![]() |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
باسم الله الرحمن الرحيم يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ .
سورة النحل صدق الله الحق الوكيل العظيم |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"، الأحزاب (72) صدق الله العظيم |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى﴾.
قال ابن مفلح رحِمه الله: لولا المصَائبُ لبَطر العبدُ وبغَى وطغَى؛ فيحمِيهِ اللهُ بها مِن ذلِك ويُطهرهُ مِما فيِه؛ فسُبحان مَن يرحَمُ بِبلائِهِ، ويَبتلي بنَعْمَائه. |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
اقتباس:
نعم إنها حقيقة الله يعرف علاجنا ، فالحمد لله رب العالمين ،، |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
بعد غياب عن هذا الملف أعود إليه ؛ مع آيه قرآنية من سورة يوسف؛ أنقل شيئا من تحليلها؛ من كتاب لأستاذَي الفاضلين محمد بوحمدي وعبد الرحيم الرحموني
بسم الله الرحمن الرحيم. قال الله عز وجل: * وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنرلها في ضلال مبين * صدق الله العظيم . هذا الكلام متضمن لوجوه من المكر. أحدها: قولهن (امرأة العزيز تراود فتاها) ولم يسموها باسمها، بل ذكروها بالوصف الذي ينادى عليها بقبيح فعلها بكونها ذات بعل، فصدور الفاحشة من ذات الزوج أقبح من صدورها ممن لا زوج لها . الثاني : أن زوجها عزيز مصر، ورئيسها، وكبيرها. وذلك أقبح لوقوع الفاحشة منها. الثالث: أن الذي تراوده مملوك لا حر. وذلك أبلغ في القبح. الرابع : أنه فتاها الذي هو في بيتها، وتحت كنفها . فحكمه حكم أهل البيت. بخلاف من تطلب ذلك من الأجنبي البعيد. والخامس: أنها هي المراودة الطالبة. السادس: أنها قد بلغ بها عشقها له كل مبلغ، حتى وصل حبها له إلى شغاف قلبها . السابع : أن في ضمن هذا : أنه أعف منها وأبر، وأوفى، حيث كانت هي المراودة الطالبة، وهو الممتنع عفافا وكرما وحياء .وهذا غاية الذم لها. الثامن: أنهن أتين بفعل المراودة بصيغة المستقبل الدالة على الاستمرار والوقوع حالا واستقبالا، وأن هذا شأنها، ولم يقلن : راودت فتاها. وفرق بين قولك: فلان أضاف ضيفا ، وفلان يقري الضيف ويطعم الطعام، ويحمل الكل. فإن هذا يدل على أن هذا شأنه وعادته . التاسع : قولهن ( إنا لنراها في ضلال مبين ) أي إنا لنستقبح منها ذلك غاية الاستقباح. فنسبن الاستقباح إليهن ومن شأنهن مساعدة بعضهن بعضا على الهوى ولا يكدن يرين ذلك قبيحا، كما يساعد الرجال بعضهم بعضا على ذلك، فحيث استقبحن منها ذلك كان هذا دليلا على أنه من أقبح الأمور، وأنه مما لا ينبغي أن تساعد عليه، ولا يحسن معاونتها عليه. العاشر: أنهن جمعن لها في هذا الكلام اللوم بين العشق المفرط والطلب المفرط ، فلم تقتصد في حبها ،ولا في طلبها. أما العشق فقولهن (قد شغفها حبا) أي وصل حبه إلى شغاف قلبها. وأما الطلب المفرط فقولهن (تراود فتاها )والمراودة: الطلب مرة بعد مرة فنسبوها إلى شدة العشق ، وشدة الحرص على الفاحشة. فلما سمعت بهذا المكر منهن هيأت لهن مكرا أبلغ منه، فهيأت لهن متكأ ، ثم أرسلت إليهن، فجمعتهن، وخبأت يوسف عليه السلام عنهن. وقيل: انها جملته، وألبسته أحسن ما تقدر عليه، وأخرجته عليهن فجأة. فلم يرعهن إلا وأحسن خلق الله وأجمله قد طلع عليهن بغتة، فراعهن ذلك المنظر البهي، وفي أيديهن مدى يقطعن بها ما يأكلن، فدهشن حتى قطعن أيديهن، وهن لا يشعرن. وقد قيل: إنهن أبن أيديهن. ولكن الظاهر خلاف ذلك. وإنما تقطيعهن أيديهن جرحها، وشقها بالمدى، لدهشتهن بما رأين، فقابلت مكرهن القولي بهذا المكر الفعلي، وكانت هذه في النساء غاية في المكر. ص. ص. 41- 43. من كتاب التحليل اللغوي الأسلوبي منهج وتطبيق. للدكتورين: محمد بوحمدي وعبد الرحيم الرحموني |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
موضوع جميل خولة .. وسبحان الله مهما تحدثنا ، واخرجنا لآليء سورة يوسف ، لن نستطيع الإنتهاء فكل ما فيها عبرا لمن يعتبر .. اللهم اجعلنا بعفة يوسف ما حيينا ..
|
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
اقتباس:
شكرا عزة على مرورك.. في الحقيقه أنا أعجبني هذا الملف؛ لذلك فإني أجتهد فقط، و غالبا ما أحاول انطلاقا من فكرة راودتني حول آية أو كلمة شريفة في القرآن الكريم، وأحيانا أنقل بعضا من كلام أساتذة أو متخصصين بهذا المجال.. حينها أكيد ستجدون المصدر الذي أخذت عنه |
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
نتابع كل ما تدرجينه بشغف لما فيه من نفع واستفادة فشكرا لك خولتي. .
|
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
بارك الله في فضلك عزتي
|
رد: روعة التعبير في القرآن : دعوة للتدبر والتأمل
جمعت الآية 39 من سورة طه المرادفين: ( ألقى/ قذف) *أَن اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَم فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالساحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُو لي وَعَدُو لهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)* وجاء في سورة القصص قول الله عز وجل : * وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَن أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين* نلاحظ أن المعنى واحد ( اقذفيه في اليم/ ألقيه في اليم) لكن إذا عرفنا أن الإلقاء فيه شيء من الرقة ويكون مباشرة، ترمي الشيء أمامك ويسير كذلك أمامك على مهل فيظهر لك اتجاهه ، بينما القذف يكون بالقوة، وقد يغيب المُرمى سريعا فيخفى ، تقول ألقيت الورقة أي رميتها، ألقيت السلام ، أي سلمت على من أراهم أمامي ، بينما القذف قد يجعل المُرمى غير واضح مقصده.. إذن ما الفرق بين آية طه وآية القصص؟ هنا نتدبر قليلا؛ ما دمت أشرت إلى أن القذف هدفه الإخفاء فإن قول الله عز وجل لأم موسى : *اقذفيه* معناه اخفيه فاقدفيه في اليم أي ارمي ذلك التابوت بسرعة في اليم حتى لا ينفضح أمرك، فالهاء ( الضمير) في *اقذفيه في اليم* عائدة على التابوت *فليلقيه اليم بالساحل*؛ هنا الله عز وجل كأنه يطمئن أم موسى بأن التابوت سيظل أمام عينيها وسيأخذ اليم التابوت على مهل مظهرا إياه إلى مكانه الذي سيصل إليه بالساحل .. إذن في الإلقاء شيء من الخفة والرقة، وقول الله عز وجل * وألقيت عليك محبة مني* أي جعلت هذه المحبة تظهر في قلوب من يراك .. وضعت المحبة في قلوبهم ليحبوك .وفي سوره القصص *وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم * لقد قال الله سبحانه وتعالى هنا: * ألقيه* رفقا بقلب أم موسى التي كانت خائفة على ابنها حتى تضعه في اليم وهي مطمئنة ولا تخف، كأنه هكذا يطمئنها على ابنها ويخبرها أنه سيظهر لها وستظل تراه وقريبة منه ودليل ذلك آخر الآية الكريمة: * إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين* والله تعالى أعلم |
الساعة الآن 20 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية