[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:4px solid burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
على شباك الشمس يتكئ بحر الكلام ولا يؤمن بغير ضوئها ميثاقا لا نحيد عنه .. ولأنّ الفلسطينيّ مسكون بعشق فلسطين، وداخل في جزئيات وتفاصيل حبها ، فقد كان العهد والوعد أننا لا نبتغي غير فلسطين وطنا وبيتا ومعيشة وسكنا وتنفسا وحياة واستمرارية عمر .. وهذا يعني أول ما يعني ، أننا نرفض أن نترك حبة تراب واحدة من فلسطين، مؤمنين أنّ الحق لا يجزّأ ولا يمكن أن يقسـّم بين شماله وجنوبه ووسطه.. لأنّ فلسطين وطن ، والوطن روح وجسد ومعنى وحياة، والتجزيء أو التقسيم يعني قتل هذا الوطن وجعله ميتا أو جثة هامدة ، وهذا غير مقبول أو ممكن بالنسبة لشعب فلسطين الذي قدم الدماء والتضحيات والروح والعمر على أساس أن يسترجع كل شيء في الوطن ، لا أن يأخذ شيئا أو جزءا من هذا الوطن .. والبصمة التي بصمتها دماء الشهداء كانت وما تزال تعلن أنها تشكلت وكانت من أجل استعادة كامل فلسطين دون اجتزاء شبر واحد .. فالدم لا يفرط ، ولغة الشهيد لا يمكن أن تعطي المعتدي والذي قام بالاحتلال جزءا من الحق والوطن .. ولا يمكن أن ترضى بأنصاف الحلول ..
هناك عهد ووعد وميثاق بأنّ فلسطين هي فلسطين بكل بيوتها وشوارعها ومدنها وقراها وهوائها وشمسها ومائها وامتدادها.. فلسطين التي كانت ومازالت الحق الطبيعي والمطلق لشعب فلسطين .. ولأنّ الحق مفردة ينقلب معناها إن حذفت منها حرفا واحدا ، فإنّ فلسطين لا تكون هي فلسطين حين نتخلى عن شبر واحد منها، حين نغير جغرافيتها لتكون جزءا من كل .. ومبدأ الحق يصير مشروخا وناقصا ومنتهكا حين نعطي اللص جزءا من الوطن مكافأة على لصوصيته .. فالكيان الصهيوني اغتصب فلسطين ، اغتصب الحق ، فهل يكون الحلّ بأن نعطيه جزءا مما سرق ؟؟.. لماذا وكيف وما المبرر لكل ذلك ؟؟..
يوم لجأنا قسرا من فلسطين ، وهجرنا من ديارنا على بساط من دمائنا ، كان الذبح والتنكيل والقتل والتدمير والسطو على الوطن هو ميزان " العدل الصهيوني !!".. فهل نأتي الآن وبعد كل هذه السنوات من العذاب والتشرد واللجوء والمعاناة لنمدّ يدنا للقاتل مسامحين قابلين بأن نجاور اللص ونكافئه بتقديم الوطن والبيت والشارع هدية له !!.. هل هذا جائز بأي عرف من الأعراف ، أو أيّ شريعة من الشرائع ؟؟.. ألا يعرف كلّ واحد منا ، كما يعرف سوانا ، أنّ الأوطان لا تعطى لأحد ، لأنها الحياة والشخصية والروح والمعنى والاستمرارية والملامح والعمر ؟؟.. فعلى أيّ أساس نتخلى عن وطننا لقاتلنا ولماذا؟؟!!..
منذ البداية ، وحين سطع فجر التاريخ ، حين كتبت الحياة حروفها الأولى على ظهر البسيطة ، كانت فلسطين لنا .. وما قامت به الصهيونية هو اغتصاب وسرقة وتزوير لكل شيء ، فهل نرضى بالكذب والتزوير والاغتصاب ونقدم على أساسه وطننا للقادمين من آخر الدنيا غزاة لصوصا مزورين ؟؟.. طبعا لا .. ففلسطين لن تكون في أي جزء منها ، غير فلسطين التي عرفنا ، ولن نتخلى عن شبر أو حبة تراب منها لأنها حقنا الذي لا يكون حقا إلا بالمحافظة عليه ..
كتبنا العهد والوعد والميثاق بأنّ فلسطين لن تكون لغير أهلها الفلسطينيين ، وأي تفكير آخر ، أو حلول بديلة تكون خيانة للشعب والتاريخ والحق .. ومن يفكر بالتنازل عن أيّ جزء من فلسطين ، سيكون عدوا للشعب والحقيقة والحق ، لأن الأوطان لا تعطى لأحد ، ولأن الحقوق ليست خاضعة بأي حال للتفريط..
طلعت سقيرق
[/align][/cell][/table1][/align]