[align=justify]
كل عام وأنت بألف خير..
كل عام وذكرياتك الدمشقية السورية الفاتنة بثوبها وعطرها الياسميني بألف خير..
عندما يستحيل الحاضر مراً كالعلقم نحتفظ بنعمة الذكريات نعيش بها ومعها زمناً رغداً..
أمام بحرة في بهو دار تظلله ياسمينة دمشقية شامخة رأيتك تنعم بالذكريات..
في حواري الشام.. في حواري المجد والتاريخ.. حيث مرّ كل الأنبياء ومنذ أن تعلم البشر الحرف والحضارة الإنسانية..
في سوق الهال سرت مع ذكرياتك .. في الشيح محي الدين رأيتك تنصت لحلاوة وبديع التلبية والتكبير .. سألتك إن مرّرت على الجامع الأموي بلغه عنا السلام..
رجوتك ألاّ تنسى في شوارع الذكريات أن تصطحب معك من كان يعشق ياسمين الشام حتى ما بعد الموت والقيامة.. وما زالت ذاكرة الأرصفة هناك تحفظ وقع خطواته..
رأيته على صفحات ذكرياتك شاعراً أحب الشام عشقاً.. رأيت طلعت بين سطور ذكرياتك، فهل؟
استوقتكما وأنشدت له كما كنت كلما توهج شِعره روعة: (( وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ))
وبقيت بين طيات ذكرياتك أردد:
يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ
صَـرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ
أصـواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعـدُ غَـدٌ يُتَاحُ
كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا
فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ
وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ
يا حُـبُّ تَمْنَعُني وتَسـألُني متى الزمَنُ المُباحُ
وأنا إليكَ الدربُ والطيـرُ المُشَـرَّدُ والأقَـاحُ
في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ
أهـلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّـدَتْنا وَالسَّـمَاحُ
وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا
يا شَـامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُـكِ الرِّمَاحُ
أبكتني سطورك وطابت الذكريات حتى كدت أحتسي الماء من بردى وأقطف برفق لجيدي أزرار الياسمين وأتحسس حجارة عتيقة عريقة...
وضعت رأسي على صدر عمتي وأكلت من برازق الشام وسرت في الصالحية..
وحين رفعت رأسي رأيت طائر الفينيق يحلق فوق قاسيون ويشدو لدمشق...
كل عام أستاذ توفيق وأنت وأسرتك بألف خير
طابت ذكرياتك وطاب لنا نعيم الذكريات...
كن بألف خير وشاركنا كلما استطعت الهرب من جحيم الحاضر إلى روعة الذكريات....
[/align]