منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   جمهورية الأدباء العرب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=374)
-   -   خريف الأحزان (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=12948)

ناهد شما 28 / 01 / 2010 20 : 03 AM

رد: خريف الأحزان
 

عزيزتي الأستاذة ندى رغم استمتاعي ببوحك الجميل والذي يلفه الحزن أحياناً
أشعر أن بداخلك الشيء الجميل ..
ها أنا أترنح بين سطور كلماتك أتكئ هنا بعض الوقت
وأتألم لهذا الحزن القابع وأتأمل جمال الوصف
وما يمسح من مد الجزر العاتي لا يمكن أن يمسح عن جدار القلب
لأن النقش لا يمكن ان يزول عن القلب بسهولة
أنتظر بوحك الجديد .. ما دامت الشمس تشرق فالأمل موجود
دمت بخير

رشيد الميموني 10 / 03 / 2010 45 : 03 AM

رد: خريف الأحزان
 
أختي العزيزة ندى ..
كان في البداية خريف الأحزان .. وطالنا الحزن عند قراءتنا لسطورك المثخنة جراحا .. لكن الخريف ولى و تبعه الشتاء .. وها نحن على أبواب الربيع .. فهل يحمل لنا مع نسائمه العليلة ما يبشرنا بعودتك إلى جمهوريتك لتمتعينا بما يجود قلمك الفياض ؟
أنتظر إطلالتك بفارغ الصبر .. عودي و إلا استولينا على نصوصك و نسبناها لأنفسنا .. (ابتسامة )
مودتي .

ندى الريف 27 / 06 / 2010 10 : 12 AM

رد: خريف الأحزان
 
كان خريفا و مضى بحزنه و سواده، بقسوته و ظلامه، ثم تلاه شتاء بارد قارس مر بسرعة البرق لم أنتبه فيه إلى شيء أو أني ربما ما أحسست بطعمه لما أصابني من الفتور و الوهن ، حتى تبعه ربيع مزهر جميل بعث في النفس البهجة و السرور، مع أول يوم فيه جاءتني فكرة العودة إلى الكتابة ، لكني ما كنت أجد في ذهني غير بقايا حروف مبعثرة ما تريدأن تتجمع لتكون كلمة فكيف بها أن تخط سطورا من الكلمات، كنت كلما أردت أن أبدأ أثناني شيء ما بداخلي عن فعل ذلك. حاولت و حاولت ، لكن دون جدوى، ما عساي أفعل يا ترى..
تركت لنفسي حريتها و لم اعد ارغمها على الكتابة أو حتى التفكير في الكتابة.. و مرت ساعات، تلتها أيام، تبعتها شهور... إلى أن جاء هذا اليوم !!!
دخلت بنية تصفح الجديد في نور الأدب، فاحتواني هذا النور و دعاني للكتابة.. لم أشعر إلا و أنا أخط هذه الكلمات تنساب من بين أناملي لا أجد لها رادعا و لا أدري لها معنى.. المهم أني أكتب..
تراني عدت إلى سابق عهدي، لكم أتمنى ذلك، لأني كنت طوال هذه الفترة في صراع مع نفسي أو مع عقلي أو يمكن أن يكون صراعا مع أناملي التي رفضت هي الأخرى أن تخط الكلام..
جاء الصيف بأيامه الطويلة و لياليه العذبة الحالمة.. كنت كثيرا ما أقضي النهار القراءة و عندما يحل المساء أنتظر بفارغ الصبر نوم كل من في البيت حتى تعم السكينة و الهدوء و لا أسمع في أذني غير صدى سيارة مرت من الطريق المجاور لبيتنا أو خشخشة أوراق أشجار الحديقة معلنة عن هبوب نسيم عليل في ليل بهي..
أفتح نافذة غرفتي و أرمي ببصري إلى العلياء فأرى سماء سبحان من رفعها بغير عمد متلألئة بنجوم مضيئة تلتف حول قمر يقول لها نوري غلب نورك أيتها النجوم فاقتربي مني كي أزيدك نورا، فتأتيه متسارعة متناغمة متسابقة كل منها تريد أن تكون إلى جواره.. فاض نوره حتى غمر الأرض وما عليها، بدا لي أنه يضيء الكون من حولي كي تتجلى لي رؤية المخلوقات بوضوح أكثر، إلى جانبي شجرة تكبرني سنا تعهدها كل من في بيتنا حتى كبرت و صارت تعرف كل صغيرة و كبيرة في حياتنا و كأنها فرد من أسرتنا ، كنا نسميها الجدة، على أغصانها عاشت و ماتت الكثير من العصافير، و عاشت و ماتت الكثير من الاوراق، و أيضا عاشت و ماتت او طويت الكثير من الحكايات.. حمامة رباها أخي منذ صغرها هي و صغارها من يقطن هذه الشجرة الآن، إني أراها نائمة تحضنهم في حب و دفء و حنان و أمان تحرسها عين الرحمن و هذه الشجرة الجدة..
توقفت لوهلة لما أثارني من ضجيج سيارة قادمة لم أعهده في هذا الوقت من الليل.. ترى ما الأمر ؟؟؟

رشيد الميموني 27 / 06 / 2010 07 : 05 PM

رد: خريف الأحزان
 
حمدا لله على عودتك البهية أختي ندى و مرحبا بك من جديد ..
عودة حملت معها تباشير الكلمة الرقيقة و البوح الراقي ممزوجا مع نسمات الصيف .
أشكرك على عودتك ندى و أتمنى لك لحظات ممتعة .
في انتظار استمرار هطول كلماتك ..تقبلي كل ودي .

ندى الريف 27 / 06 / 2010 35 : 06 PM

رد: خريف الأحزان
 
الأستاذ رشيد

شكرا لاهتمامك و مرورك و ترحيبك.

مودتي و تقديري

عادل سلطاني 28 / 06 / 2010 17 : 12 AM

رد: خريف الأحزان
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الفاضلة ندى الريف مبدعتنا المغاربية الفاضلة إن هذا التداعي السردي الصادق الشفاف يحملنا إلى معنى الوفاء للمكان " للشجرة الجدة" أو "الجدة الشجرة"فكلاهما وجه لعملة الوفاء النادرة في هذا الزمن الرديء وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الهاجس الإبداعي الجميل الصادق الشفاف الذي لا يريدك أن تكوني مكررة إبداعيا من خلال ما كتبت أتمنى لك أيتها الفاضلة إبداعا متجددا كشلالات الأطلس المغربي " شلالات " أوزود الرائعة"
أنتظر جديدك مبدعتنا وتقبلي تحيات أخيك عادل سلطاني أرجو أني لم أثقل

ندى الريف 28 / 06 / 2010 42 : 12 AM

رد: خريف الأحزان
 
على العكس أستاذ عادل بل إن مرورك خفيف كما هي أشعارك و كتاباتك خفيفة و مبدعة.

أشكرك على المرور و على الاهتمام بكتاباتي، الذي أتمنى أن يكون مرفوقا دائما ببعض النصح و الإرشاد لأني لا أزال مبتدئة.

تقديري لك أخي عادل

عادل سلطاني 28 / 06 / 2010 13 : 01 AM

رد: خريف الأحزان
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا شكر على واجب أيتها الفاضلة الكريمة على هذا الرد وإني في انتظار جديدك
تقبلي تحيات أخيك عادل سلطاني

ندى الريف 28 / 06 / 2010 20 : 01 AM

رد: خريف الأحزان
 
كان صوت السيارة ملفتا للانتباه، لأنها كانت تمشي بسرعة مهولة، تشق الطريق شقا كي تصل إلى وجهتها..
و أخيرا توقفت أمام بيت عمي أحمد، كان هذا الاخير رجلا طاعنا في السن يسكن و زوجته في بيت كبير أولادهما مغتربين كل في بلد إلا واحد منهم كان يقطن معهما لكنه يقضي معظم وقته خارج البيت أو خارج المدينة..
توكأت بيداي على حافة نافذتي علني أتقصى أمر هذا المستعجل القادم في هذا الليل الحالك، لكني لم أفلح، رغم أن القمر كان يضيء كل شيء لكني لم أعرفه..
سمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي فاتجهت لأفتح الباب، كانت أمي قد استيقظت على صوت السيارة، و جاءتني لتستفسر عن الأمر، هي تعلم أني كثيرا ما أسهر تحت ضوء القمر أتفكر في خلق الله تعالى، أجبتها أني لا أدري، فقالت إذن نتركها للصباح فنذهب إلى بيت عمي أحمد نسألهم ما الخبر..
عادت أمي إلى فراشها و عدت أنا لمكاني قرب نافذتي، و أنا أجول ببصري هنا و هناك راعني منظر عمي أحمد و زوجته يحثان الخطى مسرعين نحو السيارة التي توقفت منذ برهة أمام بيتهما..
يا إلهي ما عساه يكون ؟؟
ازددت قلقا و لمت نفسي على عدم ذهابي إليهما لحظة وصول تلك السيارة الغريبة، و شعرت بالذنب هما وحيدان و عجوزان، و كان الأجدر بي أن أنزل و أسألهما ما الخبر..
بت الليل بطوله على شرفة النافذة أترقب وصولهما بأية لحظة، لكن لم يظهر لهما أثر، و لم يعودا..
هذا الخيط الأبيض بدأ يتبين من الخيط الأسود و لاحت نسمات الصباح، أسرعت كي أوقظ أمي فوجدتها صاحية تستعد للصلاة.. أخبرتها الخبر ..هدأت من روعي و قالت نصلي ثم نتقصى الخبر..
كانت لحظات عصيبة مرت ببطء شديد..
صوت المؤذن ينادي من بعيد "الصلاة خير من النوم"، بدأت تسمع أصوات بداخل البيوت المجاورة معلنة عن بدأ يوم جديد مليء بالنشاط.. لكن تراه يكون يوما مليئا بالنشاط أم ترانا سنسمع خبرا يعكر صفو هذا الجو الجميل..
خرجنا بعد الصلاة مباشرة قاصدتين منزل جيران لنا، أخبرتهم الخبر فبادر جارنا إلى الهاتف يريد مكالمة العم أحمد.. هاتفه الخلوي مغلق و زوجته لا هاتف لديها، إذن فكيف السبيل إلى إطفاء وهج هذا الوضع الذي نحن فيه..
هممنا بالخروج من منزل الجيران، و نحن على عتبة البيت نودع جيراننا، لاحت لي من بعيد تلك السيارة التي أتت في تلك الليلة و أخذت عمي أحمد و زوجته..
ما شعرت إلا و أنا أصيح : أمي ، أمي ، إنها السيارة ، إنها هي .. هرعنا مسرعتين نحوها فوجدنا ذاك الغريب إلى جانبه عمي أحمد و قد أطرق رأسه من شدة الأسى و الحزن..
انقبض صدري لرؤيته على هذه الحال.. فتوقفنا واجمتين و انتظرنا توقف السيارة.. خرج العم يجر قدميه جرا نحو البيت و رأسه مطأطأ و ذهنه شارد و فمه يتمتم بكلمات لم أتبينها..

اقتربت منه و سألته : عماه، ماذا حصل ؟

لا إله إلا الله ، إنا لله و إنا إليه راجعون.

من يكون يا عمي ؟

فلذة كبدي يا ابنتي، كريم..

كريم ؟!!

كان وقع الخبر كالصاعقة علي، كريم شاب في مقتبل العمر ، هو في العشرين من عمره ، لازلت أراه مشاكسا مع معلميه ، كل يوم يأتي أحدهم إلى أبيه ليخبره عن مقالب فعلها ابنه أثناء الدرس، و الغريب في الأمر أنه كان من الطلبة النابغين و الكل يحبه.. كما أني أراه يحمل قفة المشتريات عن رأس كل امرأة يعرفها أو لا يعرفها.. و أيضا كان إذا سمع بكاء طفل صغير بادر أمه بحمله و التكفل بإسكاته و أحيانا اللعب معه..

توقفت عقارب الزمن هنا.. و أنا أتذكر "كريم" بكل أفعاله و أقواله و صفاته...

رحمك الله يا كريم.. لله ما أعطى و لله ما أخذ و لله الأمر من قبل و من بعد

عادل سلطاني 28 / 06 / 2010 47 : 01 AM

رد: خريف الأحزان
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أختي الفاضلة المبدعة النقية "ندى الريف" إن هذه الفلذة الرائعة تحملنا إلى أجواء إيمانية لطالما اختفت من صفحات المبدعين فأعدت توظيفها فهي حقيقة لونت المكان والزمان " الفضاء الذي تمت فيه تداعيات هذه الفلذة " الإستعداد للصلاة ، الآذان ، التأمل في ملكوت الله لتدبر آيا ته لأن هذه الفضيلة غابت عن واقعنا الراهن المعيش إلا ماندر ، روح التكافل الإجتماعي السائدة في مجتمعاتنا المغاربية " المغرب تحديدا" كفضاء لأحداث سيرورة هذه الفلذة القصصية ، التسليم بقضاء الله وقدره
هذه المحطات الإيمانية تشعر القارئ بعظمة هذا الدين في الواقع الإجتماعي المعيش من خلال الشخصيات المتزنة في هذه الفلذة القصصية من خلال لغة سردية ممتعة حملتنا في مراكبها إلى عوالم نحتتها ندى الريف دمت أختاه مبدعة مشرقة طاهرة
تقبلي أختاه الفاضلة تحيات أخيك عادل سلطاني


الساعة الآن 33 : 03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية