![]() |
رد: الحب في زمن كوفيد19
اقتباس:
كتبت إضافة أخرى للنص وعوض أن أسجلها محوتها(ابتسامة) ربما كتاباتي أيضا ألفت أن تكون بلا نهاية.. لكن مادامت هنا على نور الادب ومع نور الأحباب ستستمر بالتأكيد.. شكرا ليلى.. دمت بكل خير |
رد: الحب في زمن كوفيد19
فجأة .. يحدث لريم وكأنها لم تكن تتذكر شيئا.. هي الآن بمنزلها وزوجها يمسك بحاكوم التلفاز يقلب من هذه القناة إلى الأخرى.. ويمسك باليد الأخرى هاتفه يقلب صفحات الفايسبوك..وغيره مما يسمح به الهاتف الصغير الكبير فيناديها لتتوقف عن سرد ذكرياتها وتذهب إليه بعد ان أفزعها وأيقظها من عالمها الآخر:
_ عرفت آخر الأخبار؟ وريم تظل صامتة تنتظر هذا الخبر الأخير فهي تعرف أنها حتى لو لم تسأله: وما آخر الأخبار ؟ فإنه سيعلن الخبر الأخير وسيبدي رأيه فيه الذي سيعيده عشرات المرات إن لم نقل مئات أو أكثر، ويتابع الزوج كلامه: _ ستتوقف الدراسة بدءا من الاثنين، هذا ما وجدته في أخبار هسبريس وفي... وفي... وفي... _ لعلها إشاعات _ لا.. ليست كذلك اسمعي ما تقول الجريدة الرسمية وسأرسل لك بلاغا... _ يكفي أنك تتحدث، لا داعي للإرسال.. ويبدأ في سرد البلاغ لكنها تمل منه بسرعة تريد النقطة الأساس ولا حاجة لضياع الوقت بما لايفيد، فتسأل مقاطعة، كأنها بطريقة أخرى تقول: كفى، لا حاجة لمواصلة القراءة.. _ طيب،.. هل صدر هذا القرار لظهور ضحايا جدد استبدتهم كورونا..؟ _ لا.. الحال على ما هو عليه، ولكن فرنسا أصدرت أمس بلاغا كهذا.. وبما أننا أتباعها يجب أن نصدر البلاغ نفسه.. تغضب ريم ويشتد حنقها، لتكلم زوجها بحدة، نحن لسنا أتباعا لأحد إنما هي مصلحة الشعب ومصلحة الوطن، هي حياة أمة يا هذا... تتركه دون أن تعير استماعا لما ظلت شفتاه تتحركان به همسا أوكلاما أو حتى عويلا و صراخا وكأنها ليست بعالمه.. مع أنها صارت الآن تفكر في العالم أجمع.. وما آلت إليه بلادها؟ هل يمكن أن ينتشر هذا الوباء أكثر؟ أيستطيع امتصاص الأرواح في كل بقاع الأرض؟ يارب رحمتك.. ستتوقف الدراسة؟ والعمل؟ وكأن صلاح الدين الغماري على القناة الثانية المغربية يجيبها وهو يقدم نشرة الأخبار.. سيتم التدريس عن بعد.. وهذه الأيام ليست عطلة وإنما ستتواصل الدراسة وتستمر لكن عن بعد... _ تضحكها العبارة رغم ما أحسته من ألم؛ التدريس عن بعد؟!! إذن سيستمر هذا القبوع في البيت إلى أجل غير مسمى.. والتدريس عن بعد ما هو إلا وسيلة لإفحام بعض الأفواه.. وتشغيل أساتذة لا ينسون تلامذتهم.. والذين يدرسون في القرى البعيدة؟ بأعالي الجبال؟ في الصحاري؟... والذين هم في الأقسام الابتدائية الأولى.... سيدرسون بالوحي؟! ماهذا يامن سن هذا؟ كيف سيطبق التدريس عن بعد بعدل على كل أبناء الوطن..؟ على كل الأستاذ الذي يعتبر نفسه أبا لا يحب إلا أن يرى أبناءه وقد نجحوا بحياتهم.. وترجعها هذه الفكرة إلى أستاذها عادل لقد قال مرة: كل الناس يتسابقون حتى يكونوا أحسن من بعضهم البعض.. وكل واحد يريد أن يكون أفضل من الآخر إلا الوالدين والمعلم.. فالوالدان دائما يحبان رؤية الأبناء وقد حققوا نجاحا بحياتهم ويعيشون عيشا كريما راقيا فاضلا ...أحسن مما عاشه الآباء، والمعلم يحب أن يرى أبناءه التلاميذ متفوقين ناجحين ويأمل لقاءهم بعد الكبر وقد وصلوا لتحقيق مبتغياتهم فيفخر بهم قائلا "هذا ابني".. وإذن فإن المعلم يوجب على نفسه أية محاولة يمكن أن تساعده ليفتخر بابنه التلميذ دوما.. وعادت ريم إلى ماكانت تقوم به من أشغال شاقة في بيتها وعقلها لا ينفك عن التفكير في أحداث قديمة وجديدة.. ليرن هاتفها معلنا وصول رسالة (ميسانجرية) جديدة.. فمن المرسل؟ |
رد: الحب في زمن كوفيد19
لم تكن هذه الرسالة إلا من الصديق الجديد الذي صارت ريم تألف الحديث والتواصل معه، كانت منشغلة بعض الشيء بإعداد العشاء، ولكنها مع ذلك تسرق أجزاء من الثواني للرد على كل رسالة من رسائله، ومادام يشاركها نفس المهنة فقد كان كل حديثهما الليلة عن هذا المستجد؟ ما العمل؟ ما مصير المتعلمين الصغار؟ .... تناقشا في الأمر وقتا ثم أقفلت هاتفها وأكملت ريم ما كانت تقوم به من إعداد للعشاء، وأكمل هو حديثه مع خاله إذ كان ضيفا عنده بعد أن أحس بالملل والوحدة صباحا، فاستقل سيارته وراح يجوب بها الشوارع ، حتى وجد نفسه قد غادر مدينته والطريق تأخذه لمدينة أخرى في صباح هذا اليوم، وما عليه بعد أن أرسل له المدير رسالة تحض على ضرورة لقاء رسمه للغد حتى يتفق كل الأساتذة على ما يحصل إلا أن يعود أدراجه من حيث جاء، لكنه ارتأى ألا يعود ليلا وإنما سيستيقظ باكرا ويذهب، وهذا فعلا ما أخبر به ريم قبل نهاية حديثهما، وهذا حقا ما كان.
في مساء الغد أرسل لها يخبرها بما تم من اتفاق بين الأساتذة والمدير حول متم الموسم الدراسي للمدة التي فرض فيها الحجر الصحي، والمكوث بالمنازل حفاظا على سلامة الحياة.. ترىיִ كيف تعرفت ريم على هذا الصديق الذي صارت تحدثه يوميا أكثر مما تحدث نفسها..؟ ولم فضلت حديثه معها على حديثها مع نفسها؟ لابد أن ريم قد وجدت في التواصل مع هذا الشخص شيئا كانت تبحث عنه في حديثها الدائم مع نفسها... هما لم يلتقيا قط، لكن الفايسبوك كان موطن اللقاء؛ حيث ولجت مؤخرا صفحة فايسبوكية تهتم بالقراءة والكتاب وتشجع على ذلك، كانت في كل مرة تتصفح هذه المجموعة الجديدة فتمر مرور الكرام على المنشورات التي لا تروقها، وتضغط على رموز الإعجاب كلما أحبت نصا أو كلمات ما، وقد تعلق أحيانا، أما علي فهو أحد أعضاء الصفحة وهو من بين الأشخاص أيضا الذين كانت أحيانا تمر على كتاباتهم دون أن تضع تعليقا أو علامة إعجاب خاصة فيما يتعلق بما يسميه شعرا أو قصيدة النثر؛ ليس لأنها لا تحب الشعر، بل لأنها كهذه التي تسرد لكم القصة؛ تعشق الشعر بالوجدان وماهي بشاعرة حتى تصدر عليه أحكاما، لكن تذوقها لجمالية النص هو ما يمكنها من أن تعجب به أم لا، وكانت بإحساس لا تدري مصدره ترى أن علي هذا مغرورا، لا تذكر إن كانت قد علقت على نص له قبل ذاك الذي كتبه شوقا لابنه توفيق المهاجر إلى بلاد غريبة من أجل متابعة الدراسة، لم تجد في النص شاعرية تهز أوتار الوجدان، ولكن الشعور بالكلمات كان مؤثرا، فأن يعبر أب عن شوقه لابنه بكل هذا الحب والألم أمر يهز المشاعر قبل الإيقاع، مما جعلها تسرع بالضغط على رمز القلب معبرة عن حبها للنص ، وبكتابة تعليق تعبر به عن إعجابها وبأنه ذكرها بقصيدة للشاعر نزار قباني قائلة: " يا سيدي رائعة كلماتك، جعلتني أتذكر لحظة حصولي على شهادة الباك، وكنت أحب أن أتابع دراستي بجامعة في مدينة أخرى، ولكن أبي قال لي: لن أتمكن من فراقك.. ولن أقبل أن تبتعدي بشبر واحد عن هذه المدينة، حيثما أكون أحبك معي.. ووجدت في كلماتك سيدي نزار قباني وهو يرسل قصيدته" إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني " إذ يقول: مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات.. ومقصوصة، كجناح أبيك، هي المفردات.. آسفة أستاذ إن كان الموضوع مختلفا ولكن الأب يبدو واحدا" حينها وبسرعة تلقت ردا منه يشكرها على تعليقها البهي: " سعيد بهذا التعليق منك ريم، سرتني كلماتك؛ هو فعلا الأب واحد، ولا أخفيك ألمي لفراق ابني الذي لم أتمكن من رؤيته منذ مدة، فعلاقتي به تفوق علاقة الأب بابنه" أعجبها رده حينها، وبدون أن تحس وجدت نفسها ترد على كلماته كلها بعد ذلك، ويعلق هو بإعجاب على ردها عليه. كانت تجد متعة في التعليق على كلماته واستقبال رده بعد ذلك، والأعضاء الآخرون هم من يرسمون رموز الإعجاب بكلماتهم، وأحيانا يشاركونهم التعليقات بنفس الخانة، فلا تمل ريم من الرد على كل منهم... استأنست ريم بهذه الصفحة، وصارت تجدها مصدر بهجة بعدما تنهي عملها بتلك المدرسة الخصوصية التي تنهك قواها اليوم كله وتستنزف منها الجهد والقوة.. وفي مرة، انتبهت إلى أن اسم علي حامد موجود بخانة الرسائل، يبدو أنه بعث لها واحدة، لكنها انشغلت بأشياء أخرى فغاب عنها أن تقرأ الرسالة الواردة... |
رد: الحب في زمن كوفيد19
نفس طويل في السرد وتشويق في الحكي، وكأنني أما شاشة أتفرج على أحد المسلسلات؛ التي تقطع لذة الفرجة عمدا في لقطة مهمة؛ لتترك المتفرج مسائلا المخرج عن فكرته وطريقة إخراجه لأحداث القصة في الحلقة الموالية.
خولة أمتعتيني وذكرتيني بأيام الفراغ، أنتظر نص الرسالة وما يترتب عنها من أثر في نفس ريم مع باقي الأحداث. |
رد: الحب في زمن كوفيد19
اقتباس:
متابعة ممتعة |
رد: الحب في زمن كوفيد19
أسجل مروري وسأعود ..
تحيتي إلى حين العودة .. |
رد: الحب في زمن كوفيد19
اقتباس:
|
رد: الحب في زمن كوفيد19
نسيت ريم أمر الرسالة وكانت مع فتحها للفايسبوك لا تتذكرها أبدا، تتصفح ما تريد، تكتب ما شاءت أن تشارك به، وتضع كالعادة رموزا للإعجاب وبعض التعليقات، ولم تنتبه إلى أن علي يكاد يكون تواجده نادرا جدا في المشاركات خلال هذه الأيام، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بكلمات لها هي، وبقي الحال على ما هو عليه مدة تتجاوز خمسة عشر يوما حتى كتبت ريم ما يلي:
" لقد حاولت كتابة قصيدة جزل ؛ يسعدني أن أتلقى آراءكم حول كلماتها: وْقْفْتْ مقابلاكْ بْعْقْلي حايْر نْسْأْلْكْ شْحالْ مْخْبّْعْ مْنْ سْرايرْ؟ شحال فْعْماقْكْ مْنْ كْنُوزْ وْ جْوَاهْر؟ شحال وقف بحالي قبالك بكل همو وسرارو حكالك وشكون يجمع بداخلو بحالك؟ عْلَا داكْشِّي موجك هَاجْ ! علا داكشي عْلا ومَاجْ مْزِييُّنِين ثورتك كِيف التّاجْ عليك الهم زايد كْثْرْ وْاللّي ما حْسّْ بيكْ وْ قَالْ: انت كثير متكبر متجبّرْ راه يا الحبيب هو اللي خْسْرْ خْسْرْ راحة ما يْلْقاها عندكْ إلا اللّي يْتْأْمّْلْ جزرك ومدّكْ لْحْدّْ دْيالْكْ؟ ماعرفتْ حدّكْ ! يا سْعْداتي واناواقفَه قْدّامْكْ ! خُوذْني يا بْحْرْ.. خوذني لْعْنْدْكْ حْمْلْنِي عْلى بساطْ امواجْكْ هاجْر بيا خْليني نْغُوص فْعْماقْكْ ونْطْهّْرْ روحي فيك خلّيني وادّيني يا بحر وْمْعاكْ خليني هكذا كان ما اعتبرته ريم نصا شبيها بالزجل، ومع ذلك تلقت رموز إعجاب كثيرة، وبعض التعليقات: " نص جميل _ إبداع رائع _ إحساس جميل وتعبير أجمل...." ، وغير ذلك من الكلمات والعبارات وهي ترد بفرحة على كل التعليقات، لتلاحظ فجأة تعليق " علي حامد" : "ما أجمل هذه الكلمات ريم ! إحساس مرهف وأحرف متوهجة بعشق الطبيعة.. أبدعت ريم في حديثك مع البحر ذلك الأفق الواسع الذي يجرنا إلى عالم آخر ويريح أنفسنا" هنا تذكرت ريم تلك الرسالة، ولذلك كان ردها على تعليقه سريعا: "شكرا أستاذ علي". وعادت لفتح صندوق الرسائل الذي غالبا مالا تعيره اهتماما، فانتبهت لوجود مجموعة من الرسائل التي لم تقرأها، من بينها رسالة علي حامد؛ بضغطة زر.. ها هي تقرأ الرسالة: " مرحبا ريم؛ أيتها العزيزة المحترمة، أرى أنه من واجبي أن أوجه لك رسالة شكر خاص بك.. تعبيرا عن فرحتي بتجاوبك مع ما أكتبه من نصوص.. فشكرا لك" سرتها رسالته، فأن يكتب لها محبوب جماهير صفحة: " اعشق كتابا.. اكتب حرفا.. ضع بصمتك" دون غيره من الأعضاء فهذا يعني أنها حقا تركت بصمتها.. فكيف سترد عليه..؟ طبعا يجب أن ترد؛ احتراما لهذا الشخص الذي يظهر أنه قدر قيمة كتاباتها، ورآها أهلا لهذا الشكر.... وبدأت تضغط على الأزرار لترسم الحروف فتشكل الكلمات التي سترد بها على علي: " سيدي أنت الأحق بالشكر، وقد أسعدتني رسالتك... أعتذر لك عن تأخري في الرد عنك؛ فلم أنتبه إلى رسالتك إلا الآن." وما إن ضغطت على زر الإرسال حتى انتبهت إلى أنه يكتب لها رسالة، فكأنه كان ينتظر تلك الرسالة وقد قرأها سريعا، وهاهو يستعد للرد على رسالتها الآن.. |
رد: الحب في زمن كوفيد19
سرد باذخ ومشوق . ونفس طويل لا يملكه إلا من كانت ملكته اللغوية بهذا المستوى الرفيع .
أهنئك خولة على ما تنثرينه هنا وهناك من درر . دمت بمودة تليق بك |
رد: الحب في زمن كوفيد19
اقتباس:
متابعة شيقة |
الساعة الآن 06 : 05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية