منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   قاعة الندوات والمحاضرات (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=438)
-   -   الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=23551)

هدى نورالدين الخطيب 12 / 08 / 2012 20 : 10 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]جميل ويثري النقاش فعلاً هذا التنوع والتباين بالآراء بمثل هذا الوعي والتعمق الراقي الرشيد
أنتظر معكم المزيد من المداخلات ثم نبدأ بأخذ أهم النقاط والتركيز عليها لاستخلاص النتائج والبحث معاً عن الآلية التي ينبغي للمثقف التركيز عليها في رسالته الوطنية الفكرية للمراحل القادمة
عميق تقديري وبانتظار المزيد من الاضاءات [/align]

سارة أحمد 12 / 08 / 2012 59 : 04 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
الثقافة حياة فثقافة أي أمة هي حياتها بكل ما فيها حياتها الآن وبالأمس وغدا ، الممتدة في الزمان والمكان ، بماضيها وحاضرها ومستقبلها .وحياة الناس بكل مكوناتها تشكل هويتهم . اعتقادي الدائم أن المفتاح السحري لنهضة أي أمة هو تنمية ثقافتها بينما المفتاح السحري لهدمها هو قهر ثقافتها ومحاولة إحلال ثقافة أخرى محلها . هذه التنمية لا تعني الركود أو الجمود لأن الثقافة حين تترك لتنمو بشكل طبيعي دون تدخل سافر من الغرباء أو محاولة قهرها مع تحكم أبنائها بها فهم من يمتلكونها وأصحاب الحق في ذلك ؛ فكل أمة تقوم بعمليات تشذيب وإضافة وحذف وتطوير وترتيب أولويات لمعطياتها الثقافية وحين تسير خطاها-الثقافة- على هذا النحو بوعي من أبنائها وتحملهم للمسؤولية وإدراكهم الأصيل لهويتهم بما أن تميزهم وتفردهم الثقافي هو الذي يحقق لهم هذه الهوية فإنها-الثقافة- تعمل على نهضتها " الأمة " . ويؤدي قهر الثقافة أو محاولة إحلال ثقافة أخرى محلها وتشويه العملية الطبيعية لنموها إلى مسخ الهوية أو تفكيكها . مما يؤدي بدوره إلى ضعف الانتماء الذي تكون له عواقب وخيمة تنتهي بتدهور هذه الأمة وتقهقرها حضاريا . وحين يصبح هذا هو حالها يكون من السهل عندئذ السيطرة عليها وإخضاعها . وفي عصرنا الحاضر حل الاحتلال الثقافي محل الاحتلال العسكري-أقول احتلال ولا أقول استعمار لأن هذه الكلمة كما قد عرفت تحمل في اللغة العربية معاني البناء والتعمير والخير –
ولمن يرفضون نظرية المؤامرة أقول لهم : أجل سيداتي وسادتي..نعم هناك دائما مؤامرات وتاريخ البشرية كله يحفل بها منذ أقدم العصور ، والمؤامرة الثقافية التي بدأ شنها على عالمنا العربي منذ عقود بعد أن ولى عصر الاحتلال العسكري عدا فلسطين وقطعة أرض هنا أو هناك حقيقة واقعة لا شك فيها وليست وهما أو ظنونا تذهب بنا كل مذهب . والمتأمل في أوضاعنا الثقافية بما فيها اللغة لا بد أن يكون واثقا من أن هناك من يخططون وهناك خطط يتم وضعها لجعلنا غير عرب داخل أراضينا العربية لنصبح عربا بالاسم فقط دون الهوية . فالهوية ليست مجرد بطاقة يكتب عليها اسم الوطن ، ولكن هوية الإنسان هي ماهيته ، هي عقله ووجدانه ، وإنسان بلا هوية هو إنسان غير موجود . حين أفكر في هذه الخطط وأحاول تأمل خطوطها العريضة والأساسية أجد أنها لا يمكن أن تخرج عن النقاط الآتية مرتبة ترتيبا منطقيا وتعمل كلها في خطوط متوازية مع بعضها في الوقت نفسه فحين أكون أنا في مرحلة 1 تكون أنت في 2 ويكون غيرنا في 3 وهكذا .

  • تنويم العقول : وجعلها مهيأة سلفا للقبول بأية أفكار وآراء دون تأمل أو مناقشة . ووسيلة تحقيق ذلك هي تشجيع ونشر ثقافة الاستهلاك بما فيها من استهلاك الأفكار الجاهزة أيضا وليست السلع فقط ونبذ ثقافة الإنتاج بما فيها من إنتاج الأفكار ومن أهم مداخل تحقيق هذا :
الدين : فالدين مدخل خطير جدا لتنويم العقول فمن الممكن تدريب الناس على عدم التفكير باسم الدين بتشجيعهم على قبول أفكار معينة سواء كانت ضارة أو نافعة ، عقلانية أم غير عقلانية ، متطرفة أم معتدلة ، على أنها من الدين ولا يجوز التفكير فيها رغم أن الدين نفسه يأمرنا بالتعقل والتدبر والتأمل . وهنا تأتي لعبة خلط الأوراق ودس ما ليس من الدين فعلا وإيهام الناس به . وهكذا ما دام الناس مستعدون لقبول أي شيء على أنه من الدين دون تفكير فسيكون من السهل استخدام الدين كلما استدعى الأمر بالطريقة المناسبة لخدمة مصالح المخططين .

حيونة الإنسان : عن طريق التأكيد على المقومات والصفات والغرائز التي يشترك فيها الإنسان مع الحيوان وشغل الناس بها في الوقت الذي يتم فيه استبعاد كل ما يميز الإنسان عن الحيوان ويجعله أرقى مخلوقات الله فوق الأرض " العقل الواعي المفكر بصفاته الخاصة التي تختلف عن عقول الحيوانات التي تعتمد بشكل أساسي على غريزتها ، الثقافة ، صنع الحضارة ، التعبير باللغة فيتم تمزيق الهوية وتشتيتها من خلال إضعاف اللغة ومحاولة إقحام لغات أخرى عليها " . وتنتهي هذه العملية بأن يصبح الإنسان كالأنعام بل أضل سبيلا يعيش ليأكل ويشرب ويتزوج ويبحث عن الرفاهية المادية فقط . وتبدأ هذه العملية منذ الصغر" تدريب الناس على عدم التفكير" ، من التعليم في المدارس والمناهج التي تغرس بذور ضعف الانتماء في عقول النشء وقلوبهم . وطرق التدريس التي لا تحث الطالب على الفهم والتفكير وإن حثته على ذلك فيتم توجيه تفكيره في اتجاه معين لا يخدم تنمية ثقافة أمته أو الحفاظ عليها . -لاحظوا أيضا المدارس والجامعات الأجنبية المنتشرة في دول عربية والتي يصبح التحاق الأطفال والشباب بها علامة على ارتفاع طبقتهم الاجتماعية أو أنهم أفضل وأرقى من أقرانهم -والإعلام الموجه للأطفال أيضا وأفلام الكرتون لا بد أن تعتمد كلها على تدريب الطفل على عدم التفكير أو جره إلى تبديد تفكيره وخياله فيما لا يفيد انظروا إلى نوعية أفلام الكرتون التي تمتلىء بمشاهد العنف ومشاهد خيالية لا فائدة منها أكثر من تشويه خيال الطفل أو أنماط غربية للحياة وندرة أفلام الكرتون العربية .

  • غسيل الأمخاخ وتعبئتها :حين يتوقف الناس عن ممارسة التفكير يكون من السهل أن تبدأ عملية غسيل أمخاخهم أو تعبئتها وتمرير الأفكار المرادة إليها ..الأفكار المسمومة والمغالطات وتحبيبهم في الثقافة والحضارة الغربية وتحقير الثقافة والحضارة العربية الحاضرة في نظرهم متزامنا مع قطع صلاتهم بماضيهم الحضاري وتراثهم وتاريخهم . ويقوم الإعلام والتعليم بدور خطير في ذلك . ومن أهم التقنيات المستخدمة في تعبئة الأمخاخ وغسيلها :
الاستبعاد والانتقاء : الاستبعاد من تاريخ وحضارة ومنجزات العرب والمسلمين كل ما من شأنه أن يجعلك تفخر بهويتك العربية -سواء كنت مسلما أم لا فالحضارة العربية يشترك في صنعها المسلمون وغير المسلمين منذ بدايتها الرابط بينهم هو العروبة أو العيش معا فوق أرض عربية- أو يعمق انتمائك إليها . والمحاولات المستمرة لوأد التراث وجعل الناس غير مكترثين به .
والانتقاء من تاريخ وحضارة ومنجزات الغرب ما يبهرك ويجعلك تشعر بأنه أفضل وأرقى من حضارتك بل قد يصل شعورك حد أن تشعر بأن الإنسان الغربي أرقى من الإنسان العربي بشكل عام . مع استبعاد تام لمساوىء وعيوب ومثالب الحضارة الغربية والعكس صحيح انتقاء من تاريخ وحضارة العرب ما يجعلك تحكم عليها بأنها أدنى وأن الإنسان العربي أقل شأنا من الآخرين .
تزييف الحقائق :ونشر المغالطات التي تخدم مصالح المخططين وأهدافهم . تؤدي هذه التعبئة إلى :

  • الشعور بالدونية والعار تجاه الغرب وأنهم أفضل منا في جميع المجالات وقدوة لا بد أن نحذو حذوها رغم أن هذه مغالطة وخرافة كبيرة فليس هناك تقدما يكون في جميع المجالات في وقت واحد ،لكن هناك تقدم في هذا الشيء وتأخر في ذاك والتقدم التكنولوجي لا يشمل كل أوجه التقدم.

  • ضعف الانتماء: يؤدي هذا الشعور بالدونية والعار إلى ضعف الانتماء ما يؤدي بدوره إلى :


  • السلبية واللامبالاة فيحدث :

  • الوقوع فريسة سهلة لأهداف المخططين .

هذه الخطوات والمراحل كلها تستخدم للتعامل مع عدم الواعين بها أما من يعونها فيتم التعامل معهم بما يضمن بقاءهم محلك سر عن طريق تشجيع :
ثقافة البكاء على الأطلال والوقوع في براثن الماضي ، التفني بأمجاده والحنين إليه ، واعتبار الحاضر في حد ذاته عدو لنا .
الاكتفاء بالكلام والقول المهم دون الفعل .
العداء المتطرف للغرب الذي يبرر للمخططين تنفيذ مخططاتهم أكثر ويتخذونه ذرائع لها .
الولولة وممارسة العويل والتشاؤم دون جدوى أو عمل أي شيء .
تثبيط الهمم والعزائم عن طريق الشعور بالعجز والإحباط وبأنه ليس في الإمكان إصلاح ما كان .

فها نحن بين باك على الأطلال، ومولول على الحال ، ومتحدث بالكلام البليغ دون فعال ، ومتحمس لعمل سرعان ما ينقضي دون اكتمال ، ومتطرف يأتي علينا بالشر والوبال .

كانت هذه هي وجهة نظري المتواضعة في الموضوع فالمشكلة كلها الآن أصبحت أكثر من أي وقت مضى مشكلة ثقافة وهناك حرب ثقافية عنيفة يتم شنها علينا . إذا صلح حال الثقافة العربية واستطعنا أن نواجه ثقافة التغريب والأمركة بقوة استطعنا أن نواجه كل شيء ونحل كل مشكلاتنا بعد ذلك لأن الثقافة كما سبق أن قلت هوية وانتماء وحين يضعف انتماء أمة لنفسها ولتاريخها وحضارتها وثقافتها فقولوا عليها السلام واقرؤوا عليها سورة الفاتحة .

باختصار في سطور:
المشكلة مشكلة ثقافة إذا استطعنا أن ننهض بثقافتنا ونواجه ثقافة التغريب استطعنا أن نخلص هويتنا من المسخ والتشويه والتفكيك واستطعنا أن نكون أكثر انتماء لأمتنا وبالتالي نتخلص من السلبية واللامبالاة التي يغط فيها كثير من الشباب المغيبين اليوم المدفوعين إلى تقليد الغرب في مظاهره الملبس واللغة والعادات ليتهم يقلدونه في التسلح بالعلم أو يهتمون لقضايا أمتهم وكثير من الكبار الذين لا يهمهم سوى الحصول على لقمة العيش الصغيرة أو الكبيرة سواء كانوا فقراء أم اغنياء . نحن لا ينقصنا شيء ولا تنقصنا الموارد كل ما ينقصنا هو أن نفيق وأن نوقظ عقولنا من ثباتها وننتبه لما يحاك لنا وأن نحب أمتنا أكثر وأكثر وأكثر . هذه هي المشكلة الأساسية التي تربط بين كافة مشاكلنا والتي يجب أن ننتبه لها ولكن للأسف فنحن العرب نشتت جهودنا في الحديث في تفاصيل مشاكلنا الكثيرة ومناقشة كل مشكلة على حدة دون أن نصل إلى شيء، لا أقول اننا يجب أن نتجاهل هذه المشاكل بل على العكس يجب أن نظل نتحدث فيها ونبحث عن حلولها ولكن هذا المجهود كي يجدي نفعا لا بد من أن يتزامن مع الانتباه للمشكلة الأساسية التي تشكل جذور كل هذه المشاكل الأخرى..نظرة شاملة بعيدا عن التجزيء إلى الحال العربي العام منذ عقود حتى الآن تكشف عن أن المشكلة الحقيقية..المشكلة الأساسية..المشكلة الكبرى هي مشكلة الثقافة ودون حلها لا يمكن حل غيرها .



الأستاذة والأديبة الفاضلة هدى نورالدين مشكورة جدا على هذا الطرح المهم وأرجو من الجميع أن يهتموا بقراءة ردود بعضهم البعض للفائدة والتواصل الفكري وإثراء النقاش. وهذا ما سوف أفعله بعد أن أدرج ردي . وستكون لي عودة لإدراج اقتباسات من كتابي الدكتور جلال أمين المفكر و أستاذ الاقتصاد المصري " خرافة التقدم والتخلف " و" التنوير الزائف "..وربما اقتبست لكم أيضا من كتاب القصة في الأدب العربي القديم للدكتور محمود ذهني . فكلها كتب مخلصة للعروبة وتطرقت للهجمة الشرسة التي تتعرض لها ثقافتنا وحضارتنا العربية .

لا يمكنني أن أكون عربية اسما فقط..أنا عربية اسما وثقافة وهوية وانتماء وعقلا ووجدانا وقولا وفعلا وتاريخا وحضارة وأنا فخورة بعربيتي ..سارة

سارة أحمد 12 / 08 / 2012 39 : 06 PM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
الأستاذ العزيزة هدى والآن انتبهت إلى توقيعك الرائع نعم سيدتي لكِ الحق في أن تفخري وأن ترفعي رأسك ولنا الحق جميعا في ذلك : تسألين عما ينبغي على المثقفين فعله ؟
مبدئيا أعتقد أن هناك هوة شديدة الاتساع بين المثقف العربي ومجتمعه أو أمته . ربما تنبع هذه الهوة أساسا من كون أن بعض من نصفهم بالمثقفين العرب يتبنون الدفاع عن قهر الثقافة العربية ويتبنون الترويج لثقافات أخرى على حسابها..ثقافات غريبة على ثقافتنا ودخيلة عليها لا ترضى عنها مجتمعاتنا العربية . هذا عن المثقف -عفوا-المأجور أو المتأمرك أو المتصهين أو المتآمر على ثقافة أمته وهذا في حد ذاته خيانة عظمى وجريمة لا تغتفر المشكلة أنه من الصعب إثباتها بالأدلة المادية الملموسة المعروفة للجرائم فليس في هذه الجريمة أسلحة بيضاء أوسوداء ليس فيها سيوف ولا مدافع ولا رشاشات أو قنابل ولا فيها مواد مخدرة ملموسة يتم تهريبها أو أموال يتم سرقتها ، لكن في هذه الجريمة سلاح هو القلم الذي يكتب أو اللسان الذي ينطق وفيها المخدر الخفي الذي لا يمكن رؤيته أو لمسه لكنه يوضع للناس بين السطور وفي ثنايا الكلام لتنويم عقولهم وتعبئتها في هذه الجريمة يا سيدتي سرقة لا يمكن إثباتها هي سرقة عقول الناس وفيها ذبح وقتل وجرح للجسد الثقافي للأمة دون أن نرى الدم دليلا عليها أما المثقف العربي المخلص فمشكلته أنه بكل وعيه وحماسه وقوة انتمائه لأمته وثقافتها ونور بصيرته يعيش في واد بينما يعيش معظم مجتمعه في واد آخر يمكنني أن أسميه " فخ الظلمات " بكل ما فيه من تنويم للعقول وغسيل للأمخاخ وتعبئتها وضعف انتماء وسلبية ولامبالاة وتفكيك للهوية وتمزيقها و...الخ
أما المطلوب من هذا المثقف وأمثاله من المثقفين العرب المخلصين فمبدئيا مطلوب منهم أن يجتمعوا على قلب رجل واحد ويفكروا في المشكلة الأساسية " الثقافة " ويصنفون فروعها ويبحثون عن حلول لكل فرع منها على سبيل المثال فرع اللغة..لا بد أن نتوقف عن الكلام الذي لا يتبع بالأفعال وأن نتحد لنحول آمالنا وطموحاتنا إلى أفكار محددة يمكن تنفيذها ورؤيتها ملموسة على أرض الواقع ولكي يحدث ذلك لا بد أن نتفاءل ونتخلص من مشاعر الإحباط التي يعاني منها معظمنا وتعيق تنفيذ أي حلول يمكن أن تكون ناجحة فعلا فقط لو بدأناها وصممنا على تنفيذها . ولا تسأليني عن هذه الحلول والمقترحات ولا تسألي أي شخص غيري منفردا فالقضية كبيرة تحتاج إلى تعاون واجتماع " يد الله مع الجماعة " وإلى بذل جهود كبيرة جدا في سبيل ذلك..فلنتخلص اولا من البكاء على الأطلال ومن مشاعر الإحباط ولنحدد هدفنا
لدينا مشكلة أساسية لابد من حلها وتندرج تحت هذه المشكلة فروع كثيرة لا بد من تصنيفها والبحث عن حلول لها ونحتاج إلى دعم المؤسسات المخلصة و إلى رؤوس أموال كبيرة وهلم جرا..

سارة أحمد 13 / 08 / 2012 16 : 02 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
استدراك: يبدو أني قد أسهبت في الحديث عن الثقافة دون أن أوضح المعنى الذي أقصده منها لأن الاستخدام الشائع للكلمة قد ينصرف إلى معان غير صحيحة أو غير مكتملة فالثقافة ليست كمية المعلومات التي يعرفها الإنسان وليست مجرد الفنون والآداب والفكر كبناء فوقي ، لكني قصدت الثقافة بمعناها الأنثروبولوجي الشامل: ذلك الكل المركب المعقد من مجموع التراث والقيم والمعتقدات والأفكار والعادات والأعراف والتقاليد وأنماط الاستهلاك والإنتاج والسلوك والحياة السائدة واللغة في مجتمع من المجتمعات ولذلك قلت أنها الحياة . تخيلوا الطامة الكبرى في استمرار محاولة تغريب وأمركة كل هذه المكونات .

ويروق لي كثيرا تعريف عالم النفس الاجتماعي كوتو للثقافة عام 1949 "
الثقافة هي أحد التكوينات الأكثر شمولا والتي تطلق عليها مجالات التفاعل الاجتماعي ، إنها اسلوب حياة شعب بأسره مثل الشعب الصيني ، أو شعب غرب أوروبا أو الولايات المتحدة ، إن الثقافة بالنسبة لشعب من الشعوب هي كالشخصية بالنسبة للفرد ، وروح الجماعة بالنسبة للثقافة هي كالأنا بالنسبة للشخصية أي أنها لب كل أنواع السلوك المحتملة " التعريف من ترجمة د.سامية الساعاتي من كتابها الثقافة والشخصية .
ولي عودة .



أيها العرب
لبننا مسكوب
وأنتم لا تكفون عن البكاء
روحي تأن وقلبي ينفطر
كفوا..!!

سارة

سارة أحمد 13 / 08 / 2012 35 : 03 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
" الاستعمار محنة مثلثة النكبات ، تبدأ بالاستعمار السياسي المعتمد على الاحتلال العسكري والسيطرة المباشرة ، وتهدف من وراء ذلك إلى الاحتلال الاقتصادي للاستيلاء على خيرات البلد المحتل والتحكم في مقدراته ، ثم يتبع ذلك الاحتلال الثقافي الذي يمكن لها من استمرار فرض احتلالها..والاحتلال العسكري هو أسهل أنواع الاحتلال وأظهرها ، حيث يقع بمجرد نجاح القوات الأجنبية في النزول إلى أرض البلد المحتل ، وينتهي بمجرد نجاح أصحاب تلك البلد في إجلاء القوات الأجنبية الغازية عنها.. والاحتلال الاقتصادي يتطلب فترة زمنية حتى يستطيع أن يحكم قبضته على موارد البلد المحتل والتصرف فيها لمصلحته ، كما أنه يحاول أن يسلك في سبيل ذلك طرقا جانبية غير مباشرة .وتبعا لهذا فإن التخلص من الاستعمار الاقتصادي يتطلب وقتا وجهدا أكثر مما يتطلبه التخلص من الاستعمار العسكري. فقد تجلو قوات الدولة المحتلة ومع ذلك تستمر سيطرتها الاقتصادية على البلد المحتل لفترة تطول أو تقصر تبعا لقدرة ذلك البلد على تطوير نفسه وتخليص مقدراته..أما الاستعمار الثقافي فهو أشق ألوان الاستعمار وأكثرها إمعانا في التخفي، وأشدها قدرة على التأثير ، وأصعبها في الكشف عنه والتخلص منه ، فقد تستطيع البلد المحتلة أن تحرر أراضيها من قوات الاستعمار وأن تخلص اقتصادياتها من سيطرته ، ولكنها تظل عاجزة عن الفكاك من استعماره الثقافي ، أو لعلها في المقام الأول تكون جاهلة بوجوده غير قادرة على كشفه.."



القصة في الأدب العربي القديم ص4،5.د.محمود ذهني.الطبعة الأولى 1984.مكتبة الأنجلو المصرية .

علاء زايد فارس 13 / 08 / 2012 41 : 03 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
أستاذة هدى تحية طيبة لك ولكل المشاركين في هذا الموضوع القيم:
وجهة نظري بسيطة ومختصرة، أرى أن الأنظمة العربية والقيادات العربية أصبحت جزء من المؤامرة الدولية على الأمة العربية
حينما يكون النظام العربي فاشل، والقائد العربي فاشل ودمر البلد وسرقها ونهبها نهبا، فأرى أنه جزء من المؤامرة
وحينما أرى بأم عيني زعيم عربي يفعل في شعبه مالم يفعله العدو به!
سأقول أنه جزء من المؤامرة
هي باختصار، إما أن أكون حاكمكم غصب عن أهلكم ، أو أدمركم واجلب الغزو ، أو أوقعكم في حروب أهلية!
لذلك أرى أن نظرية المؤامرة لا تخدم سوى الأنظمة الديكتاتورية
والقيادات الفاشلة
التي تستخدمها لحماية ذاتها، وفي ذات الوقت هي تلوح بتقديم البلد للاستعمار بأسلوب رخيص وتافه، وتوظف مسمى الإرهاب باسلوب حقير ووضيع!
أما بالنسبة للقوى الدولية واسرائيل فبالطبع لن يحتاجوا كثيراً للمؤامرات والتخطيطات وهم يعرفون جيداً من يمسك بزمام الأمور في البلاد العربية، فالأنظمة القمعية التي لا تستند إلى قبول شعبي مستعدة لتقديم الأرض والانسان والاستقلال لقمة سائغة لهم دون أن يتعبوا عقولهم، في مقابل النجاة أو الاحتفاظ بالكرسي لأطول مدة ممكنة أو بدافع الانتقام من الشعب والمعارضة!
ورغم كل هذا أرفض أن يستعين الشعب بالتدخل الأجنبي مهما كان الثمن!
لأن التدخل سيكون كارثياً ولن يأتي إلا بعد أن تحرق البلد وتدمر بشكل كامل....
شكرا لك على هذا الموضوع
مودتي وتقديري

هدى نورالدين الخطيب 13 / 08 / 2012 52 : 09 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]
أهلاً وسهلاً بالأستاذة سارة أحمد سعيدة بك وبفكرك أختي الكريمة ومرحباً بك بين أهلك في نور الأدب
***

أتابع باهتمام
عميق تقديري لمداخلاتكم الناضجة
ننتظر المزيد من المداخلات ثم نحدد أهم النقاط التي تطرق إليها السيدات والسادة هنا لعلنا نتمكن من الاتفاق على دور المثقف وخصوصاً من يعمل في مجال الفكر في المرحلة القادمة.
مبدئياً رغم اختلاف الآراء أرانا نتفق هنا على أهم الأسس ويمكننا أن نلتقي عند كثير من المعطيات التي يمكن أن ننطلق منها في منطقة وسطى نؤسس من خلالها لنهج سليم في دور المثقف
يهمنا جداً أن نقرأ الماضي جيداً بإيجابياته وسلبياته لنستفيد منه في الحاضر والمستقبل
مهما تباينت الآراء يهمنا أن نصغي للرأي الآخر لا لننتصر عليه بل لنتوصل معاً إلى قناعات تجمع ولا تفرق وقاعدة مشتركة يمكننا أن نبني من خلالها ونؤسس لنهج سليم، التعصب للرأي أكبر آفة نعاني منها
نعتز بقوميتنا كما نعتز بمختلف قوميات وطننا الكبير وفسيفسائها الجميلة التي ساهمت عبر التاريخ بإثراء الوطن وثقافته في لوحة بديعة، بعيداً عن العنصرية وإلغاء أو إنكار الآخر، فمن يتربص بنا يدخل إلينا من عيوبنا
عميق تقديري ولي عودة
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 13 / 08 / 2012 13 : 10 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]
أخي الكريم أستاذ فهيم رياض تحياتي
نحن فتحنا هنا المجال الكامل للحوار والنقاش مهما اختلفت الآراء وكنت أتمنى أن أقرأ رأيك
أعلم أنك تحب مشاكستي لكن لم تكن موفقاً هذه المرة فموضوعك الطويـــــــــــــــــل لحجب هذه الندوة اضطررت لطوله أن أحذفه وعنوانه: " أفقر رئيس دولة " ونص الموضوع أيضا: " أفقر رئيس دولة " فقط لا غير هو كل النص!
هي لوحة سوريالية فيما يبدو
أكيد أفقر رئيس دولة ليس عربياً
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 13 / 08 / 2012 16 : 11 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
[align=justify]آسفة
يبدو أن السيد فهيم رياض مصر على حجب الموضع بفتح ما لا صلة له بالندوات فوقه بغرض حجب هذا الموضوع ليس إلا[/align]

سارة أحمد 13 / 08 / 2012 52 : 11 AM

رد: الشرق الأوسط الجديد وتفتيت العالم العربي ليس قدراً محتوماً / ندوة تحتاج أقلامكم
 
" التاريخ الإنساني ليس كالسلم الذي يقف البعض على درجاته العليا والبعض الآخر على درجاته الدنيا ، ولا هو كالطريق الواحد الذي يتقدم فيه البعض خطوات على الآخرين ،وإنما هو كمجموعة من الطرق المتشعبة ، لكل طريق مزاياه وعيوبه ، واختار الغرب أن يسير في إحداها فكسب أشياء وخسر أشياء ، وأن هذا الاختيار كان تحكميا إلى حد كبير ومحكوما بظروف اجتماعية وبيلوجية ونفسية مختلفة ، ومن السخف محاولة إقناعنا بأن هذا هو"الطريق الوحيد" الذي يمكن السير فيه ، ويجب السير فيه بسرعة وإلا كنا متخلفين . مثال بسيط للتدليل على ذلك: إن ما نسميه الآن الحضارة الغربية أصبح خلال هذا القرن العشرين أكثر فأكثر حضارة أمريكية إذ طبعت الولايات المتحدة هذه الحضارة بطابعها الذي لا تخطئه العين . ولكن ما يمكن أن نسميه الحضارة الأمريكية ليس إلا نتيجة هجرة جماعات معينة من البشر لها تاريخ معين وصفات نفسية معينة وظروف اجتماعية ودينية خاصة إلى أرض شاسعة وغنية بالموارد لها أيضا سماتها الطبيعية والاقتصادية الخاصة ، ونتج عن التفاعل بين هذه المجموعات البشرية بذات ، والظروف الاقتصادية والطبيعية لهذه القارة بذات منتجات وسلع وعادات وأزياء وأطعمة وأفلام واختراعات ولهجات وأنواع معينة من العلاقات الاجتماعية..الخ، وجد هؤلاء الناس أنها أنسب السلع والعادات والعلاقات لهم في هذه الظروف الخاصة .فكيف يمكن أن يزعم أحد أن ما أسفرت عنه هذه التجربة بذات يمثل قمة التقدم للناس جميعا ، وأن هذه التجربة الأمريكية الخاصة جدا تمثل الوقوف على أعلى الدرجات في سلم التطور الإنساني ؟ كنت كلما زرت أوروبا أو أمريكا خلال الخمسة وثلاثين عاما التي انقضت على إنهاء دراستي للدكتوراة ، تأكد لدي هذا اليقين: أن المسألة ليست مسألة تقدم وتخلف بل شيء آخر . كان هذا يمثل في جانب منه خيبة أمل في ذلك المثل الأعلى الذي كنا نحاول احتذاءه ، ولكنه كان يمثل أيضا تحررا عقليا ونفسيا حقيقيا . فقد تخلصت من خرافة كبيرة كانت تعشش في عقلي والأهم من ذلك أني تخلصت أو كدت أتخلص من ذلك الشعور المقيت بالعار . نعم نحن فقراء ولكن هذا لا يعني أننا متخلفون . هم متقدمون عنا في التكنولوجيا ، أي في فن إنتاج السلع والخدمات ، أو بالأحرى في إنتاج سلع وخدمات معينة دون غيرها..لا بد إذن أن نميز بين الفقر والتخلف . نعم نريد التخلص من الفقر وعلاجه زيادة أنواع معينة من السلع والخدمات. أما التخلف فأنا أعرف الآن ما هو ، إنه ليس إلا هذا الشعور بالعار ، فأنت لست متخلفا إلا بقدر شعورك بالعار إزاء هؤلاء الذين يسمون أنفسهم متقدمين . وسوف تظل متخلف ، مهما زاد متوسط دخلك وارتفع معدل نموك ومهما زاد ما في حوزتك من سلع وخدمات ، طالما أنك تشعر بالعار لأنك لا تملك ما يملكونه..نعم نريد إطعام الجوعى وتوفير الكساء والمأوى المناسب..، ولكن هذا في حد ذاته ليس مبررا للشعور بالعار بل لعل أول شروط النهضة وزيادة السلع الضرورية هو التخلص من هذا الشعور ، وإلا كانت النتيجة إذا استمررنا نرفع شعار التنمية ونفهمه على النحو الذي نفهمه الآن ، إذا استمررنا نسمي أنفسنا متخلفين ونحدد هدفنا بأنه اللحاق بمستوى المعيشة في الغرب ، ستكون النتيجة أننا بعد خمسين عاما أخرى من التنمية ، سيكون لدينا محلات ماكدولاند أكثروكوكاكولا أكثر ، وبلوجينز أكثر ، وأيضا سلاح أكثر وإعلانات أكثر وأفلام جريمة أكثر وشذوذ جنسي أكثر ومخدرات أكثر ، وستكون المرأة المصرية أو العربية قد حققت بالطبع نجاحا باهرا في الحصول على مساواتها بالرجل: كلاهما يتمتع بنفس مستوى المعيشة وبحرية الحصول على نفس الكمية من الماكدونالد والبلوجينز والمخدرات والإعلانات ، وكلاهما له نفس النصيب في المساهمة في الجريمة والشذوذ الجنسي . بل لا أخفي على القارىء أني اكتشفت أن تقييمي للمثقفين والكتاب المصريين ، بل والسياسيين أيضا ، وترتيب مكانتهم في نظري ، إنما يكاد يتطابق مع درجة تقديري لمدى " شعورهم بالعار " ، كما يبين لي من كتاباتهم وتصريحاتهم ومواقفهم . "

التنوير الزائف ، الطبعة الأولى 1999، د.جلال أمين ، دار المعارف ، سلسلة إقرأ ، القاهرة ، ص 9،10،11،12


الساعة الآن 06 : 05 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية