منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   جمهورية الأدباء العرب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=374)
-   -   عش رشيد الميموني الدافئ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14437)

ميساء البشيتي 16 / 08 / 2010 00 : 09 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
أحسنت يا رشيد فهذه النهاية أفضل من سابقتها

يجب على الرجل ألا يعشق من تستخف به .. هذه نقطة مهمة

الإستخفاف بمشاعر الآخرين وكذلك المزاجية من الصفات البغيضة بالإنسان

نهاية موفقة يا أخيل ورمضان كريم .

رشيد الميموني 16 / 08 / 2010 13 : 09 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 84209)
أحسنت يا رشيد فهذه النهاية أفضل من سابقتها

يجب على الرجل ألا يعشق من تستخف به .. هذه نقطة مهمة

الإستخفاف بمشاعر الآخرين وكذلك المزاجية من الصفات البغيضة بالإنسان

نهاية موفقة يا أخيل ورمضان كريم .

أهلا بك ميساء و شكرا على مرورك ..
ربما انتبهت إلى النص السابق وهو الوحيد الذي يحمل عنوانا . والعنوان ينتهي بعلامة استفهام . وهذا ما جعلني أدرج النهاية الحقيقية .
أشكرك ميساء على متابعتك .. وأود أن أذكر أن ما ادرجته اليوم يفتح لي آفاقا لمتابعة الكتابة في عشي الدافئ .
تقبلي كل مودتي .

رشيد الميموني 26 / 08 / 2010 37 : 03 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[align=justify]
في غفلة من العيون وفي أوج الحنين إلى صفحات عشي الدافئ ، وجدت نفسي أتسلل إليها لأطلع على أول إطلالة لي على عشي أو على الأصح موضع عشي الذي بنيته وتعهدته .. ولا زلت أذكر مرافقتي لكلماتي وهي تشد عضدي لأبني العش و أعيش فيه أعذب اللحظات وأبهاها .
كلماتي .. انطلقي الآن .. الهي و ارتعي .. فلا أنا ولا أي أحد يمكنه منذ هذه اللحظة أن يكبح جماحك ..
تلك كانت أولى كلماتي .. أما الآن .. فلازلت وفيا لها وممتنا لما أسدته لي من خدمات جلى .. وها أنذا أذرع الحقول وأصعد التلال و الربا ، مستأنسا ببزوغ البدر .. أتنقل بين الأماكن .. أحادثها و تحادثني .. أنادمها وتنادمني .. أتفقد كل شيء من حولي .. كل شيء كان له علاقة بعشي .. العصفورة ، البوم ، المنبع ، الشجرة ، الجدول .. وأخيرا .. العنزة ذات القلادة التي صارت تتبعني أينما ذهبت . أحس بها تستكين حين نصل إلى حيث يرقد صديقي الراعي في أمان .. وكأنها تستعيد ذكرياتها معه .. فأجلس و أحدق فيها مليا .. صارت قطعة مني .. لا أطيق فراقها .. وحين أعود كل مساء ، أجد حليمة على عتبة البيت تتأمل حنوي على العنزة فيزيد وجهها إشراقا والمح في عينيها لهفة للانطلاق عبر الربا لترتع و تلهو معي و تطلق العنان لرغباتها الصبيانية ، لتصرخ و تصيح و يردد الصدى صوتها عبر الجبال و الأودية ..
حليمة تعشق السير عبر الجداول حافية .. والاستلقاء على المرج الأخضر لتتأمل السماء .. حليمة تهيم بالجبال و تحلم بقضاء ليال في الكهوف أو الأكواخ المتناثرة هنا وهناك .. حليمة تنتشي بالسير تحت المطر وتستلذ بقطراته تنساب على جسدها .. حليمة تهفو لرحلة إلى الشاطئ للقاء البحار العجوز والإبحار بعيدا .. وحين أحدثها عن مركب هناك تسرح عيناها في الأفق لتتخيل و تحلم .
كل هذه يطل من عينيها النجلاوين فيلاقى صدى في نفسي .. وأتأملها لحظة فتغض ببصرها متشاغلة بالنظر إلى حليمة الأخرى و هي تتمسح بركبتي .. فأمسح على ظهرها محادثا إياها برقة وهمس :
- سيكون لك ما شئت .. اطمئني .. فسوف أجوب بك كل الأماكن لتحيي من جديد صباك .. سنشد الرحال و ننشد الآفاق .. لا رادع يردعنا و لا حاجز يقف في طريقنا .
كلماتي .. لك الآن أن تسرحي و تمرحي كما كان شأنك منذ البداية .. فما أحوجني إليك في هذه اللحظات و أنا أعيش أزهى أيام حبي .
[/align]

رشيد الميموني 27 / 08 / 2010 45 : 02 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[align=justify]
ما أعجب هذا الليل وما ألذه و السكون يسري بين ثناياه ليضفي عليه هالة من الغموض . سكون تحس معه بأصوات تأتي من عوالم أخرى .. ترانيم وأناشيد شجية تبعث في النفس مزيجا من المشاعر .. وهذا السحر الذي يبدأ مخاضه ليعلن بعد قليل عن ولادة نهار جديد .. يتضوع شذا و عبيرا ..
هذا السحر .. تتيه النفس وترتمي بين أحضانه منتشية بسهومه لتسرح معه في دنيا الخيال اللذيذ .. قد أكون الوحيد من بين الأحياء وأنا أجوب هذا المنحنى الذي ظللته الكروم و غشاه الضباب .. قد أكون الوحيد وأنا أتفقد كل ما أحببته وأسكنته قلبي و جوارحي . وربما يكون الجدول استثناء و هو لا يهدأ .. بل إن حركته و انسياب ماءه الرقراق في سكينة يشعرني أنه ساكن يتأمل مثلي .. أشعر أنه يعيش حبا سرمديا و هو يعانق الضفاف اللامتناهية . كل يعيش عشقه و شوقه ، ويحضن من يحب في ألفة وود قل نظيرهما .. تلك الشجرة الفارعة تنعم باحتضان أعشاش و أوكار لفها الدفء .. وذاك المرج الأخضر يستلقي أمامي في دعة و صدى نقيق الضفادع عند المساء الحالم لا يزال يتردد بين جنباته .. وحين أعرج على الصخرة لأجلس عليها من جديد أراها تنظر إلي بدلال .. وأتساءل : هل لهذه السعادة الغامرة التي أحس بها تملأ كياني حد ؟ هل يأتي يوم أتذكر في حسرة هذه اللحظات و روحي تنعم بسكينة قلما شعرت بها من قبل ؟ هل هذا من أثر الحب ؟ أهكذا يفعل الحب بضحاياه ؟ إذا كان ذاك حقا فما أسعدني من ضحية ، ولكم أتمنى أن أبقى رهين شباكه إلى الأبد .
حدثوني عن الحب وويلاته و آلامه و عذابه .. ولكني لم أجد لحد هذه اللحظة و أنا أوغل في السحر ، جالسا على صخرتي المفضلة وقد جللها الندى ، أي أثر لذلك العذاب و لذاك الألم .. هل يكون حبي نشازا لما هو متعارف عليه ؟
يلفني ضباب الصباح وهو يصحو متثائبا بين الربا ، وتشملني قشعريرة فيدفئني العشب المتسلل بين ثناياها . وأنظر ناحية البيت فتتراءى لي حليمة وهي في سباتها وقد انفرجت أساريرها عن ابتسامة عذبة .. ابتسامة حليمة عفوية لا تتغير بالزمان ولا بالمكان . مثلها مثل نظرتها البهية الحزينة .. أحلام حليمة بريئة براءة الصبا .. لا تتعدى ما حولها . تعيش حاضرها بكل عفوية وشغف دون أن تنظر إلى الماضي ولا ما سيأتي من الأيام .
آليت على نفسي أن أهيم على وجهي في البراري وقت السحر، لأعد لحليمة ما تتلهف لسماعه كل يوم .. أستشف ذلك في عينيها . ألمسه في نظراتها المفعمة بالحب البريء . نظرة تجعلني أنظر بنشوة و فرح صبياني إلى توالي الفصول الأربعة .. وها نحن نواكب الصيف في إيقاعه البطيء المتكاسل تحت شمس حارقة لا يلطفها إلا ظلال الأشجار المحيطة بالعش .. فلنعش الصيف بكل مباهجه وطقوسه التي لا تنتهي .
[/align]

رشيد الميموني 01 / 09 / 2010 54 : 06 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[align=justify]
من أحب اللحظات إلى نفسي في هذا الصيف البهيج وهو يسري حثيثا ليتلاشى مع أولى نسمات الخريف العليلة ، لحظات الأصيل و نحن جالسان على ربوة تشرف على "نادر" يأخذ سمة الانحدار . والنادر هو تلك البقعة التي تشهد عملية "الدرس" بواسطة البغال وهي تدور حول صاحبها وكأنه في حصة ترويض . وتحت قوائمها يفصل الحب من سنابله ثم يتم الانتقال إلى عملية "الذرو" عندما يهب النسيم فيتعالى التبن في الهواء مبتعدا قليلا عن منطقة الدرس ليحط أكواما و تبقى حبات القمح في النادر .
كنا نجلس ساهيين عما حولنا . نتأمل عمل الفلاحين الدؤوب ونستمع إلى صيحات الحبور من حناجرهم . ونشرد بخواطرنا إلى البعيد .. إلى حيث تغوص الشمس بين الجبال فيتلون الأفق بحمرة امتزج فيها اللونان الوردي و البرتقالي .. كم هي عذبة تلك اللحظة التي يستكين فيها كل شيء و يسود الهدوء فلا تحس إلا بما حولك يهمس أو على الأصح يلهث بعد جهد يوم قائظ و مضن .. وحين تلتقي أعيننا صدفة ، ترتسم ابتسامة عفوية ونظل نتأمل بعضنا البعض حتى ننتبه إلى سقوط الظلام .. لكننا نظل هناك وكأن شيئا ما يشدنا إلى البقاء تحت سماء بدأت تلمع نجومها الواحدة تلو الأخرى . كنت كثيرا ما أنظر دون وعي مني إلى يدي حليمة و قد ملأتها ندوب و علتها خشونة واضحة .. ولم يكن ذلك يؤلمها أو يسبب لها حرجا .. بل كانت ترفعهما قرب وجهها و تتأملهما وهي تبتسم قائلة :
- هل رأيت في حياتك مثل هاتين اليدين ؟
- مالهما ؟
- لا تزعم أنك لا تلاحظ خشونتهما ؟
- هل يؤلمك ذلك ؟
- ولم يؤلمني ؟ قل ، على العكس من ذلك ، إن هذا يسعدني لأنني أحس بانتمائي إلى الأرض التي أحيا عليها . أو ليست هي التي جعلت يدي خشنة هكذا ؟
فآخذ يديها في راحتي و أشد عليهما بقوة قائلا :
- بالتأكيد .. تعرفي يا حليمة .. كل مرة أكتشف فيك شيئا جديدا يزيد من مكانتك في عيني . يداك هاتين بخشونتهما و ندوبهما أعز علي من أي شيء آخر .. كل ما فيك ينطق أصالة و بهاء .. أرى فيك هذه الأرض الطيبة بكل ما فيها من خيرات .. في يديك تتبدى صلابتها ، وفي عينيك تبدو عذوبة العيش عليها ، وفي ابتسامتك يختزل كل البهاء وكل الصفاء . انظري إلى ما حولك من جمال ونقاء .. يكفيني أن أنظر إليك لأراه متجمعا فيك .
عينا حليمة تنتشي بما تسمعه الأذن .. لكنهما تنضحان بلهفة طاغية لسماع المزيد . وحين يطبق الصمت ، لا تنزعج حليمة لسكوتي ، لأنها تعلم أن صمتي ناطق بكل ما تحويه معاجم الحب من كلمات .. فتطرق و كأنها تصغي لصمتي يتحدث ويغزل لها نسيجا من أعذب التعابير ، ثم ترنو إلي وقد استبد بها الوجد .. حتى لأخال نفسي أرى دمعها يتلألأ من فرط الانتشاء . وأجد نفسي أترنم هامسا :
*هذي يدي ممدودة مدي يدك
وتعالي نبحث عن ربا لم تطرق
نبني بها عش الهوى
بالحب ، بالآهات
بخيوط شمس المشرق
إني فرشت لك الورود
إلى الغدير الحالم
وقطفت من حمر الخدود
شذا غرامي الهائم
يا خيالي فتعالي
هذي يدي ممدودة مدي يدك
وحين أتوقف عن الترنم بالأغنية ، أحس أن كل ما حولي يشدو ويترنم مثلي .. ويتضوع الجو أريجا و نحن في طريق العودة إلى البيت .
[/align]

* أغنية للفنان عبد الوهاب الدكالي

ناهد شما 05 / 09 / 2010 04 : 04 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[read]
بدون تعليق

لا يمكن أن اصف لك مدى استمتاعي رشيد بهذا الرقي من الإبداع
دعني انشرك تيجاناً من الزنبق الأبيض إكراماً لك ولإعجابي بهذا الإبداع
دائماً هي سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة لذلك سأختصربـ
دمت ودام لك الإبداع
دمت بخير[/read]

امال حسين 05 / 09 / 2010 48 : 02 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
الأستاذ المبدع رشيد


ماهذا الجمال والفتنة وسيل النسائم العطر الذى يهب من كتاباتكم الرائعة ...تنقلنا لتخطف عيوننا وأرواحنا لتبقى مستكينة معك تسمع وترى وتلمس كل مكان أنت وصفته ...وكل مشاعر أنت أحسست بها حد الابهار .


شكرا أستاذ رشيد امتاعنا

وتقديرى لا ينضب أبدا لكم

رشيد الميموني 05 / 09 / 2010 13 : 04 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 86854)
[read]

بدون تعليق

لا يمكن أن اصف لك مدى استمتاعي رشيد بهذا الرقي من الإبداع
دعني انشرك تيجاناً من الزنبق الأبيض إكراماً لك ولإعجابي بهذا الإبداع
دائماً هي سطور الشكر تكون في غاية الصعوبة عند الصياغة لذلك سأختصربـ
دمت ودام لك الإبداع

دمت بخير
[/read]

[align=justify]
العزيزة ناهد ..
كلما كتبت جزءا من عشي الدافئ ، إلا وأترقب بصمتك هنا لأني أعلم أنك لن تتأخري في جعل عباراتك تضفي على العش كل الألق .
شكرا لك ناهد وتحية مودة صادقة لك .
[/align]

رشيد الميموني 05 / 09 / 2010 00 : 09 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال حسين (المشاركة 86878)
الأستاذ المبدع رشيد


ماهذا الجمال والفتنة وسيل النسائم العطر الذى يهب من كتاباتكم الرائعة ...تنقلنا لتخطف عيوننا وأرواحنا لتبقى مستكينة معك تسمع وترى وتلمس كل مكان أنت وصفته ...وكل مشاعر أنت أحسست بها حد الابهار .


شكرا أستاذ رشيد امتاعنا

وتقديرى لا ينضب أبدا لكم

[align=justify]

آمال ..
هو ثناء منك ولا شك سيكون حافزا و مشجعا لي على مواصلة البوح في عشي الدافئ .. وسوف أواصل آملا أن أبقى عند حسن ظنك وذائقتك الأدبية الرفيعة .
كوني دوما بالجوار .
وتقبلي مودتي .
[/align]

دينا الطويل 06 / 09 / 2010 42 : 06 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
متابعه بصمت بين ثنايا العشب الاخضر...


الساعة الآن 19 : 08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية