ميزانٌ في الدّقة
– قال البحتري يمدح :
بِنْتَ بالفضلِ والعلوِّ فأصبحــ
ـتَ سماءً وأصبح الناس أرضا
– الدنيا كالمنجل استواؤها في اعوجاجها
– قال أحد الشعراء يصف بطيخا:
حُلوة الرّيق حلالٌ دمُها في كلّ ملّة
نصفُها بدْرٌ وإنْ قسّـ ـمْتَها صارت أهلّة
المراجع:
â‘ علي الجارم- مصطفى أمين، البلاغة الواضحة البيان المعاني البديع، دار المعارف- لبنان.
â‘ محمد أحمد قاسم - محي الدين الديب: علوم البلاغة ( البديع والبيان والمعاني)، المؤسسة الحديثة للكتاب، لبنان، 2003.
â‘ عبد العزيز عتيق، في البلاغة العربية: علم البيان، دار النهضة العربية، بيروت، 1985.
â‘ أحمد مصطفى المراغي، علوم البلاغة: البيان والمعاني والبديع، دار الكتب العلمية بيروت، ط3 1993،
hg]vs hgvhfu : hgjafdi hgfgdy hgjledgd hgfgdy hgjafdi ,hgjafdi