رد: الإبداع بين التخيل والاكتمال - د. رجاء بنحيدا
 

فكرة هذا النص في حد ذاتها إبداع..فشكرا أستاذة أن أتحفتنا بهذا الإبداع ..
الإبداع فن جميل يتبادل الهبات مع صاحبه.
الكلام إبداع والحركات إبداع واللباس إبداع والكتابة والرسم ...
أن يبدع شخص ما قد يكون وارثا لنوع الإبداع من أفراد عائلته فإذا تناولنا الحديث عن الرسم يمكن أن نشير إلى بابلو بيكاسو الذي أخذ فن الرسم عن والده لكنه طوره فكان حظه من الشهرة أكبر..
الشعر..نزار قباني ورث الفن الأدبي عن عائلته..فجده رائد المسرح العربي وهو كان ميالا للرسم على حيطان بيته في الصغر ليرسم بالكلمات على الورق فيما بعد بدلا عن الرسم بالألوان على الجدران لكن عامل الوراثة لم يكن وحده جاعلا من نزار فنانا شاعرا .فانتحار أخته بسبب الحب جعله فيما بعد يحصل على لقب شاعر المرأة..وتعلقه بالعروبية وشغفه بالبلاد العربية صيره ثائرا عربيا.
تميم البرغوثي أمه روائية وأبوه شاعر وفلسطين كانت الروح التي أنارت إبداعه لما عاشه وأسرته من نفي خارج أسوارها..
نجيب محفوظ بدأ بالروايات التاريخية التي لم يكن له حظ من خلالها في شهرة إبداعه، لكنه انتبه إلى الواقع المعاش فكتب عنه وأبدع في رسم واقع متلقي الإبداع..
توفيق الحكيم مبدع المسرح أثرت حياته عنه فكتب عودة الوح كأنها جزء من سيرته..
ثقافة أي إنسان وحياته من الضرورة أن تؤثر على إبداعه

رد: الإبداع بين التخيل والاكتمال - د. رجاء بنحيدا
 

باقة ورد لأستاذتي رجاء التي ما فتئت تأتينا دائما بمواضيع جد هامة في عالم الأدب والأدباء.
ما دمنا نتحدث في هذا المقام حول الإبداع، وعن التفرد والتميز في الأسلوب واللغة،
يطالعنا سؤال جوهري مفاده:
هل يحق لنا أن نتحدث عن شخص مبدع؟
أم أننا أمام مبتدع بكسر الدال وابتداع.

رد: الإبداع بين التخيل والاكتمال - د. رجاء بنحيدا
 

رد: الإبداع بين التخيل والاكتمال - د. رجاء بنحيدا
 

سأحدثكم عن الإبداع من جهة أخرى ..
الله تعالى حين نفخ الروح بآدم حملت تلك الروح من خالقها سبحات من سبحات من أسماءه الحسنى وصفاته العلا ، وحلت في الجسد ..فكان في الإنسان الرحمة بقدر ، من اسم الرحمان والقدرة من اسم القدير ، والخليفة في الارض اي الملك في الارض على باقي الخلائق .. والمكرم عليهم الذي أحسن تصويره وأكمله بالعقل ، من اسم القدوس ، ووو.... قياسا على بقية الأسماء إلى اسم البديع أي القادر على الخلق والابتكار والإبداع من إمداد خالقه البديع ، وكل ذلك وما سبق في دائرة حدوده التي قدرها وأحكمها له الله ..
وأما الإلهام المقترن بالإبداع فذلك الوحي الذي يتنزل عليه كلما أعمل في ذلك الأسم كيانه ووظف معاوله ومعطيات بيئته ، وحياته لإستخراج مكنونات الجمال التي حملها ذلك الإسم في روحه ، فيبدأ ( الوحي ) أو( الإلهام ) .. وجميعنا يحمل في روحه سبحة من سبحات البديع ، تستطيع الخلق والإبداع المطلق في حدودها ، إلا أن البيئة ، بما فيها من أخلاقيات ، وجماليات ، وثقافات وتوجهات تطمس أو تجلي عن هذا الإسم ، فيخرج الجمال في الصورة التي يذهب لها الإنسان المدعو بالمبدع ، فيخلق أبدع الأشعار ، وأروع اللوحات ، وأدهش الأفكار التي تزهل الألباب والأفئدة ، وتأخذ بالعقول ، في تعمير الأرض والصدور بالجمال ، الذي يضمن السعادة ، والحب والإستقرار في شتى مناحي الحياة ..
رؤية متواضعة من جانب مختلف من قلب يحب الجمال في جميع أشكاله ...

شكرا د. رجاء لإتاحة الحوار عن ذلك الجمال ..