![]() |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس:
طيب .. سأعود عما قريب إن شاء الله . سعادتي لا توصف بثنائك على كتاباتي خولة . كل المودة و التقدير . |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify]
33 يمتد الطريق أمامي طويلا قبل أن يختفي وراء منعرج غطته أشجار السنديان .. الشمس تجري نحو المغيب و امتدت ظلال الأشجار و الجبال تغطي الأرض لتزيدها وحشة و رهبة .. أستمع إلى وقع خطواتي وكأنني اسمعه لأول مرة .. لا ادري إلى أين تقودني رغم أنني في الصباح كنت ممتلئا أملا و حماسة للذهاب إلى هناك حيث اللمة .. ووجدت نفسي أترنم على غير وعي مني :وسرت وحدي شريدا محطم الخطوات تهزني أنفاسي تخيفني لفتاتي كهارب ليس يدري من أين أو أين يمضي شك .. ضباب.. حطام .. بعضي يمزق بعضي .. مالذي حصل ؟ وكيف انقلبت أحاسيسي فجأة رأسا على عقب ؟ .. هل تكون لعنة المكان أصابتني و أنا أغادره ؟ هل تكون روح صديقي تحوم من حولي تناشدني الابتعاد وعدم مس غادته ؟ كنت أحسب أنه سيكون راضيا عني لأنني سأرعاها و أحميها من نوائب الدهر لأنها ، في اعتقادي ، لا بد لها و أن تلوذ بحضن رجل آخر غيري .. فلم لا أكون ذاك الرجل ما دمت متأكدا من إسعادها ؟ .. لا .. هناك شيء محير في كل ما يحدث .. وأغلب الظن أنها غادتي .. أحس بها في كل مكان بقربي .. أمامي .. ورائي .. تنبعث مع الريح حين تزمجر وتشرق مع الشمس حين يطل أول شعاع لها بين الجبال .. هي ولا شك .. تريدني لها دون أن تستسلم لي .. هل تكون تستمتع بلهفتي إليها وتخشى أن تخبو نار هذا الحب متى لازمتني وكفت نهائيا عن الهروب و الترحال ؟ من يدريني أنها تحبني الآن و أنها فقط تتلاعب بمشاعري إرضاء لنزواتها و غرورها ؟ .. وحليمة ؟ .. ما موقعها من كل هذا ؟ .. هي ولا شك تنتظر هناك في البطحاء حيث تنظم اللمة , عينها نحو المنعرج الأخير الذي يطل من أعلى الجبل. لا شك أن الوساوس بدأت تغزو فكرها وهي ترى تأخري في اللحاق بها .. أكاد أجن ..لو أدري فقط أن غادتي ستقبل علي معلنة أنها قد كلت من الهروب وأنه قد آن الأوان للقاء دائم أبدي ، لنسيت كل ما فات و لأقبلت عليها بكل لهفة .. لكن أين هي ؟ ألا تكون هي الأخرى هناك حيث حليمة ؟ .. إذن لأحث الخطى فلربما تكون هذه اللمة إيذانا بانتهاء معاناتي أو على الأقل انتهاء هذا الغموض الذي يحيط بي من كل جانب . على كل حال يجب أن أضع حدا لكل هذا وأقرر شيئا .. ثم إذا اقتضى الأمر رحلت عند الشيخ العجوز على شاطئ البحر لألتمس منه المشورة . لكن علي أولا أن أذهب حيث و ألتقي بحليمة حتى لا أبدو كهارب أو جبان . علي أن أواجه الواقع و أصارحها بكل ما يقلقني ، ثم أرى موقفها . في هذه اللحظة يتناهى إلى مسامعي صوت محرك شاحنة .. وسرعان ما تظهر من وراء المنعرج من خلفي وقد تكدس على ظهرها مجموعة من الرجال و صياحهم يشق عنان السماء وهم متجهين نحو السوق حيث اللمة : العاشقين فالنبي صلوا عليه اللهم صل عليك أرسول الله يا جاه النبي العظيم الجنة للصابرين النار للقوم الكافرين اللهم صل عليك أرسول الله وتمر الشاحنة محاذية المكان الذي أجلس فيه متأملا الوادي ، ثم لا تلبث أن تختفي وعجلاتها تثير نقعا فلا أرى أمامي شيئا . ويخفت محركها شيئا فشيئا فيسود الصمت من جديد ، بينما لا يزال الغبار يحيط بي فلا أرى شيئا من حولي .. ينقشع الغبار شيئا فشيئا ، فأتحامل على نفسي و أسلم العنان لخطواتي تقودني حيث تشاء .. وأجدني اتجه دون وعي مني نحو البطحاء الشاسعة حيث احتشد خلق كبير .. وكلما دنوت ازداد الصياح .. لم أكن أهتم بما يحدث أمامي من مناظر غريبة ..فهذا يصب ماء يغلي حرارة في فمه .. وذاك يقضم صفحة صبار بشوكه ويبتلعه .. وآخر يأخذ فأسا و يضرب بها رأسه دون أن تسيل قطرة من دمه .. لا شيء يثيرني و ذهني شارد ، وعيناي زائغتان تبحثان عن شيء ما .. دون جدوى .. عمن أبحث ؟ عن حليمة التي أنا على يقين من أنها تنتظرني ؟ أم غادتي التي أحس في قرارة نفسي أنها سوف تعود لي يوما ما .. لكن متى ؟ وحين أكل من المشي و الالتفات يمينا و شمالا ، والتطاول بعنقي حين تسد الحشود المنافذ من أمامي ، أجلس على عتبة باب الضريح متأملا في شبه غيبوبة ما يحدث أمامي .. ولا أدري كم مر من الوقت حين انتبهت إلى أن المكان بدأ يخلو من الحشود وقد تفرق الزائرون فرادى و جماعات عبر شعاب الجبال و الأودية .. - هل جئت تطلب من "السيد" حاجتك ؟ ولكثرة ما أصابني من إحباط في ما مضى .. لم أصدق ما سمعته رغم أن الصوت الرخيم كان مألوفا لدي .. وفضلت تجاهله لأني كنت في حالة من التيهان و الذهول ما يجعلني عرضة لمس أو خبل . - حقا .. إن الرجال غريبو الأطوار .. فبدلا من أن تكون في عشك تتعهده بالعناية .. تقبع هنا عند باب الضريح كمتسول .. لم استطع مقاومة الالتفات إلى حيث الصوت .. التفت لأجد غادتي تبتسم .. كل ما فيها يبتسم .. أخيرا عادت .. بكل ما يميزها من بهاء وحسن .. كانت تتوهج نضارة .. عيناها تنضحان بما جعل قلبي يخفق بعنف .. وجدت نفسي أمام عينين يمتزج فيهما العشق المتوهج و التوثب للمشاكسة . هي هي كما عهدتها .. فاتنة .. تتألق حيوية و تتوهج عنفوانا .. هل يكون حلما ؟ .. لا .. أنا اعرف نفسي حين أكون أحلم .. هي غادتي عادت لتعود معها الحياة .. ليعود معها الأمل .. - النساء لسن أقل غرابة و غموضا .. ما الذي يجعلهن يتصرفن حسب ما تمليه عليهن نزواتهن ؟ وبدل ان تجيبني غادتي .. أطلقت ضحكة رنانة اهتز لها كياني .. فنهضت أنظر إلى ناحية البطحاء كمن يبحث عن شيء .. - لا تتعب نفسك .. لن تراها بعد اليوم .. - هل علمت ما أبحث عنه ؟ هزت رأسها بالإيجاب .. وقفت هنيهة أتأملها .. كدت أسال .. لكنها مدت يدها نحوي قائلة : - ألا ترى أننا نضيع وقتا يجب ان نستغله في تعهد عشك ؟ - ليس عشي لوحدي .. لم تجب .. وإنما أطرقت وقد احمر خداها في لحظة كانت شمس الأصيل تنحدر نحو المغيب .. [/align] |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify]أخي رشيد ..
أغيب بمنتهى جنوني و أعود الى عشك الحافل بالعشق الجميل .. قد أتصور جسدي يسبحك بين نبضات قلبك .. حب .. حب .. حب جميل أن تكون وفي لهذا الأفيون الذيذ .. المرأة عالم خفي لا يدخله الا من توسد الصبر و عانق صرخة القمر .. أخي رشيد .. تابع تسلق الحلم الحافل بالأفراح .. غادتك عادت بلحظات البوح على أنغام خرير السواقي .[/align] |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس:
تأبى بجمال روحك و طيبة نفسك إلى أن تشاركني متعتي و أنا أذرع الغابات و الوديان منتشيا بعبير السنديان و الأرز .. كم كنت أتلهف لكي تصحبني إلى عشي الدافئ لأريك كل شيء فيه .. لكنك بمرورك هذا حققت أمنيتي .. فلك من أعماق القلب كل تعابير الحب و المودة الللائقة بنبلك . مودتي . |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
تبدع دائما استاذ رشيد بما تكتبه وتخطه لنا بذلك الوصف الطيب الذي يريح العقل والقلب بسردك الرائع
دمت دائما بكل الخير وحفظ الله تعالى |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس:
أتمنى أن تبقي دائما بالجوار .. كلماتك و تعليقك يشجعانني دائما و يحفزانني على المزيد من البوح .. دامت لك المحبة و التقدير . |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
الصديق العزيز الغالي رشيد الميموني غصت في عالمك الجميل الذي حمل الكثير من الحب والشوق والحزن والالم والانتظار والانكسار تأثرت وتألمت لاجلك ، وزاد حزني خسارة الشيخ لكل ما امتلكه يوما من السعادة بعد ان ابتلع البحر زوجته واولاده ، فما اغرب هذه الدنيا !! ترى هل بعد ضياع ما نملكه يمكننا استرداده يوما ؟ اقتباس:
تقبل اعجابي بك وبقلمك الجميل صديقة فخورة بك الاعلامية سلام الحاج |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس:
هي الدنيا أحوال .. وكلما زادت أحزاننا ، التمسنا العزاء عند من هم أكثر منا حزنا وألما .. أفخر بصداقتك أنا أيضا و أتمنى دوامها .. تقبل مني كل المحبة و التقدير على مرورك و تشجيعك .. |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميل أنت رائعي المبدع " رشيد الميموني " .. جميل تسلقك هذا .. إذ يحيلنا إلى وجوه تكوينية تسلقناها ذات حب طفولي وذات طفولة .. وها أعدتنا إلى الذكرات الجميلة ..وكأن روحك أيها الجميل تسري بين القلب والقلب .. أتنفسها وكأنني أعيشك وتعيشني ..تخاطر الأرواح غريب في عالم المبدعين .. ذكرتني أخي رشيد أيام وقع الخطى العاريات .. وثغر الدرب الذي تقبله الخطى الفارغات .. والقلب يذرع الصمت والذكرى ..ذكرتني أبياتا دندنتها بين الفراغ والفراغ أملا يملؤني : أحس الخطى وقعها من صدايا .... فعشت.. احتمالا وقربي الحبيب فيا ليت لي مثل زرياب ....لحنا .... وصوتا.. شجيا .. كما .. العندليب جميلة هي الذكرات ولوكانت مرة مرة... أيها الدافئ كم حملتنا لنعانق فراغاتنا .. لنتسلق وجوها ..لا زلنا نحتفظ ببعض قسماتها الخالدة تقبل دافئي الحبيب تحيات أخيك |
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify]
الرائع عادل سلطاني .. وجدت نفسي أعود عن طيب خاطر إلى الوراء .. أغوص في ذكريات تعبق أريجا و شذا .. أسعدني كثيرا أن ما خطه يراعي قد استاثر باهتمامك و ذائقتك الأدبية الرفيعة .. أحمل لك في القلب ما يحمله قلبك الطيب من محبة ونبل .. وأشكرك من أعماق قلبي على حفاوتك و تشجيعك اللذين سيظلان وقودا لخاطرتي استمد منهما الوهج .. لك كل الحب . [/align] |
الساعة الآن 23 : 10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية