منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قصص ذات مغزى (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=233)
-   -   الأم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=21525)

هدى نورالدين الخطيب 05 / 03 / 2013 10 : 09 PM

رد: الأم
 
[align=justify]
تحياتي أستاذ زين العابدين
ذكرتني هذه القصة بعمي الأصغر يحيى الذي توفي فجأة منذ خمس سنوات ونصف، رحمه الله

كانت جدتي صحيحة ومتزنة ومتوقدة الذكاء وسيّدة حكيمة بكل معنى الكلمة محترمة من كل من يعرفها، لكن ما مر عليها من آلام وأحزان تئن لحمله الجبال ، من النكبة وخسارة الوطن الذي أفضى بمجرد سقوط مدينة حيفا إلى سقوط الزوج ميتاً، وخسارة المال الذي لم يخرجوا منه شيئا ولم يكن جدي رغم علمه ومكانته يضع مالا في المصارف ، وهي حكاية طويلة قد أرويها حين أعود لمتابعة كتابة سيرة أبي..
حكاية الشتات ثم وفاة ولدها / أبي في شرخ الشباب وفي سن الرابعة والثلاثون من عمره الذي كان له الضربة القاضية عليها وحبست نفسها بعده في البيت فلم تدخل أو تخرج وهي التي كانت عاشقة لأولادها بشكل مرضي قلما نجد له مثيلا..
ابنتها الوحيدة ( والدة شاعرنا الغالي أستاذ طلعت سقيرق ) تزوجت من ابن خالها وانتقلت مع أسرتها إلى دمشق بينما جدتي في طرابلس - لبنان، كما حط بهم المقام منذ بداية الشتات.
كبرت وحفرت الهموم تجاعيدها عميقة فوق وجهها النادرالجمال..
كان عمي يحيى - الذي كان رضيعاً أيام النكبة ووفاة والده - مديراً لثانوية بالإضافة لكتاباته الصحفية والأدبية، وفي آخر سنوات عمرها لم تعد قادرة حتى على مغادرة السرير
عمي يحيى لم يتزوج خوفاً أن تأت من تشغله عن أمه أو تلقى منها في غيابه معاملة سيئة ، وكرس حياته لأمه وفي سنواتها الأخيرة كان يقوم برعايتها في كل شيء حتى الاستحمام وتنظيفها وتنظيف ملابسها ويطعمها بيديه ، ورغم كل ما كان يعرض عليه ليتزوج ومعلمات الثانوية اللاتي وأنا شاهدة كانت أكثر واحدة منهن مغرمات به لم يفعل وكان يتجاهل تماماً أي إشارة أو عرض..
وعليه تأخر بالزواج إلى ما بعد رحيل جدتي بعامين حين زوجته عمتي في إحدى زياراته لدمشق من خالة كنتها وسمى ابنته البكر على اسمها " نجلاء " رغم أن أختي اسمها على اسم جدتها، وجاء أولاده الثلاثة الكبرى على اسم جدتها والثانية " نور " على اسم أبي ، وقد خاف ألا يأتيه صبي ويضيع الاسم ، ثم رزق صبياً فأسماه على اسم جدي ( والده الذي لا يعرفه)
حقيقة كان بينه وبين والدته علاقة نادرة وظل يخدمها بكل تفان نادراً ما يفعله الرجال حتى آخر لحظة من حياتها وحفظها بعد وفاتها بشكل غريب وأكثر منا جميعاً حتى رحيله.
اللهم جازه خيراً وأكرمه على إكرامه لوالدته والتفاني بخدمتها
كل الشكر والتقدير لك أستاذ زين العابدين
[/align]

Arouba Shankan 05 / 03 / 2013 50 : 09 PM

رد: الأم
 
لا حول ولا قوة إلا بالله مشهد درامي نادر ،مؤثر ،،الحقيقة قلة من الأبناء من يفعل ذلك
إكراما لمنزلة الام ،،ولوجه الله تعالى أولا ،بنية خالصة صادقة
بارك الله بهذا الابن البار
وأكثر الله من أمثاله (فتى او فتاة)

تحيتي لك أخي الكريم

زين العابدين إبراهيم 27 / 03 / 2013 25 : 05 PM

رد: الأم
 
شكرا .. د. محمد رأفت عثمان على تواجدكم في هذه الصفحة ولكم كامل الود والتقدير ....

زين العابدين إبراهيم 27 / 03 / 2013 38 : 05 PM

رد: الأم
 
الأستادة الفاضلة نور ...

قرأت هذه الأحداث لاهثا.. تتوالى في حكي أهم ما فيه الصدق والقدرة على بث الحياة المفعمة بالقيم السامية من جديد لقد عبرت على واقع جيل بأكمله .. جيل النكبات المتتالية والواقع المر المغترب عن الأوطان من خلال منظور مختلف ومغاير إلا أنه يحمل تجارب حقيقية تنتمي إلى ذلك الجيل الذي تعلق بالقضايا الكبرى وأخلص لروابط نبيلة وتفان في بلوغ أقصى درجات التضحية أيا كانت المسارات والإتجاهات والواقع الذي فرضه المحتل الغاصب ....إن هذه المواقف السامية سيدتي الفاضلة أرقى مكارم أخلاق عرفها البشر رغم الغربة عن الوطن أو الغربة في غير الوطن ...
بالرغم من أن كل هؤلاء حاولوا ذات يوم أن يحبوا هذا العالم على احتضان أحلامهم إلا أن آمالهم أبت الخنوع لمواقف مهزومة انكفأت تلعق في صمت تلك الجراح
إنهم تمسكوا بأخلاق المجتمع الأصيل وبذلك رسخوا في أبنائهم وأحفاذهم المعاني السامية للتضحية والحب النبيل إلا أن هذه المفاهيم الإنسانية يفهمها البعض عقيمة ومعتمة مثل بئر مهجورة في مابين الخيال المفرط والضياع ...
إن هؤلاء العظماء لايريدون شيئا من هذه الحياة سوى تحقيق حلمهم البسيط هو إرضاء الأم والعودة إلى الوطن الأم...
ورحم الله من مات منهم وأسكن الله معلمنا الأول طلعت فسيح جناته
وأعتذر كثيرا عن التأخير في الرد لأسباب خارج عن الإرادة
وكم أسعدني تواجدكم في هذه الصفحة ونرجو الله لك التوفيق أيتها الأخت العزيزة السيدة الفاضلة ...كوني دوما بالجوار نور على نور وهدى فلا غرو فإن الشبل من ذاك الأسد....

زين العابدين إبراهيم 27 / 03 / 2013 48 : 05 PM

رد: الأم
 
[gdwl]
لا حول ولا قوة إلا بالله مشهد درامي نادر ،مؤثر ،،الحقيقة قلة من الأبناء من يفعل ذلك
إكراما لمنزلة الام ،،ولوجه الله تعالى أولا ،بنية خالصة صادقة
بارك الله بهذا الابن البار
وأكثر الله من أمثاله (فتى او فتاة)

تحيتي لك أخي الكريم
[/gdwl]
شكرا أيتها الأستاذة الأديبة على تواجدك في هذه الصفحة وعسى الله أن يهدينا الصواب للنيل برضى الأم وبر الوالدين ولقد صدقت. بأن قلة من الأبناء يفعلون ذلك .....
ودي ووردي واحترامي
وأعتذر عن التأخير أيتها الأستاذة الكريمة


الساعة الآن 12 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية