[طلعت سقيرق]

[align=justify]
يعتبر الفنان السوري عباس النوري واحدا من الفنانين المجيدين المتميزين أداء وعطاء وتمثلا للدور الذي يؤديه .. وهو واحد من فنانين قلة استطاعوا أن يدخلوا لشخصية الشعبية بشكل متقن لافت يجعل المشاهد يعايش كل حركة وكل كلمة وكأنه يعايش الواقع بكل جزئياته ..ومثل هذه القدرة لتي يملكها عباس النوري جعلته يتفوق في أدوراه الأخرى جميعا ، فمن يملك الحسّ الشعبي ، ويتقن الصورة الشعبية ، وبداخل جزئيات النفس الشعبي لا بدّ أن ينجح بكل شيء كونه استطاع أن يقبض على العصب الحيّ للفن والحسّ الفني .. ومن تابع ويتابع هذا الفنان يشعر بأنه ينطق جسما وحركة وانفعالا وتجسيدا واندفاعا مصرا على أن تكون المشاعر ميزانا دقيقا في تدفقه ، حتى ليستطيع إقناع الجميع بأنه فارس الشخصية دون زيادة أو نقصان..
خلال متابعتي لأكثر لأعمال هذا الفنان المذهل كنت أنسى تماما أنني أمام الشاشة أو أمام شخصية مرسومة تؤدى ، كنت أشعر أنني انتقل إلى الحارة أو المكان لكون بين شخصياته .. ذات مرة التقيت الفنان عباس النوري في مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق .. كان عبارة عن شلال حركة متدفقة لا تعرف التوقف ..كان يحمل نصا من النصوص المعدة للتمثيل وكأنه يحمل ولدا من أولاده .. من يحمل هذه الشخصية قادر على دفعك لان تكون معه في اختياره وأدائه لأنه يصدر في أفعاله عن عشق لما يقوم به .. هناك شيء يجب أن يذكر عندما نذكر فنانا مثل عباس النوري ، فهذا الشخص ميال لعمله قبل أي شيء آخر ، لذلك لا يمكن أن يحمل ضغينة لأحد فالعمل المتقن يأتي أولا ، والخصومات الصغيرة تبقى أشياء لا معنى لها حين نريد الأشياء الكبيرة والمتميزة ..عباس النوري شجرة دمشقية أصيلة لا تعرف أبدا معنى الانحناء ..
· طلعت سقيرق 7/9/2009
[/align]

[عباس النوري]

[align=justify]


عباس النوري : هذا كان واقع شريحة من النساء .. و أبي الى اليوم ينادي أمي بـ " يا بنت "
اخترنا ان يكون هناك حفاوة في اللقاء ، فالبطل المطلق لمسلسل "باب الحارة" الذي تسلل بعفوية الى ملايين المنازل في كل البلدان العربية كان ضيفنا هذه المرة ، وكان في تقديرنا ان ما لاقاه المسلسل من انتشار وترحيب ، هو انجاز يسجل بشكل عام لجميع الفنانين المشاركين فيه ، وبشكل خاص لفنان تميز في الأداء وكان شخصية محورية على مدى ثلاث وثلاثون حلقة ..

واخترنا أن نبدأ مع حملة النقد التي طالت المسلسل مؤخرا ، بعد ان احتلت اخباره مساحات واسعة في كثير من وسائل الاعلام ، ونال فريق العمل فيه من الترحاب والتكريم ما لم يسبق له مثيل في اكثر من دولة عربية ..

وهذه تفاصيل اللقاء ..

ماذا تقول في النقد الذي طال المسلسل في الايام الاخيرة ؟
أنا اقسم النقد الى عدة أنواع من وجهة نظري ، هناك ما يسمى النقد وهناك ما يسمى النكد ، هناك فرق بين النقد والنكد ، النقد عملية تحليل وتفكير تفكيك وإعادة صياغة ، هو مشروع إحياء رسالة وقيم ، أو هو المقولة التي يود قولها الناقد للعالم المتضمن جهد الفنان وتعبه ومدى نجاحه في هذا المجال ومدى اخفاقه في هذا المجال هذا هو النقد ..
انا شخصيا او كفنان اجد نفسي بحاجة شديدة جدا للنقد مثل حاجتي لرأي آخر في بيتي ، انا لا أخاف من النقد ولا أخشاه ، انا بحاجته احبه واتمناه ..
ومشروع الفنان الحقيقي ان يمتلك عقل مفتوح دائما ليرى من ضمن الزوايا لهذا الاعمال التي تكون قريبة من الواقع تشكل شخصياتها رموز عند الناس الشيء في النقد عندنا ليس كل ما يكتب نقد ..
قراءة العمل الفني يجب ان تكون لها مفاهيم نقدية يوجد سموم في هذا النقد تُدمّر اكبر فيل في العالم فما بالك بفنان وهو كتلة من المشاعر والأحاسيس.

هذا النقد هل سيؤثر على قرارك في الجزء الثالث ؟
أبداً على الإطلاق انا لم اقرأ شيء يستدعي الوقوف عنده ، كل ما قرأته ورأيته هو نظرات "حولاء" كل من يرى يرى بشكل أحول .
نحن فاقدون البوصلة مع النقد لدرجة ان الكل ينتقد ظاهرة وجود المرأة في هذا العمل أنها ضعيفة ومستلبة ومستعبدة .. كل هذه الشعارات التي لا تعرفون أولها من آخرها . هكذا كان وضع المرأة في ذلك الزمان .. مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه لم يكن مسلسلاً توثيقيا.
وهكذا اصبحنا نرى ان الكثيرين ينبرون وقد حشو رؤوسهم بالشعارات والايديولوجيا والشعارات الحزبية ، المشهد الثقافي في سورية مشهد مريض .. هذه علاقة مريضة مرتبطة بالشعار وليس بالواقع وهذا قائم عندنا اما في حزبه واما في العصابة الفكرية ..
يضايقني ان تتحدث عن شيء لا يوجد عندك، هذا النقد يمتلأ بالأمزجة الشخصية ، قرأت الكثير .. هل من المعقول ان يكون كل هذا النجاح الساحق والسحر العجيب الذي رايته الذي وصل الى حد التنافس مع الزعماء وهذا رأيته في الوسط المصري ، دبي قطر الشارقة ، هذا السحر العجيب لم يسأل احد نفسه سؤال ما سببه الا يوجد احد مثقف في العالم العربي الا في سوريا للهجوم على هذا المسلسل.

برأيك هل يوجد احد وراء هذه الحملة ؟
لا .. مجرد امراض . ..

لكن قرأنا نقدا للكاتب اكرم شريم مؤلف مسلسل ايام شامية يهاجم فيه العمل وباب الحارة .
دعني اكشف لك شيئا مهما اكرم شريم ليس الكاتب الحقيقي للمسلسل من جمع الحكايا الشامية كلها هو المؤرخ منير كيال وأخذها منه ولم يذكر اسمه على الاطلاق ، حتى أدبياً يجب ذكر اسمه ، وعندما كتب أيام شامية كتب 30 حلقة واختصر منه 16 حلقة ، اين الابداع.. من قدم تفاصيل البيئة .. من قدمها هو المخرج ، وليس المؤلف هو قدم علاقات بنيت على اقتراح مشهدي من منير الكيال.
اكرم شريم قيمة نقدية كبيرة لها مكانة .. يصل الى هذا المستوى الصغير؟!! و يقدم نفسه بهذا الشكل؟ أرحب بأي رأي وهو حق طبيعي على ان يحمل المقومات حتى استطيع ان افهم منها شيء .. اما ان تلغيني كيف افهمها .

هل كان وضع المرأة بالفعل هكذا كما ظهر في العمل ام يوجد شيء فيه نوع من التصورات او الخيال ؟
انا لم اكن في تلك الفترة لكن هناك شيء يشبه تلك الفترة في علاقة أمي وأبي مثلا .. فهو حتى الآن ينادي والدي والدتي بـ "يا بنت" حتى لا يسمع الجيران اسمها ، هذه عادات وتقاليد كان يعيشها في ذلك الزمان.
نحن لا نكرس الدراما على طريقة بعض الناس الذين انتقدوا ، لكن هي شريحة موجودة وكان للعمل دور في إظهار هذا النوع من العلاقات ولو اتينا ضدها كمفاهيم ، حتما أنا لا اربي اولادي الآن على طريقة ابي وابني لن يربي أولاده على طريقتي ، ولكن الأفكار تلغي الحقيقة من التاريخ .
ثم نحن لدينا مشكلة كبيرة و"ارجو ان يكون كلامي على خطورته ان لا يحمل مضامين اخرى ويساء فهمي " ، المفهوم "المدني" للرواية وللحدث والمشهد الثقافي مهمش نحن لدينا المفهوم القروي مثل "حنا مينا " .. ، ومن اجل هذا الحارة الشعبية جاءت دراما عوضت عن هذا المشهد ولو بصريا.
مثلا في مصر يقولون "الحتة" ، "اولاد العترة" ، عندنا "القبضاي" ، "الزكرت" .. هذه الحارات لا تنفرد بها دمشق ففي حلب حارات وعلاقاتها اعمق بكثير من دمشق وحتى في اللاذقية وحمص في كل المدن السورية يوجد حارات وحي مميز ومشهور في زعاماته ..

لماذا برأيك إذاً تعرض المسلسل للنقد ؟
اكرر المشهد الثقافي "أحول" سار باتجاه اليسارية الاشتراكية ، انا لست يمينا ولا يساريا ولا حزبيا انا فقط عباس النوري ولا احب الأحزاب كل "الاحزاب كاذبين" ، وهذا المفهوم في مصر متقدم جدا يجب الانتباه الى هذه المسالة بشكل كبير جدا ، المفهوم المدني للرواية والمشهد الثقافي ، هناك ظهر علماء وأدباء ، يوسف ادريس ، نجيب محفوظ ، كلنا نذكر "اولاد حارتنا " عمل شبيه بالاعمال التي نحاول ان تعطي صورة عن الحارة الدمشقية او الحلبية او غيرها نحن فاقدون الاتكاء على الرواية فاقدون الاتكاء على مشهد ثقافي صحيح ومعافى .
نحن لسنا معافين على الاطلاق بحاجة الى اطباء على الصعيد النفسي . ليعيدوا النظر بشكل حقيقي بالواقع ، وكأنه اذا نقدنا الواقع فنحن ننقد الحزب .. هناك مشكلة كبيرة .

لا اعلم اذا كنت توافقني الرأي اذا تعرض للنقد فهو لا يمثل مجمل مثقفي الشارع السوري ؟لكن بالنهاية قد يكون المؤيدين اكثر من الناقدين بكثير ؟
يؤسفني من يمسك القلم لا يحترم الناس يكتب اي شي ، فالذي يكتب عن ظاهرة اقتصادية هو نفسه يكتب عن البندورة وعن شرطي السير ويقابل المسؤول ، هذا اذا لم تأتيه املاءات ليكتب على كيف غيره ، لماذا اذاً يدخل المزاج الشخصي والشعارات شعار الحرية وغيره ..
وهنا اريد ان اقول شيئاً .. تأكدوا أن غالبية النساء و لو كن مثقفات كن يتمنين ان يكن مكان سعاد على الاقل على الصعيد الانساني ، اين ظُلمت المراة في المسلسل نفسه .. عند الطلاق ؟
( يستطرد ) أكبر احترام أن ابو عصام خرج من البيت ولم يخرج زوجته سعاد منه ، هذا من جهة من جهة ثانية عموما عرض المسلسل للمرأة كنموذج بذلك الزمن ، يجب ان ننظر له باطار ضيق ولشريحة معينة في حارة معينة ولكن هل سيلغي هذا المسلسل وجود حارات اخرى وكتابات اخرى.
هذا الزمن هو ذات الزمن الذي كتبت فيه الكاتبة "الفت الادلبي" رواية "دمشق يا بسمة الحزن" وكانت بطلته امرأة في غاية الجمال وتعرضت لكافة اشكال الاضطهاد والمضايقات والاستبداد الذكوري والقيم المتخلفة لسحق حرية المرأة.

في حوار سابق . كنت تصور مسلسل الحصرم الشامي وقلت ان هذا المسلسل يصور البيئة الشامية..وموثق في حارات دمشق لماذا باب الحارة كان اكثر شعبية ؟؟
اولا المقارنة غير جائزة بين العملين ، الحصرم الشامي عرض على قنوات مشفرة وهو اعتمد على وثيقة هو حقيقي اعتمد على كتاب للكاتب احمد البدير الحلاق ..و عدم اعتماد مسلسل باب الحارة على وثيقة معينة لا ينفي انه يتحدث عن زمن ما في تاريخ دمشق والكاتب يجب ان يتحمل مسؤوليته في اختيار الحكايا .
لكن الحصرم الشامي يتكلم في السياسة .. عن معضلة اساسية في كيفية حكم دمشق ،كيف كانت تحكم دمشق هذا ما يتصدى له الحصرم الشامي، ويقدم شرائح كبيرة جدا تتصارع في سبيل حكم دمشق.
وهو مرحلة اقرب ما تكون الى الوثيقة في ايام اسعد باشا العظم .. وكيف سيطر على المنطقة واقام الحرب العشواء ، بينما باب الحارة دخل الى اصغر وحدة في المجتمع ، الى الأسرة ودخل الى الهم العائلي ، هذا الدخول الى الحدوتة أشبهه بموجات بحر الربيع كيف تعلو وتنزل .. قدم موجات متلاحقة لا على التعيين وليس كالحصرم الشامي .

لماذا لم يعرض ؟
لأسباب إنتاجية هو من إنتاج أوربت وهي قناة مشفرة وعندما يعرض هناك إجابة مختلفة اذا كان حقق نجاحاً ام لا .

هل شعرت ان أدوارك في الأعمال (على حافة الهاوية) او (الاجتياح) ظلمت بسبب باب الحارة ؟
اعتقد ان باب الحارة ظلم الكثير من المسلسلات .. ليس بقصد ان يسيء او يظلم لكنه ساهم بشكل كبير ، فالديمقراطية الوحيدة في العالم العربي كانت ديمقراطية الاجتماع على باب الحارة .
هناك أعمال كانت أهميتها لا تقل عن باب الحارة بل تفوقه أهمية ، الاجتياح الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية ، الحصرم الشامي كذلك غاية في الاهمية ، الملك فاروق عمل ضخم وفي غاية الروعة وجميل جدا ، من هذه الزاوية اعتقد ان باب الحارة ظلم الأعمال الأخرى بطريقة ما .

تردد انك شاركت بإخراج باب الحارة .. بسبب تعب بسام الملا ؟
الكلام ليس صحيحا مئة بالمئة .. لقد كانت وقفة أصدقاء بجانب بعضهم البعض .. نعم شاركت بالإخراج لكن برؤية وعيون بسام الملا ، عبارة عن تعاون صديق لا أكثر ولا اقل
وعلاء الدين كوكش كانت له مشاركة فعالة وبإشراف باسم الملا على الرغم ان علاء الدين كوكش هو أستاذ بسام الملا الا انه هذه المرة عمل تحت إشراف الملا .

ما هي حقيقة تصريحك حول الدراما المصرية؟
اسمحوا لي ان اوضح موقفي كالتالي ، فيما يخص مخرجي "الدبكة" انا تكلمت عن المستوى البصري في المسلسلات المصرية وكنت اعني مسلسل معين بغض النظر عن الأسماء ، فمشاركة فنان في عمل هلا تحجب عنه النقد و أي عمل يستحق النقد هو عمل ناجح حتما.
لكن عندما يدلي الفنان برأيه حول موضوع فني او عمل فني ليس بالضرورة ان يكون هذا الرأي عن مقوماته الاساسية ، وقد قلت ان المستوى البصري لم يكن جيدا وهو بخياراتنا نحن في سوريا فان "اصغر مخرج قد يقدم أفضل "..هذا ما قصدته.
وانا كنت اتكلم بشكل عام وهذا رأيي وما زلت مصراً عليه .. عندما لا يقبل أصحاب العمل الفني أي نقد فهذا يعني انهم يقدمون دراما من زجاج ممكن ان تتهشم عند اول رمية.

ما هو تصورك عن الدراما السورية بالنسبة للدراما المصرية اين تراهما من بعضهما البعض ؟
انا ضد التفكير بهذه الطريقة لان هذا الكلام يذهب باتجاه البلقنة والتقسيم فأميركا والصهيونية لم تستطيع "بلقنة" المنطقة فهل سينطبق على الدراما ..

هل هي ظاهرة صحية ؟
هي ظاهرة صحية جداً بغض النظر عن الشعارات ، وكان المصريون يشاركون في الدراما السورية .. وكانوا يتحدثون اللهجة السورية وانا كان لي تجربة سينمائية معهم .. ، في ذلك الوقت كان هناك مشاركات .. وكان هناك اعتراض من قبل الممثلين السوريين على قدوم المصريين للتمثيل والآن نجد هذا الاعتراض عند المصريين وهذا حق طبيعي من الطرفين.
هذا كلام لا غبار فيه ولا يحمل اي عنصرية .. كل الاعتراضات تأتي في اطار صياغات لا معنى لها على الاطلاق ،النتيجة الحقيقية ان يكون مشروع طبيعي للفنان نفسه ، فانا عرض علي العام الماضي في القاهرة وانا اعتذرت لاعتبارات فنية بحتة وليس الى اي اعتبار آخر على الاطلاق اعتذرت عن عمل قدمه غيري وهو "ذو شأن" ، وانا احترمه .. واحترم نتيجته لكن اذا كانت كل هذه الغوغاء في الصحافة والاعلام "لا تجوز الصلاة الا على قبة مصرية فأنا اول الكافرين"
ليس للفن وطن ، الانسان ينطلق من بيئات حقيقية وصادقة وتعبر عن شيء يهم الناس ، انا حتى لو عرض عليّ عمل في نواكشوط او جزر القمر ممكن ان اقبله فما بالك في مصر ؟

الا تؤيد نظرية المؤامرة التي انتشرت مؤخرا بمعنى ان هناك من يريد ان يفرغ الدراما السورية من نجومها ..
انا لا اعتقد بهذا الشيء .. اشاعات كثيرة انتشرت في الوسط السوري على ان الدراما السورية تحارب ، الا انه لا يستطيع احد ان يحارب الدراما السورية ، الدراما السورية لم تأتي من فراغ .. ولم تأتي بقرار وهي ليست اختراع الدولة نحن مدينون لدريد لحام ونهاد قلعي هؤلاء هم أعمدة الفن في الوطن العربي وهم من نشر السوريين في العالم العربي كما ان لهم الفضل الكبير في نشر اللهجة الشامية في الوطن العربي .
هل تم اختراع دريد ونهاد عبر قرار ... الفن تراكم في مصر وسواها .. ولا يأتي من خلال قرار .

دعنا ننتقل الى بعض التفاصيل .. كيف كنت تخبئ شعرك الكثيف ...؟؟ وكم كان يأخذ وقت التغطية ..
نحن درسنا هذه القضية وقد قدمت شخصيا اقتراح لأبدو الى حد بعيد كجد لأنني امتلك وجه "طفولي" وكان اقتراح " الصلعة" حتى ابدو اكبر وتعطي الدور مساحة من الوقار.
كما اردت ان اخرج من اطار شخصية أبو عمر فانا اردت ان اعمل عملاً شامياً ولكن بطريقة مختلفة فاخترت ان اصدم الناس بشكلي وراهنت على الموضوع بالاضافة الى ان السيدة صباح يجب ان تبدو اصغر سنا.
اما عن التنفيذ فان "البالون الواحد " ( الذي يلبس الرأس كقناع ) يستلزم ساعتين عمل لوضعه ، وفي اليوم الواحد يجب ان اضعه 3 مرات .. اي ما يقارب 6 ساعات بالاضافة الى التكلفة الكبيرة ، فاخترت ان "احلق شعري" وبقيت 8 اشهر أضع قبعة حتى نما شعري مرة أخرى.

قالوا ان العديد من الفنانين قالوا انك كنت لهم بمثابة مرجعية في الاقوال الشامية ؟
كلنا بحاجة لمرجعية لكن ربما اعرف في الفاظ البيئة الشامية اكثر منهم بقليل ..

بالنسبة للازمة الصحية التي تعرضت لها مؤخرا .. هل هذه الازمة جعلتك تدرك اين انت كفنان او حتى كانسان؟
بطبيعة الحال هذه الوعكة أفرزت عندي نتائج تبدو مخجلة في بعض علاقاتي في الوسط المهني الفني ، لكن لا أحب ان اذكر اسماء ولا اريد ان اظلم احداً لكني تعرضت لوعكة كبيرة جدا ..جلطة دماغية منذ 3 أشهر ونصف .. فقدت القدرة على النطق و أصبت بشلل نصفي لمدة شهرين ..

كم ازداد عبء الصحافة عليك بعد عمل باب الحارة .؟
خلال رمضان عملت ما يقارب 100 لقاء صحفي ..ما يعادل كل لقاءاتي طوال حياتي وانا عادة لا احب اللقاءات .. ، و انا اعاني من الاعلام تحديداً والصحافة السورية ، فمن اجل ان يضعوا مقالا لشخص ما ، يكون لدي لقاء صحفي عبارة 17 سؤال اجدهم في اللقاء 12 اين باقي الاسئلة ؟

لكن أحيانا الصحافة لها الحق في المونتاج ؟
لا ابدا .. لا احترم الإعلام الذي لا يحترم ضيفه .

ونحن حاولنا احترام ضيفنا المحبوب عباس النوري ، وأوردنا تفاصيل الجزء الأول من لقائه الذي نأمل انه كان شيقا ، ورأينا ان نطرح جزئية هامة من اللقاء في مادة صحفية منفردة ، ستنشر لاحقا ، تطرقنا فيها الى الرقابة على المسلسلات واسباب عدم عرض مسلسلين هامين شارك فيهما عباس النوري فانتظرونا ..

قسم المنوعات - سيريانيوز
[/align]

[الحنفي محمد]

بارك الله فيك