|
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثانية والثلاثون
عندما يبتلعنا الحزن ...يسقط في جوفنا الخوف كحبات عنب تساقطت من سلطانها ... كل نهاية وطن تكون على مسارح الدماء والبنادق ...وسيوف تكون بيارق تلوح بالأفق... وعشق تكون نهايته الحرمان والتمني بلّقاء العاجل ...بين شفى هاوية اللوعة .. وشفا زفير الموت .. سلاسل الفراق مقيدتان بحلقات السماء المعلقة بين الجنة والنار ... تتخذك عواصف أشعاري وبضع أفكار شتتها الدمار والألم ...أيقونة تلوح بالفجر ونور إشراقه شمس ملها الانتظار ... مقلتي تذوي أمامك بشحوب يتهاوى سحرها.... أشباح تطارد ذكرياتي معك وتخطف الحاضر من بين جفوني ... تشتكي الساعات مني ...من أنيني الذي أصبح منزلٌ تسكنه الظلمة ... أسمع شكواك من بين الآلاف الجدران ..تنقله وهي تكتم عبراتها خلف نفسها ... أخاف من لقيآك ..قد يكون الرحيل خلف ذاك القى يتربص بسكين... أحجب عشقي وأكتمه في صدرك ..علّي أجد مكان لصدى عشقي يأويني ... حفظت الشوارع وأنوارها المظلمة ...فهي توحشت السواد من يوم فراقك..وتسلسلت بحدادها إلى أن ترجع لأحضانها ... اشتقت لذراعاك وكأنهما شراعان يحتضنان البحر والسماء ... فمتى إلى أحضانك تأويني ..... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثالثة والثلاثون عشقي لك لم يكن سراب ... عرفت معك سر الحياة وسر الشباب .. وكانت قيودك في معصمي قيود من الضباب .. ذكريات الحب القديم مرت تحت ستار العذاب .. وغداً يصبح سجنك غيم وهم ...على أعتاب فراقنا ينساب .. وجيوش الظلم بوجه صمودك ترتعش أوصالها وترتاب .. فأي الجحيم ستذوقه من يداك أوصالهم وأي عقاب.... فأنت الذي ولدت لأجله الشجاعة .. لم تختار غيرك نفاقاً..وبك لم تغتاب.. لمثلك خلقت لأجله الجنان... فغداً تفتح لمثلك سبعة أبواب ... وينقلب صاحب الشهادة لحسن المئاب ... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الرابعة والثلاثون
من الصعب أن تغير وطن ...لتجد غيره تستجديه ....لقمة خبز وشربة ماء لاترويك ...وثياب تشم بها غربتك ... كيف تستبدل الشمس بأخرى... لا تجد في شعاعها سوى زمهرير ... وقمراً يتغير بياضه للون دم... ومن الصعب أن تضمد الجراح التي سببها الكائدين لك... وتغير تاريخ محتل .. كيف ألمم ألآم شعبي وكيف لي أن أمسح دموع صعب عليها التوقف ..تجري مجرى الأنهار... أتعرف طريقة تدلني عليها علي أسكت الوحش الذي يصرخ بداخلي. كأني أجوب في الظلمات من حولي .... اليوم أشعر بالحزن أكثر من كل يوم ...فأنا لا أجد رفيقاً لدربي سواه .... أمعن نظري بجراحي ...لكنني لم أعد أبصر كالسابق ......... وآه يا طائري الحبيب ...أشم بك وطني الممزق ...وغربة تأخذني من منفاك إلى البعيد ...البعيد.. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الخامسة والثلاثين
ليتني أدخل لقلبك أكثر ...واكتشف سر ما تفكر به... ليتني أكون سيجارتك التي لامست شفاهك وتختار حلول همومك .... ليتني أترنح كمفتاحٌ عجيب بين حريتك وقيدك ... عشقتك وأنا اعرف بان لانهاية سعيدة ستجمعني بك.. فالذي نمت ذراعاه بين البندقية والحرية ..لا أتصور ستكون نهايات عشقه سعيدة ...؟كقصصه البطولية .. أنا لا أريد أن أخطف خيط البسمة من على ثغرك الجنوني ...لكني ولدت حقيقة بين كل حقائقك ... انتظر... قبل أن تفكر بإغلاق كل النوافذ بوجهي ...أجعلني ثقب صغير بحياتك.. أيُ متعة وأي حياة تعيشها أسيرة عشقك ....؟ أيُ نقيض هذا الذي يجمعني بك فمعتقلي ليس أوفر حظاً من معتقلك... صباحاتي كلها كئيبة ...صماء حتى إنها لاتسمع زقزقة العصافير...ولا تحاور الأشجار ... لا تستنشق الهواء. قهوتي مرة كزهور الدفلى...جميلة المنظر مريرة الشهد...لاتقربها شفاه نحل معدمة .. ذبلت شفاهي من انتظارك ...تتمنى كل يوم لو ترسم على جبين صباحتك قبلة .... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة السادسة والثلاثون أعتذر أذا سقطت سهواً من مخيلتي لثواني.... أعتذر إن غفت جفوني وغادرك الحلم ... أعتذر لأني أصدرت الحكم بعشقنا وجعلته يدوم وينتشر كعبق الزهور ... حياتي وحياتك بدون فرص ...لأننا ولدنا في زمن الشتات ... تحجبني قيودك ...كغيوم سوداء غطت أشراقة شمس باسمة الطفولة ... كلما ولدنا انتحرت أحلام بريئة تتسائل عن ماهية خلقها ...وكيف نخلق لنا وطن وسط الكفن... نعصر الدماء كعرق والدي الذي كان يملئ سطح جبينه وهو يضرب الصخر ...عله يجد لنا دود لنأكله ...وسط كوم من آكلي لحوم البشر .. قد يكون التعبير مقزز حبيبي .... لكنها الحقيقة التي من أجلها نفوك خلف الشمس ...واستعبدوا شعبك ...وزنوا بأرضك... تمزقت زهور ربيعنا بعدما أطاح بها إعصار عاصف لم يعرف الرفق والرحمة... ربيعنا ينبت بالرصاص ...وتسيل جبال الجليد بعد أن غادرها الشتاء ...سيول من دماء لم تعرف لها مصب ...وأرواح مشردة لم تجد لها مسكن .. أعتذر عن كل الذي قلته لك ...أعلم بأنك ستفكك وتحلل كل حرف ...لتعرف بأنه رغم الألم الذي جبلت به حروفي فهي تعشقك.... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة السابعة والثلاثون
أفرطت في عشقك ...أدمنت قيودك...طوقتني أمنياتك ... فما زلت تخبئني تحت معطفك ...لهذا أنا صريعة قلبك... أسقط كحبات ندى من ثغرك ...أشتهي وحشة صمتك... تغتالني يدا صبرك ... تسكن جنبي وحدتك ... فأنا لا أعلم عن أي عشقٌ أبحث من بعد عشقك........ أقطف زهور العمر ..أخبئها كمراهقةٌ طائشة بين أعاصير عمرك .. فأنا يا سيدي لم اعرف العشق يوماً ... لم أعرف الفراق .. لم أعرف الحرية .. لم أرى الدماء التي تراق.. على مذبح الوطن... فأنا بطبيعتي أكرهه الذل ...فكيف أذا شعباً بأسره أمامي ذل ..؟ وكيف وأنت مقيد اليدان كالأسد يفك قيده فئران ... وأنا ككل الناس أكره الظلم ...وأكره كل زعيماً عربي ..ملك ...سلطان ...يدوس شعبه كأنه بعوض ...ويشرب الخمر مع السجان .....ويستبيح أعراضنا( برمزية) مع الطغيان... قد يقطعوا يدي ...ويصلبوا قلمي ...ويحرقوا الأوراق...ويقطعوا اليدان ... لكنهم لن يقدروا أن يكتموا شهادة الحر حتى بجوف القضبان ... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثامنة والثلاثون لم أكن شجاعة يوماً ...وما ادعيتها ...؟ لكني برغم أنوف الأعادي أعلنت احتجاجي ... سليت سيفي ك خنساء...وشجاعتي أعلنتها.. رفضت بك أن أساوم ... بقيت وحيدة على خناجر الموت أقاوم... أودعت الأعياد ...وبطاقة تكتبها دمائي ...ودموع قطعها الزاد.. باعوك ...باعوا بلادي ...وثبتوا المزاد... فلتسقط ...فلسطين ...ولتحترق لبنان ...ولتنتحر بغداد... هكذا هي عندهم الأعياد...؟! أريد أن أكتب كل الذي يغضبني ...على جلود الأيتام ....على ورق المدارس ...على صمت الجدران .... علنّي أجد شيء يهدئ روعي .... فبطون الفقراء ...تلعنني ... وأنا ما تعودت ترك رفقة الفقراء... وسياط الخزي تجلدني ... كلما رأيت يتيماً ...تنام دموعه ملتحفة العراء.. شفاه الموت تلاحقني ...وكأنها لم تجع إلا على ثأري.. فما عاد لصمت بين جماجمنا بقاء..... فلا تطالبني السكوت يا حبيبي الأسير... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة التاسعة والثلاثون
حبات االغضب تسقط ..تسقط.. كالبركان ... تحرق شياطينً هبطت على أرض بلادي لتعلن فيه العبودية .... شعبٌ ..ناضل..قاتل ...وبأسم الله تحد العصيان... شعبٌ هاج وماج .. كموج تنفره الشطأن .. لا يطلب غير الحرية ... خلق قوة عربية ك جبال ربت فرسان.... أرواح الشهداء جميعاً خالدةً بقلب الطغيان ... وأفواج رموز... تسقط ..تسقط ..كأعمدة الكارتون الورقية ... قالوا إن الشعب مجرم .... ف ليصلب على الجدران ..ولينفى خلف القضبان.. ... ونحن ضد الثوار والثورية ... أجساد الإرهابيون يجب أن تعلق على الأغصان... ونساء الأمة العربية تباح لضيف المحتل ...هذا أمر من السلطان.. أصبحان لانعرف شيء ... ؟ حلبة مصارعة الثيران ... بين أمريكا والرومان... فليسقط قانون الدول العربية ... . |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الأربعون
مرت أعوام ....ولم يزل عشقك...مدفون بين الركام.. طفلٌ بين الأسوار الشائكة يجري .. يعبث بالجحيم ..يتسلى بالرصاص... ثورتك تحملني إلى أعاصير المستحيل ...أتشبث ..وليت التعلق يكسر كبرياء المستحيل... أحبك .ولا أريد عيون غيري تطالعانك ... لا أريد قدم نجس تطأ أرض الوطن.... أقسمت على نفسي قسم ... لا أبيع عهدك ..ولا أساوم على قيدك .. تمنيت لو شفاهي على طول الدهور تكبلانك...تغتالان الزمن .. لم أعد أغضب كسابق عهدي...لم أعد طفلة تكسر الأشياء ... وتنتقم منك بالبكاء.. أصبح عشقي حبيبي عصفور يبعثر غزله الشتاء ... أصبح العشق وطن ... إنهُ فرق الزمن.. بينك وبين الأرض التي أرضعتك الشجاعة ....وألبستك كفن... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الواحدة والأربعون
كيف أعبرك كما يعبرني الزمن ...ويتحاشى طرقي المعبدة بين خطي نار .. كيف تريد مني أن أميل عن رياحك وأنا أول زهرة راقها إعصارك ... كيف تستطيع أن تتجاهل كل الخطوب والأخطار التي طالتني بسببك... لا أفكر ولا أريد أن أعتبرك كباقي الرجال ...أنانيي ومتعجرف الرجولة ..مغرور الجسد ... فانا ماعرفتك يوماً هكذا ...؟ تدير لي وجهك كزهرة شمس أحرقها عشق الشمس. ستأتيك كل النساء لاهثات كالجواري خلف ملك مغرور ..متباهي بذكوريته.. لكنك لن تجدني ضمن قيودهن لك .... معك قد لا أتكلف من البوح بكل ما يعتريني من جنون الحب ..لا أتعثر بمشاعري ...فهناك دوماً مساحة من الصدق تعطينا الحق بأن نتواصل بصدق.. فلا يهم بأي قيود أنت تنعم ... قد أكون قاسية القلب معك فضة المشاعر ...شرسة الطباع .. لكنها الحقيقة التي تركتها ...نصف ابتسامة ونصف ألم... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
ما شاء الله عليك أختي هدير ..
لا يزال سيلك العرم متدفقا .. وكلماتك متوهجة .. أستمتع كثيرا بما يخطه قلمك . دام ألقك . |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
تحية لك استاذي الرائع
لقد كتبت هذه الرسائل قبل عام ....وكنت احاول تصحيح بعضها لكني لم استطع ..؟ شعرت بان الكلمة عندما تكون صادقة صعب تنميقها وتزييفها ..وتحريف معناها... فأبقيتها كما هي حتى لو احتوت على اخطاء .. شكرا لوجود الدائم بين سطوري |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
رسالتي لك حبيبة الحاضر والماضي أسميتها(اغتيال زهرة البنفسج )فأنا أعرفك كم تحبين هذه الزهور ....لاتطمعي بأكثر من وردةً تنال من عطرك وترتوي من دمعك الحزين..
سآتي إليك فما بقى من القيود شيء ...انتظريني دائماً .. لاتغضبي . *********************** عرفتك خجولة ...صامتة المشاعر .. لاتغضبين.. صبورة البوح بعشقك.. لكنك اليوم تتمردين ...وتثأرين ... تبعثين لي بزهورك..من روحك تقطفين.. في قلبي تحرقين ... وتضرمين العشق بي وتقتلين عشقتك .. فعذابي يسكن تشرين .. يلفنا الشقاء ...لكننا نرضى بالقضاء.. منكسر الجبين.. متى تستيقنين من عشقي لك ..ومتى أنت توقنين.. بأن الحب زهرة نرجس اغتالوا فصلها ... كانت فداء كل القرابين .. تلف حول عنقها الغصون .. وتنتحر بلحظة اليأس و الجنون تعود بعد الموت تصارع العصور .. كأنها مهرٌ غيور على واحاتها نارية العنفوان.. بعزها سخية العطاء .. لاترحلي .. وتتركي قلبي هاهنا ممزق اليدين .. تغادرينني مصلوب الشفاه ...بدون مقلتين.. لا أعرف السراب واليقين.. مفتونٌ بك منذ تاريخٌ مضى .. لاتسخري .. من قلب مجنون الشفاه المخملين... لاتنزفي... ....الجرح لاتذرفي......الدمع هذي قيودي انتحرت على سماع صوتك الحزين ... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثانية والأربعون
يضمني الشوق كزهرةٌ تنوح... أبعدها الخريف عن أنامل الربيع...كسر عنقها... لكنها بقيت تأن تاركةً نواحها يصلب.... حتى بعدك فيه شوق... ووصالك أصبح لمرارته طعم .. أحببت حزني ..وكرهت أن أكون سعيدة بدونه .. عديمة الحياة والموت.. أنا لا أجد ما أخشاه ...فما كنت أخشاه أن لا تكون لي ... منحتني قلبك ليكون ملكي.. شفاهك تنسجني لغة... لتسقطني جسداً دون لغة .. أتنهد أنفاسي مبتورة الهواء.. تشيخ دموعي العرجاء على مقلتيك.. لأستلذ نعشك الطويل... يحتويني قيدك الأعمى ... يضمني بين حنايا شوكه الغزير.. لكنك تبقى أسير ... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثالثة والأربعون
ضجر الكلام .. شكواي ملها القلم.. أعرف بأني أتعبتك.. أعرف إنك مقيد الحدود .. جرحك لا يشابه الجراح .. حبك لا يداني فصوله أي عشق.. أنا والوقت أصبحنا غريمان .. نفتح الذكرى على فصول حرب وتارةً فصول عشق.. نحلم بالغضب ...بسيوف من لهب ..بالبنادق .. يملاء كؤوس رؤوسنا الصخب.. أعلم إنها الحرب...؟! قلوبنا معدومة ...فنحن غاضبون ..مكبلون ..مرهقون ... نحلم بالشفق ... نمد جناح الشوق لنعبر المحيط ... نريد حلماً ..فالخبز أصبح طعمه مراً.. نريد يوماً جديد..غير ملثم تختبئ عيونه خلف الشبابيك... يستمع من شقوق بيتنا المتصدع... هذه المرة وجدت الطريق .. مجرد الجسد.. لا كلام ..لا ألغام .. قد مللنا حريتنا التي أقفالها ذل ...حراسها حفنة من اللصوص.. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الرابعة والأربعون
يحملني شوقي أليك كقصيدة دون خطوط... لم تكن بخارطة .. لها مسافات وحدود .. لم أكن فيك سوى حروف خطها الحب ... اختطفت منك سنون ... توغلت واستبحت العمق من ماضيك ... تغازلك مئات المرات ذاكرتي... تحتويك..تنفيك خلف ضلوعي... أرخي ستائر حزني.. علني أجد أمل بين شقوق وحدي ضل الطريق.. لم أكن لنفسي سوى قبرٌ جريح..ينتظر ُ الرفيق.. ماعادت عيناي براقتان أغتالها الحزن...غافلها .. يرتعش صمتي .. يستلقي على جثتي.. يلفني إعصار أسميته وحدتي... سئمت ثرثرة الشعراء... لم يستطيعوا أن يصنعوا قصيدة مثلك.. كرهت عبقرية الرسامين ..عجزوا أن يرسموا مفتاح قيدك... سواحلي تبعثرت تشردت ثورتي ما عاد حبي لك سوى نكبة |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الخامسة والأربعون لن أرتب اليوم كلماتي .. فهي نافرة الحروف... لن أشحن سطوري بعواطفي ...فهي دائمة الاستمرار... لن أتوسد الحزن فوسادتي أرهقها الانتظار... فأنت مزروع بين دموعي تغرق بصحرائها ... تتوسلني حنجرتي كي ألفظك... فأنت تديم السكن بأنفاسها... كنت أحب الاكتحال بك.. واليوم أصبحت جفوني جرداء إلا من رسمك.. حبات القمح تنبت على جباهك السمراء ... تهديني عشقاً كزهر الرمان.. تهديني وطناً بيارقه مخملية.. غسلت بدم الشهداء... تلوذ خلفي.. كل المقابر ..كل النساء.. كل الذين افتدوا أرضاً عارية السقف دون سماء.. أوزنتك الحب والوطن.. فرجحت كفة الفداء.. سيستمر الأمل بأن أراك بين كفوفي تتنقل .. تسقطني شفاهك حبات مطر هادئة النزول ... يا أسير هل أضحى بعيداً اللقاء ... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة السادسة والأربعون عرفتك قوياً ...لهذا ما عاد للأبطال وجود .. بقيت بعدك دائمة الترحال والبحث عن وطن يكون بديل لقيودك.. لم أجد سوى خراب يلف كل الأوطان ..وجوهها شاحبة ...عارية الكرامة .. أشتاق لعيناك...قنديلان من زمن سحيق... أقف على سما بحر أمواجهة عاتية ...حيث لا إنسان أستنجد به ..لا قشة مغرورة الطباع ..لا سارية .. تعاندني الرياح تلفني حبالها ...تجذبني بعض خيوط الشمس التي تحجبها غيوم غير مبالية .. هذا هو مصيري لوحة بدون ألوان ... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
ما شاء الله أستاذة هدير الجميلي
رسائل طيبه مازالت تحاكي القلب أشكرك على ابداعك الرائع وما تحيطينا به من مشاعر رقيقة طيبة دمت يا الغاليه مبدعة دوما ودمت بحفظ الله تعالى |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
اقتباس:
الغالية رولا نظمي يسعدني تواجدك ..بين محطاتي ... وهذا يزيدني شرف أختي الغالية لك مني أطيب الود |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة السابعة والأربعون
ليس كل رسائل الحب مثيرة ..تشعرك برغبة الجموح دون كبح اللجام ..تتغزل بعشقك ..فهي تسيء التصرف بكلامها الناشف ... ليس كل القصائد تسلب العقول .. فالكثير منها يثرثر..لا تحكي عني وعنك..بك لا تشعر... ليس كل الرجال مثلك يسلبونني عقلي ...يستبيحون وحدتي ..يسرقون كلماتي ..يتسللون إلى ثنايا دفاتر غربتي... الليل أصبح قسمين ...قسم يسليني بك ... يفترشني عذراء يحكمها سلاحك وقيدين يقصمان حدود ما وراء الكون... والقسم الثاني من الليل يسقطني شظايا من الرجاء والأمل تحرقني شهب الحيرة ... أبقيتني قطرةٌ من الندى تنتظر صحراء شفتيك... بنيت قبراً لذكرياتي معك ...جعلته بفراقك..صرحاً ..مزاراً ..يطوف حوله الناس. يصمت الكل عندما تمر كلماتي ثائرة مستبشرة حرية الغد ... لم تخمد بداخلي تلك الأنثى التي نثرتها عبر الأثير... توقدني شرارة غضبك .. تمنحني بعضها المخمود... يجمعني ظلك ...يطول بي التحديق..يجعلني حبل يطوق رقاب الذين سلبوك مني... فأنا لست ككل النساء تعشق بقلب ينتظر المصير ... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
رسائل رائعة تسطر للتاريخ
لك كل الشكر والتقدير أديبتنا الغالية |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
اقتباس:
تحية لك استاذة تغريد يسعدني وجودك للمرة الاولى بين ميسطره القلب والقلم ... اتمنى أن ينال ما أكتب رضاكي... لك الأحترام والتقدير واهلاً وسهلاً بكي |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
غاليتي استاذة هدير
وتستمر رحلة الإبداع بلا حدود استمتع في كل حرف تكتبينه شكرا لك وبورك قلمك يا غالية |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثامنة والأربعون عندما عشقتك.. استوطنت.. عقلك..جسدك ..شفتك... كنت دوماً حاسرة الروح... بقيت سلاحاً بيدك... ألمم جراح شعبي لأزيدك الم ..يغتال وهم الذين ظنوا إنهم سلبونا أرضنا ونكّسوا العلم ... يفضحني قلبي يرفرف كجناح حمام... تتسابق دقاته لتقرع أجراس الخطر بعشق يغتال خفية.. تغتسل شفتاي بحمرة الغسق التي خُضبت بيداك... تمزقني ابتسامتك الشاهقة الذبول...كعنق نرجس يقصمه ُ الجليد.. أجدني فراشة طليقة الأفق... تطوف حول ظلك الطليق... جسدك المطوق بالسلاسل والرصاص يخفي جراحه... منحتني حرية الكلام... على قباب القيود ...تكسرني سياط الظلم .. كم تمنيت أن يعيدني منفاك أليك... غربة يعيشها الجسد يتأبطهُ قيدك المحموم... رسائلي إليك ليست سوى لوحات يرسمها شعبي الموجوع.. جوع ينتشر الجراد خلفه... وفي بلادي ما أكثر الجراد... وما أشد وقع حسام الجوع... على سعف النخيل رسمتك علم يعلن للفجر مآذن السلام .. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة التاسعة والأربعون
تنتابني لحظة ...؟أكره بها الوجود ... تلفني دوامة من صفحات الماضي الحزين... لوحات من الجحيم ترسم خطواتنا بعيدة المنال ... خيوط من الدخان كنت أحسبها خيوط شمس تعلقت بها ... سقطت ...؟لكنني لم أشعر بتكسر الضلوع ...!!شظايا القلب آلمتني... حبات زيتون.. دموعك تسقط .... على كفوفي لحظة السحر... ومن شفاهك يغريني عسلك المر ... تختلط الوجوه عندي ..فلم أعد أميز أقنعة الخير من أقنعة الشر... ربما كان الوجود هو السبب.. أيحكم الحب نظرية ...؟أتسقط سلطته تحت يد القانون ..؟ قد أكون أثرثر ..وقد ينعتني البعض بالجنون ... لم يدركوا حروف عشقي الغاضبة .. لم يفهموا كيف يداهم الموت كل من أحبهم يغتصب أرواحهم دون رحمة... لم يعرفوا إنني كل لحظة العن المصير... كانت اللحظات قبل رحيلك... ريح تسابق أجنحتها المبتورة.. واليوم لم تبقى لريح سوى ظلال منتكسة على أكتاف السماء... ألقيت بنظري خلف ظلها...فلم أجد سوى مخاض الوقت العسير يلفظ الفراق البعيد... لم يدوي أيُ أمل ...سوى صفير الشؤم الأخير... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الخمسون في كل مساء...وعلى بحيرة العذاب ...أهديك بعض عطايا قرابين عمري ... تتجول بين أقنيتي ..عيون الشامتين... أيا رجلاً متى تحتضن أوهامي... أستخدم حيلك كرجل شرقي ...فأكره مظهر المتأنق المتسامي.. كنت أختلق الأعذار لي ولك... ولكل عاشقين ذاقوا مرار الحرب ...أختلق لنا حرية مزيفة تفوح منها رائحة النفط ... في بلادي ما أبشع الحرب ..؟ما أطول شيخوخة الدمار. ..؟ أحببت أن أرتدي عروبتي ...علها تحميني ...لكنها لن تفك أسرك..بل ستزيدك أصفاداً فوقها أصفاد. كيف للأقدار أن تكون بهذه الغطرسة الفارغة كرؤوس أسيادنا.. كيف للقدر أن يكون بتلك الهمجية...كرعاعنا المتسولين من مزابل الغرباء.. أناجيك حبيبي...كطفلة ملت قراءة القصص الغبية ..عن صراع الخير والشر ..وفوز الأبطال بالوطن واستعباد الحرية.. ينتزعني الموت من جلدي الآف المرات ..فلا يجد تفسير لنفسه كيف لا يصرع روحي ..التي نالها سيفك..؟! لكنها أسقطت القبر في دوامة إصرارك. بقى الموت متسائل متفاجئ ..؟!كم هو غبي ..فهو لا يفهم العشق... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الواحدة والخمسون أكتب علني أحترف فن السرقة..؟ سرقة مشاعر الآخرين لأعبر عنهم وعني وعنك ... فهم لا يدفعون لي بشيء ...سوى نظراتهم المعبرة عن الأسف والأسى .. أنا لا أستجديهم مشاعرهم ...فهم أسوء مني حالاً.. لا أقفل على مشاعري بدروج الزمن لكي تهترء كلماتي..وتصبح تفوح منها رائحة الرطوبة ..وتسكر من خذلانها العثث.. لم أطلب كسائر النساء أن أعشقك ..لتثيرني ...بمظهرك الأنيق ..الزائف لفترة .. عندما اختارك القلب كان أول شيء تسلل إلى أنفاسي ..عطر البارود.. التصقت بك من يومها كرصاصة لاتفارق قلب قاتلها..؟! نعم فالرصاص الحر يعشق قلوب الأبطال ..لهذا لا يطول المكوث بين يد زناده الثائر.. كنت أنت السبب بكل تلك الثورات ...لأجلك ولدت النساء .. ولأجلك هدئت عيون الأيتام ..واستقرت الدماء لتكون حناء تزين كفوف الفرح.. تمهل عندما تقرئني ..فثمة رموز شيقة بين السطور المهملة ... رسائلي إليك ...لاتحسبها مضيعة لوقت امرأة تنتظرك كل ليلة لتغازلها .. تلتحفك لتبث فيك أنوثتها.. لتعترف أمامها بضعفك ..لتبكي على ذراع عصورها المتعاقبة .. لن تجد المنطق والعقل بأنفاسها المحروقة اللهفة... لا تنخدع بشفاهها الرشيقة ..فليست كل الشفاه تجيد الخداع.. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثانية والخمسون
كن لي كما الوجود...يتنفس أشواقه عبر بوابات المستحيل... كن لي نوبة تخترق قلب ..أعزل السلاح ... عشقي ولد قبل أن تستقبل صرخاتي خوف الخروج للعالم المجهول... حبي لك فطرة انهمر ظلها.....تكسر قيدها.. على عتبات الخذلان... فأنا يا حبيبي...لا أعترف.. بالسجن والسجان... لا أعترف ..بسلطة الملوك...لا أعترف سوى بالدين والوطن... لا اعترف.. سوى بأن القلب يحكمه العشق...ويستبيح كل شيء .. لا أعترف.. سوى إن القصائد كلمات ترتوي من نهر عاشق... أتسمح لي أن أتمادى بحبك أكثر ... أعشقك أكثر... أتسمح لحبك يكبر ..يكبر....يرشقني بالمطر الفضي على ويغفوا على شرفات جسدً بشوقه يتفجر... |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثالثة والخمسون
حبيبي... أكتب لك رسائلي لأروي عطش شوقي المنفلت الرسن... فكل ما بالكون ينتمي لحبي لك ...ويستمر لاستمرار شوقي... فأنا لم أتخذ من حبي وتواصلي معك تجارة خاسرة ..فكل تجارة بها ربح وخسارة ..وأنا الوحيدة الرابحة دوماً حتى لو لم ألتقيك يوماً .. يكفيني أن حبك يستمر معي ينبوع ماء ضل مجراه ..ليشق قلب الصحراء التي نال منها القحط وأباح بها الشيخوخة والهرم..لتينع رمالها زهور قرمزية من جديد .. كل الكلمات بداخلي تفجرها ينابيع غضبك وتخط بي سيف ثائر... فضلت السكوت الذي ليس بعده عاصفة تهب...فكل العواصف ضلت طريقها لتستريح على جراح قلبك.. لم أكن وحيدة يوماً فأنت تسكن القلب وتأويني آخر النهار لأغفوا على تمتمات جراحك.. ماالذي يجعلني أفضي لك كل هذه السنوات..وأشاكيك من عشقي بك.. أنت كنت ملاذي الوحيد عندما يهرب مني الفرح ..وتغادرني الطمأنينة .. أنا أحمد الله بأن القلوب لا تنشر صحفها أمام الناس...وأحمد الله بأنه هو المطلع الوحيد على ما نخطه بأوراقها ...لما فيها من أسرار تحطم محاجر قارئيها ..وتصيب قلوبهم صعقة الذهول..؟! |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الرابعة والخمسون
حبيبي ... ما هو الحب الذي ليس له حدود...؟ وليس له جذور غير روح تعلقت بك قبل خلقها...؟ كيف أجد نفسي أسيرة لك ..ولا تسير خفقات القلب إلابك... كيف أعشق الليل وأحصي نجومه وأفرح كوني لا أستطيع أن أحصيها..لأستمر بإعادة حسابها..فكل نجمة أجدها تجسدت بك.. أبحت الكواكب لي ولك... فقط أنا وأنت ساكنيها ...لم يصل لها أناس قبلي وقبلك... فكل تلك الكواكب لم تعشق سوانا.. مغرورة العشق أنا؟ وما يدريني ..؟ كثيراً تأملت الشمس ...فهي تتبع الليل لتشق طريق قلبها وتغفوا على كفيه..فما لجمال وكبرياء نورها وسطوعه ...سوى قلب الليل ..فهو من يحنو عليها . لم أحتفل سوى بمناسباتنا الوطنية مثلت كما يمثل الناس...وثرثرت كما ثرثر الذين يدعون الشجاعة .. لكن عندما عشقتك أصبحت كل صرخاتي حناجر تصدح بالحقيقة ...وكل الأيام كانت عيد مولدي وعيد استقلال بلدي..وعيد يلمم عيون غادرتها دموع الاءيتام. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الخامسة والخمسون
حبيبي ... تخفق بكل مسام جسدي... وكأن الطين الذي جبلنا منه كان يحويني ويحويك.. ما أجمل الكلمات التي تصنع منا الرغبة في الحب .. اليوم أشعر يا رفيق الدرب بأن كل شيء يتحقق مادمنا نملك الإرادة بداخلنا.. أنتظرك ويكاد قلبي لايمل انتظارك ...تحمل الريح صوتك ..وتذوب كل ألآمي لمقيدة بجدران الأسى... أهمس لك قبل خلودي للأحلام ..يرجع صدى همسك لي...فنبقى نحاور الأمل ..ونحرق الشوق بكفوف اليقظة. فلم تعد الأبواب إلى عالمنا ألاهوتي مغلقة..؟ أنت تملأني ...وأنا أحويك ..فلا تغادرني جزيئاتك العاشقة. حبك يغرسني فوق شفاه المحبين ... تستريح كلماتي على قلوبهم التعبة الفراق... جعلتهم يتصوروني حبيبتهم ..جليستهم كشهرزاد..لا يمل حكاياها الملك .. هم تصوروا أنفسهم أنت ..فأنا غرستك بكل واحداً منهم.. وأين الخطأ من ذلك مادمت أعشقك... فكيف أخلع سلطانك وأنت من جعلني ملكة عاشقة تسير مرفوعة الهام.. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة السادسة والخمسون
تشق الأرض جيدها لتواري دموعي تحت أديم ترابها.. فأيام العذاب تعتصر خذلانها لفراقك ... فمتى يخلعني سواد الأطلال...فقد ملت النفس طول ارتداء ثوبها.. متى تأتي لترمي ثمار لوعة غربتك الشهية...فالحب بداخلي أصبح طفلٌ غضوب. كم تململت الشفاه على ندى صباحك فبقيت أضم شفتاي قابضة ... كم أجفلتني ملامسة يداك لي.. لتغرس بعنقي قبلة .. كم ضمني ثلجك وأنا صريعة النار .. مكتنفة على سرير صدرك.. كم اشتهيت أن أقول دون خجل أحبك... لكن كل ذلك يعطيني دافع لأفكر بنفس الأشياء ..وتضربني كل تلك المشاعر..فأنا لا أريد أن يتغير شيء.. أحدق بصورتك لأروي ظمأ عيناي ...ولأشفي غليل روحي التي غادرها ظلك هارباً كالدخان. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة السادسة والخمسون
مكتوبٌ علينا أن نستميح الغربة ..لتسحب خنجرها .. وتحمل نعشها الموءود فينا.. تغادر مرافئنا إلى غير رجعة ... وتنسف عش الأغراب من فيافينا.. تغيرت للغة القلم ..وأبدل حبره بأحبار ..تتناقل ما نتمناه ..جاسوسةٌ هي حتى على أمانينا .. ليت الورق الذي أكتحل بدموع المقل يخبر الورى ..عني وعنك ..ويفتح أبواب الشجن لمن أراد تجافينا .. حبيبي تمنيت أن أضم جراحك في غمد قلبي ..يستلك القلب وتستلني علائلك.. كم تمنيت أن تهاجر بين خواصري .. عيناك هجرت عيون نامت بدون مغمدك ..ليستقر نعاسها على شفاهي .. كم تعمدت قيودك على مذبح صرخاتي لتنوء للأهل.. للأصحاب .. بأن لا حرية لجسد فارقه مرقدك.. عشقي لك يصارع الريح ..يسقط الغيم على نيران موجعك.. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة السابعة والخمسون
تمتلئ فراغات روحي بالكوابيس.. يدغدغ عقلي الوجع ..ليثور الجنون بالشوق .. يقف أسمك منزوع الجسد ..يذيب الشفاه التي غادرها الندى.. ترتكب الأفكار المعاصي وتستبيح كبير الذنوب ...فكم راودها شيطان عشقك المارد. من أنت لتسلبني روحانيتي وسلطتي.. وتنتكس مغامراتك على سطور دفتري. جعلتني أنغمس بقلبك سنواتٌ طوال .. كما وجه الندى ينغمس بقلب زهرة أنتزعها من قلبه الربيع.. مالذي يبقيك محفور بقلب الزوايا ..بأوجه المرايا ..بتنهيدة عذراء تسربل صمتها بالعشق ..كدبيب السم يقتل نبض الوجد بها. مالذي يبقيك فارس بزمن سحقت فيه الرجولة ..ونعدم السيف والقلم. مالذي يجعلك مفتون بالسجون ...يضمك القيد وينام على جبينك المغوار المنفى ... كيف أصابتك حمّى الوطن. أحلامك تراودني ..طائرات يرمينا القبور بالقبل فتنفجر كل العظام وتخلق الثوار.. أفواج الجنود يمشون على صوامع تحمل أسم الشهيد ..ودمعات تيتمت من عين طفل ظل أباه الكفن. ظلت الحيرة تحرسني..لسنوات طوال ... أتساءل هل يحزنك لليوم ما يحزنني ..؟ |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثامنة والخمسون
عندما أحببتك لم أفكر يوماً بعقلي ...ما وجدت للعقل داع. صورتك رسخت بين شبابيك الذاكرة ونوافذ القدر .. كل جزء فيك مركب كجزيئات الروح ...مبعثر كتغريدة العندليب يحن لصدى صوته ..وملامح فيه منكسرة الصورة. أنا أفكر بعينيك كيف ترتسم الوطن ..وكيف ترسم شفاهك الكلام ثورة .. وكيف تغدو طوائف الأمم بين صراعاتك شعلة ... حرةٌ أنا أرسمك بطبشور يدي على جباه الخانعين ...لأطبع على جباههم رصاصة . وأخط حبلي حول الرقاب الخاضعة ..ليعرف الحبل قصاصه. وأزين الفرح على شفاه الغيم... على يدا النخيل ..وأطبع على شفاه الموت قبلة. فالموت هو الوحيد الذي يذل رؤوس الخائنين و يخرس أفواه الساسة. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة التاسعة والخمسون
عندما تتحد روحانا دون أن تشعران بأن قدرهما سيصب بمصب خالد ...فماذا يكون ذلك ...؟ قد أجمع كل الكلمات ...ولا أجد ما يفسرني بك ويفسرك بي... قد أجد كلمة من بين كل القواميس التي جمعت لتحرقني حرف في معجمك ..فما تفسير ذلك.. ؟ عدني أولاً بأنك ستحاول.. وتحاول أن تصل لكلمة تحل معجم هذا الكون ..ألن تشك للحظة بأن كل شيء لم يخلق إلا لنا .. فالتاريخ ألغى كل القصص ..وشطب كل الأحداث ..ونحر كل الأبطال العشاق...ألم يكن ذلك لأجل سوانا.. لا أحب ترتيب الكلمات ...فالمشاعر لا تحتاج إلى رقابة ورتابة ..والقلوب عندما يجتاحها الحب ..تتخلص من كل الزيف الصدئ الذي يطلي جدرانها ويسمم أوردتها . أتعلم لن تكفيني السنوات القادمة لأطيل الحديث معك .. قد تمنعني الحدود ...وتغتالنا المسافات ..وتحشرنا في جوفها السجون والمعتقلات لكنك ستبقى ..حديث الساعة والساعات القادمة ..و حبيب العمر لباقي السنوات . |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الستون
حبيبي ... وزعوا الموت على مناطق بلادي بنسب متفاوتة ... لم أشعر بالخوف ..فأنا طالني الموت منذ أن فارقتني عيناك... فما معنى الحياة وهي تجترف بأذيالها الذين يتراقصون فرحاً بشبابهم الذي أهلكه السهر بالملذات .. أنتظر بريدك بفارغ الصبر ...لم تصلني رسائلك وأنا التي تحييني كلمة تطرق قلبي ليحيا من جديد. كم أطالع رسائلك القديمة ...فأرى بها صباي ...مشاكستي.. وجنوني.. أليس من حقي أن أعنونك بمذكراتي ..وأكشفك للعالم بعد موتي . أليس لنا حق المناجاة ..ونحن سكارى على سرير الحلم . من الغريب أن تكون عواطفك باردة فأنا ما اعتدت أن اتهمك ..أسمعك تناجيني من وراء البحار ..عبر أجنحة السموات ..تنقل لي أخبارك فتعلمت أن أفسر لغة الغيم ..وأتأبط أذرعت السحب المتشكلة بوجهك. كان الناس في قديم الزمان يتحدثون عن مي زيادة وجبران خليل جبران ...لكنهم يتجاهلونا ...فمي وجبران كانا يتحادثان عبر الرسائل المتبادلة لكثرة الورق وامتلاكهم الأقلام التي ليست عليها قانون أو رقابة ... وأنا وأنت نفتقر إلى قصاصات الورق..ونخفي قلماً واحداً جعلناه وسيط لنتبادل حزننا وشوقنا عن طريق نزفه المتواصل...فهو نذر روحه لنا .. كي لا نستبدله . فكم همسنا بالحب في أذن الصمت ...وحامت بين كهوف الحنين أرواحنا. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الواحدة والستون
يصبح قلبي جمرة تقطف حنين الشوق من حنايا الفراق.. كم أتعبني فراقك ولوعتي ... ذبلت تقاسيم القدر على يدانا ..فلم ترتوي من خمرة شفتيك بعد.. أكتب أشياء وامحوا أخرى .. لكنني لم أمحوك من ذكريات شجوني ..ولم أقتبس عشقك من جنون عشق الآخرين.. يصبح وجهك كل نهاية عصر مد ظله بين ظلام الماضي وغياهب الغيب حنطي.. تسجد وجنتيك فوق السنابل .. تشحذ روحك لتقاتل .. تنزف شهداء فوق أديم الدهر العابث ..العاثر بجماجم صغيرة الأرواح.. حبيبي .... كم تمنيت أن أسترهق روحي لتعود بك لي.. على جثماني تتوسدني دموعك. رسمت حروفك على الغاب لينهار منه دمع الحنين ليجلب الغيم والغيث معاً.. علنّي أسترح بين مزاج الغيم العقيم ..فهناك بين حناياه أكتالُ أكفاني زينها رسمك ...فبقيت لي أحلى وطن.. |
رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الثانية والستون
اشتقت لك وكأن السنوات التي لا ندري هل هي من أضاعتنا أم نحن من أضعناها تلوك بين فكيها عذابنا المخمور.. ليتك تجبني وتعبر الأسوار المثقلة الفراق... تنتظرني زفراتك المجنونة الإعصار لتقحمني بقلبك من جديد .. ترمي بي لردى الوجع القابع في جوفك ...يخبئ غصة أسميتها الوطن..وزفرة من لهب أسميتها أنا . تسقط من بين شفاه العيون قبلة محرقة الجفون ..تلامسني بنارها ..تكويني رعشة موجعة يستلذ بها القلب الحزين.. لم أعرف للفراق للذة إلا عندما عرفتك.. لم أشعر بغربة الحرمان إلا عندما هجرك جسدي ..بقى هيكل متفحم الصليب .. أردت أن أخبئ عنك وجعي ..فلم أجد ما أخبئه سوى أوجاع تفضحني بنفسها لنفسها.. تكشفني أوراق تطالعها كل صباح ومساء .. فتبقيك مغمض العينين تهذي بصمتي... لم يبقى حلمك بليد الذهن حتى عندما أستوطنه الغزاة .. وجرحك بقى ينزف مداده بي رغم تغير مجراه ..فبقى مقامه على شجون صبري عنيد.. ألمم في كل الفصول غيابك والحضور ..أدونها على مراكب الشكوى ... لترسي على قيدك فتطلق سراحها من أكمامها الأسيرة المضاجع والخدور. |
| الساعة الآن 00 : 03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية