جرائم في وضح النهار ....مع سبق الإصرار والترصد ...

05 / 01 / 2008, 14 : 12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
.

إنها جرائم

من نوع خاص ,

تدخل

الضحية إلى السجن , ويظل الجاني طليقًا و غير مبالي بما صدر منه مما يجعله يكرر جريمته عدة مرات , دون توقيف.

يؤسفني أن أخبركم أن الضحايا يسجنون ويقبعون السنوات الطوال في السجن دون محاكمة , لأنهم أبرياء شرفاء و أصحاب رسالة .

هؤلاء الشرفاء ليسو موجودين في السجون المركزية التابعة للسلطات المحلية , بل إننا عثرنا عليهم في سجون عشوائية , وها هنا نفتح ملف قضيتهم ونطالب بكل إصرار برفع الظلم على هذه الفئة.

إنهم الأقلام والكتب ! , يقبعون في سجون الرفوف وتقفل عليهم الأدراج وأحياناً يحكم عليهم بالسجن الإنفرادي , دون إصدار حكم سابق , لأنهم لم يرتكبوا مخالفات .

إن السجانين هم الفئة الفوضوية العشوائية , هم الذين لا يبالون بسجن الكتب العلمية بل ويراكمونها في الرف , الواحد تلو الآخر .

يقفلون أفواهههم ويغمضون أعينهم , بل يحجبون عليهم ضوء الشمس نهاراً , ويحرمونهم من ضوء المصباح ليلاً.

إن هذه الفئة من السجانين , سبحان الله , أمرهم فيه غرابة ! , إنهم يغضون أبصارهم عن الكتب العلمية ولا يغضونها عن المحرمات , هوسُ المحرمات حرمهم من طلب العلم , فتن الدنيا استهوتهم , فأسرتِ الأقلام في الأدراج والكتب في الرفوف , فأحاطتِ الغبر بالخزانات .

أحيانا تجد هذه الفئة _ إن لم نقل غالباً _ تشتكي من الفر اغ , ويقضون النهار يتقلبون في نومهم من أجل الإستفادة من الوقت , لأنهم يدّعون أنهم ليس لديهم شيء يشغلون به فراغهم . والمصيبة هي أنهم إذا ما ودعوا النوم , استقبلوا الفضائيات الإباحية وإذا ما تركوها , آه !! فإلى المتعة, بتعبيرهم, متعة المعاكسات ورسائل الجوال (( أقصد الجنسين دون استثناء وأعني ما أقول لأنني عاينتُ حالات من الجنسين في ريعان الشباب يـُشفق على أحوالهم . مأساة!! )) , سبحان الله حولوا النـِّعم إلى نقم ! .

تجد الواحد منهم يشكو من الفراغ وإذا ما اتصل أوبعبارة أصح عاكس رقما أي صاحبه , ولم يهتم صاحب الرقم بتفاهته , لا يخجل بل يعيد الكرة عشرات المرات , حتى وإن أحرِق بصمتِ المتصل عليه , حتى وإن رد الصمت عليه قائلاً ليس لدي وقت لأمثالك , حتى وإن أذلـَّته رزانة المـُتصل عليه وأهانته , يزيد في إذلال نفسه , بأمل توقيع المتصل عليه , لأنه فن عندهم , لا حول ولاقوة إلا بالله ! . فن من وحي إبليس!! . وما نتمناه هو أن يذل على الدوام من طرف المتصل عليه , لعل نفسه تستفيق فالغفوة زادت عن حدها !..

انتبهوا معي إلى هذه الشخصية المرتبكة , تدعي الفراغ بل أقول هي فئة تتفنن في صناعة الفراغ . وإذا قلت له : هل قرأت الكتاب الفلاني ؟ قال : ليس لدي وقت !!, تناقض وارتباك لإنعدام التفكر في الهدف من الحياة . ماذا أصاب شبابنا !!؟؟

نحن أمة هدفها في الحياة واضح , نحن خير أمة أخرجت للناس ، نحن خلقنا لعبادة الله وحده قال تعالى :: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) سورة الذاريات اللآية 56
نحن هدفنا في الحياة هو مرضاة الخالق الجبار, هدفنا هو طاعة الله الذي سوف يسألنا عن كل صغيرة وكبيرة
سوف نسأل عن شبابنا ! يا شباب الأمة !, وعن صحتنا وعن أوقاتنا و...

يا من يشكو من الفراغ ! , ويأبى أن ينفض الغبار على خزانته ! ويأبى أن ينفض الغبار على مصحفه ! . إن الله جل في علاه أقسم بالعصر قائلاً سبحانه وتعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) سورة العصر.

وقال الشافعي رحمه الله : ( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم)

لأنه فهم مغزاها . فأين نحن من أدراج ورفوف الشافعي ؟. أين نحن من تعامل الشافعي مع الوقت.؟

ياشباب الأمة ! . إن كلمة فراغ معدومة في قواميس العلماء والعظماء , لماذا ترضون بهذا التخاذل ؟ .

إنها كلمة مطرودة من قاموس السعداء , الذين أسعدهم الله , بذكره وشكره وحسن عبادته.

النجدة ! النجدة ! أغيثوا الأمة , يرحمكم الله , واطردوا كلمة فراغ , أطلقوا سراح الكتب أخرجوها , امنحوها فرصة النظر إلى النور ثانية ومتعوا أعينكم بها , فخير جليس هو الكتاب , متعوا أعينكم بصفحات الكتب و افتحوا الأدراج وأطلعوا الأقلام المخنوقة وسطها , قلبوا صفحات المصحف, لعل الملائكة تحفكم ولعل ربكم جل في علاه يذكركم في السماء العليا , لعلكم تصلحوا شأنكم وترفعوا رأس أمتكم .

إننا أمة اقرأ و إننا خير أمة أخرجت للناس فلما التقاعس .!؟

واعلموا معشر الشباب ! أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .

وفاء النجار ( أم إبراهيم)