منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   جمهورية الأدباء العرب (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=374)
-   -   عش رشيد الميموني الدافئ (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=14437)

رشيد الميموني 12 / 03 / 2010 37 : 01 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوران شما (المشاركة 63678)
رائع جداً هذا البوح رغم مايغلفه من الحزن والألم والفراق , أشعر
وكأن بُعدك عن المنتدى أفرز هذا البوح الجميل , في عشك الدافئ .
بانتظار المزيد أستاذ رشيد , تقبل محبتي وتقديري .
:nic54:

أختي الغالية بوران ..حياك الله و رعاك ..
في الحقيقة أغبط نفسي على هذا الاهتمام المتزايد بما أكتبه .. وكنت دوما أنتظر مرورك لما يحمله من عبق المحبة و حميمية التواصل ..
أشكرك من كل قلبي و أدعوك للبقاء بالجوار ..
بكل المحبة .

ناهد شما 12 / 03 / 2010 46 : 03 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
[glow=FF0000]

بعد أن تغيب أستاذ رشيد عن المنتدى فترة من الزمن تم بالإجماع عدم مغادرته قبل مرور سنة
وسأجتمع مع نفسي لمدة ساعة وربما أصدر قراراً بإعطاء الأستاذ رشيد إجازة لمدة شهر آخر
مع الاعمال الشاقة وهي ( أخذ لاب توب للجبال والكهوف والجلوس هناك ) ليعود لنا بمثل هذا الإبداع
ما شاء الله وتبارك
رائع يا رشيد ولا أخفي عليك انني أتألم جداً من الوداع الفراق
عجيبة هذه الحياة اجتماع ووداع لقاء وفراق
جعلنا الله من المستقبلين وليس من المودعين
دمت بخير
[/center][/glow]

رشيد الميموني 12 / 03 / 2010 52 : 03 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجية عامر (المشاركة 63693)
لا زلت متتبعة لما يخطه قلمك أخي رشيد و مستمتعة بحروفك التي تتبث لنا ثقافتك الواسعة و تميزك الرائع في السرد

ما أحر ساعة الفراق أخي رشيد خصوصا عندما تودع أعز الناس و أقربهم لقلبك.


دمت متألقا أستاذي الغالي

الغالية ناجية حياك الله ..
وما تشجيعك إلا وقود و حطب لخاطرتي لتأجج و تعطي أقصى ما يمكن أن تعطيه ..
اعتدت على مرورك البهي ك و اتمنى أن يستمر ..
بكل المحبة و التقدير .

رولا نظمي 20 / 03 / 2010 50 : 05 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
أستاذي القدير............رشيد الميموني
كلما شعرت بالضيق آتي إلى عشك الدافئ
أشعر بالفعل بالسكون والراحه وأنا أقرأكتاباتك الرائعه
ودمت بخير أستاذي الفاضل وحفظ الله ورعايته

رشيد الميموني 20 / 03 / 2010 37 : 06 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 63707)
[glow=ff0000]
بعد أن تغيب أستاذ رشيد عن المنتدى فترة من الزمن تم بالإجماع عدم مغادرته قبل مرور سنة
وسأجتمع مع نفسي لمدة ساعة وربما أصدر قراراً بإعطاء الأستاذ رشيد إجازة لمدة شهر آخر
مع الاعمال الشاقة وهي ( أخذ لاب توب للجبال والكهوف والجلوس هناك ) ليعود لنا بمثل هذا الإبداع
ما شاء الله وتبارك
رائع يا رشيد ولا أخفي عليك انني أتألم جداً من الوداع الفراق
عجيبة هذه الحياة اجتماع ووداع لقاء وفراق
جعلنا الله من المستقبلين وليس من المودعين

دمت بخير
[/center][/glow]

أختي الغالية ناهد ..
من منا يطيق الفراق و الوداع أو حتى ذكرهما ؟
ما ذكرته عن اصطحابي للاب توب حين أوغل بين الجبال و الكهوف هو ما أتمناه ، لأن تواجدي هناك يؤجج خاطرتي .. لكن اطمئني فإني أختزن في ذاكرتي ما لا يمكنني نسيانه ..
ربما يكون ذلك من الأشغال الشاقة .. لكني سوف أكون من المحكومين عليهم المبتهجين بذلك الحكم ..
تقلبي شكري و مودتي .

رشيد الميموني 20 / 03 / 2010 41 : 06 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 64660)
أستاذي القدير............رشيد الميموني
كلما شعرت بالضيق آتي إلى عشك الدافئ
أشعر بالفعل بالسكون والراحه وأنا أقرأكتاباتك الرائعه
ودمت بخير أستاذي الفاضل وحفظ الله ورعايته

العزيزة رولا .. اسعد الله مساءك بكل خير ..
يسعدني أن تواجدك هنا في عشي الدافئ يشعرك بالسكون و الراحة ..
لك أن تتواجدي فيه متى و أنى شئت فعشي مشرع ذراعيه لكل الزائرين ..
أشكرك من كل قلبي على تشجيعك الدائم
كوني دوما بالجوار و تقبلي مني كل مودتي ..

رشيد الميموني 21 / 03 / 2010 06 : 02 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
26

[align=justify]

يبدو أن الإقامة عند غادة صديقي قد استهوتني ، واستعذبت حالة الركود الجسدي و النفسي .. لكن شيئا بداخلي كان يدفعني للرحيل من جديد .. تاقت نفسي للانطلاق عبر الأحراش و الوديان .. وهفت نفسي لمعانقة الغابة وأنسام سندياناتها و صفصافها .. واشتقت للمسير عبر الأودية والجلوس لحظات على ضفاف الغدران ، خاصة و أني بدأت أشعر بأن الجو بدأ يتغير مع أولى تباشير الربيع التي تلوح في الأفق .
ومع كل ما كان يعتلج في نفسي من لهفة لمغادرة البلدة الوديعة و أهلها الطيبين ، فإن شعورا بالذنب كان يقض مضجعي و أنا أتخيل صديقي في محنته .. وكثيرا ما كنت أمني النفس بالتسلل ليلا إلى منزله و مسامرته في غرفته الأنيقة أو اللحاق به في الكوخ .. لكني أتراجع خشية أن أزعج النائمين أو أن أسبب لهم قلقا حين يستيقظون صباحا و لا يجدونني في فراشي .
لاحظت حليمة سهومي و تطلعي نحو البروة المقابلة للمنزل حيث يسكن صديقي لكنها لم تعلق على ذلك .. وكثيرا ما كانت تقول مازحة :
- أرى أنك مشتاق إلى هناك .. أبي لا يعترض ولكنه لا يرى في ذهابك فائدة ما دام صديقك ليس متواجدا ..
- ليس متواجدا ؟ أين ذهب ؟ للرعي ؟.. أريد اللحاق به في الكوخ ..
أطرقت هنيهة ثم رفعت رأسها وهي تقول بوجوم :
- ولا هناك .. ذهب للعلاج ..
خفق قلبي بعنف :
- للعلاج ؟ .. هل هو مريض إلى هذا الحد ؟ ولم يخبرني ؟ أين يعالج ؟
- اهدأ .. لقد ذهب عند أحد معارفنا المشهورين ببركته .. سيعود عما قريب إن شاء الله .. هل تريد الخروج للتجول قليلا ؟ لا شك أنك سئمت الجلوس بين الحيطان ..
أحنيت رأسي أن نعم .. ثم انطلقت بين السواقي تحفني أشجار السنديان حتى وصلت إلى المنبع و تراءت لي الربوة التي حدثني عنها صديقي .. ترى هل ألغى فكرة بناء مسكنه هناك ؟ .. الهدوء يسود المكان إلا من خرير المياه .. فكرت في العروج على منزل أبويه لكني خشيت أن أصل و والده غائب .. قفزت إلى صخرة تحف بها المياه من كل جانب وجلست أتملى بمنظر النهر الهادر وقد أخذتني سنة فلا أنتبه إلا و بصري قد وصل إلى أسفل حيث تكونت بحيرة وسط الأشجار ، فأعود أنظر إلى ما تحت قدمي ، وسرعان ما أجدني من جديد أنظر إلى البركة .. ولأول مرة لا يثير في منظر الطبيعة أي إحساس .. هل هو القنوط و اليأس من لقاء غادتي ؟ لكن .. الم أعاهد نفسي على عدم التفكير بها من جديد ؟ .. متى عاهدت نفسي ؟ .. لا أدري إن كنت نسيت أو تناسيت .. ثم إني حتى ولو حاولت التفكير بها ، فسوف أكون قد سببت لنفسي قلقا و عدم استقرار .. أين هي ؟ و كيف السبيل إليها ؟ .. الأفضل أن أعرض عن كل هذا .. هل هو حزني على صديقي و تأثري بحالته ؟ .. ربما .. لكني في قرارة نفسي كنت أحس بشيء مبهم يقض مضجعي كلما تراءى لي وجه حليمة و هي بدورها تعاني في صمت .. كنت أستأنس بشبهها الكبير بغادتي ، وكان هذا يؤلم ضميري و أنا أرى نفسي في مكان كان صديقي أولى به مني .. ما الذي يشدني للبقاء هناك .. ولم لا أغادر البلدة ؟ أين أذهب ؟ .. الشيخ العجوز .. البحر .. شعرت بفرحة غامرة و أنا أتخيل نفسي من جديد في كوخ الصياد مستمعا إلى أحاديثه التي لا تنتهي .. إذن قضي الأمر وما علي إلا أن أخبر حليمة و أباها ثم انتظر الصباح لأنطلق نحو البحر .. نهضت للتو و قفزت من جديد من أعلى الصخرة .. فعادت أصوات المساء تشنف أذني بأنغام الخرير و زقزقة العصافير و خوار البقرات العائدة من الرعي وكأني أسمعها لأول مرة..
وجدت والد حليمة متكئا على مخدة في إحدى الحجرات و عيناه على الخارج يراقب قطيع المعز وهو يهرول نحو الحظيرة .. كدت أبكي من جديد و أنا ألمح العنزة تتقدم القطيع برشاقة .. هل أحست بغياب سيدها ؟
دعاني الوالد إلى الجلوس قائلا :
- أخبرتني حليمة أنك خرجت للتجول .. حسنا فعلت .. أرض الله واسعة و جميلة .. والدنيا عندنا هنا جنة .
- أجل عمي .. وهذا ما جعلني أبقى هنا طيلة هذه المدة .. وقد آن الأوان لكي أغادركم .. لقد كنتم في منتهى الطيبة و الكرم ..
- أعوذ بالله ..لا تقل هذا ..أنت ابني و ما فعلنا شيئا يستحق كل هذا الشكر .. لكن قل لي .. إلى أين ستذهب ؟
هل لك وجهة معينة أم أنك فقط سئمت منا ؟
و أطلق ضحكته الرنانة في الوقت الذي دخلت فيه حليمة بإبريق الشاي وبعض القطائف بالسمن و العسل .
لمحت منها إشارة خفية تدعوه للنهوض .. لا شك أنها تريد أن تفضي غليه بشيء هام يخص الأسرة .. نهض و هو ينظر بأسف إلى الإبريق و القطائف و خرج ، لكن كان بإمكاني رؤيته في الفناء و هو يصغي باهتمام إلى حليمة و قد علت وجهه البغتة .. أما هي فلم أكن المح إلا منديلها المخطط بالأحمر و الأبيض ، وجزءا من كتفها .. ثم شعرت بحركة غير عادية في البيت .. الكل يهرول ..ذهابا وجيئة .. وفي لحظة .. ساد الصمت .. فلم أعد اسمع شيئا و كأن الأرض انشقت عن ساكنيها و ابتلعتهم .. أين يكونون قد ذهبوا وما هذا الأمر الذي جاءت حليمة لتسر به إلى والدها ؟
نهضت بدوري لأستطلع الخبر فلم أجد أحدا .. خرجت و الظلام قد بدأ يسدل ستاره .. وقفلت أتملى بمنظر الليل وقد تلألأت النجوم في السماء الضاربة في السواد .. و أحسست برهبة المنظر خاصة حين رأيت شهابا يشق عنان السماء وخيل لي أن تراتيل شجية تنبعث من الفضاء المترامي الأطراف .. هل هي لحظة صعود روح من الأرواح إلى خالقها ؟
تراءى لي شبح يقترب من المنزل .. لا بد أنه لم يرني لأني لمحته يبحث عن شيء أمام الفرن .. هي حليمة .. ماذا تفعل و عم تبحث ؟ و ما هذا الاختفاء المفاجئ لكل أفراد الأسرة ؟ .. حليمة لن تدخل إلى البيت و تدل حركتها على أنها لا تريد أن يعلم أحد بمجيئها .. هل تريد أن تخفي عني قدومها كي لا اسألها ؟ ..
- حليمة .. ماذا هناك ؟ ماذا يجري ؟ خيرا إن شاء الله ؟
و كأنما لسعتها عقرب .. فانتفضت في مكانها و التفتت إلي غير مصدقة وجودي على عتبة الباب .
- لا شيء .. سوى أن أسرة المفضل طلبت منا مساعدتها في ..
- في ماذا ؟ ..
- لقد عاد المفضل منذ قليل .. صحبة فقيه .. و ..
لم تكمل .. فقد غلبها البكاء ..
- مالك حليمة .. وما الذي جرى ؟ ولم البكاء ؟ هل المفضل بخير ؟
- هو مريض .. مريض جدا .
شعرت بدوار و طنين يملأ أذني و سألتها :
- لماذا لم تأخذوني معكم لرؤيته ؟ أين هو الآن ؟
وفي اللحظة التي خطوت دون وعي نحو المنزل الآخر في الجانب الأعلى من البلدة ، لمحت شبحين يقتربان في تؤدة وهما منهمكان في الحديث بينما انسلت حليمة من جديد وغابت في الظلمة .. ميزت قامة والد حليمة و شخصا عرفت أنه إمام البلدة .. فلم أشعر إلا و أنا أتقدم نحوهما قاطعا همسهما :
- السلام عليكم .. اسمح لي عمي .. كيف حال المفضل ؟ وهل يمكنني رؤيته ؟
سكتا هنيهة و هما ينظران إلى بعضهما البعض ثم قال صاحب البيت :
- صبرا ابني .. لا تتعجل وعد إلى المنزل كي لا تصيبك نزلة برد .
ثم ابتعدا وهما لا يزالان يتحدثان في همس .. التفت إلى جانب الفرن لأجد حليمة قد عادت من جديد ..
اقتربت منها ، و على ضوء النار التي أشعلتها لمحت عينيها المنتفختين من البكاء ..
- حليمة أرجوك .. قولي لي ما الذي يحدث و كيف هو المفضل ؟
في هذه المرة .. نظرت بإمعان في عينيها فتناهت إلي من أعماقهما صرخة مدوية أعقبها نحيب متواصل .
مادت الأرض تحت قدمي .. التفت إلى المنزل هناك ثم عدت أنظر إليها متسائلا فلم أجد غير الجواب نفسه ، و أسمع نفس الصيحة و نفس النحيب .. عادت بي الذاكرة إلى ما كنت أتخيله من ترنيمة شجية تنبعث من السماء فوقف شعر رأسي و أحسست أن قدمي لم تعودا تستطيعان حملي فاستندت إلى كرسي خشبي مرمى إلى جانب الفرن كي لا أسقط .. ثم تلا ذلك مجيئا و ذهابا و هرولة من جديد .. كنت أريد أن أسمع كلاما يطمئنني و يبعد عني ما تمثل لي من حقيقة لا مراء فيها .. لكني ، على العكس من ذلك ، لم أسمع إلا همهمة و لم أر إلا إشارات مبهمة زادت من شجوني .. حتى جاء الضربة القاضية من إمام المسجد وهو يودع والد حليمة قائلا في أسى :
- إنا لله و إنا إليه راجعون .."
بالأمس اختفت غادتي .. و اليوم يغيب صديقي .. فماذا تخبئ لي الأيام ؟
[/align]

رولا نظمي 21 / 03 / 2010 32 : 08 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
أستاذي الفاضل ...........رشيد الميموني
لقد أسعدني ما كتبت ولكن عندما وصلت للنهايه
شعرت بالأسى لما حدث لوالد حليمه أعرف بأنها قصه ولكن أنا سريعة التأثر
وبصدق الوصف الذي أبدعته رائع بروعة كاتبه
وبالفعل استمتعت بهذا الوصف الخلاب
ودام قلمك النابض بالحياة
وألف شكر على هذا الطرح الجميل جداً
دمت أستاذي بألف خير وحفظ الله تعالى

رشيد الميموني 21 / 03 / 2010 06 : 11 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 64817)
أستاذي الفاضل ...........رشيد الميموني
لقد أسعدني ما كتبت ولكن عندما وصلت للنهايه
شعرت بالأسى لما حدث لوالد حليمه أعرف بأنها قصه ولكن أنا سريعة التأثر
وبصدق الوصف الذي أبدعته رائع بروعة كاتبه
وبالفعل استمتعت بهذا الوصف الخلاب
ودام قلمك النابض بالحياة
وألف شكر على هذا الطرح الجميل جداً
دمت أستاذي بألف خير وحفظ الله تعالى

لا أكتمك رولا أنني لدى انتهائي من كتابة جزء من هذا البوح ، كثيرا ما أستغرب لما انتهت إليه الحكاية .. لأني لا أكتب إلا ما تمليه علي مشاعري لحظة الكتابة ..
ولي في دعمك و تشجيعك حافزا لأستمر ..
ابقي بالجوار فتشجيعك وقود لخواطري ..
شكرا من كل قلبي .

رولا نظمي 21 / 03 / 2010 24 : 11 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
لا داعي للشكر أستاذي الفاضل فأنت جوهرة الأدب العربي
عندما يستطيع الكاتب أن يجذب القارئ بهذه الطريقه إلى كتاباته
فإنه مبدع وبصدق فأنا لا أجامل فأنت تنقل القارئ من مكان إلى آخر
وهذا هو سر نجاح الكاتب والروائي الناجح وهو أن يحرك مخيلة القارئ
ويدفعه للعيش في جنبات قصته الرائعه
دمت أستاذي الفاضل وبارك الله فيك
بحفظ الله ورعايته

رشيد الميموني 22 / 03 / 2010 54 : 09 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 64837)
لا داعي للشكر أستاذي الفاضل فأنت جوهرة الأدب العربي
عندما يستطيع الكاتب أن يجذب القارئ بهذه الطريقه إلى كتاباته
فإنه مبدع وبصدق فأنا لا أجامل فأنت تنقل القارئ من مكان إلى آخر
وهذا هو سر نجاح الكاتب والروائي الناجح وهو أن يحرك مخيلة القارئ
ويدفعه للعيش في جنبات قصته الرائعه
دمت أستاذي الفاضل وبارك الله فيك
بحفظ الله ورعايته

عودتك رولا للتعليق من جديد كفيلة بشحذ همتي كي اكتب المزيد منتظرا دائما عبورك البهي من هنا و مترقبا بصمتك على متصفحي ..
دومي بكل المودة .

امال حسين 23 / 03 / 2010 52 : 01 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
عود كريم وحميد يا استاذنا المبدع رشيد

ها أنت تعود علينا بابداعاتك الراقية وووصفك الخلاب ولكن تؤرجح مشاعرنا بين السعادة والحزن بموت المفضل الذى شق القلب بفقد غادتك والمفضل

كان الله فى عونك فان هذه الكتابات تستهلك مشاعرك وانفعالاتك

استاذى المبدع تقبل كل تقديرى واحترامى ومتابعتى الحثيثة لك

دمت بخير

رشيد الميموني 23 / 03 / 2010 53 : 02 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال حسين (المشاركة 64983)
عود كريم وحميد يا استاذنا المبدع رشيد

ها أنت تعود علينا بابداعاتك الراقية وووصفك الخلاب ولكن تؤرجح مشاعرنا بين السعادة والحزن بموت المفضل الذى شق القلب بفقد غادتك والمفضل

كان الله فى عونك فان هذه الكتابات تستهلك مشاعرك وانفعالاتك

استاذى المبدع تقبل كل تقديرى واحترامى ومتابعتى الحثيثة لك

دمت بخير

الغالية آمال ..
أعود لأجد في انتظاري نفس الحفاوة و نفس التشجيع الذي لاقيته منذ تأسيس هذا العش الدافئ ..
هذه الحفاوة و هذا التشجيع لما أكتبه يجعل خزان ذاكرتي لا يفتقر للأفكار ..
سعدت بمرورك آمال و أدعوك للمكوث هنا متى شئت .
مودتي .

بشرى الموسوي 23 / 03 / 2010 31 : 07 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
:nic67: :nic67: :nic67:

ناجية عامر 24 / 03 / 2010 41 : 04 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
عشت بداية القصة باستمتاع لكن نهايتها جاءت حزينة جدا فتأثرت لحال حليمة و والدها الذي رحل لدار الخلود

دمت متألقا أخي رشيد

تحيتي

ناهد شما 24 / 03 / 2010 30 : 05 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 

هكذا هي الحياة إجتماع ووداع ولقاء وفراق
كأس يشرب منه الجميع
استمتعت كثيراً ولكن الفرح لا يكمل لوجود الموت
جعل حياتك أستاذ رشيد كلها سعادة وأمل وتفاؤل
دمت بخير

رشيد الميموني 24 / 03 / 2010 06 : 02 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى الموسوي (المشاركة 65033)
:nic67: :nic67: :nic67:

مرحبا بشرى .. أشكرك .. هذا ما احتاج إليه في منطقة لا أتوفر فيها على ذلك .
دمت بكل المودة .

رشيد الميموني 24 / 03 / 2010 14 : 02 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجية عامر (المشاركة 65091)
عشت بداية القصة باستمتاع لكن نهايتها جاءت حزينة جدا فتأثرت لحال حليمة و حبيبها الذي رحل لدار الخلود


دمت متألقا أخي رشيد


تحيتي

أشكرك ناجية على هذا المديح .. أما ما غلف البوح من حزن فلا دخل لي فيه (ابتسامة)..
أرجو أن تستمتعي دائما بما أكتبه .. فهذا يشجعني للمزيد من الكتابة .
دامت لك المودة .

رشيد الميموني 24 / 03 / 2010 27 : 02 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما (المشاركة 65096)
هكذا هي الحياة إجتماع ووداع ولقاء وفراق
كأس يشرب منه الجميع
استمتعت كثيراً ولكن الفرح لا يكمل لوجود الموت
جعل حياتك أستاذ رشيد كلها سعادة وأمل وتفاؤل

دمت بخير

تعليقك ناهد جاء مادحا مع دعائك الطيب ..
نعم الكأس التي نشرب منها لا تظل على حالة واحدة .. تارة حلوة و تارة مرة ..
شكرا لك و أرجو أن تظلي على استمتاعك ببوحي في عشي الدافئ ..
ولك كل المحبة و التقدير .

ميرا فرحات 25 / 03 / 2010 56 : 02 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
يالقلمك استاذ رشيد .. وهو ينغمس بمداد احساسك


ليكتب كلمات ارقى من الروعه




مازلت اقرا ..





تحيتي واعجابي

رشيد الميموني 25 / 03 / 2010 00 : 03 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرا فرحات (المشاركة 65190)
يالقلمك استاذ رشيد .. وهو ينغمس بمداد احساسك


ليكتب كلمات ارقى من الروعه




مازلت اقرا ..





تحيتي واعجابي

الأخت العزيزة مبرا ..
كنت على يقين من أنك لن تلبثي أن تمري من هنا و أنك ستضفين ألقا على عشي بزيارتك هذه ..
أسعدتني كلماتك المشجعة و أرجو أن تتكرر زيراتك إلى هنا .. غلى العش الدافئ .
شكرا لك من كل قلبي ودمت بكل المودة .

رشيد الميموني 25 / 03 / 2010 55 : 08 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
27
[align=justify]
كل شيء ينطق ربيعا .. في كل مكان يطل علي الربيع هامسا مبتسما .. تهتز الأرض و تربو .. وتينع مفترا ثغرها عن ابتسامة ساحرة .. تنظر إلي الأزهار بدلال و الأشجار تومئ إلي بحنو ، و الجدول يتطلع إلي في نشوة .. أنطلق بعيدا موغلا في الغابة المطلة على البلدة و كأني أسابق الزمن كي أصل إلى هناك .. صار هناك ملجئي كل أصيل ..
هل كان لا بد من مساحة زمنية كافية لكي أنتبه إلى ما يحيط بي من جمال و الربيع يطرق الأبواب معلنا عن وصوله بأبهى حلة ؟ .. كم مر عي من الوقت و أنا حبيس الغرفة الأنيقة حيث اعتكفت تماما و عزفت عن رؤية كل كائن ؟ .. وبينما كانت الدنيا في الخارج تتشكل خيوطا بأزهى الألوان و أبهاها ، كنت أنا طريح الفراش أعاني من صدمة أشد وطأ مما عانيته و أنا في الكوخ صريع الحمى أنتظر أن تنهشني الذئاب بأنيابها الحادة ، قبل أن يسعفني صديقي المفضل ويحملني إلى البلدة .. المفضل ؟ .. كأنه اسم غريب يتردد على شفتي .. من يكون هذا المفضل ؟ .. ولم كل هذه المرارة التي تصاحب النطق به ؟ .. كنت أحاول أن أركز ذهني كي أعرف ما الذي حدث لكني أعجز و أجد نفسي موغلة في ضباب كثيف يلفني ثم يكتنفني سواد مرعب .. كنت أتذكر فقط لحظة انطلقت كالمجنون نحو بيت صديقي لأقتحم حشد الجالسين حول الجسد المسجى و أنزع عن الوجه الحبيب الغطاء أمام ذهول الجميع .. ياااه ..كم كان بهيا وكم زادت وسامته حين وقع بصري عليه .. بل إن وجنتاه بدتا لي أنضر وخيل إلي أنها دافئة موردة .. انهلت عليها تقبيلا و دموعي تبللها .. ثم مسحت بكفي على جبينه قبل أن أغطي الوجه من جديد و انهض و أتمشى قليلا مترنحا ، ثم أتهاوى عند عتبة الباب ..
كانت غيبوبة لم أستفق منها إلا بعد أيام من مواراة جثمان صديقي الثرى .. كنت أستمع إلى حليمة و هي تحدثني عن هذياني و عصبيتي أثناء غيبوبتي حتى صار الكل يخشى أن ألحق بالمفضل ..
ترى ماذا كنت أقول أثناء هذياني ؟ وهل تلفظت بما يشير إلى حب صديقي وعشقه لغادته ؟ .. كنت أنظر إلى حليمة بريبة وهي تحدثني عن هذياني ، فتبتسم و تحمر وجنتاها .. و أعلم أني أفرغت كل ما كان يحويه صدري من أسرار صديقي .. لكن ، لماذا أسميها أسرارا ؟ ألا تكون حليمة أعلم و أدرى مني بما كان يكنه لها المفضل من حب صامت ؟ .. أعترف أن انتهائي إلى هذه الفكرة جعلني أتنفس الصعداء مؤقتا ، لأني خشيت أن أكون تحدثت عن غادتي الهاربة أيضا .
طبعا تأجل رحيلي عن البلدة .. لم يكن لدي خيار .. فحالة الوهن التي وصلت إليها لم تكن تسمح لي حتى بالنهوض فبالأحرى صعود الجبال و اقتحام الوديان .. ثم إني كنت سأصطدم بالمعارضة القوية لوالد حليمة فيما لو أعلنت عن نيتي في الرحيل .
بدأت أولى خطواتي المحتشمة تقتصر على محيط البيت لأجلس ساعات تحت أشجار الإجاص و المشمش التي بدأت تزهر. وكثيرا ما حملت معي الكرسي الخشبي بجانب الفرن لأتابع حليمة و هي تضع الخبز فيه .
وشيئا فشيئا صرت أقوى على السير بالقرب من البلدة ، فأصعد إلى المنبع و أقف طويلا عند الربوة التي كانت محط آمال صديقي و أحس بقلبي يعتصر ألما .. ولطالما هفت نفسي لصعود الجبل و ألج إلى الكوخ الذي ولا شك صار يشكو من فقدانه لصاحبه .. ترى هل صار موحشا الآن ؟ إذن علي بالعودة إليه و ترتيبه إكراما لروح المفضل الحبيب .. في تلك اللحظة بدت لي الفكرة صعبة المنال لكني كنت أعلم أن لا شيء سيردعني و يوقف جموح نفسي للوصول إلى هناك إن عاجلا أو آجلا ..
الحزن و الأسى كانا يوغلان في النفس و القلب ، ومقابل ذلك كانت الدنيا تتفتح و تزدهي احتفاء بالربيع ، ثم إن عناية أهل حليمة بي خفف علي مصابي . لكن الشيء الحاسم الذي جعلني أنفض عني ما علق بي من شجن هو إصراري على فعل شيء من أجل صديقي .. فكرت في العناية بالكوخ و صرت أهتم بالعنزة أكثر من ذي قبل و نظرات حليمة تتابعني في فضول .. سرح خيالي إلى الربوة و تمنيت لو يكون هناك عشي الجديد .. بل إني و في غمرة حماسي بالبحث عن كل شيء أفعله إكراما لروح الفقيد ، صرت أركز اهتمامي أكثر بحليمة فأساعدها في بعض أعمالها الشاقة كالسقي و جمع الحطب و إشعال النار بالفرن .. وكانت تتمثل لي نظرات المفضل المليئة حزنا و أستشف منها رضا و طمـأنينة .. فأجد في مساعدة غادته ..
زياراتي للربوة لا تنتهي .. أجد نفسي كل يوم جالسا عند الجانب الأيمن حيث دفن صديقي .. أتأمل استطالة القبر بينما يسود سكون تام .. لا شيء يتحرك ولا شيء يهمس أو ينبس بصوت .. ربما احتراما لهذا الراقد في سلام الآن .. هل أغبطه لأنه ارتاح من كل هذا العناء ؟ على الأقل ، ارتاح وارتاحت نفسه وقلبه من هذا الذي نسميه حبا .. أقارن بين حالتي وحالته فأجده أوفر مني حظا ، لأنه بكل بساطة كان ينظر بواقعية إلى حبه مع يأسه منه ، بينما أنا أغرق في مستنقع اليأس ومع ذلك أعيش هذا اليأس و أجري وراء السراب .
اليوم .. أنا هنا في الكوخ .. قدمت إليه باكرا بعد أن أعلمت الأسرة برغبتي في ذلك .. حملت معي الزاد الكافي .. وانطلقت أذرع الأرض المخضرة مشيا حثيثا تستقبلني نسمات الصباح الباردة قبل أن تطل الشمس من أعلى الجبل .. توقفت كثيرا عند بعض الجداول لأنعش جبهتي بمائها البارد .. ثم أتابع السير وقد شملني حبور لا يوصف ، وكأني لم أكن بالأمس صريع الحزن على فقدان صديقي .. كنت انظر إلى ما حولي من أشجار تحجب عني رؤية الجبال و أتخيل أن روح صديقي تتعقبني فأتوقف قليلا و أصيخ السمع مترقبا نداء أو ضحكة .. لكن لا شيء كان يملأ الجو سوى حفيف الأوراق و هي تتناغم مع النسيم و رقرقة الجداول المنسابة مياهها في إيقاع رتيب لكنه ممتع .. زقزقة العصافير و تنقلها في خفة من غصن لآخر جعلني أحس ببراءتها و انسياقها مع غرائزها دون تكلف .
ربما طافت بمخيلتي غادتي بسرعة كلمح البصر و أتساءل : هل حقا نسيتها ؟ أم أني أحاول جاهدا على تناسيها ؟ لماذا أريد نسيانها ؟ هل وجدت ما يعوضني عنها ؟ هل يكفيني تأمل وجه حليمة لأتذكرها و أعيش على ذكراها ؟ قد يكون هذا صحيحا ، لكني سرعان ما كنت أطرد عني مثل هذه الأفكار احتراما لذكرى صديقي . هل أذهب للبحث عنها ؟ لم لا تبحث عني هي الأخرى ؟ لم أحمل نفسي مسؤولية الفراق بينما كانت هي من ورائه ؟ ترى هل تكون نهايتي مثل صديقي فأرحل دون أن أفوز باللقاء ؟
وصولي إلى الكوخ بدد ما بدأ يشملني من أسى .. ووقفت على مقربة منه .. نتبادل النظرات .. أحس به يبكي و ينتحب في صمت .. يبدو أنه يعلم بمصير من كان يسكنه طيلة فصل الربيع و بعض من الصيف . تقدمت بحذر احتراما لمشاعره و لمست بابه برفق فانفتح دون عناء .. أثارت رائحة المكان أشجاني و جال بصري بأنحائه .. هناك الغطاء الصوفي الذي دثرني به أول مرة و المصطبة التي تنازل لي عنها عند أول لقاء لنا هناك .. كل شيء يهتف باسمه .. كل شيء ينطق بحضوره وكأنه لا يزال هنا .
قضيت النهار كله في إزاحة ما تراكم عند الباب من تراب بفعل السيول و الرياح و نفضت الغبار عن الباب ثم رششت الماء على جوانبه فبدا متلألئا .. جلست أستريح و أتناول زادي .. كانت شهيتي كبيرة فالتهمت طعامي بشراهة .. ثم استلقيت قرب الكوخ مستظلا بأشجار السنديان الجاثمة من فوقي في حنو .
أخذتني سنة و جسدي يغلي حبورا ، تعمه سكينة تامة .. يتناهى إلي ثغاء بعيد يصاحبه نباح .. أين يكون هذا القطيع ؟ .. تمنيت لو اصطحبت معي العنزة .. عنزة المفضل كما صرت أسميها .. أو حليمة كما كان يحلو لصديقي أن يناديها . ستذكرني دائما به .. فقط ؟ أم أن هناك شيئا آخر لا أريد الإفصاح به و أحاول تجاهله ؟
كانت للمعزة مكانة رفيعة عندي .. المعزة كانت تشكل رمزا لحب صديقي تجاه غادته .. حليمة تشبه غادتي تماما .. إلى أين يوصلني هذا الهذيان ؟
انتبهت فجأة على مأمأة بالقرب مني .. استويت جالسا والتفت نحو المنحدر لأجد فعلا العنزة تركض نحوي ..
ومن ورائها بدت حليمة .
[/align]

رولا نظمي 25 / 03 / 2010 48 : 10 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
أستاذي الفاضل.............رشيد الميموني
شعرت بنفسي وأنا أجوب الوادي الأخضر بقدمين عاريتين لكي أشعر بملمس العشب الندي
وكان النسيم يداعب وجهي وامتلأ المكان بعبق الغابه وشعرت بالسكون والطمأنينه وكأن العصافير
تهمس لي بأسرار المكان .

أتعرف أستاذي الكريم منذ صغري وأنا أتمنى تواجدي بمكان كهذا فيه الدفئ والسكون
وليس لي إلا أن أشكرك جزيل الشكر وإمتناني لما تكتبه لنا وما تصوره من جمال المكان وروعته
دام قلبك الدافئ أستاذي الكريم فهو منبع الحنان ومرفأ للأمان
ودمت بألف خير وحفظ الله تعالى

رشيد الميموني 26 / 03 / 2010 35 : 01 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 65264)
أستاذي الفاضل.............رشيد الميموني
شعرت بنفسي وأنا أجوب الوادي الأخضر بقدمين عاريتين لكي أشعر بملمس العشب الندي
وكان النسيم يداعب وجهي وامتلأ المكان بعبق الغابه وشعرت بالسكون والطمأنينه وكأن العصافير
تهمس لي بأسرار المكان .

أتعرف أستاذي الكريم منذ صغري وأنا أتمنى تواجدي بمكان كهذا فيه الدفئ والسكون
وليس لي إلا أن أشكرك جزيل الشكر وإمتناني لما تكتبه لنا وما تصوره من جمال المكان وروعته
دام قلبك الدافئ أستاذي الكريم فهو منبع الحنان ومرفأ للأمان
ودمت بألف خير وحفظ الله تعالى

رائع ما ذكرته رولا عن المشي حافية القدمين لتشعري بملمس العشب الندي ..
هذا بالضبط ما أردت إيصاله عبر بوحي هذا في عشي الدافئ . أن يشعر القارئ بمتعة العيش وسط الطبيعة .
وهذا ما يحلو لي فعله و أنا أتواجد في منطقة من أجمل ما خلق الله في هذه الدنيا ..
اغمس قدمي في الجداول و الغدران .. و اسير بقدمين حافيتين على العشب ..
ها أنت ترين رولا أنني انسقت مع ما ذكرته من متعة المشي في الطبيعة وكدت انسى أن هذا مجرد تعقيب على ردك (ابتسامة)
شكرا لك رولا من جديد و إن كانت كلمات الشكر لن تفيك حقك .
تقبلي كل المودة .

بشرى الموسوي 28 / 03 / 2010 20 : 12 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 

ممممم .. يبدو ان حليمه لن تتركك وحيدا ..

يؤسفني ما حدث لصاحبك المفضل واتمنى ما قرأته يكون نهاية الاحزان استاذي ..

لازلنا نتابع الاحداث واكيد بتحلى مع قدوم الربيع .. تحياتي الخالصه

رشيد الميموني 28 / 03 / 2010 09 : 03 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى الموسوي (المشاركة 65504)
ممممم .. يبدو ان حليمه لن تتركك وحيدا ..

يؤسفني ما حدث لصاحبك المفضل واتمنى ما قرأته يكون نهاية الاحزان استاذي ..

لازلنا نتابع الاحداث واكيد بتحلى مع قدوم الربيع .. تحياتي الخالصه

مرحبا بك بشرى من جديد .. و أهلا بك زائرة لعشي الدافئ .. سعيد بتواجدك المستمر هنا و تعليقك على بوحي ..
لا أستطيع أن أعرف ما ستكون عليه النهاية .. وإلا لكنت اخبرتك .. لكني كما قلت من قبل أترك العنان للقلم أن يكتب دون إكراه ولا تكلف .
أرجو أن تبقي دائما بالجوار .. سأعود إلى العش ببوح آخر في القريب العاجل إن شاء الله .
لك مني كل المودة .

ميساء البشيتي 28 / 03 / 2010 13 : 12 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
رشيد

صباح الخير

لم أعتد فكرة موت الراعي صديقك

كانت مفاجأة نحتاج أن نعتاد عليها

أرحب بظهور حليمة على السطح .. لا بد من فترات استراحة للروح

الروح كفصول السنة يمر عليها الصيف القائظ والشتاء العاصف والخريف الداكن

ويمر عليها الربيع المشرق .. فلتكن حليمة محطة الربيع إن أمكن

أتمنى لك مزيدا من النجاح يا رشيد

رشيد الميموني 28 / 03 / 2010 57 : 09 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 65551)
رشيد

صباح الخير

لم أعتد فكرة موت الراعي صديقك

كانت مفاجأة نحتاج أن نعتاد عليها

أرحب بظهور حليمة على السطح .. لا بد من فترات استراحة للروح

الروح كفصول السنة يمر عليها الصيف القائظ والشتاء العاصف والخريف الداكن

ويمر عليها الربيع المشرق .. فلتكن حليمة محطة الربيع إن أمكن

أتمنى لك مزيدا من النجاح يا رشيد

أولا دعيني ميساء أجدد لك شكري و امتناني على تشجيعك و مواكبتك لبوحي في العش الدافئ ..
أما ما يحدث من جديد في البوح فهذا ما لاأملك الخيار فيه و أنت تعلمين ما يسكبه القلم حين لا يتلقى إملاءات خارجية .
ربكا قلت من قبل أنني أستغرب عند انتهائي من الكتابة ، و أنا اقرأ ما سطره القلم .. لذلك أؤيدك في تفاجئك بمجرى الأحداث .
كوني دوما بالجوار..
مودتي .

رشيد الميموني 01 / 04 / 2010 04 : 03 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
28

[align=justify]
لم أحرك ساكنا و أنا أترقب وصول حليمة إلى حيث أنا .. مغمض العينين ، تسري في جسدي نشوة الهدوء و المتعة بمنظر الأشجار المحيطة بي من كل جانب .. أحسست بها تتوجه أولا إلى الكوخ و تتوقف .. طال وقوفها ففتحت عيني و استويت جالسا .. بينما أقبلت العنزة تتشممني وكأنها اشتاقت لأن أربت على وبرها .
- مساء الخير ..هل كنت نائما ؟ .. لم أشأ إزعاجك .. يبدو أنك سبقتني إلى الكوخ وتعهدته بما يلزم ..
- مساء الخير .. لم أكن أعلم أنك آتية إلى هنا . عملت اللازم ، لكن ذلك يبقى ناقصا .. تلزمه لمسة خاصة .
ضحكت ثم أضافت :
- ما هو إلا كوخ يستريح فيه الرعاة لمدة محددة .. وما عملته يكفي ..
لكني شردت و أنا أتمتم في سري :
- ليس كوخا عاديا .. بل هو أكثر من ذلك ..
- هل قلت شيئا ؟
نظرت إليها طويلا ، و اعتقد أنها فهمت ما أعنيه رغم عدم سماعها لما قلت .. تضرج خداها احمرارا وأشاحت بوجهها كي لا ألاحظ ذلك ، ثم قالت مغيرة موضوع الحديث :
- يبدو أن العنزة اشتاقت إليك ..
- نعم .. كما اشتقت إليها أنا .. كنت أحس برغبة في مداعبتها منذ وصولي .. قولي .. هل أتيت قصد إعداد الكوخ ؟
- أجل .. كلفني أبي بإعداد الزاد للراعي الذي ... سوف ... يأتي .. أعني الراعي الجديد ..
ساد الصمت .. ولا شك أن ما كان يدور بخلدها هو نفسه الذي كنت أفكر فيه .. كانت لحظات قاسية و أليمة لكلينا .. الراعي الجديد ؟ .. مرة أخرى يرن اسم المفضل كالطنين حتى ليكاد يصم أذني .. واستطردت حليمة قائلة دون أن تنجح إخفاء تهدج صوتها :
- وكلفني بإبلاغك ضرورة العودة باكرا حتى لا تضل الطريق .. ستعود معي .. و أظن أن الوقت قد حان .. سيأتي الراعي بعد قليل .. بل .. إنه أتى .. هاهو ..
فعلا جاء الراعي صحبة القطيع . شاب في مقتبل العمر و يفور حيوية . ذكرني بالمفضل . هكذا كان حين التقينا أول مرة .. آلمني حضوره وشعرت نحوه بالنفور .. لكنه أقبل علي يحييني مبتسما ، فلم أملك أن مددت يدي وشعوري يتبدد ليحل محله إحساس بالود .. ما ذنبه هو إن أخذ مكان المرحوم ؟ .. حدثتني نفسي أن ألازمه بضعة أيام ، أو على الأقل هذه الليلة ، لكن منظر الشمس وهي آيلة للمغيب ، و ضرورة عودة حليمة جعلني أخجل من تركها تعود وحيدة عبر الأدغال .. هي لن تهاب شيئا ولكن الأصول تلزمني بمصاحبتها .. ماذا ستقول عني أو ماذا سيقول عني والدها حين يراها مقبلة وحيدة ، و تخبره أنني قررت المبيت هنا ؟.. يعني أنني رفضت دعوته .. وفي هذا نكران للجميل الذي غمرني به هو و أسرته منذ وصولي عندهم ..
ترى هل كان هذا المونولوج يعبر فقط عن الحرج الذي كنت أشعر به تجاه أسرة حليمة أم أن لا وعيي كان يبحث عن الأسباب التي تجعلني أرافق حليمة في طريق عودتها دون الشعور بالذنب تجاه صديقي الراحل ؟
تحدثت حليمة إلى الراعي و أبلغته تعليمات والدها ، ثم ناولته الزاد قبل أن تتوجه نحوي منتظرة ما سأفعله .
- هل نذهب ؟
التزمت الصمت قليلا و أنا أداعب العنزة التي لم تتوقف من مص شحمة أذني ، لكني قلت أخيرا :
- أجل .. يجب أن نذهب قبل أن تغيب الشمس و يحل الظلام ..
سلمت على الراعي الذي بدا مبتهجا بعمله الجديد .. وتركناه يجمع بعض الحطب ليشعل النار و يصطلي عندما ينزل الظلام و يبرد الجو ..
لم نتبادل أثناء الطريق كلمة .. كنا نسمع فقط وقع خطواتنا وهي تدوس بعض الأوراق الجافة محدثة خشخشة ممتعة .. كنت امشي أمامها و كثيرا ما ألتفت لأجدها بعيدة من ورائي فأتوقف حتى تصل .. إمارات التعب بادية عليها و هي تلهث . لا أدري لم كنت أتعجل الوصول . هل كنت خائفا من شيء أجهله ؟ أم تراني كنت أتجاهل ذلك ؟ لكن منظرها أثر في فقلت :
- نحن نقترب من الوصول كما ترين .. لكن إذا رغبت في التوقف لتستريحي قليلا ..
- أجل .. قدمي تؤلمني من المشي طيلة النهار .. شكرا لك .
كانت هناك صخرة تحاذي الطريق .. ومنها نستطيع رؤية البلدة و هي تستكين في دعة وطمأنينة بين الروابي و الحقول اليانعة .. وبالقرب منها كان النهر وقد التف من حولها كالحزام .. جلسنا نتأمل في صمت المنظر وقد غرب آخر شعاع من الشمس من خلفنا .. وهدأ النسيم التي كانت يهب بعد الظهر فلم يعد هناك شيء يتحرك من حولنا .. نظرت إلى الشجر فرأيت الأوراق جامدة .. ولا حركة .. حتى الطيور آبت إلى أوكارها وتوقفت زقزقتها .. صمت سمح لنا أن نسمع نباحا بعيدا و خوارا آتيين من البلدة التي كنت أجول عبر أنحائها ببصري و أتوقف طويلا عند الربوة حيث قبر صديقي .. ولا أدري ما الذي دفعني للالتفات فجأة نحو حليمة لأجدها تنظر بدورها إليه .. تلاقت أعيننا في ما يشبه التساؤل وكأننا ضبطنا بعضنا البعض متلبسين بشيء كان علينا تجنبه .. فلم أملك إلا أن أقول محاولا تبديد وقع المفاجأة :
- رحمه الله .. كان نعم الصديق المخلص ..
بينما همست هي بصوت أقرب ما يكون من الإجهاش بالبكاء :
- رحمه الله ..
التفت إليها من جديد .. فلم تملك نفسها من البكاء وقد علا نحيبها .. ربما كانت تنتظر مثل هذه الفرصة لتنفس عما حاولت كبته منذ فترة طويلة من المعاناة و اليأس. بكت طويلا ، بينما كنت أغالب دموعي . ثم لم أشعر إلا و رأسها يميل على كتفي .. كنت أنظر إليها واجما و أنا أفكر في أمرنا نحن الاثنين وأرثي لحالنا ..
تعيسان التقيا .. محب أعياه البحث عن غادته ، و عاشقة حرمت ممن تحب قبل وفاته و بعدها .. ترى هل وجدت في ما يذكرها بالفقيد الغالي ؟ وهل يمثل لي شبهها بغادتي عزاء لفشلي و خيبتي ؟
كانت هذه التساؤلات تغزو فكري وأنا أتأمل عينيها النجلاوين الصافيتين مثل صفاء عيني غادتي تماما . ولو خيرت في تلك اللحظة لاخترت تأملهما طويلا دون ملل .. هنا أدركت أن شوقي الدفين لغادتي لا يمكن أن ينسى سريعا و أن حبي لها لا يمكن أن ينمحي بسهولة حتى ولو طال غيابها دهرا . وما زلت أرنو إلى عيني حليمة حتى تزحزحت من مكانها و انتصبت واقفة وهي تمسح دمعها بكم قميصها . ثم انحدرنا لا نلوي على شيء وقد بدأ الظلام يحجب عنا رؤية الطريق .. لكننا كنا قريبين من المنزل حين ساد الظلام تماما . أسرعت هي إلى غرفتها بينما لبثت أنا على عتبة الباب أحدق في سواد الليل مترنما بصوت خافت :
سألت عقلي فأصغى
وقال لا .. لن تراها
وقال قلبي أراها
ولن أحب سواها .
ما أنت يا قلب قل لي
أأنت نعمة حبي ؟
أأنت نقمة ربي ؟
إلى متى أنت قلبي ؟
[/align]

رولا نظمي 01 / 04 / 2010 49 : 08 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
أستاذي الغالي ...........رشيد الميموني
كلام جميل ومعبر هو ما وصفته عند وقوفك على باب الحبيب
كلي شوق لأعرف المزيد عن عشك الدافئ وفي بعض الأوقات أقف عند بعض العبارات
أقول من جد من أين تأتي بهذا الكلام وهذا الإحساس حقاً أنت رائع أستاذي الكريم
صاحب خيال خصب
دمت أستاذي بالف خير
وحفظ الله تعالى

بشرى الموسوي 01 / 04 / 2010 15 : 01 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 

كل شي كان يضج بالحب والعشق والوفاء لغادتك !!

ومن كانت حليمه حتى تكون ,, وان اثارت بشبهها غادتك

بكل شغف اتابع ..



دمت بخيراستاذي ..

رشيد الميموني 01 / 04 / 2010 33 : 01 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 66076)
أستاذي الغالي ...........رشيد الميموني
كلام جميل ومعبر هو ما وصفته عند وقوفك على باب الحبيب
كلي شوق لأعرف المزيد عن عشك الدافئ وفي بعض الأوقات أقف عند بعض العبارات
أقول من جد من أين تأتي بهذا الكلام وهذا الإحساس حقاً أنت رائع أستاذي الكريم
صاحب خيال خصب
دمت أستاذي بالف خير
وحفظ الله تعالى

العزيزة رولا ..
حين يكون هذا التجاوب من القراء وهذا التشجيع المستمر ، لا يمكن للخيال إلا أن يكون خصبا ..
ممتن لمتابعتك رولا وشاكر ثناءك ..
أرجو أن تستمتعي دوما هنا بالعش الدافئ .
مرحبا بك في كل وقت وحين .
مودتي .

رشيد الميموني 01 / 04 / 2010 38 : 01 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى الموسوي (المشاركة 66089)
كل شي كان يضج بالحب والعشق والوفاء لغادتك !!

ومن كانت حليمه حتى تكون ,, وان اثارت بشبهها غادتك

بكل شغف اتابع ..


دمت بخيراستاذي ..

الغالية بشرى .. يمكن للقلب أن ييأس و يتذمر ممن أحبه لغيابه و هجرانه .. لكن من الصعب أن يستبدله بآخر ، كما قال الشاعر :
انقل فؤادك حيث شئت من الهوى ////////// وما الحب الا الحبيب الاول
أرجو لك استمرار المتعة من ما أكتبه فهذا يسعدني كثيرا .
لك مني كل مودتي .

امال حسين 02 / 04 / 2010 22 : 04 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
وصفك الرائع للطبيعة ينقلنا روحاً وجسداً للاقتراب من خطواتك وسماع انفاسك ومحادثاتك


مبدع ورائع يا استاذ رشيد


كل اعجابى وتقديرى

رشيد الميموني 02 / 04 / 2010 37 : 12 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امال حسين (المشاركة 66157)
وصفك الرائع للطبيعة ينقلنا روحاً وجسداً للاقتراب من خطواتك وسماع انفاسك ومحادثاتك


مبدع ورائع يا استاذ رشيد


كل اعجابى وتقديرى

هو كما قلت آمال .. الطبيعة تجعلنا ننتقل إليها روحا و جسدا لتكون المتعة تامة ..
يسعدني ثناؤك و تتبعك لما أكتبه في العش الدافئ ..
لك مودتي .

رولا نظمي 09 / 04 / 2010 55 : 07 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
أستاذي الغالي .......رشيد الميموني
لا أحاول الضغط عليك في كتابة المزيد عن عشك الدافئ ولكن
كلي شوق لمعرفة المزيد وأصبحت دائماً أدخل وأقرأ وأتمعن بجمال كلماتك الأخاذة بجوهر وحُسنِ التعبير
الصادر منك أستاذي الكريم
ودمت بالف خير وحفظ الله تعالى

ميساء البشيتي 09 / 04 / 2010 31 : 10 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
معها حق رولى

طولت علينا رشيد

نحن بالانتظار رشيد

هيا بلا كسل

:nic50::nic50::nic50:

رشيد الميموني 10 / 04 / 2010 22 : 02 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي (المشاركة 67343)
أستاذي الغالي .......رشيد الميموني
لا أحاول الضغط عليك في كتابة المزيد عن عشك الدافئ ولكن
كلي شوق لمعرفة المزيد وأصبحت دائماً أدخل وأقرأ وأتمعن بجمال كلماتك الأخاذة بجوهر وحُسنِ التعبير
الصادر منك أستاذي الكريم
ودمت بالف خير وحفظ الله تعالى

العزيزة رولا حياك الله ..
كل محاولة ضغط أعتبرها تعبيرا عن الإعجاب بما أكتب .. ولهذا فإن مرورك البهي هنا و سؤالك عن متابعة البوح بالعش الدافئ دليل على أن كتاباتي قد نالت حظها من هذا الإعجاب ..
منذ مدة كدت أنتهي من الجزء الموالي .. لكني ولظروف خاصة توقفت .. وسوف أبادر بالكتابة في أقرب وقت مادام الطلب يزداد بإلحاح ..(ابتسامة)
رولا .. كوني دوما بالجوار .. وجودك يسعدني جدا ..
مودتي .

رشيد الميموني 10 / 04 / 2010 27 : 02 AM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي (المشاركة 67377)
معها حق رولى

طولت علينا رشيد

نحن بالانتظار رشيد

هيا بلا كسل

:nic50::nic50::nic50:

آسف لهذا التأخر وسعيد لهذا الإلحاح الذي يعبر عن إعجابك بما أكتب ..
سعيد جدا بهذا التجاوب وممتن لك على اهتمامك و تشجيعك ..غير أني لا أفاجأ بهذا .. لأنني تعودت أن تكوني في الموعد ..
شكرا لك من كل قلبي ..
ودامت لك مودتي .

رشيد الميموني 10 / 04 / 2010 57 : 09 PM

رد: عش رشيد الميموني الدافئ
 
29

[align=justify]
الأيام تمر رتيبة .. لكني لا أحس بأي ملل . فنهاري أقضيه في صعود الجبال أو السير عبر الوديان وفي بعض الأحيان ألتزم منطقة قريبة من البلدة وأجلس على حافة الغدير أتملى بمرأى المياه وزبدها عند الصخور وهي تجري في صخب .. لم يتغير أي شيء .. ولبثت على عادتي في زيارة الكوخ حيث تمتنت علاقتي بالراعي الجديد الذي وجد في مجيئي عنده فرصة للاستئناس .. ثم أعود لأمر على قبر صديقي المفضل .. لم يتغير شيء سوى أنني لم أعد أرى حليمة منذ ذاك المساء عندما عدنا من الكوخ .. كأنما انشقت الأرض و ابتلعتها .. خرجت مرارا ألف حول المنزل أو أنتظر بالقرب من الفرن ، ثم أذهب إلى المنبع و أظل أترقب ظهورها مع صويحباتها . لكنهن كن يمررن بدونها .. حتى خجلت من كثرة وقوفي على التلة القريبة من المنبع .. كنت أتخيل ابتسامة السخرية أو الشفقة على شفاههن فأعود حزينا .. وألج المنزل متعمدا أن أذهب إلى المطبخ تحت ذريعة الشرب أو غسل يدي .. دون جدوى .. أين تكون ذهبت ؟ وهل هناك سبب وراء اختفائها ؟ هل يكون لعودتنا الأخيرة وما تخللها من مواقف أثر في هذا الاختفاء ؟
حاولت أن استشف من الأب شيئا أو ألمح من تصرفاته تغيرا من ناحيتي ، لكني لم أجد إلا اللطف و العناية و الترحاب .. لم يحدثني عنها وعن غيابها بينما كنت أتأجج فضولا ولهفة لمعرفة أين تكون .
نحن الآن جالسان على سطح المنزل .. جو ربيعي ممتع .. الليل حالك لكن النجوم تتلألأ ببهاء في سماء بدت لي كقبة مطرزة .. و في الأفق بدت هالة فوق الجبل تعلن عن قرب بزوغ القمر .. تحدثنا طويلا و تعمدت أن أنطق باسم حليمة بعفوية وأنا أتحدث عن مشقة العمل في الحقل .. ودون أية مقدمات قال الرجل :
- إيه .. مسكينة حليمة .. لشد ما تعبت .. ولم تعد تطيق العمل فاختارت أن تذهب عند خالتها لتستريح قليلا .
خفق قلبي بعنف حتى خشيت أن يسمع الأب نبضاته ، وقلت بلا مبالاة :
- الله يكون في عونها و عون كل العاملين هنا .. يجب أن ترتاح ..
- هكذا قلت لها .. لكني أعرفها .. لن تستمر طويلا هناك .. وستعود سريعا .. المشكلة أنها في القرية التي تقع وراء هذا الجبل .. وسأضطر للذهاب لكي أعود بها .. لكن .. لم لا تذهب أنت ؟ ..
- أنا ؟
قلتها بلهجة اختلط فيها الفرح بالدهشة .. كنت تحت وقع المفاجأة ولم أدر بما أجيب ، فتابع الأب قائلا :
- أعرف أنني سأثقل عليك .. و لك الخيار .. لكني لن أجد أحسن منك بخصوص يصحبها إلى هنا ..
أطرقت صامت و أنا أتخيل ما سوف تقوله لي حليمة عن هذا الغياب المفاجئ .. طبعا لن أصدق أن التعب وحده كان من وراء ما أسميه أنا هروبا . هل تتوقع أن أذهب لأعود بها ؟ كيف سيكون موقفها ؟ هل هي مناسبة لكي أعتذر للأب و أغادر هذه البلدة دون رجعة ؟ ما الذي يشدني إليها ؟ وما الذي تبقى لي فيها بعد رحيل من كان الفضل له في التعرف على البلدة ؟
عادت فكرة الذهاب عند العجوز على الشاطئ .. فتنازعني إحساسان .. واحد بالسعادة لما سوف ألاقيه عنده من ترحاب و حكمة في القول و العمل ، وآخر بقلق لا أدري كنهه و أنا أرى نفسي مغادرا مكانا عشت فيه فترة من السعادة و الطمأنينة . لبثت أفكر في أي القرارين أتخذ لكني عجزت عن حسم موقفي .. وفضلت أن أؤجل ذلك إلى ما بعد عودة حليمة ..
ارتاح الأب لموافقتي الضمنية و هيأ لي بغلا لامتطائه .. رفضت في بادئ الأمر لأنني أعشق السير مشيا عبر الطبيعة .. لكنني فكرت في حليمة و مدى التعب الذي سوف تكابده وهي تصعد مرتفعا أو تنزل منحدرا .. فما كان مني إلا أن استلمت لجام البغل و انطلقت .. لحسن حظي أن أحد خدمه كان سيرافقني في ذهابي وعزمت على أن يمتطي هو البغل بدلا مني .. فكان هذا مثار دهشته .. لكني شرحت له الأمر ورجوته أن يقبل ففعل ..
الأماكن تكاد تتشابه .. لكني لم أر في حياتي قط مثل هذه المنطقة التي أتواجد فيها .. الجبال لها شكل موحش وهي تبدو على هيئة صخور منحوتة .. يغلفها لون أسود يزيدها وحشة و هيبة .. أما حين أسير محاذيا الوادي فإن صخور النهر الملساء تطل من الماء كرؤوس الشياطين .. ولم أكن ادري هل حقا كانت الجبال بذاك المنظر الموحش أم أنها حالتي النفسية التي بدأت توغل من جديد في متاهة قاتمة من اليأس . ورغم هذا المنظر الذي كان يبعث في النفس قشعريرة فإني كنت شارد الذهن مشتت الفكر لا أدري ما يجري من حولي ولا ما يقوله رفيقي عن المنطقة و عادتها ..
عند أحد الغدران توقفنا .. نزلت إلى حيث بعض الصخور الصغيرة وجعلت أنط عليها حتى صرت في وسط النهر .. و صرت أملأ الماء بكفي و أرش على وجهي الملتهب من شدة الحرارة التي ارتفعت مع توسط الشمس كبد السماء .. و أيضا لتضارب أحاسيسي و اضطراب أفكاري .. كان الماء يهدر من حولي و أنا أرش بدون انقطاع .. انتعشت كثيرا و التفت إلى رفيقي الذي ظل يراقبني على ضفة الغدير ، فوجدته يضحك .. وتناهى إلي صوته من خلال هدير الماء وهو يصيح :
- الأفضل لك أن تغطس بدل ذلك .. الماء وفير و الحمد لله ..
ضحكت أيضا .. لكن شيئا ما أوقف ضحكتي .. لا أدري لم تمثل لي وجه صديقي المفضل .. نفس الضحكة الرنانة التي كان يطلقها حين كنا بالكوخ .. وجم رفيقي لرؤيتي على تلك الحالة ونهض يحث البغل على المسير .. لم يشأ أن يركب بدوره .. وسرنا طويلا دون أن نتبادل كلمة .. أحسست أنني أخطأت حين وجمت أمامه .. ربما يحاسب نفسه الآن على ذنب لم يقترفه ، ووجدت نفسي اسأله دون وعي :
- هل كنت تعرف جيدا المفضل ؟
- رحمه الله .. كنا نلتقي أحيانا بالكوخ و نتقاسم الطعام .. لم يكن لي عمل قار .. أشتغل اليوم عند هذا و غدا عند ذاك .. حتى تدخل هو لدى السيد و توسط لي .. فقبلني عنده .
- مسكين .. لم يمهله المرض حتى يعيش حياته مثل الناس جميعا .. حتى حلمه ببناء منزله على الربوة لم يتحقق .. كنت أمني نفسي برؤيته عريسا ..
لا أدري لم فهت بمثل هذا الكلام ؟ هل كنت أريد استدراج الآخر لمعرفة مدى اطلاعه على أسرار زميله .. حمى الفضول تنتابني .. ما الذي أريد معرفته بالتحديد ؟ هل كانت أشياء بداخلي لا أجرؤ على البوح بها ؟ ومن جديد شعرت بجسمي يتقد حرارة حتى خشيت أن أقع فريسة الحمى كما حدث لي في الكوخ من قبل .. ولحسن الحظ بدت طلائع القرية التي نقصدها تبدو لنا عند سفح الجبل مما جعلني أنفض عني هواجسي و أحس بنوع من الحبور لا أدري كنهه ..
تركت الخادم يسير إلى حيث منزل خالة حليمة لإخبارها بالأمر .. وبقيت مستندا عند جذع شجرة .. أقبلت صبية تدعوني في حياء إلى حيث البيت الكبير .. نهضت في إعياء و ذهبت إلى هناك لأجد خالة حليمة قد أعدت لبنا و دقيقا مفتولا .. سألت عن صاحب البيت فأخبرتني أنه خرج للصيد و أن حليمة تستعد للعودة ..
- حسنا .. سوف أنتظرها عند الدوحة الكبيرة ..
عدت أدراجي بعد أن شربت اللبن بشهية .. كانت الشمس قد مالت إلى الزوال .. إذن فسوف نصل عند الغروب لأنني كنت اعرف أن حليمة لن تتحمل المشي الحثيث الذي مشيناه أنا و الخادم ، رغم أنها ستكون راكبة البغل ..
أخذتني سنة و أنا مستند إلى جذع الدوحة أرنو إلى أغصانها وقد بدأ حفيفها يزداد مع ارتفاع هبوب الريح .. انتبهت إلى أن الأفق بدأ يظلم .. ماذا ؟ .. هل ستمطر السماء من جديد ؟ .. لا شيء يدعو للعجب .. فأيام الربيع لا تستقر على حال و إن كانت أيام الصفاء أطول .. أغمضت عيني قليلا منتشيا بمداعبة الريح لشعر رأسي .. ولبثت هكذا حتى أيقظني صوت حليمة ضاحكا :
- إذا كنت تأمل في العودة باكرا بهذه الطريقة .. فلا تحلم بذلك ..
- أهلا بك .. لم أكن نائما و إنما كنت أنتظرك و أخذتني سنة ..
- يعني أنني لو لم آت في هذه اللحظة للبثت تنتظر إلى ما شاء الله ..
ضحكت بدوري و قلت و أنا أنهض وأمسك بلجام البغل :
- طبعا كنت سأذهب للمناداة عليك لو تأخرت قليلا .. هيا لنسرع .. فربما تمطر السماء عما قليل ..
- هل تخاف المطر ؟ أم أن الرعد يفزعك مثلي ؟
- لا ولكني أخاف عليك من البلل .. وقد تمرضين ..
- من قال لك إن المطر يؤثر في .. أنا أحبه .. وكثيرا ما كنت أسير تحته فيمتعني .
بدت لي أكثر إشراقا من ذي قبل ولاحظت أن مسحة الحزن التي لازمتها منذ رحيل صديقي ، قد انتفت عنها وحل محلها بشر و حبور .. شعوري نحوها كان متضاربا .. فمن ناحية كنت آخذا عليها نسيانها لذكرى من كان يحبها حتى العبادة .. ومن جهة كنت مفتونا بشبهها الكبير بغادتي .. هذا الشبه الذي صار يزداد مع مرور الوقت حتى صرت أخال نفسي أمام الأخرى ..
في هذه اللحظة و نحن نصعد الجبل ، بدأ الرعد يسمع جليا بين الوديان وصارت السماء ملبدة بالغيوم الداكنة .. ولم تلبث قطرات المطر أن بدأت تهطل .. شددت اللجام بقوة حتى لا يجمح البغل خوفا من قصف الرعد والتفت إلى حليمة لأجدها قد أغمضت عينيها منتشية بالمطر .. تذكرت ما كنت أفعله هناك قرب عشي وتذكرت الليلة الماطرة حين كنا نعيش أنا وغادتي أجمل لحظات العشق قبل أن ينتابها جنون الرحيل وترحل ..
مع اشتداد هطول المطر اضطررنا للجوء إلى أقرب كهف محاذي للطريق الذي كنا نسلكه .. وهناك انهالت الذكريات تغزو فكري وكأنما أعيشه في هذه اللحظة كان وليد الأمس فقط .. تذكرت حين كنت بباب الكهف هناك بالقرب من عشي الدافئ أنظر إلى ثورة الطبيعة برقا و رعدا و مطرا .. و إلى جانبي كانت العصفورة المبللة تقبع في طمأنينة .. الآن .. أنا بباب هذا الكهف الرهيب .. و بداخله كانت حليمة تعصر منديلها المبلل ، بينما بدت جدائل شعرها من تحت غطاء رأسها ، ملتصقة بجبينها ..
جلسنا ننتظر انتهاء العاصفة العابرة .. و في لحظة ظننا أنها قد ابتعدت ، هز المكان دوي هائل بعد أن أضاءت السماء بنور يخطف الأبصار .. خلت أن السماء ستقع على الأرض .. ارتج الكهف ارتجاجا ولم أنتبه إلا و حليمة تقبل نحوي لتمسك بذراعي وهي ترتجف .. أردت أن أخفف عنها مازحا فقلت ..
- ألا زلت مصرة على المسير تحت المطر ؟ .. هيا اخرجي ..
لكن قولي لم يجد الأثر المنتظر .. بل خيل إلي و أنا انظر إلى وجهها أن قطرات الماء المنسكبة من شعرها قد اختلطت بعبراتها .. هل تبكي ؟ .. أهي خائفة ؟
- أعتذر .. لم أكن أقصد السخرية ..
- أريد أن أعود إلى البيت .. أخاف أن أموت هنا ..
كانت تقول ذلك و جسمها ينتفض .. كنت أحس به يزداد التصاقا بي وكأنها تبحث عن الأمان .. فلم أملك إلا و أنا أحيطها بذراعي بوجل .. بينما كان ذهني شاردا .. أتأمل الأفق حيث تمثل لي وجه صديقي الراحل .. حاولت أن استشف من ملامحه شيئا فلم أنجح ..
[/align]


الساعة الآن 19 : 09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية