[align=justify]مساء المحبة
سلامة قلبك حبيبتي عروبة أتمنى أن تكوني اليوم افضل
أهلا بعودتك شيماء...كم كان لغيابك أثر، أرجو أن تكوني بخير و كذلك عمر و إخوته الغاليين..

غبت منذ أسبوعين ، يوم توفي والد الأستاذ ميساء كان لي موعد مع الغياب و الفقد.... ، لم أكن إلى جانبكم اشارككم احزان استاذة غالية على قلوبنا و لكني كنت أشيع جثمان جدي إلى مثواه الأخير...رحل و لم أره منذ أربع سنوات...لم يكن جحودا و نكرانا بل كان إختيارا...آخر لقاء بيننا سأل جدتي ..من هذه الصبية الحلوة؟؟؟؟ يومها ذرفت عينايا دموعا لا سابق لي بها...إنها الزهايمر ...عندما أجابته جدتي بأنني أنا ....تهللت أسارير وجهه و قال : يا الله كبرت أسماء و طبع قبلة حانية بين عينايا الدامعتين...نسيَني لكنه لم ينسى أبدا أنه كان دائما يقبّل أسماء بين عينيها....يومها عرفت ان جدي قد رحل....هدت الغربة أيامه و لياليه، وهو بين أهله و أبناءه و أحفاده يسأل عنهم و هو في بيته يتساءل بيت من هذا؟؟؟ ....كان يقتله الحنين إلى الغابر من عمره و إلى أبناءه و زوجته و أجداده و آباءه....وهم حوله....ما أصعب ما كان يعاني و ما أصعب أن تطلب من شيخ في السادسة و الثمانين من عمره أن يتقبل أن هذه التي تطعمه و تُحمَمه و تغيّر ملابسه ...هي زوجته وهو لا يعرفها و أن هؤلاء الذين يقبلون رأسه و يديه و يعانقونه أنهم أبناؤه و بناته وهو لا يعرفهم....كانت كل تلك الأفكار و الأحداث تحرق صدري و انا في طريقي إلى مسقط رأسي.....أجل مسقط رأسي ...سنوات و سنوات لم أستنشق هواء قريتنا و عبير الزعتر البري ...لم أملّي عينايا بحقول القمح و الشعير المترامية الأطراف...لم أزر قبور أجدادي و أهلي.....اشتياق سنوات و سنوات انقلب إلى دموع غزيرة منذ وطئت قدمايا تراب القرية.....كانت مساءاتي حزينة ، غارقة في دموع الالم و الوجع و الفقد، حبلى بعناقات الإشتياق ....تلك مساءاتي منذ اسبوع ......................
و للحديث بقية عن مساءات قريتي[/align]