منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   الشعر العمودي (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   يا حافيَ القدمين (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=12912)

بوران شما 30 / 10 / 2009 28 : 12 AM

رد: يا حافيَ القدمين
 
الأخ الأستاذ الشاعر سهيل كعوش

أرحب بكم أشد الترحيب في منتدى نور الأدب , وأرجو أن
تتحفنا دائما بقصائدك الجميلة .
وشكرا لك على هذه الأبيات الرائعة والمعبرة عن واقعنا المرير
وما كانت هذه القصيدة إلا تعبيرا عما تحمله في قلبك من ألم
مثلما يحمله كل عربي حر .
بانتظار المزيد من إبداعاتك , تقبل أخي سهيل فائق التقدير والاحترام.

عبد الحافظ بخيت متولى 30 / 10 / 2009 17 : 01 AM

رد: يا حافيَ القدمين
 
من الجميل أن يكون الشاعر واعيا لما يكتب قادرا على توظيف الجملة الشعرية وتوهجها فى بساطة تركيب شعرى وسحر لغة بعيدا عن التعمق فى الخيال المسرف وهنا يستطيع المرسل الشاعر توصيل رسالته الفنية الى المتلقى عبر وسيط فنى مقبول ومقنع وهنا ايضا يتحقق شرط الابداع فى الخطاب الشعرى للنص والقصائد التى تتعلق بالوطن نوعان: اما قصائد مباشرة وحماسية لا تختلف عن الخطبة الثورية الا بالوزن والترديد الموسيقى واما قصائد مغرقة فى توظيف الرمز او التاريخ او الاسطورة مما يجعل الاحساس بها سطحيا لانها تحتاج الى مثقف يعرف التاريخ والاسطورة ويجيد فن قراءة ما وراء هذا التوظيف وفق آلية ثقافية ووعى حاد وللأسف كثير من الشعراء لا يدركون اننا فى امة معظمها مصاب بداء الأمية الثقافية والقطيعة مع التاريخ والميتافيزيقيا بشكل عام وحين نقول لهؤلاء الشعراء تخففوا من الاغراق فى الرمزية حتى تصل رسالتكم الشعرية الى قطاع كبير من الناس يستدعون مقولة ابى تمام " لماذ لا يفهم الناس ما نكتب؟"
بيد ان الشاعر الجميل جدا كسر هذه القاعدة فى هذا النص الرائع حين لخص تاريخ الهزيمة العربية امام العدو فى قصيدة يتوجه خطابها الشعرى الى قطاع كبير من البشر " حفاة القدمين" وهم الالة البشرية للتغيير بعيدا عن النخب الحاكمة واستطاع الشاعر ان ان يوجز هذا منذ دلالة العنوان " ياحافى القدمين" واذا كنا نسلم بان العنوان هو البوابة الشرعية لقراءة النص وانه يوجز الفكرة الرئيس فى الخطاب الشعرى فاننا نسلم ايضا بان هذا العنوان هو مدخل التوهج النصى بتركيبة السياقى المعتمد على اداة النداء" يا" والتى من شأنها ان تجمع حواس المتلقى لاستقبال بقية السياق وتضعه عمدا فى المنجز الدلالى للعنوان ثم ياتى التركيب الاسمى " حافى القدمين" ليخترق الجانب الوجدانى فى المتلقى المتعاطف بطبعه مع الحفاة رمز القهر والفقر وهنا ينجح العنوان فى لم الشتات الذهنى للمتلقى ليدفعة فى غمار المتن النصى المفسر لهذا العنوان وياتى هذا المتن كاشفا عن مرارة الشعور عند الشاعر المهزوم من هزيمة امته والذى يرى ان الخلاص يمكن فى هؤلاء الحفاة فيستهل النص باستفهام متفجر قلق" ركب الجميع وانت ماذا تنتظر؟ ان هذا الاستفهام المغلف بالسخرية المريرة فاتحة نصية تنفتح على دلالة مرواغة فمن الجميع ؟ وماذا ركبوا ؟ ولم ركبوا" والى اين يتوجهون ؟ كل هذه الاسئلة تثيرها هذه الفاتحة النصية المصنوعة بمهارة شاعر حاذق
ثم يتوالى النص كاشفا عن اجابات هذه الاسئلة
"وقطارُ سِلمِ العارِ سـارَ ولم تَسِـر
فاترك رصيفَ الساكتين على الأذى
وارجع إلى عهدِ النضالِ المُسـتَتِر
ماذا سـتنفعُ ســلطة ُّ وحكومة ُّ
والأرضُ ينهبها دخيلُّ مُقتَـــدِر

وهنا ايضا يتحول الشاعر من مجرد موجه لاسئلة الى متلق ايضا لهذه الاسئلة فيصنع اجابات بوصفه احد هولاء الحفاة فيضع النص فى اطار يشبه المسرح اليونانى القديم الذى يقوم على صوت الممثل وترديد الجوقة وكاننا امام صوتين صوت عال يشبه الصراخ" ركب الجميع" وصوت يشبه الصدى الموازى "اترك رصيف الساكتين/ ارجع الى عهد النضال/ماذا ستنفع سلطة؟" وهذا الامتزاج يحمل الدفقة الشعرية فى النص كل التوهج والقلق الذى يحرك الماء الآسن فى نفس المتلقى حتى يصبح على نفس درجة احساس الشاعر ويظل هذان الصوتنا مابين خفوت وصياح يخلقان نوعا من التقابل الشعورى الساخر والمحرض على الثورة حتى تاتى نهاية النص "لحظة التنوير " فيه مختزلة رؤية الشاعر وهدفه"فاحشـد رفاقك للكفاحِ المُسـتمِر
واكسر حرابَ الغدرِ في دولِ الخنا
واجمع شـتاتكَ من شِتاتٍ مُنتَشِـر
فســيخلق الإعدادُ جيشــاً ثائراً
يمشي على لهَبِ الجحيمِ المُسـتعِر
وعظامُ جدِّكَ في الجليل ِ ستكتسي
عَزماً وإصـراراً وجيلاً ينتَصِـر"

هذا النص الذى يقع بين قوسين شعريين متوهجين قوس الفاتحة المراوغة وقوس الخاتمة الواضحة فى تحديد الهدف مما يجعلنا نواجه نصا باذخا ابرقت فيه لغة ساحرة وبساطة لا تخل بشرطه الابداعى
ثم ان الشعر اختار قافية الراء الساكنة التى تضافرت مع تزاحم افعال الامر فى النص وتوظيفها دلاليا وموسيقيا فكأننا امام سيمفونية شجية وكأن كل قافية صمت البندقية عقب طلقة الرصاص
احييك سيدى الشاعر العبقرى على هذا النص العبقرى ايضا ولك كل محبتى


سهيل كعوش 30 / 10 / 2009 52 : 08 AM

رد: يا حافيَ القدمين
 
الأديب الفاضل رشيد الميموني...
ذكرتني بما قاله الشاعر أحمد شوقي في "سلوا قلبي":
وما عرفَ البلاغة َ ذو بيان ٍ
إذا لم يتخذك له كتابا
الخطاب القرآني العظيم هو الملهم والحافظ للغة العربية وهو الذي
لا يأتيه الباطل وسيظل خالداً ما شاء له الله.
أشكرك على مصافحتك لقصيدتي المتواضعة.
دمت بكل الود والإحترام...

سهيل كعوش 30 / 10 / 2009 06 : 09 AM

رد: يا حافيَ القدمين
 
الأديبة الفاضلة الأستاذة بوران شما...
أشكرك على ترحيبك وتحيتك وأرجو أن أكون عند حسن ظن الزملاء في هذا
المنتدى الرائد. أما بالنسبة للقصيدة فإني أصنفها في خانة أقرب إلى أضعف
الإيمان فلم يعد ثمة من يقال والحدث الجلل قد تجاوز كل حدود المعقول.
أسعدني هنا أن أرى من يهتم بالموسوعة الفلسطينية إلى هذه الدرجة, وأظن
انني سأجد كل ما أرغب بالإطلاع عليه من معلومات.
مع جزيل تحياتي واحترامي...

سهيل كعوش 30 / 10 / 2009 28 : 09 AM

رد: يا حافيَ القدمين
 
أخي الشاعر والناقد عبدالحافظ بخيت متولي...
لعل أعظم مكافأة نحرزها على قصيدة كتبناها, تتمثل بمثل هذا النقد الواعي
والعارف. وإذ أبدأ بتعريفك لنوعي الخطاب الشعري: الحماسي الذي يلبس
الخطبة لباس الوزن والتفاعيل, والرمزي الذي يحتاج, في بعض الأحيان,
إلى منجم ليفك رموزاً وضعها الشاعر ظاناً أن القارئ يعرف ما في وجدانه.
ولا أخفيك, يا أخي عبدالحافظ, بأني من أنصار الخطاب المباشر والواضح
في الشعر, وأحاول قدر الأمكان الإبتعاد عن أسلوب الخطبة وتلقين المواعظ.
وهنا أرى بأن قراءَتك الصحيحة تفصح عن مستواك الأدبي الراقي, وقدرتك
على تحليل ما تقرأ.
وكما أشرت, فإن القصيدة سارت بين تساؤل وإجابة لعرض الواقع المرير
كما نراه:
هل مر في التاريخ منكسر جنى
غير المهانة من عدوٍ منتصــر...
كل من يقرأ التاريخ يعرف أن الشرائع يكتبها مداد المنتصرين وليس العكس.
أشكرك على اهتمامك وقراءَتك المتأنية, وشرحك المفصل الذي تفضلت به
على النص وصاحبه والذي أعتبره وسام إعتزاز من شاعر وناقد غني عن
التعريف...
دمت بكل الود والإحترام.

حكمت خولي 11 / 12 / 2009 30 : 04 PM

رد: يا حافيَ القدمين
 
الأخ الشاعر المبدع سهيل
قصيدتك في منتهى الروعة فنيا كما أنها صادقة ومعبرة تماما عن حالنا . دمت يا أخي ودام قلمك يتحفنا بالرائع والجميل

سهيل كعوش 14 / 12 / 2009 46 : 09 AM

رد: يا حافيَ القدمين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمت خولي (المشاركة 53080)
الأخ الشاعر المبدع سهيل
قصيدتك في منتهى الروعة فنيا كما أنها صادقة ومعبرة تماما عن حالنا . دمت يا أخي ودام قلمك يتحفنا بالرائع والجميل

أخي الأكرم الشاعر حكمت خولي...
أسعدني ما جدت به على قصيدي المتواضع من كلمات أعتبرها شهادة إعتزاز لأنها صدرت عن شاعر مبدع يعرف جيداً
مواقع الحروف ومرامي الكلمات.
دمت بكل الود والإحترام.

بغداد سايح 16 / 12 / 2009 12 : 07 PM

رد: يا حافيَ القدمين
 
قصيدة جميلة للغاية....لأنها اقتربت من واقعنا و وجدنا فيها ذواتنا...لله درك من شاعر ينحني له القصيد إجلالا ببساطة اللغة و عذوبة الكلمة....تحياتي المسائية

سهيل كعوش 26 / 12 / 2009 15 : 11 AM

رد: يا حافيَ القدمين
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بغداد سايح (المشاركة 53658)
قصيدة جميلة للغاية....لأنها اقتربت من واقعنا و وجدنا فيها ذواتنا...لله درك من شاعر ينحني له القصيد إجلالا ببساطة اللغة و عذوبة الكلمة....تحياتي المسائية

الأستاذ الصحفي والشاعر بغداد سايح...
أشكرك جزيل الشكر على مرورك الكريم وقراءَتك المستفيضة ل "حافي القدمين".
وما تفضلت به من جميل القول شهادة بها أعتز وأفخر.
مع جزيل تحياتي واحترامي.


الساعة الآن 51 : 11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية