منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   مدارات اللغة للحوار (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=248)
-   -   الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة.. (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=3135)

ماهررجا 12 / 04 / 2008 10 : 03 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 


الاستاذ سامر شكراً لك،
سؤالك يذكرني بما كانت عليه التسميات العربية القديمة.. كان اسم "العالم" في الماضي يشير إلى شخص تجتمع لديه صنوف كثيرة من العلوم.. فبعض العلماء في التاريخ الإسلامي مثلاً كانت لديه معرفة ومصنفات في الطب والفلك والرياضيات والفقه واللغة والفلسفة وأحياناً العلوم الاجتماعية..
وقبل أكثر من قرن من الزمان كانت كلمة أديب مناسبة تماماً لأحوال مبدعين وكتاب كالمازني والعقاد و وجبران، ومن ثم طه حسين وميخائيل نعيمة وغيرهم كثير، فهؤلاء كتبوا على الأغلب في صنوف متعددة من الانتاج الإبداعي واللغوي من شعر وقصة ورواية ومقالة أدبية وبحوث في اللغة. الخ
من الطبيعي بمرور الزمن أن يتغير هذا الحال إلى شيء من الاختصاص.. لكن ذلك كان زمناً جميلاً .. وعلى كل حال .. فليكن.. ولنقل إنه ما من مشكلة أن يوصف بالأديب الآن من يكتب في مجال إبداعي محدد، شرط أن يكون في مستوى الإبداع حقاً...
ويا عزيزي سامر، ليت المشكلة مشكلة تسميات..!!

طلعت سقيرق 13 / 04 / 2008 29 : 02 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
[gdwl]
[align=justify]
أخي الشاعر الجميل ماهر رجا
اولا أشكرك على إعطائنا وقتا قلّ أو كثر من الزمن الذي يتوزعك في مهام إعلامية عديدة ..
طبعا ديوانك الجديد " الغريب وانا " خطوة في مسار الشعر الفلسطيني تؤسس لأبعاد جديدة يفترض أن ننتبه لها ، حتى لا يبقى شعرنا اسير مدارات ضيقة .. كنت اتمنى ممن يسأل أن يطلع على الديوان بتشابك وتداخل الأنا بذات الأنا لكن بقول شعري أحكمت الجودة والتميز فيه ..
أولا أحب أن أسأل يا صديقي عن هذه الحميمية التي نرى فيها صورة الوطن في صورة الأم والمكان وتعدد الشخصيات المحيطة بكل قصيدة .. رغم التفرد أو الانفراد بمخاطبة الذات في الكثير من شعرك ، في هذا الديوان ..
صبرك الطويل البعد بين ديوانك هذا وديوانك الذي سبق لم يكن مجانيا فالقارئ للديوان يلحظ هذا الغنى الذي اكتسبته قصيدتك فجاءت بخارطة الوطن وخارطة الذات وخارطة الأقرب من الأفراد إليك .. أحب ان تبدي ملاحظتك هنا ..
لي رجاء يا صديقي أن تتحفنا ببعض قصائد الديوان حتى يطلع عليها الجميع كي يلامسوا ما نتحدث عنه ويداخلوا تميز هذا الصوت الجميل ..
لي عودة يا صديقي
وقبل أن أترك السؤال لك لا بدّ من الإشارة إلى تشجيعك للأدباء الشباب من خلال برنامجك الإذاعي .. فلماذا يكون المشجعون لهؤلاء الشباب قلة ؟؟.. وكأننا ننسى أنّ دروبنا الأولى كانت بحاجة إلى من يأخذ بيدها ..
شكرا شاعرنا الجميل ماهر رجا نورت منتدياتنا بوجودك ..
اخوك طلعت
[/align]
[/gdwl]

ناهد شما 13 / 04 / 2008 22 : 03 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 

شاعر فلسطين الموقر \ حفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدتُ للإلتفاف حول صفحة شخصيتك الكريمة لأوضح لك ما أقصده في السؤال الثاني ؟ وهو

هل صحيح أن بعض المواقف السياسية تميت الشاعر وبعضها تولد شحنة لديه يود أن يخرجها للنور ؟

قصدتُ من هذا السؤال ..... بمعنى شحذ همة الشاعر وتعظيم ملكته الشعرية أو إخمادها نتيجة بعض المواقف السياسية التي قد تحبط الإنسان العادي , ( مثلاً بالنسبة لغزة الآن هل الشاعر يُفجر ما بداخله من حقد أم يأتيه الإحباط وتموت لديه ملكة الشعر ) ؟

هناك سؤالين أيضاً لحضرتك وهما :

السؤال الأول : كيف يرى شعراؤنا ونقادنا حاضر القصيدة في ضوء ماضيها ؟

السؤال الثاني : هل هناك حقاً شعر نثري ؟ وماهي إذاً قواعد كتابته ؟

فلك مني خالص الشكر وأطيب التحايا




سامر عبد الله صحفي فلسطيني 13 / 04 / 2008 49 : 11 PM

العربات..ماهر رجا
 
عبق دمشقي,ياسمين يجوب أرجاء المنتدى ,هذه اللقاءات المميزة مع أديب فلسطيني ومداخلات جميلة ,أهلا بكم من جديد ضيفا وكتاب .

وأرحب بأستاذي الاديب طلعت سقيرق وأشكره على الاهتمام بأدب الشباب, هموما وإبداعا.

في إذاعة القدس يبث أسبوعيا وبالتحديد يوم الثلاثاء في الثامنة مساء برنامج أدبي مميز من نوعه وهو (محطات على الورق )يعده ويقدمه ضيفنا الاعلامي الفلسطيني الاستاذ ماهر رجا.تتمحور الاسس في هذا البرنامج على إبداعات أدب الشباب, في كل مجالات الثقافة ودائما نرى ويكتشف الاستاذ ماهر رجا أقلاما واعدة كما يقول
ولعلي بداياتي الشعرية تفجرت في هذا البرنامج وبفضل التوجه الذي واكبني من الاستاذ ماهر رجا, ومن هنا لابد أن أتذكر وجهه البهي حين تحادثنا عن أمور أهمها تلك القصيدة التي تسكن ذاته الشعرية , ودائما أقول: جميل أن تذوب الذات في مسام الشعر.

وأتجه الان مباشرة الى ديوان الغريب وأنا:
كتبت في البداية: (ماهر رجا بدا كأنه يستقل المحطات ليكمل رحلة العربات):
والعربات محطة شعرية مهمة في الادب الفلسطيني , وهنا أقول : من الغريب الذي يهادن وجع ماهر رجا , هل جاء من العربات

سامر عبد الله صحفي فلسطيني 13 / 04 / 2008 55 : 11 PM

قصائد الغريب وأنا
 
سيكون لنا من ديوان الشاعر الفلسطيني ماهر رجا , عدة قصائد مختارة :نذكرمنا
الغريب وأنا
أمي العجوز
بدلت ذاكرتي
وستدرج في وقت قريب جدا.

ماهررجا 14 / 04 / 2008 11 : 11 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعت سقيرق (المشاركة 12881)
[gdwl]
[align=justify]
أخي الشاعر الجميل ماهر رجا
اولا أشكرك على إعطاءنا وقتا قلّ أو كثر من الزمن الذي يتوزعك في مهام إعلامية عديدة ..
طبعا ديوانك الجديد " الغريب وانا " خطوة في مسار الشعر الفلسطيني تؤسس لأبعاد جديدة يفترض أن ننتبه لها ، حتى لا يبقى شعرنا اسير مدارات ضيقة .. كنت اتمنى ممن يسأل أن يطلع على الديوان بتشابك وتداخل الأنا بذات الأنا لكن بقول شعري أحكمت الجودة والتميز فيه ..
أولا أحب أن أسأل يا صديقي عن هذه الحميمية التي نرى فيها صورة الوطن في صورة الأم والمكان وتعدد الشخصيات المحيطة بكل قصيدة .. رغم التفرد أو الانفراد بمخاطبة الذات في الكثير من شعرك ، في هذا الديوان ..
صبرك الطويل البعد بين ديوانك هذا وديوانك الذي سبق لم يكن مجانيا فالقارئ للديوان يلحظ هذا الغنى الذي اكتسبته قصيدتك فجاءت بخارطة الوطن وخارطة الذات وخارطة الأقرب من الأفراد إليك .. أحب ان تبدي ملاحظتك هنا ..
لي رجاء يا صديقي أن تتحفنا ببعض قصائد الديوان حتى يطلع عليها الجميع كي يلامسوا ما نتحدث عنه ويداخلوا تميز هذا الصوت الجميل ..
لي عودة يا صديقي
وقبل أن أترك السؤال لك لا بدّ من الإشارة إلى تشجيعك للأدباء الشباب من خلال برنامجك الإذاعي .. فلماذا يكون المشجعون لهؤلاء الشباب قلة ؟؟.. وكأننا ننسى أنّ دروبنا الأولى كانت بحاجة إلى من يأخذ بيدها ..
شكرا شاعرنا الجميل ماهر رجا نورت منتدياتنا بوجودك ..
اخوك طلعت
[/align]
[/gdwl]

.........................

أخي وصديقي العزيز طلعت ، الشاعر الجميل والمتفرد..
لك محبتي دوماً ، وشكراً لرؤياك الشاعرة لمفردات وقصائد "الغريب وأنا"..
بداية أنت خير من يعلم كشاعر أن صورة الوطن في القصيدة تصبح أكثف حضوراً حين نقاربها عبر الذاتي والشخصي والذاكرة الفردية.. الحميمية بتقديري .. الحميمية في الحوار مع المكان المفقود والذاكرة الحاضرة لعلها تأتي من هنا ، من أنك في لحظة ترى أن كل الأمر متعلق بك.. حب فلسطين هو حبك الشخصي الأول ، تجربتك العاشقة الأولى، والمكان الغائب هو على نحو ما مكانك الأول، والشهداء الذين سقطوا عن ساق الوردة وهم يحاولون اكتشاف غوايات كأسها العالية هم إخوتك وأصدقاؤك الذين أضعتهم أو ضعت فيهم .. كل هذه المفردات والصور تمتزج بوجوه من حولك وأسمائهم وعلاقات الأمكنة...
ذلك ليس فعلاً أنانياً ، وليس محاولة لجعل الذات محوراً.. الأمر فقط أنك تريد أن تتحدث عن الوطن من الداخل..تريد أن تقف في البيارة وتتأمل أشجارها وتشم رائحة البرتقال لا أن تصورها من الخارج فيصبح الأمر وصفاً للخواص وليس انغماساً في الحواس، وتسلقاً لغيمة الروح الطرية..
هذا التناسج بين الذاتي والوطني أمر وعر ودقيق في الحقيقة، ويمكن أن ينقلب إلى ضده ، وبين عناصر النجاح ألا يكون قصدياً أو تمثيلياً.. في أفعالنا الشعرية كما تعلم ذلك التآمر العفوي الضروري الذي يحاول أن يطيح بالفوارق بين الاسم الشخصي للشاعر وعائلته من الوجوه والمفردات والذكريات وبين ما قد يبدو في مساحة أبعد .. إنك أنت في لحظة من لحظات القصيدة، أنت بميراثك الشخصي، لكنك وطنك أيضاً في الوقت ذاته... وأنا أعرف أن في أعمال أخي وصديقي طلعت سقيرق ما يحقق هذه المعادلة باقتدار..

......
بالنسبة لإشارتك الثانية، نعم أعتقد أنني تركت مساحة زمنية واسعة بين الديوان السابق والحالي "الغريب وأنا"... واعترف أن الاسباب لم تكن فنية دائماً.. أحياناً كان هناك يأس وشعور بلاجدوى النشر، خاصة في ظل ما نراه من الغثاء (الشعري) والمجموعات الشعرية المتكاثرة التي لا قيمة لها.. أحياناً أخرى كان السبب عدم شعوري بالرضا عما أكتب.. والحقيقة أنني وحين قررت إصدار الديوان جلست بين القصائد التي كتبتها على مدار تلك المساحة الزمنية واتخذت قراراً صعباً بالتخلي عن نصفها (حوالي 40 قصيدة بين قصيرة وطويلة).. كان ذلك قراراً صعباً لكنه ضروري كما اعتقد.
واليوم أنظر إلى الغريب وأنا كحصان ميت.. بمعنى أنه حصان نعم، لكن التوقف عند صورته وجسده المسجى في الورق، لن يأخذني إلى أرض جديدة.. ... بت أبحث عن حصان آخر أرجو أن أجده.
.......
نعم أصبت في إشارتك السابقة بشأن المبدعين من الشباب.. دوماً هناك استعلائية أجيال.. يبدو أننا سنراها دائماً.. لا أدري لماذا، لعل الأمر مسألة لصيقة بتفكير الإنسي وأنانيته...
أنا شخصياً وبعيداً عن التواضع المجاني، أجد ما يضيف لي في أدب المبدعين الشباب.. شعرت بذلك من خلال تجربتي في البرنامج الاذاعي الذي أشرت إليه.. ولعلك تعلم ، أو أنت حقاً خبرت بنفسك تلك المفاجآت المجازية والبلاغية وقدرة الخيال والملكة الإبداعية التي تفاجئنا لدى بعض هؤلاء.
قد نكتب نحن الذين جئنا في وقت أبكر نسبياً، قد نكتب قصيدة تخاطب المستقبل، لكن المستقبل يظل ملكهم.. تلك هي تقاليد الزمن والحياة... وعلى كل حال يكفيني أن أعرف أن هناك مبدعين ليست لديهم عقدة السيطرة على الزمن واقتنائه. ودعني أقل إنني أقدر عالياً تجربتك وتجربة الاديبة هدى الخطيب على الصعيد الشخصي وفي هذا الموقع "نور الأدب" ودأبكما مع عدد آخر من الكتاب على تشجيع الإبداعات الشابة على اختلافها..

.....
أما بالنسبة لاقتراحك نشر بعض القصائد من مجموعتي الأخيرة في المنتدى، فهذا يسعدني بالتأكيد.. وسأفعل.

لك تحياتي ومحبتي وأراك دوماً بخير شاعراً وإنساناً

ماهر


ماهررجا 14 / 04 / 2008 45 : 01 PM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
الاستاذ طلعت.. هذه قصائد اخترتها من "الغريب وأنا"
.........................................

في غَرابتهم.. وحدهم

شعر : ماهر رجا
عندما استُشهدوا
كُلُّهمْ هبطوا مِنْ مَمَرِّ الحياة معاً
فَخُورينَ مثلَ انهمارِ مياه الشواهقِ
فوقَ الصخورْ
ومثلَ التقاءِ الحمائمِ في حُزَمِ الرَّفْرَفَاتِ
لتَهْويْ كَرُمحٍ من الرِّيشِ
في سِطْحِ بيتِ الجناحِ الأخيرْ
وكان الغُروبُ يراقبُهمْ هامساً:
أتُراهُمْ يَميلونَ حَقاً إلى الأرضِ
أمْ أنَّ أرضاً إليهمْ تَطيرْ ؟!
*
عندما استشهدوا
بِطَرْفَةِ عَيْنٍ غَدَوْا يُشْبهونَ مَلامحَهمْ
لَكَأَنّيْ بِهمْ سَكَنوا جَسَداً واحداً
بديعينَ كانوا
بهاءً كما الاستحالةِ
حتى لَتَشْعُرَ بالخوفِ حين تَراهمْ
غَرَابَتُهمْ أنهم هُمْ وَمَا هُمْ
غرابتهمْ أنهم ينزفونَ دَمَاً إنْ أُصيبَ سِواهُمْ
غرابتهمْ في نُمُوِّ الأيائلِ
بَيْنَ شُقوقِ انكسارِ خُطاهُمْ
غرابتهم أنَّ أجسادَهُمْ مِنْ زُجاجِ الغَديرِ
فَمَنْ سَيَراهُم كَمَنْ لنْ يَراهمْ
غرابتهم أنهمْ عادةً صامتونَ
سَيَسْألُ قائلُهُمْ: كَمْ لَبِثْنا ؟!
وَلَنْ يُدركوا مَا اعتراهُمْ
غرابتهمْ أنّهمْ في الجَنازةِ يمشونَ بَيْنَ الجُموعِ
ويعتذرونَ لِمَنْ لا يطيق رُؤاهُمْ
غرابتهمْ أنهمْ فِتْيَةٌ كَتَموا حُبَّهُمْ للحياةِ
وَمَرَّتْ هوادِجُها ـ في الزِّفافِ إلى غيرِهِمْ
من حُقولِ دِمَاهُمْ
غرابتهم أنَّهمْ
يَصعدونَ جِبالَ الحرائقِ دونَ بنادقَ
مستسلمينَ لِقَلْبِ الغَزالةِ
حتى لَيَصْرخَ جُنْدُ العَدُوِّ:
تُرى مَا دَهَاهُم ؟!
*
وفي بابِ أوصافِهِمْ:
أنَّ أجسادَهُمْ ككلامٍ الصَّباحِ
وَمِثْلُ ابتسامةِ ضوءٍ بوجهِ النَّدى
أوْ كَدَهْشةِ وادٍ سَحيقٍ أمامَ الصَّدى
ِمنْ هُنا ابتعدوا عن وضوحٍ
لكي لا يُصابوا بتجسيدِهِمْ
وهنا صَعَدوا في طَليقِ الإشارةِ مُنتبهينَ..
وأسماؤهُمْ..
إنْ تُحدِّقْ بأسمائِهِم سَتَرى
وَشْمَ أدْعِيةِ الأمهاتِ.. تَرَى
ما تَرَاهُ القُرى الواقِفاتُ
كَمِثلِ طيورِ الظَّهيرةِ فَوْقَ حِبال السديمِ
ونَهْرَاً وخَيْلاً
وخَندَقَهمْ نائماً
فوقَ كَفِّ فَتاة تُخيطُ لَهْمْ جُرحَهُمْ
وتغني لهم أنهم وحدهمْ

أنهم عندما استشهدوا
هبطوا من ممرِّ الحياة معاً
فخورينَ مثلَ انهمارِ مياهِ الشواهقِ
فوقَ الصخور
ومثلَ التقاءِ الحمائم في حُزَمِ الرفرفاتِ
لتهويْ كرمحٍ من الريشِ
في سَطْحِ بيتِ الجناح الأخيرْ
وكان الغُروبُ يراقبُهم هامساً:
أتراهم يَميلونَ حقاً إلى الأرضِ
أمْ أنَّ أرضاً إليهمْ تطيرْ ؟.
.................................

لا رسائل لي

ماهر رجا
لا رَسَائلَ لِيْ..
يَصِلُ الغُرَباءُ إلى قَرْيَةٍ
في مَهَبِّ الظَّلامْ..
(الطَّريقُ على التَّلِّ واقفةٌ
مِثْلَ صَقْرٍ تَسَمَّرَ فَوقَ يَدِ البَدَوِيِّ)
على خَدَرِ الرِّيحِ
بَيْنَ البساتينِ ينتشلونَ غُباراً
مِنَ البئرِ ثُمَّ يَصيْحُونَ في جَوْفِهِ:
أيُّها المَاءُ!
هَلْ وَضَعَتْكَ القَوافِلُ في الرَّصْدِ
مُنْذُ عُهُوْدٍ، فَلا تَنْجَليْ..!؟
*
لا رسائلَ لِيْ..
قَادِمُوْنَ يَمُرُّونَ من قَرْيَتيْ
لَنْ يَظَلُّوا سِوى لِمَغِيْبٍ هُنَا
قَدْ يدوسونَ ظِلّيْ على البَابِ
أُصْغي إليهمْ يَعُدّونَ بَعْضَ غَرائبِ أسفارِهِمْ
ولكنهمْ لن يظلوا سوى لِمَغِيْبٍ هُنَا
وَلَيْسَتْ لَدَيْهِمْ رَسائلُ ليْ
فَكَيْفَ سأبقى وَحيْداً إذا رَحَلَتْ مَعَهُمْ قَرْيَتيْ
وكيفَ سأعرِفُ أَنّيْ "أَنَا" مَنْ أَنَا؟!
*
لا أحبُّ شِتائيَ حين تُطيلينَ هَذا الغِيابَ
أحبكِ طَرْقَةَ غَيْمٍ على البابِ
قَبْلَ انتصافِ الظَّلام
وتأتينَ، يَغْبِطُ وَجْدٌ فِرَاءَ خُطاكِ
وقد تتثنى الملاءَةُ عِنْدَ يَمَامَاتِ إبْطَيكِ
ثُمَّ تُحاوِل أن تتأمل ألوانها
في خَفيضِ الكَلام
أُحبكِ حتى أُحبَّ انتظارَكِ
حتى تكوني الإشارةَ بيني وبيني
أحبكِ حتى لأََتَعب مما يُخَفِّفُ عنِّي
أحبكِ في دهشةِ الشجرِ الشَاطئيِّ
تَأَمَّلَ بالمَوْجِ حتى رأى قَلْبَه اللُؤلؤيَ
أحبكِ في ما تُحِسُّ الأصابعُ من ماءِ وَرْدٍ
أحبكِ حينَ تجيئينَ مِنْكِ
وَينْدَسُّ لَمْسُ قُدومِكِ مَا بَيْنَ نَدٍّ
وأَبْخِرَةٍ مِنْ لُهَاثِ الزَّنابقِ
تَنْمو على سَقْفِ شُرْفَتِنَا في الأَماسِيْ
لَقَالِقَ مَنْسُوجَةً بالغَمَامْ ..
*
لا رسائل للغُرباءِ
وَوَجْهِيْ غَريبٌ
فَمِنْ أينَ أذهبُ هَذا المساءَ
لأبحثَ عن قَافِلاتِ الَّذينَ
يَمُرّونَ يَوْمَاً هُنَا كُلَّ عَامٍ
وَيَنْتَشِلُونَ غَريباً من الصمتِ
مَنْ أينَ لِيْ
أنْ أرى خُطوةَ القَادِمِينَ إلى مَنْزِليْ
وأنا أعرِفُ أَنَّ غَداً
لا رسائلَ لِيْ ؟!

.......................................
صورة 1951
ماهر رجا
(إلى الغائب أبي)

وَحْدَهُ.. مُنْذُ ما أجْهَلُ ـ
مَسْدولٌ على أعلى الجِدَارْ
قَامَةٌ مَشْبوبَةٌ شَقْراءُ وَقَدْ
تَعِبَ الثَّوبُ على وِقْفَتِها
وَتَكَادُ النِّسْوَةُ والخَيْلُ التي
في غَامِقِ العَيْنِ وَغُزْلانُ الصَّباحِ الكَرْمِلِيِّ الذَّهبيْ
تُقْنعُ الصورةَ أنْ تُرْخِي الإطارْ..
*
واقفٌ كالساحرِ في صُندوقِ وَقْتٍ
مُنْذُ حِينٍ
نَثَرَ النَّوْمَ على حُرَّاسِ أبوابِ الزَّمانْ
مِنْ نُجُومٍ في إشاراتِ اليَدَينْ
وَتَعَاوِيذَ كَمَا مُبْهَمُ عَيْنِ البَدَوِيةِ
مِنْ خَلْفِ الخِمَارْ..
لَكَأَنّيْ بِأَبيْ
مِنْ هُنَيْهَاتٍ أرَاحَ الهِجْرةَ الأولى
على أبوابِ «بُصْرَى»*
فَرَأَى فِيْ رَمْشِ عَيْنٍ
جَحْفَلَ الرُّومِيِّ في القَلْعَةِ يَغْدُو حَجَرَاً
كُلَّمَا حَاوَلَ أنْ يَكْسِرَ إبريقَ النَّهَارْ..
كُلُّ ما فِيهِ غِيَابٌ حَاضِرٌ
لَكَأنَّ الأمسَ لم يَخْبُ وَلَمْ
يُنْزِلُ العُمْرَ إلى قَبْوِ الغُبارْ..
*
بِاتِّئَادِ الظِّلِّ في الأشجارِ لَيلاً
جاءَ كالطِّيْفِ إلى أرضِ اغترابِ العَائلةْ
(بَعْدَ أنْ ضاعَ عن الرَّكْبِ وحيداً
لِظَلامَيْنِ وَشَمْسٍ)
طَيْفُهُ يتبعُ أفلاكَ غُرُوْبٍ بَدَوِيٍّ
وَبُيوتُ الشَّعْرِ في أكْتَافِ «بُصرى» القاحلةْ
وَشَمَتْ شَفَةَ الظَّلْمَاءِ بالهَّيْلِ
وفي القَهوةِ أشباحٌ أرَاقُوا سَمْعَهُمْ
خَلْفَ قُطْعَانِ بُكَاءٍ في القِفَارْ...
*
مرحباً أيتها الصورة هل نام أبي !
أمضى يحمل ما شاء ليبدو
هادئَ البَالِ على الرَّسْمِ
وَمَرْصُوداً بأوهامِ صِبَاهْ
أم تُرَى جَفَّفَ ذاك اليومَ دَمْعَاً
وَرَمَى الوجه إلى اللَّقْطةِ كَيْ يُمْسِيْ سِواهْ..
كانتِ النَّكْبَةُ عَامَيْنِ مِنَ العُمْرِ
وَعُرْسُ الشمسِ يَصحو في عَباءات النِّساءْ
وَوَرَاءَ الحَقْلِ أصغى الشهداءْ
لِغِرَاسِ الليل في قَبْرٍ قديمٍ
لَمْ تَزَلْ تَهْذي بها حُمَّى الشِّتاءْ.
شَهْرُ نَيْسَانَ، وَمَاءُ النَّهْرِ يَنْضو
عَنْ جناحيهِ خَيَالَ العَاصفةْ
وعلى التَّلِ رُعَاةٌ كُلَّما نَادَوْا
أشادَ الرَّجعُ في الأنْحَاِء أكواخَ النِّداءْ...
*
فَقَدَ الرَّكْبَ أبي
قَبْلَ أنْ يَدْخُلَ في الصورةِ مِنْ بابِ الظِّلالْ..
لَيْلَةً أوْ ليلتينْ،
نام في «اليرموك» في الوادي وحيداً
مِثْلَ صَخْرٍ في مَرَاقِ النَّهرِ مَوْثوقاً بماءْ
قال لي: في ليلتي الأولى رأيتُ الأوَّلِينْ
مِنْ مَنَامي عَبَروا
حاملينَ الليلَ في نَعْشٍ وكانوا
كَدُخَانٍ يلبسونَ الشَّجَرَ البَرِّيَّ
وكانوا هَادئِينْ
كَصَلاةٍ هادئينْ
ثمَّ ساروا
نَحْوَ قَصْرِ الفَجْرِ في أعلى البَرَارِي
لَيْتَني سِرْتُ وراءَ الرَّكْبِ يا بْني
ليتني أخطأتُ دَرْبَ الرَّاحلينْ!...

لَمْ تَعُدْ تَظْهَرُ قَطَرَاتُ المَاءِ في الصُّورةِ
لَكِنَّ أبي
مَرَّ في أرضِ البُّحيراتِ الصغيرةْ
«طَبريا» ـ خَاتَمُ الثلج الذي أسْقَطَه الجِنِّيُّ
عَنْ سَفْحِ الضَّبابْ
كانَ يمشي فَوْقَهَا الغّيْمُ وئيداً
مثلما سَارَ على الماء نَبِيْ..

غُرْفَةُ الصورة بيضاءُ وفيها شَبَحَانْ؛
أنتَ والأمسُ، فَمَنْ يَعْرِفُني؟
عندما أصْعَدُ مِنْ عُمْري إلى الغُرفةِ
في ذاتِ نَهَارْ
سيرانا البيتُ في الصورةِ نغفو واقِفَيْنْ
مِثْلَ خَطَّيْنِ، كَوَشْمٍ في سَدِيمْ
وَمِنَ الشُّرْفَةِ في الرَّسْمِ أرى
وَلَدَاً مِثْلي يُنادي تَعَبي:
(أيها) الصورةُ.. يا كَهْفَ الغُيومْ
أينَ طَوَّحْتِ أبي؟!


*بصرى: بلدة أثرية حدودية جنوب سوريا.
.........................................
أمــطار آذار
ماهر رجا
أمْطَارُ آذارَ
عِنْدَ الصَّباحِ
تَهفُّ وَئيْدَاً مَعَ الفَتَيَاتِ
النَّحيلاتِ في الأرْصِفَةْ..
ألشَّبَابيكُ تَفْتَحُ غَفْوَتَها
فَتُهَدِّمُ أعْشَاشَ ماءٍ على خَشَبٍ ذَابلٍ
والشُّجَيْرَاتُ تَمْشي مَعَ الغَيْمِ في الطُّرُقَاتِ
وَمَالَتْ بأعْرَافِها
كَي تُفَتِشَ عَنْ فِضَّةٍ
في حُطَامِ النجومِ التي سَقَطَتْ
قَبْلَ بَوْح النَّهارْ...
أمطار آذار
جَاءتْ مِنَ التَّل مُنذُ لَيَالٍ
مِنْ دُخَان الرُّعاة الذينَ أعَدّوا
لِشَاي العَّشِيّةِ أطْرَافَ نَارْ...

أمطار آذار
نَحِيْبٌ على شُرْفَةٍ في الظلامِ
تَنَهُّدُ سَاقِيَةٍ في سُكُون الهِضَابِ
تَحِفُّ بها وشوشاتُ الغَمَامِ
لُهاثُ المَدافئ أمطارُ آذارَ
منذ شِتاء مَضَى
شَعْشَعْاتُ بيوت القُرى
حَوْلَ خَصْرِ المَساءِ
كَمِعْصَمِ زُنْجِيَّةٍ في سِوَارْ...

أمطار آذارَ.. كَمْ أحزنتني
وَكَمْ عَبَثَتْ بالسنونو المُبَلَّلِ في السُّورِ
كَمْ بَدَّدَتْ مِنْ فَتىً وفتاةٍ
وَكَمْ مَوْعدٍ كَنَّسَتْ في الغُبارْ.. !

أمطار آذارْ..
مِنْ هُنَاكَ على المُنْحَنى
سَتُخِيطُ المَدَاخِنُ صَيْفَاً خفيفاً
بِصُوفِ السَّحَابِ القَريبِ من الأسطحةْ
وَستذوي المَعَاطِفُ تحتَ المظلاتِ
فِيْ عَرَبَاتِ المياهِ
وتنسى البيوتُ مَصَاطِبَ أبوابها
في الشُّحوبِ الغَريقِ
كأنَّ القُرى في انتظارْ !
...
أمطار آذارَ
تسقطُ منذ لَيَالٍ هُنَا
على مَدِّ أنْظَارِنا
بَيْنَ شُباكِنا والطريقِ ..
وَقَدْ ذَوَّبَتْ كُلَّ شَيءٍ
وقد بَعْثَرَتْ كل شيءٍ
سِوى صورةٍ
نَظْرةٍ عَاتبةْ
للشهيدِ الغَريبِ الذي لم يَزَلْ
منذ عامٍ ينامُ على مُلْصَقٍ
يابساً فوق بَرْدِ الجِدارْ ..

يا إلهي!!
كَمْ شِتاءً سَيبقى الفَتى واقفاً
سَاهِماً
مُتْعَباً
بارداً
حَارِساً
مُفْرَداً
وينادي بأسمائنا واحداً واحداً
كًيْ نُدَثِرَ قِصَّتَهُ بالهَباءِ
فيمضي إلى حَتْفِهِ رَاضياً
تحتَ أمطارِ آذارَ .. هذا النهار !
.................................................. ..........

لتصبح أجمل

ماهر رجا

سيكفي لتُصبحَ أجملْ:
الحَديقةُ: وَشْمُ أصابعِ وَرْدٍ
تُطِلُّ صباحاً على وَخَزَاتِ السِّياج
البُحيرةُ: أنفاسُ آخرِ غَرقى السيولِ
التي عَرَّشَتْ كالطحالبِ فوقَ المياهِ
الطريقُ: نَوافذُ ليليةٌ تَتَجَاسَرُ أنْ تَتَعرّى
على لَمْحِ ضوءٍ بعيدْ .
العروسُ: زَنابقُ تمشي إلى ثَوبِها
ثُمَّ تَفتحُ بابَ الحديقةْ
التِّلالُ: تَحَطُّمُ أقمارِها فوقَهَا
منذُ أوَّلِ وقتِ الغُروبْ
السماءُ: اتساعٌ يُخَفِفُ وِحشتَها
إنْ رآها الغَريبْ
النُّجومُ: انحناءٌ طَفيفٌ على
شُرْفَةِ العاشِقَينِ لئلا تَذوبْ
الحنينُ: قَليلٌ منَ الذكرياتِ التي
لا تُذَكّرُ بالغائبين
القُرى: لو شتاءٌ وحيدٌ يَمُرُّ بلا راحلين !
المَحَطّةُ: بَوْحُ مُسافِرةٍ للمسافرِ:
إنْ كُنتَ تهربُ مِنكَ
أعِنّي لأهربَ مِنّيْ
الغُروب: شُجيرةُ ماءٍ تُقَطّرُ عاصفةٌ
في جَناحِ الحَفيفْ
الضِفافُ: اغتسالُ الفتاةِ على النهرِ،
عُشْبٌ يَشُمُّ الثيابَ على سَاق عَتْمٍ وصيفْ
الظلام: تَجَاسُرُ نَجْمٍ على شَعْرِ جِنِّيةٍ في الحُقول
الرِّياحُ: خَريفٌ يَطول..
القُبورُ: صُعودُ الورودِ كَبَسْمَلةٍ في الرُّفاتْ
الشَّهيدُ: خُطىً تتوقفُ عند الضَريحِ وتهمس
"مِنْ أينَ يأتي بِهذي الحياةْ"
والحياةُ: سيكفي كَلامٌ قليلٌ
عن الحُبِّ والأُمنياتْ.





سامر عبد الله صحفي فلسطيني 14 / 04 / 2008 08 : 09 PM

الغريب وأنا.قصيدة نثرية.
 
*الغريب وأنا*


بقلم :الشاعر الفلسطيني ماهر رجا
منذ زمان ٍ
ثمة آخر أغرب مني
يسكن أرض أناي
يخرج من جسدي ليراني
يقبل حتى يصبح أبعد
يذهب كي أبصره أقرب
بين ضباب العين وبيني
ويعاتبني حين أكون أنا
الآمن والمكسور بريش الهدأة
في أوقات هروب الكوكب
من أفلاك رؤاي...
ثمة آخر
أشعر – ثمة آخر
ليس خيالا أو أوهاما
كل صباح يسحب من عينيه سحابا

ثم يحدق في مرآتي
يلمس خطا ًأبيض فوق العين
وقد يتجهم من أحلام نامت بقربي
كي توقظني جزعا في سكنات
الليل, ويسأل بعد قليل:
[FONT='Arial','sans-serif']"هل مازلت ترى بالقاتم؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']إذهب نحو الأزرق مثلي"[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثم يروح يصفر لحنا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فيما خلف الصوت يعدّ له (لي) قهوتنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويذوب ,فلا أبصره[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لكن قد أسمعه يهمس قبل خروجي:[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']إن اليوم مثالي كي تبقى أنت أنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وتوقع خطوك فوق خطاي...[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثمة آخر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يأخذ أحيانا ًصوتي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وينادي أسماء لا أعرفها [/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويغني بحنين عن بلد في أقصى الدنيا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فأحس ببحته شكواي [/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وإذا أجهده الحزن يميل ويبكي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويصيح:ألا تبكي الغربة ياظلي![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أنت أنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أم تحسب أن لا منفى يسكن فيك وإني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أسكن في منفاي..![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ليس خيالا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لكن ..مثل خيال[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثمة آخر يمشي خلفي,يمشي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فوق الخطوة قربي,يدلف في أوردتي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مثل حرير الطيف[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ويمحو وجهي حين تمر امرأة[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يلغي المشهد حين يراني سفر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثم يعلق:لن تتركني أبدأ فابق هنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أو سافر في قلقي إن شئت[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فأنت ,على مقربة مني,بعض أنا[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أرأيت إذا ًما حل بنا![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أصبحنا محبوسين معا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مع هذا الخوف وفي جسد[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لا يعرف كيف يطير بنا[/font]

[FONT='Arial','sans-serif']مثلي هذا الآخر ..مثلي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']كي يشبهني يذهب في ما خلف رؤاي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مثلي يعرف طرقاتي في أرض سواي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مثلي لا يدركني الا حين تتوه خطاي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وكالأشباح يسير معي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يتعثر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يرقص[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يعوي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يهجس..يبكي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وعلى درب رجوعي في صمت الليل إلى البيت[/font]
[FONT='Arial','sans-serif'] له قدماي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif'].....[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']كنت لأقول له كي يرحل[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أنت غريب عني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لسنا مهزومين معا ً[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']بل أنت المنتصر لتهزمني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']والمسحور لتسقطني في كهف[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']السحر,وأنت المستوحش في الأسفار[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لترميني في العربات حقائب لسواي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وتودع في الميناء أحبتك الغرباء[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أراك تلوح بيديك الغائمتين على[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ظهر الماء ..ولكن ,[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']غرباء أهلك عني ..غرباء[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فلماذا أشعر إن لوحت [/font]
[FONT='Arial','sans-serif'] بأن يديك يداي !![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']منذ زمان [/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثمة شخص آخر يسكن أرض أناي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لا يتعثر مثلي في ذكرى أمس ولا يعرف[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وجه امرأة تسكنني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لا يقرأ كتبي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يرمقني إذ أبكي بعيون الصخر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']الصلد , وحين يغادرني يهمس:[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أنت غريب عني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وبعيد عن سر هواي![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أأنا الآخر؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أأنا نفسي الأخرى؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']من منا أدعوه غريبا؟![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أسأل.. ثم أخبئ وجهي وأشير مع الناس[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']الماضين على الطرقات فرادى[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']دون ظلال أو أسماء أخرى[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']فأرى الآخر في ناصيته يسخر مني[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ثم ينادي :أنت الآن سواي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']لن تعرفني إلا حين تفكر مثلي[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وترى وجهك في مرآة البحر[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']اتبعني,[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']حاول أن تهرب يوما[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']وستلقاني في أول ظل[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']مهجور من أصوات الأرض الأخرى[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']أترى في الكون الغامض ما أبصره؟[/font]
[FONT='Arial','sans-serif']يا الله![/font]
[FONT='Arial','sans-serif']ما أجمل ما تبصره عيناي!!![/font]

ماهررجا 16 / 04 / 2008 53 : 11 AM

رد: الاعلامي الفلسطيني ماهر رجا في حوار مفتوح ضمن مدارات اللغة..
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 12883)
شاعر فلسطين الموقر \ حفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدتُ للإلتفاف حول صفحة شخصيتك الكريمة لأوضح لك ما أقصده في السؤال الثاني ؟ وهو

هل صحيح أن بعض المواقف السياسية تميت الشاعر وبعضها تولد شحنة لديه يود أن يخرجها للنور ؟

قصدتُ من هذا السؤال ..... بمعنى شحذ همة الشاعر وتعظيم ملكته الشعرية أو إخمادها نتيجة بعض المواقف السياسية التي قد تحبط الإنسان العادي , ( مثلاً بالنسبة لغزة الآن هل الشاعر يُفجر ما بداخله من حقد أم يأتيه الإحباط وتموت لديه ملكة الشعر ) ؟

هناك سؤالين أيضاً لحضرتك وهما :

السؤال الأول : كيف يرى شعراؤنا ونقادنا حاضر القصيدة في ضوء ماضيها ؟

السؤال الثاني : هل هناك حقاً شعر نثري ؟ وماهي إذاً قواعد كتابته ؟

فلك مني خالص الشكر وأطيب التحايا



الأخت ناهد ، شكراً
ما من حدث سياسي أو اجتماعي يمكنه أن يميت ملكة الكتابة والإبداع لدى الشاعر.. قد يلونها بمشاعر مختلفة عن تلك التي تظهر في النص في مناخ الاحداث المتفائلة، وقد يرحل المبدع إلى عالمه الداخلي في أوقات الخسارات العامة، لكن ملكة الإبداع لا تموت..
على العكس من ذلك، كثيراًَ ما تُكتب القصائد والنصوص المميزة وتظهر التيارات الإبداعية على خلفية حال الإحباط السياسي ..
تعرفين مثلاً أن أدب الأرض المحتلة بدأ بالظهور في الخمسينات بعد النكبة، وتلك مرحلة كانت موجعة للروح الفلسطينية وعرفت تراجعاً سياسياً عربياً كبيراً بعد ضياع فلسطين...
الانكفاء إلى داخل الجرح آنذاك أبدع أدباً رائعاً ، ومهد لشعر المقاومة...
إذاً، حين تنكسر روح الأديب بفعل أحداث سياسية، أعتقد أن شجرة أخرى تنمو على ضفافها.. الانكسار بهذا المعنى يصبح أفقاً للبحث عن حياة نص جديد وإبداع قد لا يقل أهمية عما قد يكتبه المبدع في مراحل الصعود السياسي.

............................
بالنسبة لسؤالك عن رؤية النقاد لحاضر القصيدة العربية في ضوء ماضيها ، أعتقد أنني أجبتك على سؤال مشابه سابق.. وعلى كل ، حال القصيدة العربية اليوم بتقديري لا يعكس ماضيها بنسبة كبيرة وملامح متعددة.. أي أننا لا نرى على الدوام خيط التواصل الضروري بين الحاضر والماضي..
لكن أولاً من المهم أن نوضح أشياء يجب ألا تلتبس علينا ونحن نتحدث في هذا الموضوع.. موضوع العلاقة بين الماضي والحاضر..
في كل مناحي الحياة ليس أمراً صحياً أن يستمر الماضي في الحاضر بكامل صورته.. التطور السليم والتواصل السليم بين زمنين برأيي هو الذي يعكس فيه الحاضر ملامح من الماضي دون أن يتحول هو نفسه إلى ماض، بحيث لا يصبح الحاضر ماضياً والمستقبل ماضياً بصفاته ورؤاه..
الأمر طبعاً ينطبق على الإبداع... يفترض بهذا الفعل البشري أن يحافظ على خيط التواصل مع الماضي، لكن أن يبدع ويقدم شكله الخاص ورؤاه الجديدة..
الشكل الخاص الجديد للإبداع ليس نبتاً في الهواء، فتربته فيها الكثير من جذور الماضي، لكن يجب أن يظهر الفارق المشهدي بين جذر الشجرة وسلاميات أغصانها التي تحمل الثمار...
للأسف في واقع القصيدة العربية الحديثة، كثيراً ما نرى أن هناك بنى منقطعة تماماً عن ماضي القصيدة العربية شكلاً ومضموناً.. هناك قصائد نشعر وكأنها ترجمت عن نصوص غربية وهناك ما تسمى بأعمال التجريب الشعري التي يتحدث بعض كتابها تعسفاً عن نوايا تدمير كل شيء في اللغة والرؤيا الإبداعية والسياق البلاغي.. تدمير الموسيقى وأحياناً النحو وإزاحات المعاني على نحو شامل انطلاقاً من هاجس أضحى مرضياً هو البحث عن الجديد..
من أهم أهداف الكتابة واعتباراتها مسألة البحث عن الجديد ومواكبة الزمن، لكن مفهوم التجديد اليوم يبدو مفهوماً لقيطاً في بعض الأحيان، وفقاعات تريد أن تنمو في الفراغ.
الموضوع يستحق المزيد من القول، وهو موضوع راهن بالفعل.
........................................

سؤالك الثالث كما فهمت يتعرض لقصيدة النثر... بعضهم يسميه شعراً نثرياً، وأحياناً نراه كنثر شعري تغلب عليه صفة النثر قبل الشعر..
نعم ، برأيي هناك شعر نثري أو قصيدة نثر، وقد ظهرت إرهاصات قصيدة النثر في الشعر العربي في الستينات بشكل جدي... عدد من الكتاب العرب ونقادهم تأثروا بنزعة غربية للتحرر من الوزن والأسلوب البلاغي في إنتاج وتكوين الصورة الشعرية والسياق الشعري.. والحقيقة أن هذه النزعة الغربية قديمة بالمقارنة مع زمن ظهورها في نصوص عربية.. هذا التيار ظهر في فرنسا أول الأمر في أربعينيات القرن التاسع عشر.. راوده كانوا شعراء مثل شارل بودلير وآرثر رامبو وإدغار ألان بو الوافد إلى أرض القصيدة الفرنسية آنذاك..
هؤلاء كانوا يحاولون التمردعلى الرومانسية والاتباعية معاً في كتابة النص الشعري كما قالوا في رسائلهم.. التمرد شكلاً ومضموناً على بناء القصيدة وإيجاد بنى حديثة وفق تصوراتهم.. وقد كان هناك نقاد جاؤوا بعدهم وحاولوا أن يضعوافلسفة نظرية لهذا التيار، أبرز هؤلاء النقاد سوزان برنار التي رصدت هذه الظاهرة في كتابها "قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا".
يهمني هنا أن أقول إن الكثير من الشعراء العرب والنقاد الذين قرروا السير على خطا هذا التيار الغربي، نسخوه بالكامل.. أخذوا عنه نسخة منجزة بحذافيرها وأرادوها نسخة عربية..
طبعاً هم يتحدثون عن قواعد وسمات يجب أن تدخل إلى النص الشعري منها مثلاً توسيع مساحة النثر في النص الشعري ، والتكثيف دون أن يعني ذلك الاقتصاد في اللغة، والتخلي عن الوزن والعروض التقليدية في القصيدة العربية ، والبحث عن وسائل مجازية اخرى في التعبير... والنزول إلى تفاصيل الحياة اليومية والنفسية للكاتب ابتعاداً عن القضايا العامة أو مناقشة هذه القضايا بمعزل عن ذات الشاعر..
يمكنك أن تتفقي مع بعض هذه الأسس.. كلنا قد يوافق على التجديد في موسيقا القصيدة ولكن ليس على نسف الموسيقا.. كلنا يوافق على ضرورة أن يقوم الشعر بإيجاد وسائل مجازية وتعبيرية مختلفة ولكن شريطة أن يبقى ما يقال شعراً حقاً وليس نثراً... كلنا مع التكثيف الشعري ومع النزول إلى التفاصيل اليومية لكن دون أن تتحول القصيدة إلى تهويمات وطلاسم تفصلها تماماً عن هواء وشمس وصور العالم الذي يحيا فيه كاتبها..
هناك كتاب قصيدة نثر مجيدون لكنهم قلة الكثرة....المشكلة الكبيرة أننا نرى اليوم تحت مسمى الاشتغال بقصيدة النثر مئات بل آلاف ممن يسمون بالشعراء في العالم العربي، من أولئك الذين وجدوا فرصة للدخول إلى هذا (المهرجان)..
معظم أولئك ليسوا بشعراء ولا يعرفون حتى أبسط قواعد النحو وتكوين الجملة العربية السليمة، لكنهم وجدوا في قصيدة النثر مكاناً يخفي عوز قدراتهم وعوراتها.. !
مئات الأميين الذين لا يعرفون شيئاً في أي شيء يقدمون أنفسهم على أنهم كتاب قصيدة نثر.. والأمر بسيط فإذا سألتهم (أين اللغة؟) يقولون لك: نحن متمردون على اللغة!
وإذا سألتهم (أين البنية الموسيقية؟) يقولون لك نحن متمردون على الموسيقى..!
وإذا سألتهم (أين الفكرة والمعنى في ما تكتبون؟) يقولون لك نحن من أتباع نص اللامعنى...
ترجم ما يعني ذلك إن استطعت!!!!

ماهررجا 16 / 04 / 2008 03 : 12 PM

رد: العربات..ماهر رجا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامر عبد الله صحفي فلسطيني (المشاركة 12973)
عبق دمشقي,ياسمين يجوب أرجاء المنتدى ,هذه اللقاءات المميزة مع أديب فلسطيني ومداخلات جميلة ,أهلا بكم من جديد ضيفا وكتاب .


وأرحب بأستاذي الاديب طلعت سقيرق وأشكره على الاهتمام بأدب الشباب, هموما وإبداعا.

في إذاعة القدس يبث أسبوعيا وبالتحديد يوم الثلاثاء في الثامنة مساء برنامج أدبي مميز من نوعه وهو (محطات على الورق )يعده ويقدمه ضيفنا الاعلامي الفلسطيني الاستاذ ماهر رجا.تتمحور الاسس في هذا البرنامج على إبداعات أدب الشباب, في كل مجالات الثقافة ودائما نرى ويكتشف الاستاذ ماهر رجا أقلاما واعدة كما يقول
ولعلي بداياتي الشعرية تفجرت في هذا البرنامج وبفضل التوجه الذي واكبني من الاستاذ ماهر رجا, ومن هنا لابد أن أتذكر وجهه البهي حين تحادثنا عن أمور أهمها تلك القصيدة التي تسكن ذاته الشعرية , ودائما أقول: جميل أن تذوب الذات في مسام الشعر.

وأتجه الان مباشرة الى ديوان الغريب وأنا:
كتبت في البداية: (ماهر رجا بدا كأنه يستقل المحطات ليكمل رحلة العربات):
والعربات محطة شعرية مهمة في الادب الفلسطيني , وهنا أقول : من الغريب الذي يهادن وجع ماهر رجا , هل جاء من العربات

شكراً مجدداً، أخي سامر..
تسألني عن العربات كمجموعة شعرية سابقة وعلاقتها الإبداعية بـ "الغريب وأنا"...
في "العربات" زمن سابق .. زمن إبداعي، وزمن آخر حقيقي.. كتبت هذه المجموعة في منتصف التسعينات، واعتقد أنها كانت أكثر اكتمالاً من سابقتها.. لكن ، أجل ، لعل هناك قيثارة سفر وحقيبة غريب حملتهما معي من "العربات" إلى "الغريب وأنا"..
ثمة ملامح تبقى تدل على صاحبها على الرغم من تغير الزمن.. لذلك مثلاً تقول لنفسك حين تلتقي شخصاً بعد سنوات طويلة: "أعرف هذا الشخص، لكنه تغير إلى حد كبير!"، ذلك أن لمح حضوره لا يخفى وإن تخفّى مع مرور الوقت..
التجربة الشعرية تشبه ذلك..هناك خيط خفي .. مفردات وجدانية تبقى مشتركة ولكنها تغير من صفاتها من مرحلة إلى أخرى...هذا الأمر صحي، لكنه لن يكون كذلك إن أعاد الشاعر نسخ ذاته الوجدانية الشعرية من ديوان إلى آخر..
المشاعر لها سمات الأشخاص وكذلك حال الرؤى، تبقى في الإبداع ولكنها تتمظهر بصور مختلفة في الأدب الجيد..
ولعلي في "العربات" كنت أتلمس درباً أصبح في "الغريب وأنا" أكثر وعورة وشجناً.. ولعله أيضاً أعمق رؤيا..
في الغريب وأنا، ساقتني الدرب إلى اكتشافات أوسع وأغرب في العلاقة مع السفر وعرباته وغربائها فثي رحلة بلا وصول..


الساعة الآن 55 : 01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية