![]() |
رد: مفاتح الفرج
جزاك الله كل خير أستاذ عبد الوهاب الريس *
|
رد: مفاتح الفرج
|
رد: مفاتح الفرج
[frame="3 10"]
يصنِّف العارفون حال أهل الإيمان عند الدعاء إلى فريقين ، فريق ينشط للعبادة عند المقتضيات من مكان أو زمان ، فتراه يشهد في مكان خاص مشهداً يشوِّقه إلى الدعاء والابتهال والتقرب بنوافل البِّر {كالكعبة والمسجد النبوي الشريف ، وبيت المقدس ، ومقابر الصالحين من الأنبياء والصديقين ، والأولياء المقرَّبين} ويشهد في مكان آخر مشهداً ينسيه التقرَّب ، ويسلِّيه عن التودد ؛ وذلك مثل الأسواق ، ومجالس اللهو ، ومجامع الغفلة ويكون ذلك التقيد بالأزمنة أيضاً ، فترى النشاط والهمة يقويان على عمل البر والقربات في شهر رمضان ، والليالي المرجوِّ فيها الخير ، فإذا انصرفت تلك الأوقات ، وانقضت تلك اللحظات ، فترت الهمَّة ، وكلَّت تلك العزيمة ، وذلك لأن العمل مقيد بدائرة الفكر ، وهو مقهور بحيطته التي تحيط بها من زمان ومكان أما الفريق الثانى فهم أهل الإطلاق ، أو أهل المشاهدات ، الذين ترقُّوا عن التكلِّف والاستحضار ، فإنهم وقعت بهم عين اليقين بكمال التسليم ؛ على نور الحق المجلوِّ في الخلق ، وسرِّ القيومية التي قامت بها العوالم ؛ فوقع بهم العلم على حقيقة الأسماء ؛ فاطمأنت بها القلوب ، فتمكنت الخشية من أفئدتهم ، والخوف من قلوبهم ، فهم مع الله لا يغيب عنهم في كل زمان وفي كل مكان ، لا يخصصون مكاناً بعمل دون مكان ، ولا زماناً بعمل دون زمان ، إلا ما خصصه به ربهم ، وأوجبه فيه خالقهم ولذلك ترى عزائمهم في جدٍّ ، وهَّمتهم في نشاط ، لأن الأمكنة والأزمنة غير مقصودة لهم ، ولا معظَّمة في قلوبهم ، وإنما المقصود ربُّهم والمعظَّم أمره وحكمه ، فإذا خرجوا من الزمان المخصوص بحكم ما ، والمكان المخصوص بأمر ما ؛ كانوا مع الله بلا كون ، لأنه كان ولا كون وهؤلاء هم أهل الميراث المحمَّدي الذين لا تحجبهم الآيات ، ولا تبعدهم الكائنات ، فنَّزهوا ربَّهم سبحانه وتعالى عن أن يعظِّموا غيره أو ينشطوا له في وقت دون وقت ، أو مكان دون مكان إلا بما أمر وحكم ، فلا يكون التعظِّيم للمكان ؛ إنما يكون للحاكم الآمر سبحانه وتعالى وإن كان الواجب على أهل هذا المقام ؛ أن يسيروا مع أهل مقام التقييد بما يناسبهم ، تنشيطاً لهم ، وإعلاءاً لعزائمهم ؛ حتى لا يفوتهم الفضل في كل زمان ومكان ، فربَّ نشاط بمكان خاص أيقظ القلب فقرب ، وربَّ ذكر مع سهو عن المذكور ، ونسيان لمكانته ، اشتدَّ فأنسى الذاكر عن شئون نفسه ، وقذف به إلى مرابض أنسه ، وإنما المذموم غفلة القلب واللسان ، واحتجاب الجسد والجنان http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%E3%DD%C7%CA%CD%20%C7%E1%DD%D 1%CC&id=15&cat=2 http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_mafateh_alfarag.pdf&id =15"]منقول من كتاب {مفاتح الفرج} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً [/URL] [IMG]http://www.fawzyabuzeid.com/data/pic/keys.jpg[/IMG] |
الساعة الآن 17 : 11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية